بدع وهرطقات

_بدع_وهرطقات_2_بدع_حديثة_شفرة_دافنشى_مريم_المجدلية_هل_هي_الكأس_المقدسة_06[1].html



الفصل
السادس

مريم
المجدلية
في
الأناجيل
القانونية
والكتب
الأبوكريفية

وهل تزوج
منها المسيح؟

 

 بينّا
في الفصول
السابقة ما
جاء في تقليد
الكنيسة وما
نسب لمريم
المجدلية من
أساطير
وأوهام
وخرافات، وفي
هذا الفصل
نوضح ما كُتب
عنها في
الأناجيل
القانونية
وما نسبته لها
الكتب
الأبوكريفية
التي صورتها
كشخصية محورية
في بعض كتبها
المنحولة مثل
إنجيل مريم المجدلية
وإنجيل
فيليب،
وإنجيل توما،
وإيمان الحكمة،
حيث تتحاور مع
المسيح في
الأمور الروحية
والسمائية
ويكشف لها
أسرار
الروحيات والسمائيات.
وأنها دخلت
الملكوت
بتحولها إلى ذكر
روحياً.
ولكنها لا
تؤيد أي شيء
آخر مما قيل
عنها من
خرافات، ولا
علاقة لما جاء
بهذه الكتب
الأبوكريفية
من فكر غنوسي
وما نسج حول
المجدلية من
أساطير.
والسؤال الآن
هو: هل تقول
هذه الأسفار،
سواء الموحى
بها أو
المنحولة،
بزواج المسيح
منها؟

 

1 – مريم
المجدلية في
العهد الجديد:

 تُذكر
مريم
المجدلية في
الإنجيل بأوجهه
الأربعة التي
للقديسين متى
ومرقس ولوقا ويوحنا
في الآيات
التالية:

(1)
الإنجيل
للقديس لوقا:
وبعض
النساء كنّ قد
شفين من أرواح
شريرة وأمراض.
مريم التي
تدعى
المجدلية
التي خرج منها
سبعة شياطين

ويونّا امرأة
خوزي وكيل
هيرودس
وسوسنة وأخر
كثيرات كنّ
يخدمنه من
اموالهنّ

“(لو8 :1-3).
وتتكرر عبارة
التي خرج
منها سبعة
شياطين

أيضاً في (مر16 :9).
ثم
صارت إحدى
تلميذات الرب
اللواتي كن
يخدمنه من
أموالهن، ليس
وحدها بل مع ” يونّا
امرأة خوزي
وكيل هيرودس
وسوسنة وأخر كثيرات
“. ولا يوجد
ما يميزها
عنهن في شيء
إلا كونها
الوحيدة التي كانت
تدين له
بالفضل
الكثير
لإخراجه منها
سبعة شياطين.
وهذا ما يفسر
تعلقها
الكبير ووجودها
بالقرب منه في
أهم المواقف.

(2) الإنجيل
للقديس متي:
وكانت
هناك نساء
كثيرات ينظرن
من بعيد وهنّ
كنّ قد تبعن
يسوع من
الجليل
يخدمنه.
وبينهنّ مريم
المجدلية ومريم
أم يعقوب
ويوسي
وأم
ابني زبدي
000
فاخذ يوسف
الجسد ولفه
بكتان نقي.
ووضعه في قبره
الجديد
الذي كان قد
نحته في
الصخرة ثم
دحرج حجرا كبيرا
على باب القبر
ومضى. وكانت
هناك مريم
المجدلية
ومريم الأخرى
جالستين تجاه
القبر
” (مت27 :55-61).
وبعد
السبت عند فجر
أول الأسبوع
جاءت مريم المجدلية
ومريم الأخرى
لتنظرا القبر

(متى28: 1).

(3) الإنجيل
للقديس مرقس:
كانت أيضا
نساء ينظرن من
بعيد بينهنّ
مريم
المجدلية
ومريم أم
يعقوب الصغير
ويوسي
وسالومة.

اللواتي أيضا
تبعنه وخدمنه
حين كان في
الجليل. وأخر
كثيرات
اللواتي صعدن
معه إلى
أورشليم 000 وكانت
مريم
المجدلية
ومريم أم يوسي
تنظران أين
وضع
” (مر15 :40و41).

 وهنا
يؤكد كل من
القديسين متى
ومرقس وجودها
عند الصليب،
ليست وحدها بل
ضمن نساء كثيرات
كانت هي
بينهن. بل
وظلت مع مريم
أم يوسى ويعقوب
الصغير
المعروف بأخي
الرب (مر6 :3؛غل1
:19)، أي أخت العذراء،
تتابعان
الدفن حتى تم
وضع الحجر على
القبر. وفي
يوم السبت
كانت مع مريم
أم يعقوب لتطييب
جسد المسيح،
كما كانت عادة
اليهود. أي كانت
مع النسوة عند
الصلب
واستمرت
متابعة لعملية
الدفن حتى
انتهت، وكانت
مع أول من
ذهبن على
القبر.

 وفي وصف
القيامة يقول
القديس متى: ” وبعد ما
مضى السبت
اشترت مريم
المجدلية
ومريم أم
يعقوب
وسالومة حنوطا
ليأتين
ويدهنّه.
وباكرا
جدا في أول
الأسبوع أتين
إلى القبر إذ طلعت
الشمس.
وكنّ
يقلن فيما
بينهنّ من
يدحرج لنا
الحجر عن باب
القبر.
فتطلعن
ورأين أن
الحجر قد
دحرج. لأنه
كان عظيما
جدا.
ولما
دخلن القبر
رأين شابا
جالسا عن
اليمين لابسا
حلة بيضاء
فاندهشن. فقال
لهنّ لا
تندهشن. انتنّ
تطلبن يسوع
الناصري
المصلوب. قد
قام. ليس هو
ههنا. هوذا
الموضع الذي
وضعوه فيه.
لكن اذهبن
وقلن
لتلاميذه
ولبطرس انه
يسبقكم إلى
الجليل. هناك
ترونه كما قال
لكم.
فخرجن
سريعا وهربن
من القبر لان
الرعدة
والحيرة
أخذتاهنّ ولم
يقلن لأحد
شيئا لأنهنّ
كنّ خائفات
“.

 أي
أنها،
المجدلية،
شاهدت مع بقية
النسوة، كل
ظواهر
القيامة
وإعلاناتها؛
فقد شاهدت
الملاكين
وإعلانهما
قيامته
والتكليف
بتبليغ
التلاميذ خبر
القيامة.

 ثم
يكمل القديس
مرقس: ” وبعدما
قام باكرا في
أول الأسبوع ظهر
أولا لمريم
المجدلية
التي كان قد
اخرج منها
سبعة شياطين
.
فذهبت هذه
وأخبرت الذين
كانوا معه وهم
ينوحون
ويبكون ” (مر16 :1-9).

 وهنا
يعلن أنها أول
من شاهد
المسيح بعد
قيامته،
وأنها هي التي
بشرت
التلاميذ
والرسل بهذا
الخبر السار،
مع ذكر أنها
التي أخراج
الرب منها
سبعة شياطين،
أي أنها كانت
معروفة بذلك وسطهم،
ولو كان هناك
أي فكر غير
ذلك لكان قد أُعلن.

(4) أما
الإنجيل
للقديس يوحنا

فيشرح حادثة
ظهور المسيح
للمجدلية
بالتفصيل: ” وفي أول
الأسبوع جاءت
مريم
المجدلية إلى
القبر باكرا
والظلام باق
فنظرت الحجر
مرفوعا عن القبر.
فركضت وجاءت
إلى سمعان
بطرس والى
التلميذ الآخر
الذي كان يسوع
يحبه وقالت
لهما اخذوا السيد
من القبر ولسنا
نعلم أين
وضعوه
. فخرج
بطرس
والتلميذ
الآخر وأتيا
إلى القبر. وكان
الاثنان
يركضان معا.
فسبق التلميذ
الآخر بطرس وجاء
أولا إلى
القبر وانحنى
فنظر الأكفان
موضوعة ولكنه
لم يدخل. ثم
جاء سمعان
بطرس يتبعه ودخل
القبر ونظر
الأكفان
موضوعة
والمنديل الذي
كان على رأسه
ليس موضوعا مع
الأكفان بل ملفوفا
في موضع وحده.
فحينئذ دخل
أيضا التلميذ
الآخر الذي
جاء أولا إلى
القبر ورأى
فآمن. لأنهم
لم يكونوا بعد
يعرفون
الكتاب انه
ينبغي أن يقوم
من الأموات.
فمضى
التلميذان
أيضا إلى موضعهما
أما مريم
فكانت واقفة
عند القبر
خارجا تبكي.
وفيما هي تبكي
انحنت إلى
القبر فنظرت
ملاكين بثياب
بيض جالسين
واحدا عند الرأس
والآخر عند
الرجلين حيث
كان جسد يسوع
موضوعا.

فقالا لها يا
امرأة لماذا
تبكين. قالت
لهما أنهم
اخذوا سيدي
ولست اعلم أين
وضعوه. ولما
قالت هذا
التفتت إلى
الوراء فنظرت
يسوع واقفا
ولم تعلم انه
يسوع. قال لها يسوع
يا امرأة
لماذا تبكين.
من تطلبين.
فظنت تلك انه
البستاني
فقالت له يا
سيد أن كنت
أنت قد حملته
فقل لي أين
وضعته وأنا
آخذه. قال لها
يسوع يا مريم.
فالتفتت تلك
وقالت له
ربوني الذي
تفسيره يا معلّم.
قال لها يسوع
لا تلمسيني
لأني لم اصعد
بعد إلى أبي.
ولكن اذهبي
إلى أخوتي
وقولي لهم أني
اصعد إلى أبي
وأبيكم والهي
وإلهكم. فجاءت
مريم
المجدلية
وأخبرت التلاميذ
أنها رأت الرب
وانه قال لها
هذا
” (يو20:1-18).

 وبرغم
أن القديس
يوحنا ركز على
المجدلية
وحدها، هنا،
إلا أنه أشار
بشكل غير
مباشر إلى
أنها لم تذهب
إلى القبر
وحدها، وذلك
في قولها: ”
اخذوا السيد
من القبر ولسنا
نعلم أين
وضعوه
“، فهي
تتكلم بصيغة
الجمع ” لسنا
نعلم
“، ولكن
ذلك لا يقلل
من قيمة أنه
ظهر لها وحدها
أولاً وطلب
منها أن تبشر
بقية الرسل
بذلك، فصارت ” رسوله
للرسل
“. وفي
كل الأحوال لا
يوجد في نص
الآيات ما يفيد
غير أنها كانت
إحدى تلميذات
المسيح
المقربات،
وأنها كانت تمتلك
المال لتصرف
منه على خدمته
مثلها في ذلك
مثل امرأة
خوزي
والأخريات،
إلى جانب
تعلقها
الشديد به
لأنه أخرج
منها سبعة
شياطين، ولم يجعل
منها مجرد
إنسانة سوية
فقط، بل إحدى
تلميذاته
اللواتي كن
يخدمنه من
أموالهن. كما
تذكر دائماً
رقم واحد عند
ذكر أسماء
النسوة اللواتي
كن يتبعنه ومن
ضمنهن مريم
أخت أمه، أم يعقوب
أخو الرب،
وسالومة أم
يوحنا تلميذه
الحبيب وأخيه
يعقوب أبني
زبدي.

 

2 –
التقاليد
اليهودية
والزواج
المزعوم:

 زعم دان
براون أنه
بحسب
التقاليد اليهودية
كان لابد
للمسيح أن
يكون
متزوجاً، فقال:
أن يسوع
كرجل متزوج هو
أمر منطقي
أكثر من
فكرتنا
الإنجيلية
التقليدية
التي تقول أنه
كان عازباً 000
لأن يسوع كان
يهودياً 000 وقد
كان العرف
الاجتماعي في
ذلك العصر
يحرم تماماً
علي الرجل
اليهودي أن
يكون أعزباً,
كما أن
الامتناع عن
الزواج كان
ذنباً يعاقب
عليه بحسب
التقاليد
اليهودية, وكان
واجب الأب
اليهودي أن
يجد زوجة
مناسبة لابنه,
فلو كان
المسيح
أعزباً, لكان
ذلك قد ذكر في احد
الأناجيل وتم
تفسير حالة
عدم زواجه غير
المألوفة علي
الإطلاق
“.

 هكذا
دون أن يذكر
نصاً واحداً
أو دليلا
واحداً على
صحة هذه
التلفيقات!!
وسنرد على هذه
التلفيقات
تفصيلا:

أولاً: لم يذكر
العهد الجديد
في أي موضع
مطلقاً أن المسيح
كان متزوجاً،
هذا بافتراض ناسوته،
كإنسان، ولم
يكن من ضمن
رسالته ذلك،
ولم يكن من
ترتيبه ذلك.
ولم يمهد
لخلافة تكون
من نسله
أبداً. فقد
جاء، الرب
يسوع المسيح، لنشر
ملكوت
السموات في
العالم أجمع،
وقد أعد
تلاميذه
ليكونوا
شهودا له
ولعمله الفدائي
ولرسالته ككل
ثم دعا
تلاميذه
الأثنى عشر
وأعطاهم
سلطانا على
أرواح نجسة
حتى يخرجوها
ويشفوا كل مرض
وكل ضعف. وأما
أسماء الأثنى
عشر رسولا فهي
هذه

(مت10 :1و2)، ”
وبعد
ذلك عيّن الرب
سبعين آخرين
أيضا وأرسلهم
اثنين اثنين
أمام وجهه إلى
كل مدينة
وموضع حيث كان
هو مزمعا أن
يأتي

(لو10:1).
وفي
لحظات صعوده
قال لهم: ”
لكنكم
ستنالون قوة متى
حل الروح
القدس عليكم
وتكونون لي
شهودا في
أورشليم وفي
كل اليهودية
والسامرة
والى أقصى
الأرض ” (أع1 :8).
ولو كان في
نيته الزواج
وإنجاب نسل
ملكي، كما هو
مزعوم، لكان
قد أعلن عن
ذلك، بل وكان
قد جهز نسله
الملكي
المقدس لهذه
المهمة.

 ولو
افترضنا
جدلاً أنه كان
يقصد ملكوتا
دنيوياً،
فسيكون ملكه
في أورشليم،
أي سيكون
ملكاً
لليهود، وهذا
لم يتحقق،
وإذا تخيلنا
أن ذلك يمكن
أن يتحقق
عندما يكتشف
العالم حقيقة
سر الدم
المقدس
والنسل
الملكي
للمسيح، فهذا يعني
أن ملكوته
سيكون في
إسرائيل
ولصالحها ويجعلها
سيدة العالم!!
وهذه فكرة
صهيونية بحتة تنفي
عن مسيح
المسيحية
عقيدة مجيئه
الثاني في
نهاية
العالم،
وتنكر ما جاء
في الفكر
الإسلامي عن
نزول المسيح
آخر الزمان
وكونه علامة للساعة
” وَإِنَّهُ
لَعِلْمٌ
لِلسَّاعَةِ فَلا
تَمْتَرُنَّ
بِهَا ”
(الزخرف:61).

 كما ظهر
مع المسيح أمه
العذراء
القديسة مريم
وأخوته أكثر
من مرة؛ ” فقال
له واحد هوذا
أمك وإخوتك
واقفون خارجا
طالبين أن
يكلموك ” (مت12 :47).
ولم يذكر أن
له زوجة
مطلقاً. وعند
الصليب سلم
المسيح أمه
لرعاية
تلميذه
الحبيب يوحنا
” يا امرأة
هوذا ابنك. ثم
قال للتلميذ
هوذا أمك. ومن
تلك الساعة
أخذها
التلميذ إلى
خاصته
” (يو19 :27).
ولو افترضنا
أنه كان له
زوجة فلماذا
يتركها دون أن
يسلمها
ليوحنا مع أمه
لتكون تحت رعايته
ورعاية أمه؟
وإذا كان قد أعدها
لقيادة
الكنيسة
فلماذا لم
يحدث ذلك؟ كما
دافع القديس
بولس عن حقه
في الزواج لو
كان قد أراد
ذلك فيقول ” ألعلنا
ليس لنا سلطان
أن نجول بأخت
زوجة كباقي
الرسل وأخوة
الرب وصفا

(1كو9 :5). فإذا كان
قد استشهد
بزوجات
الرسل، أخوة
الرب وبطرس،
فلماذا لم
يستشهد بالمسيح
أيضاً لو كان
قد تزوج قبل
الصلب
والقيامة
والصعود.

 كما
أن زعمه بأن
كل رجل يهودي،
حسب العرف
الاجتماعي في
ذلك العصر،
لابد أن يتزوج
فهذا ادعاء
كاذب وباطل؛
فقد كان هناك
عدد كبير من
الأنبياء غير
متزوجين مثل
ارمياء النبي
ويوحنا
المعمدان، بل
وكانت هناك
جماعات من
اليهود ترفض
الزواج مثل
جماعة الأسينيين
في قمران، زمن
المسيح.

 وكان
الرب يسوع
المسيح نفسه
عريساً، ولكن
عريساً
للكنيسة، فهو
رأس الكنيسة ” لان
الرجل هو راس
المرأة كما أن
المسيح أيضا راس
الكنيسة
. وهو
مخلّص الجسد ”
(أف5 :23)، وعريسها
السمائي ” لنفرح
ونتهلل
ونعطيه المجد لان
عرس الحمل
(المسيح) قد
جاء وامرأته
(الكنيسة)
هيأت نفسها.

وأعطيت أن
تلبس بزا نقيا
بهيا لان
البزّ هو تبررات
القديسين.
وقال لي اكتب
طوبى
للمدعوين إلى
عشاء عرس
الحمل
” (رؤ19 :7-9).

 

3 – مريم
المجدلية في
الكتب
الأبوكريفية
والزواج
المزعوم:

 وعلى
عكس الفكر
الذي قال أن
مريم هي نفسها
المرأة
الخاطئة،
والذي تبرأ
منه
الفاتيكان
مؤخراً، 1969م،
فقد كانت
المجدلية
بالنسبة
للفكر الأرثوذكسي،
كما وصفها
العلامة
هيبوليتوس ” رسوله
للرسل
“، لأن
الرب يسوع
المسيح طلب
منها، بعد
قيامته، أن
تخبر تلاميذه
ورسله بهذا
الخبر السار
وهو قيامته،
كما بينّا
أعلاه، فقد
كانت هي أول
شاهد عيان
للقيامة. هذا
الوصف الذي
وصفت به
المجدلية
تضخم في الفكر
الغنوسي
فتحولت من
مبشرة بقيامة
المخلص في وسط
دائرة محلية
هي التلاميذ
والرسل إلى
مبشرة ورسوله
بهذا الخبر
السار للعالم
بمعناه
الواسع.

 وبناء
على ذلك كتب
الغنوسيين
كتباً، فيما
بين سنة 150 و450م،
أسموها
أناجيل ورؤى
وأعمال
نسبوها
للرسل، من
ضمنها ما سمي
بالإنجيل بحسب
مريم
المجدلية،
وتحولت، في
الفكر الغنوسي،
من مبشرة إلى
رائية للرؤى
الإلهية
ومحاورة
للمخلص
وحافظة
لأسراره
الروحية، بل
ويقول هذا الكتاب
الأبوكريفي؛
أنه كان يكشف
لها ما لم يكشفه
لغيرها من
التلاميذ
والرسل.

 ولكن
دان براون ومن
تأثر بهم
استغلوا بعض
فقرات هذه
الكتب، خاصة
إنجيل فيليب، وأولوها
بغير معانيها
لتبدو وكأنها
تقول أن المجدلية
كانت زوجة
للمسيح!! ف
يقول:
” عثر تيبينج
علي كتاب كبير
وسحبه نحوه من
فوق الطاولة.
كانت هذه
النسخة من
الكتاب: الأناجيل
الغنوسية
.
فتحه تيبينج
بحماس, وانضم
إليه لانجدون
وصوفي. لاحظت
صوفي أن
الكتاب كان
يضم بين دفتيه
صوراً بدت
كأنها مقاطع
مكبرة لوثائق
قديمة أتضح
أنها أوراق
بردي ممزقة
تحتوي علي نص
مكتوب بخط
اليد. لم
تتمكن من
التعرف علي
اللغة
القديمة, إلا
أن الصفحات
المقابلة
حملت ترجمة
مطبوعة لتلك
النصوص.

 
هذه صوراً
للفائف نجع
حمادي والبحر الميت,
التي قد حدثتك
عنها “, قال
تيبينج.” أنها
السجلات
المسيحية
الأولي, والتي
لا تتوافق
معلوماتها
للأسف مع
الأناجيل التي
جمع منها
إنجيل
قسطنطين
“.

 وهنا
يخلط الكاتب
بجهل بين
مخطوطات نجع
حمادي التي
تضم الأناجيل
والوثائق
الغنوسية،
والمكتوبة
بالقبطية
فيما بين 350 و450م،
وبين مخطوطات
البحر الميت
التي تضم
عدداً كبيراً
من أسفار
العهد القديم
وكتب جماعة
الأسينيين
اليهودية
التي كانت
تعيش في كهوف
وادي قمران
بالبحر الميت
والتي يرجع
أحدثها لما
قبل سنة 68م حيث
أقفلت تلك الكهوف
بسبب حروب
اليهود
والرومان
فيما بين 68 و70م!!
ولا تضم أي
شيء أو أي
معلومات عن
الأناجيل أو
المسيحية!!

(1) اعتماد
دان براون
ورفاقه على
أحد نصوص الإنجيل
بحسب فيليب:

 ثم
يكمل: ” قلب
صفحات الكتاب
حتى وصل إلى
منتصفه ثم
أشار إلى احد
المقاطع.” أن
إنجيل فيليب
هو دائماً
أفضل واحد
نبدأ به “.
قرأت صوفي
المقطع الذي
أشار إليه:
ورفيقة
المخلص هي
مريم
المجدلية,
أحبها المسيح
أكثر من كل
التلاميذ
واعتاد أن
يقبلها غالباً
من فمها. وقد
تضايق باقي
التلاميذ من
ذلك وعبروا عن
استيائهم.
وقالوا له: ”
لماذا تحبها
أكثر منا؟
“.

 لقد
فاجأت تلك
الكلمات صوفي,
إلا أنها لم
تكن تبدو
مقنعة. ” أنها
لم تأت علي
ذكر الزواج
نهائياً
“. ”
بالعكس ” قال
تيبينج
بالفرنسية 000 ” إذا
سألت أي عالم
باللغة
الآرامية فسيقول
لك أن كلمة
رفيقة في تلك
الأيام كانت
تعني حرفياً
الزوجة
“.

 

 وهو هنا
يكرر نفس
مزاعم كتاب ”
الدم المقدس،
الكأس
المقدسة ”
متجاهلاً، أو
جاهلاً،
لحقيقة
جوهرية هي أن
النسخة
الوحيدة
لإنجيل فيليب
هي ترجمة
قبطية،
مترجمة حسب
إجماع العلماء
عن
اليونانية، ولا
علاقة لها
بالآرامية!!
ونؤكد هنا أن
ما يزعمه هو
زعم كاذب
وادعاءا بلا
دليل، لأن
النسخة التي
عثر عليها من
هذا الكتاب في
مكتبة نجع حمادي
مكتوبة
بالقبطية
وليس
الآرامية،
ويجمع
العلماء على
أن الكتاب كتب
أصلاً
باليونانية،
والترجمة
تحرص على نقل
معنى النص،
وكلمة رفيقة
هنا تعني
مرافقة أو
ملازمة ولو
كانت تعني في
أصلها
اليوناني ”
زوجة ” لترجمت
في القبطية
زوجة لا
رفيقة!!

 بل
وينظر هذا
الكتاب
الأبوكريفي،
إنجيل فيليب،
إلى المسيح
كروح محض يظهر
في أشكال مختلفة:
” يسوع أخذهم
سرا, لأنه لم
يظهر كما كان,
ولكن لكي
يستطيعوا أن
يروه. ظهر لهم
جميعهم. ظهر
للعظماء
كعظيم. ظهر
للصغير كصغير.
ظهر للملائكة
كملاك,
وللإنسان
كإنسان, لهذا
السبب, الكلمة
تخفي نفسها من
الجميع.

وبالفعل, فقد
رأوه معتقدين
أنهم رأوا
أنفسهم, لكنه
حين ظهر
لتلاميذه
بمجد على
الجبل, لم يكن
صغيرا. أصبح
عظيما, وقد
جعل التلاميذ
عظماء, لكي
يستطيعوا إن
يروه بعظمة “.
وبالتالي
فكيف
يتزوج وينجب
وهو روح؟!

 وعلينا
الآن لكي نفهم
حكاية هذا
النص المزعوم
الذي تعلل به
دان براون
وكتاب كتاب ” الدم
المقدس،
الكأس
المقدسة “؟ أن
نفسره في ضوء
بقية إنجيل
فيليب وبقية
الكتب
الأبوكريفية
الأخرى التي
تكلمت عن مريم
المجدلية. ففي
هذا الكتاب الأبوكريفي
وردت الفقرة
التالية التي
تقترب كثيرا
مما جاء في
الإنجيل
القانوني
الموحى به،
والتي تصور
مريم العذراء
ومريم أم
يعقوب ومريم
المجدلية في
مصاحبة الرب
باستمرار، فيقول:

 ” (1)
كان هناك
ثلاثة يسيرون
دائما مع الرب:
مريم، أمه
وأختها
والمجدلية
والتي كانت
تدعى مرافقته.
(2) أمه وأختها ومرافقته
كن يدعون مريم
“.

 وهذا
يشبه ما جاء
في الإنجيل
للقديس يوحنا:
وكانت
واقفات عند
صليب يسوع أمه
وأخت أمه مريم
زوجة كلوبا
ومريم
المجدلية
” (يو19 :25).

 وفي
القفرة
التالية
والتي استعان
بها دان
بروان، وبعض
الذين تعلقوا
بفكره لأنه
يناسب فكرهم
وعقيدتهم من
جهة شخص
المسيح،
والذين حذفوا
الفقرة
الأولى منها
لأنها تقلب
الموضوع رأسا
على عقب نوضح،
أنه يصف
المجدلية،
إذا لم نضع في
الاعتبار
الفراغ [000]
الناتج من تلف
المخطوطة
المنقول عنها،
بأنها الحكمة
العاقر أو
العقيمة،
والتي يصفها
بشكل صوفي كأم
الملائكة،
ويقول أنها رفيقته،
ثم يليها فراغ
[000]، ثم يذكر
مريم المجدلية،
يليها فراغ [000]،
ثم يتكلم عن
حب المسيح
لها، وحبه لمن
كانت بهذه
الصفات
الروحية، وهو
نفسه، حسب
أوصاف نفس
الكتاب
الأبوكريفي،
إنجيل فيليب،
روح ونور،
لابد وأن يكون
حباً روحانياً،
وقبلاته فيه
لها مغزاها
الروحي:

  أما عن
الحكمة والتي
تدعى ” العاقر
” فهي أم الملائكة
ورفيقة ال [000]
مريم
المجدلية [000]
أحبها أكثر من
كل التلاميذ
واعتاد أن
يقبلها في
معظم الأحيان
في [000]. بقية
التلاميذ [000]
وقالوا له ,”
لماذا تحبها
أكثر منا؟
فأجاب المخلص
وقال لهم:
لماذا أنا لا
أحبكم مثلها؟
عندما يكون
رجل أعمى وآخر
مبصر كليهما
معاً في الظلمة،
فلا يختلف
أحدهما عن
الآخر،
وعندما يأتي
النور
فالمبصر يرى
النور
والأعمى يظل في
الظلمة

“.

 وهو
يصفها، هنا،
بالمبصر الذي
يرى في النور.
والأجزاء
التي بين الأقواس
هي أجزاء
تالفة في
المخطوطة ولا
تظهر الكلمات
التي كانت
مكتوبة فيها
وقد تُركت
عملية
تكملتها
لاجتهاد
العلماء.

 أما
عبارة “ واعتاد
أن يقبلها في
معظم الأحيان
من فمها
“،
فهي عبارة غير
دقيقة، لأن
المخطوطة
التي وردت بها
قديمة وبها
أجزاء تالفة،
كما بينّا
أعلاه، ولم
ترد فيها كلمة
فمها ” على
الإطلاق، فقد
وردت هكذا ”
واعتاد أن يقبلها
في معظم
الأحيان من [000]
“، ولم ترد
كلمة معينة
هنا،بل فراغ،
وقد وضع بعض
المترجمين
كلمة من فمها
لسد هذا
الفراغ، ولكن
هذا غير علمي،
فيمكن أن توضع
كلمات مثل ”
يدها أو وجهها
” مثلاً، أو يترك
الفراغ كما
هو. كما لا
يعني التقبيل
هنا الجنس،
فبحسب مفهوم
إنجيل فيليب
نفسه فالمسيح
روح محض، ولا
يمكن أن تعني
قبلته سوى
علامة حب روحي
لا أكثر ولا
أقل. فقد كانت
قبلة الفم في
بمفهومها
الغنوسي بل
واليهودي
السري أيضاَ
تعني
الاستنارة
الروحية
والعرس الروحي
للمسيح ومن
يتحد بهم
روحياً من
تلاميذه وغيرهم،
وهذا ما يؤكده
إنجيل فيليب
نفسه حيث يقول
: ” لأنه بقبلة
يحبل الكامل
ويلد. ولهذا
فنحن أيضاً
نقّبل بعضنا
بعض. فنقبل
الإدراك من
النعمة التي
في أحدنا
الأخر
” (58 :30-59 :6).
ويقول كتاب
رؤيا يعقوب،
الأبوكريفي
أيضاً، والذي
كتب في نفس
القترة، ويصف
المسيح في ظهوره
وحديثه
ليعقوب: ” وقبل
(المسيح) فمي،
واستحوذ علي
قائلاً:
أنظر
يا حبيبي،
سأكشف لك تلك
الأشياء التي
لا يعرفها
الذين في
السماء ولا
الذين على
الأرض
“.
ويقول الباحثان
الفرنسيان؛
ماري فرانس
اتشفوان وفريدرك
لونوار: ” من
جهة أخرى فإن
قراءة كاملة لانجيل
فيلبس تؤيد
تفسيراً أخر.
يظهر هذا النص
الطويل نوعاً
ما, على عكس
الأناجيل
الكنسية, ليس
كرواية لحياة
يسوع, بل
كمختارات
لأمثال ينسب
بعضها ليسوع ”
السيد ” نيّة
المؤلف أو المؤلفين
ليست الإتيان
بمعرفة
الوقائع, والإيماءات,
وكلام المسيح,
بل نقل تعليم
باطني عبر
جملة من
الأقوال
والاستفسارات
السرية, وقد اظهر
أخصائيو نجع
حمادي الصفة
الغنوسية لهذا
النص, مؤلفاً
تدريبياً
حقيقياً حول
الأعراس
الروحية بين
الله والروح
البشرية
المستكينة, غير
أن هذه
الأعراس
الأسطورية
تحققت بفضل ” النفث
” (كلمة قبطية
تقابل الهواء
باليونانية) الذي
ينقله المسيح
لتلامذته
الحقيقيين.
العديد من
فقرات انجيل
فيليبس
تستخدم صور ”
العناق ” و ”
التقبيل ”
لتعني انتقال
الروح أو النفث
إلى المتدرب
بالسر.

 كما
يلاحظ
الفيلسوف
اللاهوتي
الأرثوذكسي ”
جان ايفز لو
لوب “. مؤلف
ترجمة أدبية
متقنة للغاية
لانجيل فيلبس,
انطلاقاً من
نص مينارد – أن
معني قبلة
يسوع لمريم
المجدلية غير
مفهوم, إلا ذا
وضعناه ليس
فقط في الظرف
الغنوسي, بل
في ظرف
اليهودية
السرية
الخفية. غير
أن كلمة ” قبل ”
بالعبرية ”
ناشاك ”
Nachak تعني
” التنفس سوية
أو معاً “.
العلم
الروحاني اليهودي
يذكر نقل
النفث الإلهي
على صورة قبلة,
وانه عند
التقاء القبل
ينتقل السر,
ويدخل ” غرفة
الزواج ” التي
هي في الحقيقة
قدس الأقداس.
هنا أذن,
المعني
المركزي
لانجيل فيلبس:
حيث يقوم يسوع
بنقل النفّث
إلى تلامذته
ليدخلهم غرفة
العرس, وعبر القبلة
يدل على النقل
بين الملقنين
يصبح الرجل
الكامل
مخصباً
بواسطة
القبلة, وبهذه
القبلة يؤدي
للولادة, لهذا
نقبل بعضنا
بعضاً ونعطي بالاتفاق
ولادة الحب
الموجود فينا
(انجيل فيلبس 59).

 

 في
هذا الظرف
الرمزي العجيب,
تظهر مريم
المجدلية
أكثر منطقاً,
وبمثابة نموذج
التلميذ
الكامل, أكثر
منه كخليلة
للمسيح. هذا
السبب الذي من
اجله أصبح
التلاميذ
غيورين
وسألوا لماذا
يحبها أكثر
منهم. أن يكون
نموذج
التلميذ
الكامل (من
يتبادل
القبلة مع
المسيح) امرأة
تظهر في منطق
النص, أنها
تمثل اتحاد
المذكر
والمؤنث مثل
الصورة في هذا
العالم
لاتحاد الروح
أو النفس مع
الله. لكن كما
في النصوص
الغنوسية,
الاتحاد
الجسدي محقر,
يجب أن يفهم
على انه
الصورة أو
نقطة
الارتكاز لاتحاد
روحي صرف,
خلاصة انجيل
فيلبس دون
غموض ولبس هي:
” أن أولئك
الذين كانوا
منفصلين باستطاعتهم
الاتحاد
والتلقيح من
جديد. جميع أولئك
الذين
يمارسون
المعانقة
المقدسة,
سيشعلون
النور, ولن
يولدوا كما
نعمل في
الزيجات العادية
التي تجري في
الظلام “(1).

 كما أن
بقية النص
يقول: “ وقد
تضايق باقي
التلاميذ من
ذلك وعبروا عن
استيائهم.
وقالوا آه ,
لماذا تحبها
أكثر منا؟ “.

والسؤال هنا
هو، لو كانت
المجدلية هي
زوجته فهل كان
التلاميذ
يسألون مثل
هذا السؤال؟
فهل يسأل معلم
لماذا يحب
زوجته أكثر من
تلاميذه؟ والرب
يسوع المسيح
نفسه يقول،
وينقل عنه القديس
بولس قوله: ”
من
اجل هذا يترك
الرجل أباه
وأمه ويلتصق
بامرأته
ويكون
الاثنان جسدا
واحدا

(مت19 :5، أف5 :31). لقد
تضايقوا،
بحسب مفهوم
الكاتب، بسبب
تفضيل وليس
بسبب زواج.

 ولكي
نعرف موقف
بقية الكتب
الأبوكريفية
من مريم
المجدلية
علينا أن نبحث
في بقية النصوص
التي أشارت
إليها، وفيما
يلي ما جاء
عنها في هذه
الكتب
الغنوسية:

 

(2) الإنجيل
حسب رواية
مريم
المجدلية:

 هذا
الكتاب، الذي
كتب فيما بين
نهاية القرن
الثاني
وبداية
الثالث، يصور
المجدلية في
صورة
التلميذة
المحبوبة من
المخلص أكثر من
غيرها، بل
الأكثر شجاعة
من التلاميذ
والرسل
جميعاً!
والأكثر
إدراكاً
وحفظاً
لكلامه،
والتي سمعت
منه ما لم
يسمعه تلاميذه
الآخرون من
أسرار ملكوت
الله،
والرائية التي
رأت المخلص في
عالم النور
والروحيات
والسماويات،
بل والأكثر
ثقة وشجاعة من
كل التلاميذ
والرسل! ويزعم
أنه بعد أن
أمر المخلص
تلاميذه
بالكرازة في
العالم أجمع
حزنوا وبكوا!!
فشجعتهم
وطمأنتهم
وشرحت لهم ما
لم يشرحه
المخلص
لغيرها:

 ” (1) لكنهم
حزنوا. وبكوا
بكاءً شديدا,
قائلين كيف
نذهب لغير
اليهود ونبشر
بانجيل
الملكوت بابن
الإنسان؟ فإن
لم يحفظوه كيف
سيحفظوننا؟ (2)
ثم وقفت مريم,
وحيتهم جميعا.
وقالت
لإخوتها, لا
تبكوا ولا
تحزنوا ولا تتحيروا,
لأن نعمته
ستكون معكم
بالكامل
وستحميكم.
(3) لكن بالحري,
دعونا نمجد
عظمته, لأنه
أعدنا وجعلنا
للناس. (4) وحين
قالت مريم
هذا. شعروا
بالطمأنينة
في قلوبهم,
وبدأوا
بمناقشة
كلمات
المخلص.(5) قال
بطرس لمريم,
أختاه نعلم
أن المخلص
احبك أكثر من
أي امرأة
أخرى.
(6) قولي
لنا كلمات
المخلص التي
تذكرينها
وتعرفينها,
ولم نسمعها
من قبل. (7)
أجابت مريم
وقالت, ما هو
مخفي عليكم سأطالب
به من
أجلكم. (8) وبدأت تقول
لهم هذه
الكلمات: أنا, رأيت
الرب في رؤيا

وقلت له، يا
رب لقد رأيتك
اليوم في رؤيا
,
فرد قائلا لي،
(9) مباركة أنت
لأنك لم
ترتعشي
لرؤيتي. لأنه
حيث يكون
العقل يكون
الكنز
.(10)
قلت له, يا رب,
كيف
يرى
الرؤيا من
يراها, من
خلال الروح أم
من خلال
النفس؟ (11) أجاب
المخلص وقال،
لا ترى من
خلال الروح أو
النفس, ولكن
العقل الذي
بين الاثنين هو
الذي يرى
الرؤيا
وهي [000].

 وفي
فقرة أخرى يقول:
” 000 هو
.(10)
والرغبة
قالت, لم أراك
تهبط, لكن
الآن أراك
تصعد. لماذا تكذب
ما دمت
ملكي؟(11) أجابت
الروح وقالت.
أنا رأيتك ولم
تريني ولا
تعرفني
علي.
كنت كثوبك ولم
تعرفيني
.(12)
حين قالت هذا,
ذهبت ” الروح ”
بعيدا
بابتهاج شديد
.(13)
وثانية جاءت
للقوة
الثالثة, المسماة
الجهل
.(14)
وسألت القوة
الروح, قائلة,
إلى أين أنت
ذاهبة؟ بالشر
مقيدة. ولكنك
مقيدة لا
تحكمي.
(15) وقالت الروح.
لماذا
تحاكمينني, مع
أني لم أحاكم؟
(16) كنت
مقيدة, رغم
أني لم أكن
مقيدة
. (17)
لم يتم التعرف
علي، ولكن
عرفت أن الكل
سيتلاشى.
الأرضيات
والسماويات
معاً. (18) حين
قهرت الروح
القوة
الثالثة،
ذهبت للأعلى ورأت
القوة
الأربعة،
التي أخذت
سبعة أشكال.

 

(19)
الشكل الأول
هو الظلام،
الثاني هو
الرغبة، الثالث
هو الجهل،
الرابع هو
إثارة الموت،
الخامس هو
مملكة الجسد،
السادس هي
حماقة حكمة مملكة
الجسد،
السابع هي
الحكمة
الرعناء. هذه
هي القوى
السبع للغيظ.”

 ويركز
الكاتب في هذه
الفقرة على
سبع خطايا
مميتة، من
الوجهة
الغنوسية،
هي؛ (1) ” الجهل”
و (2) ” الظلام ” و
(3) ” الرغبة ” و (4) ”
إثارة الموت”
و (5) ” مملكة
الجسد ” و (6) ”
حماقة مملكة
الجسد ” و (7) ”
الحكمة الرعناء
“. وهو تعليم
غنوسي صوفي
يعلي من قيمة
المعرفة
والتعفف وقهر
الجسد.

 كما
يبدو أن
الكاتب قصد
بالأشكال
السبعة للخطايا
الإشارة إلى
الشياطين
السبعة التي
أخرجها منها
الرب يسوع كما
ذكرت
الأناجيل
القانونية
الموحى بها.

 ثم
يتحول الكتاب
لتصوير
أندراوس وبطرس،
وبصفة خاصة
بطرس، وكأنه
لم يصدق
إمكانية أن
يكشف المخلص
مثل هذه
الأمور
والأسرار
الروحية لامرأة،
فيتصدى له
لاوي، والذي
بحسب الإنجيل للقديس
مرقس هو
القديس متى
الإنجيلي (مر2
:14)، مؤكداً أن
تمييز المخلص
وحبه لها جاء
نتيجة معرفته
لها،
باعتباره
المخلص
السمائي،
كاشف
الأسرار، كما
يبدو في نصوص
هذا الكتاب
الأبوكريفي،
وإذا كان
المخلص أراد
ذلك فمن يعرف
أكثر منه أو
يرده:

 (1) حين
قالت مريم
هذا، صمتت،
لأن الكلام
كان حتى هذه
اللحظة كلام
المخلص معها. (2)
لكن (أندراوس)
أجاب قائلاً
للأخوة،
قولوا ما
تودون قوله عما
قالته. فأنا أولاً
وأخراً لا
أصدق أن
المخلص قال
هذا. ومن المؤكد
أن هذه
التعاليم
أفكار غريبة. (3)
أجاب بطرس
متحدثاً
بخصوص هذه
الأمور. (4)
وسألهم عن المخلص:
هل حقاً تحدث
مع امرأة
وحدهما وليس
علناً أمامنا؟

هل سنستمع لها
جميعاً؟ هل
فضلها علينا؟
(5) فبكت مريم
وقالت لبطرس،
أخي بطرس ماذا
تظن؟ هل تظن
أنني ابتدعت
هذا من تلقاء
نفسي ومن
قلبي، أو أنني
أكذب فيما
يختص بالمخلص؟
(6) أجاب لاوي
قائلاً لبطرس:
” بطرس أنت دائماً
سريع الغضب “. (7)
الآن أراك
تنافس المرأة
كعدو. (8) لكن إذا
كان المخلص قد
جعلها ذات
قيمة، فمن أنت
إذا حتى
ترفضها؟ بالطبع
فأن المخلص
يعرفها بشكل
جيد.(9) ولهذا أحبها
أكثر منا.
فبالحري يجب
أن نخجل
ونختار الرجل
المناسب،
ونفترق كما
أمرنا وأن
نبشر
بالإنجيل،
دون أن نضع
شروطاً لم
يضعها
المخلص.(10) وحين
سمعوا هذا
بدأوا بالابتعاد
للكرازة
والتبشير “.

 وهنا نص
قاطع وهو ما نسب
لبطرس أنه
قال: ” هل حقاً
تحدث مع امرأة
وحيدين وليس
علناً أمامنا؟
“!! وهذا القول
يؤكد بشكل
قاطع أن
المجدلية كانت
بالنسبة
لبطرس
واليهود، في
عصر كتابة هذا
الكتاب
الأبوكريفي،
أجنبية،
وبحسب الفكر
اليهودي،
كانت محرمة
بالنسبة لهم،
فهو ليس من محارمها،
فهو ليس أبيها
ولا أخاها ولا
زوجها، بل
أجنبية بالنسبة
له!! وهذا له ما
يشبهه في
الإنجيل
للقديس يوحنا،
عندما رأي
التلاميذ أن
الرب يتكلم مع
المرأة
السامرية على
البئر
وحدهما، يقول
الكتاب: ”
وكانوا
يتعجبون أنه
يتكلم مع
امرأة
.
ولكن لم يقل
احد ماذا تطلب
او لماذا
تتكلم معها
” (يو4 :27).

 وهذا
يكذب فكر
الكاتب ومن
تبعه في ذلك بشكل
مطلق، لأنها
لو كانت زوجته
كما زعمت الأفكار
الملفقة، لما
أستغرب أحد
لحديثه معها وهما
وحدهما دون أن
يكون معهما
مِحِرم، أو أي
إنسان آخر؟!!

 

(3)
إنجيل توما:

 وفي هذا
الكتاب يرد
النص التالي
والذي يؤكد الفكر
الغنوسي الذي
يعتقد
بالخلاص عن
طريق المعرفة،
معرفة
الإنسان
لنفسه، في
جوهرها الروحي،
ومعرفة الإله
السامي عن
طريق المسيح
المنبثق منه،
المولود منه،
كنور من نور،
والذي يدعو
للنسك
والتعفف عن
العلاقات
الزواجية، ويرى
خلاص
المجدلية في
أن تكون روحاً
حياً يشبه الذكور،
فيقول:

 قال
سمعان بطرس
لهم: ” لترحل
مريم عنا لان
النساء لا
تستحق الحياة
“. فقال يسوع:
أنا سوف
أقودها
لأجعلها ذكرا
حتى تصبح هي
أيضا روحا حيا
يشبهكم أيها
الذكور، لأن
كل امرأة تجعل
نفسها ذكرا
ستدخل ملكوت
السموات
“.

 

(4) حكمة
الإيمان (
Pistis Sophia):

 وفي هذا
الكتاب نجد
تقارباً
كبيراً بين
المجدلية
والقديسة
مريم العذراء
من جهة البركة
ووصف كليهما
بالمباركة
بركة تفوق الجميع،
كما يتكون نص
الكتاب كله من
حوارات بين المخلص
ومريم
العذراء
ومريم
المجدلية
يتعذر علينا،
في أغلب
الأحيان، أن
نميز أن كانت المتكلمة
أو المستمعة
للمخلص هي
مريم العذراء
أم المجدلية.
والكتاب كله
حوارات
وأحاديث روحية
صوفية تتركز
على عالم
النور
والروحيات،
هذا العالم
الذي يركز على
الروح وعالم
الروح وخلاصه
من الجسد.
ونختار
الفقرة
التالية التي
يمكن أن نميز
فيها اسم
المجدلية
بسهولة:

 ” وصية السر
الأول، أنا
نظرت ثانية
إلى عالم الجنس
البشري،
ووجدت مريم،
تقدمت وأعطيت
تفسيراتهم. ”
مريم، أم
يسوع، جاءت
متقدمة،
أجابت هي، بل
يسوع وقال: ”
أنت أيضا
مريم، أنت
تسلمت من
الذين هم
متقدون
وأعطيتي
تفسيراتهم “.
فتقدمت مريم
أم يسوع،
وأجابت هي، بل
يسوع: ” أنت
أيضاً مريم،
أنت تسلمت من
التي هي
عذراء النور
بحسب النور،
أنت ومريم
الأخرى
[المجدلية]
المباركة
“.

 والخلاصة
التي نصل
إليها هنا هي،
أن ما جاء
بالكتب
الأبوكريفية
يتفق مع بعض
ما جاء في
أسفار العهد
الجديد
القانونية،
الموحى بها،
ويختلف عنها
في تصويره
للمجدلية
كرسوله
للعالم
ورائية ترى
رؤى سماوية، وقريبة
من فكر المسيح
الروحاني
النوراني، ومثيلة
للعذراء
القديسة مريم
في القداسة،
وأن المخلص
جعلها كالذكر
روحياً لكي
تدخل الملكوت.

 وهذا لا
يفيد دان
براون ولا
غيره في أثبات
أن المسيح قد
تزوج وأنجب
نسلاً، لأن
ثمر الروح هو
روح، وثمر
الجسد هو جسد.
وهذه الكتب
تتكلم عن كائن
روحاني
نوراني من
عالم النور
والأرواح
والكائنات
النورانية
الذي فيه ”
لا
يزوجون ولا
يتزوجون بل
يكونون
كملائكة الله
في السماء
” (مت22: 30).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى