بدع وهرطقات

رد على كتاب شهود يهوه ماذا يطلب الله منا



رد على كتاب شهود يهوه ماذا يطلب الله منا

رد على كتاب شهود يهوه ماذا
يطلب الله منا

 

أسئلة شهود يهوه فى كتابهم ماذا يطلب الله منا:

س1: من هو الله؟

للإجابة
على هذا السؤال نعود إلى ما جاء فى سفر الخروج – الإصحاح الثالث:

(1)
العليقة المتقدة نارا:

بينما
كان موسى يرعى غنم حميه يثرون ساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب،
وإذا به يرى عليقة تتقد نارا ولا تحترق، فقال:
أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم “
ع 3. هنا دخل موسى النبى إلى
مرحلة جديدة هى مرحلة اللقاء مع الله الذى هو سر القوة، والراعى الخفى الذى يعمل
لخلاص العالم وبنيان الكنيسة.

 

يلاحظ
أن الكتاب يقول ” وظهر له ملاك الرب بلهيب نار
من وسط عليقة “
ع 2. وهنا كلمة ملاك تعنى ” مرسل “،
وتشير إلى الأقنوم الثانى،… فلو أن الذى ظهر ملاك وليس الأقنوم الثانى لما قال ناداه الله من وسط العليقة… ثم قال أنا إله أبيك إله
ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب. فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله “
ع 4 – 6.

(2) خلع الحذاء

يقول الرب لموسى: ” لا تقترب إلى هنا، إخلع حذاءك من رجليك،
لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة ”
ع 5.

نحن
ندخل الهيكل حفاة الأقدام كوصية الرب لموسى النبى، وخلع الحذاء يشير إلى الشعور
بعدم تأهلنا حتى للوقوف فى هذا الموضع المقدس الذى فيه تقدم الذبيحة المخوفة التى
تشتهى الملائكة أن تطلع عليها، خلع الحذاء أيضا عند الآباء يحمل معان أخرى كثيرة
وعميقة، نذكر منها:

· أن آدم عندما كان فى الجنة لم يكن بحاجة إلى لبس حذاء، لأن الأرض لم
تكن بعد قد أنبتت شوكا وحسكا، وكأن بموسى النبى وهو فى حضرة الله كأنه فى جنة عدن،
حيث وجود الله معنا، فلا حاجة لنا إلى الحذاء لأن الأرض أصبحت مقدسة كجنة عدن
بوجود الله.

· كانت الأحذية فى القديم تصنع
من جلد الحيوان الميت، وكأن الله بوصيته هذه يطلب منا أن نخلع عنا محبة الأمور
الزمنية الميتة لنلتصق بالسمويات الخالدة حتى نلتقى به.

 

(3)
دعوة موسى:

من
خلال العليقة الملتهبة نارا دعى موسى وهو واقف حافى القدمين ليتسلم خدمة شعب الله،
حقا إن المتحدث نارا آكلة (إش 10: 7)، والدعوة صدرت عن النار الإلهية، لكنها لا
تؤذى موسى بل تسنده وتلهبه… كما فغل الروح القدوس النارى فى التلاميذ، الذى أحرق
ضعفاتهم وأعطاهم قوة للحياة الجديدة الكارزة (مت 3: 11، أع 2).

إذ دعى الله موسى النبى لم يحدثه عن مؤهلاته للخدمة وإمكانياته
البشرية بل حدثه عن نفسه، الإمكانيات الإلهية المقدمة له، قائلا له: ” أنا
إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب ” ع 6.

وكانت هذه الكلمات تخرج بسلطان وقوة نارية حتى ” غطى موسى وجهه
لأنه خاف ” ع 7. تحدث أيضا عن قيامه هو بالخلاص فقد رأى وسمع وعلم مذلة شعبه
لذا فهو ينزل لإنقاذهم.

أما سر قوة موسى النبى فهو: ” إنى أكون معك “ ع 12.
وهوذات الوعد الذى بعطيه لجميع أنبيائه ورسله وكل العاملين فى كرمه. فيقول ليشوع
بن نون ” كما كنت مع موسى أكون معك، لا أهملك ولا أتركك “ يش 1: 5.
ويؤكد لأرميا النبى ” لأنى أنا معك يقول الرب لأنقذك “ أر 1: 16،
ويقول لتلاميذه ” ها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر “ مت
28: 20.

 

(4)
إعتذار موسى:

أراد
موسى أن يستعفى عن الخدمة قائلا: ” من أنا حتى
أذهب إلى فرعون وحتى أخرج بنى إسرائيل من مصر؟! ”
ع 11

طبيعة موسى الضعيفة بالرغم من كونه من رجال الإيمان جعلته يتردد فى
قبول الدعوة، وربما كان ذلك من آثار فشله الأول حين خرج إلى الخدمة متكلا على
ذراعه البشرى. فما كان له أن يقول ” من أنا؟! ” بعد أن عرف أن
الله نفسه هو الذى يرسله وهو الذى ينزل ليخلص.

أصر موسى على إعفائه أكثر من مرة، تارة يضع أسئلة واعتراضات، كأن
يقول ” فإذا قالوا ما إسمه، فماذا أقول لهم “ ع 13 والرب يجيبه،
وأخرى يقول ” ولكن ها هم لا يصدقوننى “ 4: 1 فيعطيه الرب إمكانية
عمل آيات ومعجزات…! وثالثة يعترض بسبب ضعفه الشخصى قائلا ” أنا ثقيل الفم
واللسان ” 4: 10 والله يؤكد له أنه هو خالق الفم واللسان ” إذهب وأنا
أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به ”
4: 12 وإذ لا يجد أى حجة يقول
إستمع أيها السيد، إرسل بيد من ترسل “
4: 13، حتى حمى غضب الله:
14 فأعطاه
هرون شريكا معه فى الخدمة.

 

(5)
إسم الله:

عرف موسى أن الذى يحدثه هو الله، فسأله عن إسمه ” فقال الله
لموسى أهيه الذى أهيه، وقال هكذا قل لبنى إسرائيل أهيه أرسلنى إليكم… إله آبائكم
إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب أرسلنى إليكم ”
ع 14، 15.

أولا: أهيه الذى أهيه AHIAH

هذا
الأسم يكشف عن جانبين فى الله:

 أولا:
أنه هو الكائن وحده الذى بجواره يكون الكل كأنه غير موجود،

 ثانيا:
أنه ليس إسم يقدر أن يعبر عنه.

 أى
[ اخبرهم أولا أنى أنا هو الكائن حتى يعرفوا الفارق
بين من هو كائن وما هو ليس بموجود. كما قدم لهم الدرس الآخر أنه لا يمكن لإسم ما
أن يستخدم ليليق بى أنا الذى إليه وحده ينسب الوجود ].

أهيه الذى أهيه: صارت عبارة معروفة لليهود كالنص
الآتى: ” إنى أنا هو “، وكانت هذه العبارة عندما تقال على مسامع
اليهود تثير كثيرا من الرهبة والخوف لإسم الله العظيم، حتى أننا نجد أن حراس
الهيكل والجند عندما ذهبوا لإلقاء القبض على يسوع فى البستان: ” وقال لهم من
تطلبون، أجابوه يسوع الناصرى، قال لهم يسوع أنا هو……. فلما قال لهم إنى أنا
هو
رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض “.. (يو 18: 4 – 7).

هذا تأكيد لا مجال للشك فيه بأن يسوع هو الله (الأقنوم الثانى).

ثانيا: إله آبائكم

قول الله لموسى ” إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحق وإله
يعقوب “
ع 15 وتكرارها ثلاث مرات فى هذا اللقاء بين الله وأول قائد للشعب
(ع 6، 15، 16) سحب قلب آباء الكنيسة إلى علامة الصداقة الإلهية الإنسانية فمع أن
الله هو إله العالم كله، إله السمائيين والأرضيين، إلا أنه ينسب نفسه للأخصاء
أصدقائه. إنه لا يود أن يكون سيدا بل صديقا فنراه يكلم موسى وجها لوجه كما يكلم
الصديق صاحبه (خر 33: 11
).

وأخيرا،
نلاحظ أن السيد المسيح إستخدم الأسم ليؤكد للصدوقيين القيامة، فإن الله إله
إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب إله أحياء وليس إله أموات (مت 22: 31، 32) فإن كان
الله هو الحى إنما ينسب لنا، واهبا إيانا الحياة لنبقى معه إلى الأبد.

 

 [ بين الله والمسيح ]

كان
السؤال الذى وجهه قيافا رئيس الكهنة إلى المسيح مباشرا صريحا، مجردا عن المصطلحات
العبرانية الخاصة:


أأنت المسيح؟ أتدعى أنك أنت هو الآتى؟ ”

ولم
يكن المتهم بأقل صراحة من سائله، وهذه هى النصوص الثلاثة لاجابته:

” أنا هو “ (مرقس 14: 62).

” أنت قلت “ (متى 26: 64).

” أنتم تقولون إنى أنا هو “ (لوقا 22: 70).

هذا
تأكيد آخر من جانب يسوع على ألوهيته، لأنه لو أخذ كلامه على أنه إنسان عادى، فليس
من حق رئيس الكهنة أن يتهمه بالتجديف.

 [
مع ربط هذه الفقرة مع ما جاء فى فقرة ” أهيه الذى أهيه ” ]
.

 

إذن:

 

س2: من هو يسوع المسيح؟

مع
ماجاء بالفقرة السابقة عن ” من هو الله ” نواصل حديثنا عن يسوع بشىء من
التفصيل:

فإن
لاهوت المسيح موضوع من أهم الموضوعات الحيوية فى العقيدة المسيحية، وقد قامت
بخصوصه هرطقات كثيرة فى شتى العصور،ومن تيارات مختلفة، تصدت لها الكنيسة وردت
عليها… ولعل من أخطر الهرطقات البدعة الآريوسية التى اشتدت فى القرن الرابع
الميلادى، وانعقدت بسببها مجامع مكانية وأيضا أول مجمع مسكونى فى التاريخ، انعقد
سنة 325 م. وحضره 318 أسقفا يمثلون كل كنائس العالم، وشجبوا آريوس وبدعته، ووضعوا
قانون الإيمان المسيحى. ومع ذلك ظلت بقايا الآريوسية منتشرة إلى يومنا هذا.. وقام
ضد لاهوت المسيح فلاسفة وعلماء ملحدون..

من
هو المسيح: هو اللوجوس (الكلمة)

دعى
السيد المسيح بالكلمة فى ثلاثة مواضع هامة:

أ
(يو 1: 1) ” فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله
وهنا الحديث عن لاهوته واضح تماما.

ب
(1 يو 5: 7) ” الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح
القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد “
(وهنا اللاهوت واضح أيضا. والكلمة هنا
بدلا من (الإبن) فى (متى 28: 19).

ج
(رؤ 19: 13) وهو متسربل بثوب مغسول بدم. ويدعى اسمه كلمة الله.

وعبارة
(الكلمة) هى فى اليونانية اللوجوس

وهى
لا تعنى لفظة. وإنما لها معنى لغوى وفلسفى واصطلاحى. كلمة لوجوس مأخوذة من فعل
يونانى معناه: ينطق.. وجاء منه المنطق
Logic بالإنجليزية،
والمنطق هنا لا يعنى النطق
Pronunciation

إنما
يعنى النطق المعقول أو العقل المنطوق به.

 

ومن
هنا كانت عبارة الكلمة تعنى عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. فهى تعنى العقل
والنطق معا. وهذا هو وضع الإبن فى الثالوث القدوس.

وطبيعى
أن عقل الله لا ينفصل عن الله. والله وعقله كيان واحد. وإذا كان شهود يهوه يرونه
إلها أصغر غير الله (الإله الأكبر الكلى القدرة)، فهم لا يفهمون معنى عبارة الكلمة
التى هى اللوجوس فى (يو 1: 1) وفى (1 يو 5: 7).

ومادام
المسيح هو عقل الله الناطق، إذن فهو الله، وإذن فهو أزلى، لأن عقل الله كائن فى
الله منذ الأزل. وإذن فهو غير مخلوق. لأن المخلوق لم يكن موجودا منذ خلقه. ومحال
أن نقول هذا عن الله. وهل يعقل أحد أن الله مر عليه وقت كان فيه بدون عقل؟! ثم بعد
ذلك خلق لنفسه عقلا! وبأى عقل يخلق لنفسه عقلا؟! إن فهم الثالوث يعرفنا أزلية
الأقانيم الثلاثة. وأن أقنوم الكلمة من طبيعة الله ذاته، وكائن فيه منذ الأزل.

لذلك
لما تجسد الكلمة، رأينا الله فيه، الله لم يره أحد قط (يو 1: 18) أى لم يره أحد فى
لاهوته. ولكنه لما تجسد، لما ظهر فى الجسد (1 تى 3: 16) رأيناه فى هذا الجسد،
رأيناه متجسدا.

ولذلك
قال القديس يوحنا الرسول ” الله لم يره أحد قط. الإبن الوحيد الكائن فى
حضن الآب هو خبر “
(يو 1: 18) أى هو الذى أعطانا خبرا عن الله، عرفنا به.

ماذا
عن إعلانات العهد القديم؟
كيف رآه إشعياء العظيم جالسا على كرسى عال
ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل (إش 6: 1)؟

وما
الذى نقوله لدانيال الذى قال: ” كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام،
لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقى…….. “
(دا 7: 9)؟

ويعقوب
من هذا المنظر تسلم لقبه، إذ دعى إسرائيل، لأن معنى إسرائيل هو الناظر إلى إلهه؟
(تك 32: 28)؟

وما
الذى نقوله لموسى القائل بنفسه للرب: ” أرنى مجدك “ (خر 33: 18)؟

إذن
ما غرض يوحنا البشير عندما يقول: ” الله لم يره أحد قط “؟ غرض يوحنا هنا
هو: أن تلك المعاينات كانت مناسبة لنزول الله وظهوره، وليست مناسبة لجوهره، لأنهم
لو كانوا قد أبصروا طبيعة الله بعينها لما كانوا أبصروها، لأن طبيعته بسيطة مستحيل
أن تكون ذات شكل، فطبيعة الله لا تجلس ولا تقوم ولا تمشى، لأن هذه كلها خواص أجسام.

رب
قائل يعترض: إن كان جوهر اللاهوت لا يقع تحت الحواس، فلماذا نتحدث فى هذه الأمور؟

نعم:
هل لأنى لا أستطيع أن أشرب النهر كله يكون هذا سببا فى ألا أستقى منه باعتدال قدر
ما يناسبنى؟!

هل
لأن عينى تعجزان عن استيعاب أشعة الشمس فى كمالها لا أنظر إليها قدر ما أحتاج؟!

وبهذا
المعنى قيل أنه ” صورة الله غير المنظور ” (كو 1: 15).

وقيل:
“…… لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله،… ” (فى 2: 5 – 7). أى أنه
إن ظهر أنه معادل لله (مساو له) ما كان يحسب هذا اختلاسا، لأنه هو هكذا فعلا.

بنوة
المسيح للآب:

أليس
البشر جميعا قد دعوا أولاد الله أيضا؟

وتكررت
كثيرا عبارات: أبوكم السماوى، وأبوك الذى يرى فى الخفاء…الخ

نوع
البنوة
:
بنوة البشر هى إما بالإيمان، أو بالمحبة أو التبنى..

أما
عن البنوة بالإيمان
: ” فقال الكتاب عن السيد المسيح: ”
وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه
” (يو 1: 12).

وأما
عن بنوة المحبة
: فيقول القديس يوحنا فى رسالته الأولى ” أنظروا أية
محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله ” (1 يو 3: 1).

أما
عبارة التبنى
فقد وردت فى (رو 8: 15): ” إذ لم تأخذوا روح العبودية
أيضا للخوف بل أخذتم روح التبنى الذى به نصرخ يا أبا الآب “.

ومع
كوننا أبناء ما زلنا ندعى، عبيدا: [ عبيد بطالون ] لو 17: 10.

++
أما السيد المسيح فبنوته من جوهر الله نفسه
:

لذلك
كان يدعى أحيانا (الإبن). أو (الإبن الوحيد) كما سيأتى شرحه، لأن له بنوة فريدة
لها نفس طبيعة الله ولاهوته وجوهره.

شهادة
الآب للإبن:

+
أثناء العماد
: ” هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ” (متى 3: 17)،
(لو 3: 22). وهذه الشهادة تأيدت بمعجزات: السماء انفتحت، الروح القدس ظهر بهيئة
حمامة وحل عليه. وصوت من السماء هو صوت الآب يشهد. فإن كانت هذه بنوة عادية، وكل
الناس أبناء، ما الحاجة إذن لكل هذه المعجزات؟! إنها معجزة الظهور الإلهى المثلث
الأقانيم…..

+
وشهد له الآب فى مناسبة التجلى
: “…. فجاء صوت من السحابة قائلا: ”
هذا هو ابنى الحبيب. له اسمعوا “ (مر 9: 2 – 7).

إن
كان إبنا عاديا فما حاجته إلى شهادة الآب؟ وما الداعى لهذا المجد فى التجلى: النور
والسحابة؟ وما الداعى لصوت الله؟….

+
وشهادة الآب للإبن قديمة جدا:

تظهر
فى قوله للإبن فى المزمور الثانى: ” أنت ابنى، أنا اليوم ولدتك،….. ”
(مز 2: 7 – 9) هنا بنوة بسلطان، تعجب منها القديس بولس حينما شرح أن السيد المسيح
أعظم من الملائكة، بل الملائكة تسجد له، فقال ” لأنه لمن من الملائكة قال قط:
أنت ابنى. أنا اليوم ولدتك ” (عب 1: 5).

إن
بنوة المسيح لله هى هدف كتابة الإنجيل:


بدء إنجيل يسوع ابن الله ” (مر 1: 1).


وآيات أخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه،…… ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة
باسمه ” (يو 20: 30، 31).

إذن
فهى ليست بنوة عادية وإنما بنوة تثبتها كل تلك الآيات الدالة على لاهوته.. وإن كان
ابنا عاديا، فما لزوم سرد كل تلك المعجزات لكى تؤمنوا أنه ابن الله؟! ثم أيضا
إيمانكم بهذه البنوة يعطيكم حياة…

+
وبنوة المسيح لله هى البنوة التى تأسست عليها الكنيسة:

فالسيد
المسيح سأل التلاميذ عن إيمانهم وإيمان الناس: ” من يقول الناس إنى أنا؟
” فلما أجابه القديس بطرس ” أنت هو المسيح ابن الله ” طوبه الرب،
وقال له ” طوباك يا سمعان بن يونا. إن لحما ودما لم يعلن لك، لكن أبى الذى فى
السموات ” ثم قال له ” وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن
تقوى عليها ” (متى 16: 13 – 18).

فلو
كانت بنوة عادية، ما لزوم هذه التطويب؟ وما الحاجة فيه إلى اعلان سماوى من الله
الآب؟ وما معنى أن تبنى الكنيسة على صخرة الإيمان هذه؟.

+
كانت بنوة المسيح لله هى سبب حكم مجمع السنهدريم عليه:

ما
معنى أن يستحلفه رئيس الكهنة ” استحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح
ابن الله؟ فلما أجاب بالإيجاب، وأضاف على ذلك أمرين هامين يليقان بلاهوته وهما: جلوسه
عن يمين القوة، وإتيانه على سحاب السماء!… ” مزق رئيس الكهنة ثيابه،….
” (متى 26: 63 – 65). وقدموه للموت لهذا السبب.

 

+
وبنوة المسيح لله كانت موضع حيرة الشيطان:

ونراها
فى التجربة على الجبل: ” إن كنت ابن الله،…… ” (متى 4: 3).

ونفس
السؤال نطق به الشيطان وقت الصليب على ألسنة الناس القائلين له ” إن كنت ابن
الله فانزل عن الصليب ” (متى 27: 40). إذن فالمفهوم هنا من الكل أنها بنوة
لها قوة المعجزة التى تستطيع أن تنزل من على الصليب، وليست بنوة عادية يشترك فيها
الكل.

+
وهذه البنوة كانت موضوع بشارة الملاك للعذراء:

لقد
قال لها ” الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضا القدوس
المولود منك يدعى ابن الله ” (لو 1: 35). إنها البنوة التى يدعى بها قدوسا،
وهذه صفة من صفات الله.

وارتباط
هذه البنوة بألوهيته أمر ورد فى نبوءة إشعياء:

فقد
قال: ” يولد لنا ولد، ونعطى ابنا. وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا
إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام ” (إش 9: 6). فهناك عبارة ” ابن
“، وعبارة ” إلها قديرا ” تجتمعان معا فى نبوءة واحدة، وحتى كلمة
(عجيبا) تذكرنا بقول الرب لمنوح أبى شمشون ” لماذا تسألنى عن اسمى وهو عجيب
” (قض 13: 18، 22).

+
وهذه البنوة المرتبطة بالألوهية وردت فى سفر الأمثال أيضا:

قال
” من صعد إلى السماء ونزل؟ من جمع الريح فى حفنتيه؟ من صر المياة فى ثوب؟ من
ثبت جميع أطراف الأرض؟ ما اسمه وإسم إبنه إن عرفت؟! ” (أم 30: 4).

وهنا
لا يتحدث عن واحد من أبناء عديدين، إنما عن أبن واحد يتميز عن الكل، لأنه من طبيعة
الله ولاهوته.

+
وورد الأعتراف ببنوته لله فى معجزة المشى على الماء:

كانت
هذه المعجزة تحمل معنى اللاهوت، يقول الكتاب إن ” الذين فى السفينة جاءوا
وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله ” (متى 14: 25 – 33).

هل
يقصدون بهذه العبارة بنوة عادية مثل بنوة باقى البشر لله؟ مستحيل.

+
وبسبب نفس القدرة المعجزية للاهوته، اعترف نثنائيل بأن المسيح ابن الله:

قال
الرب لنثانائيل ” قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك ” (يو 1: 48)،
فلما أدرك نثانائيل قوة الرب على معرفة الغيب سواء برؤيته، أو بقصة مخفاة فى حياة
نثانائيل، أجاب وقال ” يا معلم أنت ابن الله ” وطبعا لم يكن المقصود هنا
البنوة العامة لبنى البشر، وإنما البنوة التى لها من صفات اللاهوت معرفة الغيب.

والسيد
المسيح تقبل هذا الأعتراف من نثانائيل، وأضاف عليه ما يقوى هذا الإيمان فيه فقال
له “….. من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن
الإنسان ” (يو 1: 50، 51)

من
هذا الذى يملك سلطانا على السماء والملائكة؟؟!! إنه الله.

+
وإيمان قائد المائة ببنوة المسيح لله، إيمان مرتبط كذلك بمعجزة:


وأما قائد المائة والذين معه يحرسون يسوع، فلما رأوا الزلزلة وما كان، خافوا جدا
وقالوا: حقا كان هذا ابن الله ” (متى 27: 54)، (مر 15: 38، 39).

ولعله
قد قوى إيمانهم هذا، لما حدث أن أحد العسكر ضربه بالحربة فخرج من جنبه دم وماء
” (يو 19: 34).

+
ومعجزة العماد هى التى جعلت المعمدان يشهد أن المسيح ابن الله:

“…..
وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله ” (يو 1: 34)

وهذه
البنوة التى يشهد بها يوحنا المعمدان والنبى، ليست هى بنوة عادية إنما هى بنوة بعد
معجزة، وتحمل معنى الأعتراف بلاهوته، إذ قال فى نفس المناسبة ” هذا هو الذى
قلت عنه يأتى بعدى رجل كان قدامى، لأنه كان قبلى ” (يو 1: 30) والمعروف أن
المسيح ولد بعد يوحنا المعمدان بستة أشهر.

+
والأعتراف بهذه البنوة، ظهر فى معجزة منح البصر للمولود أعمى:

بعد
المعجزة قابله الرب وقال له: أتؤمن بابن الله؟ أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن
به. فقال له يسوع قد رأيته، والذى يتكلم معك هو هو. فقال أؤمن يا سيد وسجد له
” (يو 9: 35 – 38).

وهنا
يزيد هذه المعجزة أهمية أنها تحمل إعلانا من السيد المسيح نفسه أنه ابن الله،
وتحمل أيضا دعوته الناس إلى هذا الإيمان.

كما
نلاحظ أن المولود أعمى: سجد له!! ولم يمنعه السيد المسيح لأنه هو هو الله ويستحق
السجود له.

+
كذلك الإيمان به كإبن الله أمر احتاج إلى كرازة وشرح:

ويظهر
ذلك واضحا فى إيمان الخصى الحبشى، “….. فأجاب وقال أنا أؤمن أن يسوع المسيح
هو ابن الله ” (أع 8: 28 – 37). والبنوة العامة لا تحتاج إلى شرح وتفسير
وكرازة لأنها للكل.

ولعل
من نفس هذا النوع إيمان مرثا التى شرح لها السيد المسيح أنه: القيامة والحياة وقال
” من آمن بى ولو مات فسيحيا. فقالت له: نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت
المسيح ابن الله الآتى إلى العالم ” (يو 11: 25 – 27). وطبعا كانت تقصد بنوة
لها الصفة المعجزية تؤيدها عبارة (الآتى إلى العالم).. أى أنه ليس من هذا العالم،
وإنما أتى إليه.

+
وهى بنوة أقنومية فى الثالوث القدوس:

كما
قال السيد المسيح لتلاميذه ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم (باسم)
[الآب والإبن والروح القدس ] ” (متى 28: 19). واستخدام (اسم) هنا بالمفرد
تعنى أن الثلاثة واحد.

ولما
كانت بنوته للآب ليست بنوة عامة، وإنما هى بنوة خاصة بمعنى خاص يعنى لاهوته. لذلك
كان يلقب بالإبن.

الإبن:

+
وعبارة (الإبن) فى الكتاب كانت تعنى المسيح وحده:


إن حرركم الإبن، فبالحقيقة تكونون أحرارا ” (يو 8: 36).


من له الإبن فله الحياة. ومن ليس له ابن الله، فليست له حياة ” (1 يو 5: 12).
وهكذا جمع فى آية واحدة بين عبارتى الإبن وابن الله ليدلا على كائن واحد.

+
واليهود كانوا يفهمون هذه البنوة لله بمعناها اللاهوتى:

لذلك
لما سألوه فى مجمع السنهدريم هل أنت المسيح ابن الله وأجاب بالإيجاب. مزق رئيس
الكهنة ثيابه وقال: قد جدف. ما حاجتنا بع إلى شهود ” (متى 26: 65).


من أجل هذا كان اليهود يطلبون أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضا إن
الله أبوه معادلا نفسه بالله ” (يو 5: 18).

لاهوته
هذا كان سبب طلبهم قتله إذ قالوا له: ” لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل
تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلها “
(يو 10: 33).

وهذه
هى التهمة التى قدموه بها للصلب: “…… لأنه جعل نفسه ابن الله ” (يو
19: 7).

ابن
الله الوحيد:

لقد
أطلق على السيد لقب ابن الله الوحيد، لتمييزه عن باقى أبناء الله الذين دعوا أبناء
بالمحبة، بالإيمان، بالتبنى، أما هو فإنه الأبن الوحيد الذى من نفس طبيعة الله
وجوهره ولاهوته. وقد دعى ابنا فى المواضع الآتية: (يو 1: 18)، (يو 14: 9)، (يو 3: 16).

(يو
3: 18): ” الذى يؤمن به لا يدان. والذى لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم
ابن الله الوحيد “.

وكون
الإيمان بهذا الإبن الوحيد يؤهل للحياة الأبدية، ويمنع الدينونة، فهذا دليل على
لاهوته، إن سلك الإنسان حسبما يليق بهذا الإيمان.

كذلك
قال القديس يوحنا فى رسالته الأولى ” بهذا أظهرت محبة الله فينا، أن الله قد
أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به ” (1 يو 4: 9).

أما
دليل بنوته على لاهوته فيكفى فى هذه الآيات أنه سبب الحياة، وبه تكون الحياة
الأبدية. والإيمان به ينجى من الهلاك ومن الدينونة، بينما عدم الإيمان به يسبب
الدينونة، وأن له المجد اللائق بابن الله الوحيد

 

[
بعد ذلك يأتى إلينا قوم هم شهود يهوه يهدمون هذا الإيمان بالسيد المسيح، ويعملون
على تهميش دوره الخلاصى وإنكار لاهوته!!! إنهم يهدمون المسيحية من جذورها، ماذا
يتبقى لنا من جوهر إيماننا القويم؟ ]…. أمر فى منتهى الغرابة!

ربما
تعاليمهم يقبلها البسطاء أو الجهلاء من الناس.. ولكن ما بالنا بالمتعلمين
والمثقفين والذين تربوا فى أحضان الكنيسة.. لا يمكن تفسير مسلكهم هذا إلا بشىء
واحد، أن انضمامهم لهذه الجماعة هو لأغراض أخرى ليست دينية والله أعلم بالضمائر!

لقد
فاتهم قول السيد المسيح: ” من ينكرنى قدام الناس أنكره أمام ملائكة أبى فى
السموات! ”

ماذا يفهم من جلوس
المسيح عن يمين الآب؟

+
الآب ليس له يمين ولا شمال، لأنه غير محدود. كما أنه مالىء الكل. لا يوجد فراغ عن
يمينه لكى يجلس فيه أحد. فما معنى الجلوس عن يمينه؟

+
إن كلمة اليمين ترمز إلى القوة وإلى البر وإلى العظمة.

كما
قيل: ” يمين الرب صنعت قوة. يمين الرب رفعتنى. يمين الرب صنعت قوة، فلن أموت
بعد بل أحيا ” (مز 117)

وهنا
يمين الآب تعنى قوة الآب وبر الآب وعظمته. ولذلك قيل أيضا عن الإبن إنه جلس عن
يمين القوة حينا، وعن يمين العظمة حينا آخر.

إن
عبارة الجلوس عن يمين الآب، تعنى أن مرحلة إخلاء الذات قد أنتهت ودخل الأبن فى
مجده.

ولهذا
قيل فى مجيئه الثانى أنه يأتى ” بمجده ومجد الآب “ (لو 9: 26).

بالإضافة
لما ذكر عن السيد المسيح، فإن إنجيل معلمنا يوحنا يقدم لنا السيد المسيح من خلال
الأصحاحات

يو
1: الكلمة الإلهى المتجسد، واهب سلطان البنوة لله.

يو
2: ابن الإنسان صاحب السلطان الإلهى، مفرح النفوس ومجددها.

يو
3: المعلم الإلهى القدير، واهب الميلاد الجديد.

يو
4: رابح النفوس العجيب.

يو
5: الطبيب العظيم.

يو
6: خبز الحياة.

يو
7: ماء الحياة.

يو
8: نور العالم.

يو
9: واهب الأستنارة.

يو
10: الراعى الصالح.

يو
11: واهب الحياة والقيامة.

يو
12: ملك إسرائيل.

يو
13: غاسل الأرجل.

يو
14: المعزى السماوى.

يو
15: الكرمة الحقيقية.

يو
16: مرسل الروح القدس.

يو
17: رئيس الكهنة العظيم.

يو
18: المسيا المتألم.

يو
19: الملك المرفوض.

يو
20: غالب الموت.

يو
21: مقيم النفوس الساقطة ورافعها إلى السماء.

 

س3: هل يجب أن نستعمل التماثيل والرموز فى عبادتنا لله؟

+ الوصية الثانية: [ خروج 20 ]

” لا تصنع لك تمثالا منحوتا “

جاءت الوصية هكذا: ” لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما
مما فى السماء من فوق وما فى الأرض من تحت وما فى الماء من تحت الأرض،…….

 لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لأنى أنا الرب
إلهك غيور “
ع 4: 5

واضح هنا أن تحريم هذه الأمور هو لغرض عدم السجود لها أو العبادة لها،
وليس تحريما مطلقا.

إن الكنيسة ملتزمة بلا شك بتنفيذ هذه الوصية، لكنها تحفظ روح الوصية
لا حرفها، لأن الحرف يقتل
وأما الروح فيحيى (2 كو 3: 6).

روح
الوصية هو وقف تسلل العبادة الوثنية إلى الشعب وليس منع استخدام الصور فى ذاتها،
فقد عرف الشعب اليهودى بتعرضه للسقوط فى نوعين من الإنحراف الوثنى:

أ
– الإمتثال بالوثنيين المحيطين بهم، كما سقط سليمان الملك فى عبادة الآلهة الغريبة
عندما تزوج بوثنيات.

ب-
الخلط بين العبادة الوثنية وعبادة الله الحى، كما يظهر من عبادتهم للعجل بقصد
التعبد لله الحى خلال هذا العمل الرمزى (خر 32: 5).

إن
منع الصور فى العهد القديم قام جوهريا على عجز الشعب اليهودى عن التمييز بين
العبادة الخاصة بالله وحده، والتكريم الذى يمكن تقديمه لغير الله.

ويظهر
ذلك بوضوح من أمر الله لشعبه قديما بإقامة صورا معينة هو حددها، لا كحلى يتزين بها
بيت الرب وإنما كجزء حي فى الطقس التعبدى. فخيمة الإجتماع نفسها والهيكل فيما بعد
جاءا برسم إلهي أيقونة مبدعة تصور السمويات (عب 8: 5، خر 25 – 40)، كما احتويا
صورا مثل تمثالى الكاروبين على غطاء تابوت العهد… وكان موسى وجميع الشعب يسجدون
أمام التابوت، والرب يتكلم معهم من بين الكاروبين (عد 10: 35، 36، خر 25: 22). هذا
وكان الشاروب مصورا على حجاب خيمة الإجتماع بين قدس الأقداس والقدس. كما صارت صورة
الشاروب وحدة فنية متكررة منقوشة على حوائط الهيكل وعلى مصراعى الباب (1 مل 6: 27
– 29) دلالة على حلول الله فى بيته المقدس.

كما أمر الله موسى أن يعمل تمثالا من النحاس لحية محرقة
(نارية) يضعها على عمود فى البرية لتكون سر شفاء كل من ينظر إليها
(عد 21: 8،
9).

إذن
الله لم يمنع الأيقونات والتماثيل إلا من حيث الخوف عليهم من السقوط فى الأنحرافات
الوثنية. لكن إذا زال هذا الخوف صارت الأيقونات تقوم بدور تعليمى [ كوسيلة إيضاح ]
بكونها لغة جامعة يفهمها كل إنسان أيا كان جنسه، ودور روحى… فى ذلك يقول الأب
يوحنا الدمشقى إن سألك وثنى أن تعرفه عن إيمانك فخذه إلى الكنيسة وأقمه أمام
الأيقونات.

 

س4: ماذا سيفعل يسوع فى المستقبل للموتى؟
ما هو مصير الموتى الآن؟

الموت:
شهود
يهوه يؤمنون بأن الموت هو نقيض الحياة، هو الفناء الكامل للجسد والنفس والروح، لا
يؤمنون بوجود روح خالدة للأنسان تترك الجسد لحظة الموت وتذهب إلى مقر الأبرار أو
الأشرار، يبقى الأموات فقط فى ذاكرة الله.

 

الروح
الأنسانية:

يؤمنون
بأن الروح الأنسانية ماهى إلا شرارة أو قوة الحياة التى تتوقف عن الوجود بمجرد
خروجها من الجسد، أى ان خروج الروح من الجسد يعنى توقف الجسد عن النشاط والحياة.

الروح
مثل الكهرباء التى تنير المصباح، إذا انقطعت الكهرباء انطفأ المصباح للأبد.

 

النفس:

ويقولون
أن النفس هى الشخص أو الحيوان أو الحياة التى يتمتع بها الشخص أو الحيوان وهى ليست
خالدة ولا وجود لها بعد الموت، إنما هى الأنسان الحى بكل كيانه، والحيوان كنفس حية،
وهى مائتة وتفنى بالموت وتصير عدما!!.

يؤكد
السيد المسيح أن النفس خالدة ولا تموت بموت الجسد فيقول
:
ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها
، بل خافوا
بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم “. (مت 10: 28).
ويميز القديس بولس بين الروح أو النفس، كمرادف للروح، باعتبارها هى الذات الحية
للأنسان والتى لا تفنى بالموت ولا تموت بموت الجسد فيقول بالروح: ” فاذ نحن
واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون فى الجسد فنحن متغربون عن الرب
“…. فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب ”
(2كو 5 – 8). كما يقول: ” لى أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدا
“. (فى 1: 23). ويقول أيوب: ” وبعد أن يفنى جلدى هذا وبدون جسدى أرى
الله ” (أى 19: 26).

وحقيقة
وجود الروح بعد الموت واضحة ومؤكدة فى اثباتات وبراهين كثيرة بالكتاب المقدس،
فالسيد المسيح قال للص اليمين وهو على الصليب: ” اليوم تكون معى فى
الفردوس “
، فما المقصود بهذا المعنى، هل سيكون بروحه أم بجسده؟، وفى حادث
التجلى على الجبل: نرى موسى النبى (الذى مات من مئات السنين) يجتمع مع السيد
المسيح ويتكلم معه وهو فى حالة الروح، وعبارة ” تنزل نفسى إلى الهاوية ”
التى وردت كثيرا على ألسنة الآباء بالعهد القديم تعنى أن هناك مستقر للأرواح لحين
قيامة الأجساد فى اليوم الأخير.

ونحن
فى العهد الجديد سمح لنا الله أن نعاين أرواح القديسين وأهمهم ظهورات السيدة
العذراء بكنيستها بالزيتون، وظهوراتها للأفراد بصفة شخصية والمقترنة بالمعجزات،
وكذلك ظهورات القديسين الذين عاصرناهم أمثال المتنيح البابا كيرلس السادس ومعجزاته
مع كثيرين، وظهورات بعض الشهداء أمثال الشهيد العظيم مارجرجس، والشهيد مرقوريوس
أبو سيفين.

فاذا
لم تكن هناك روح وحياة: فلنأكل ونشرب (فقط) لأننا غدا نموت، كمثل فكر الألحاديين،
فلماذا نعيش حياة روحية ونرضى الله فى طرقنا!!.

 

س5: كيفية تنظيم شهود يهوه؟ ومتى كانت بداية شهود يهوه؟

أوردت النبذة شيئا عن هذا الموضوع ونحن نضيف إليهم بعض المعلومات:

جذور
ونشأة شهود يهوه

 مؤسس
البدعة: تشارلز تاز رصل

ولد
تشارلز عام 1852 م بولاية بنسلفانيا بامريكا، ووالداه يتبعان الكنيسة المشيخية،
ترك الكنيسة المشيخية فى سن السابعة عشر من عمره، وتنقل بين الطوائف المختلفة،
واستقر فترة بين الأدفنتست، ومنهم تعلم عقيدة: فناء النفس والروح بعد الموت، وإبادة
الأشرار وإنكار أى وجود للجحيم، وشكل مجموعة من الأصدقاء وأتفقوا على المقابلة
والأجتماع من سنة 1870 م حتى 1875 م، ولما مر عام 1874 م التى كانوا قد توقعوا أن
المجىء الثانى للمسيح سيتم فيها، ولم يأت، تصوروا أن المسيح لم يأتى بالجسد إنما
جاء روحيا!! أى بشكل غير مرئى.

وكان
هذا الفكر مؤيد من بعض جماعات الأدفنتست المتمردة والساخطة على الطائفة الأصلية
للأدفنتست، وكانت لهم منشورات ومطبوعات بشأن هذا المجىء الثانى.

وبدأ
هناك تعاون بين رئيس جماعة الأدفنتست المتمردة وأسمه باربور، وبين رصل، وأتفقا أن
نهاية أزمنة الأمم ستكون بعد 40 سنة من مجىء المسيح الروحى (الذى تم عام 1874 م
حسب معتقدهم)، ثم أعلنوا أن ذلك سيتم عام 1914 م. وبالطبع لم يأت المسيح فى ذلك
العام.

بدا
رصل فى نشر مجلة مستقلة تحمل أسم ” برج مراقبة صهيون، وبشير حضور المسيح
“، ثم تغير أسمها أكثر من مرة حتى أستقر على الأسم: ” برج المراقبة تعلن
ملكوت يهوه “، وفى سنة 1881 م أسس رصل ومجموعته جمعية: ” برج مراقبة
صهيون للكراريس “. وتم ترخيصها رسميا سنة 1884 م، وأعتبر هذا التاريخ هو
البداية الرسمية لحركة تلاميذ الكتاب المقدس (شهود يهوه فيما بعد) , وفى سنة 1896
م تحول أسم الجمعية إلى ” برج مراقبة الكتاب المقدس وجمعية الكراريس
ببنسلفانيا “. وكان غرض الجمعية كما جاء بالرخصة هو ” نشر حقائق الكتاب
المقدس بلغات مختلفة عن طريق نشر الكراريس والنبذات والوثائق الدينية الأخرى
وباستخدام كل الوسائل القانونية الأخرى……..”.

وبدأ
رصل فى طبع المؤلفات والنشرات وتوزيعها مؤكدا أن نهاية العالم ستكون عام 1914 م،
وفى سنة 1891 م قام رصل بأول رحلة له للخارج إلى لندن وافتتح هناك أول فرع رسمى
للجمعية، فقام هذا الفرع بنشر كتب ومؤلفات رصل بلغات أخرى غير الأنجليزية، وفى عام
1903 م سافر رصل إلى المانيا وافتتح فرعا آخر للجمعية هناك، وعقد أول محفل دولى
لجماعة رصل حضره 360 عضوا. وفى سنة 1904 م افتتح فرع آخر فى استراليا. وفى نفس
السنة بدأ رصل ورفاقه يفسرون مثل السيد المسيح القائل: ” من هو العبد الأمين
الحكيم الذى أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام فى حينه ” (مت 24: 45) على
أساس أنه شخص معين ومحدد، سيقيمه المسيح فى ” نهاية الأيام ” أى أيام
رصل ليقدم للمؤمنين الغذاء الروحى وألمحوا على أنه رصل نفسه!!.

وفى
سنة 1879 م تزوج رصل من ماريا فرانسيس أكلى،وباختصار كانت تؤازره فى بداية حياتهما،
ثم انقلبت عليه بعد ذلك، وقالت عنه أن رصل تحول من العبد الأمين إلى العبد
الشرير!! ووصفته بالمتكبر والمتغطرس، وانتهت حياتهما الزوجية بالطلاق، بعد أن
اتهمته بالخيانة الزوجية والتحرش بالجنس الآخر، وأنها رأته مع إحدى بناتهما
بالتبنى فى حجرة النوم، وكذلك مع خادمة أجيرة وارتكابه الحماقات معها فى مناسبات
مختلفة!! وقد نشرت جريدة بروكلين ديلى إيجل الصادرة فى 29 أكتوبر 1911 م تفاصيل
المحاكمة وما جاء فيها، حيث قالت أبنته بالتبنى أنه قال لها بالحرف الواحد: ”
أنا مثل قنديل البحر، فأنا أطفو حولهن هنا وهناك، وألمس هذه وتلك وإذا استجابت إحداهن
أخدها إلى، وإذا لم تستجب أطفو إلى أخريات “!!

وكان
لهذه القصة تأثيرها على رصل، فقد لاحقه هذا اللقب حتى الموت، فقد وصفه خصومه بعد
ذلك ” بالراعى قنديل البحر
jellyfish “.

وقد
بلغ الغرور برصل أن جعل مؤلفاته ” دراسات فى الأسفارالمقدسة ” (يقصد
مجلداته الستة التى وضعها) هى المفتاح الوحيد لفهم الكتاب المقدس، وأن الكتاب
المقدس ليس هو السلطان الأخير لكلمة الله

أردنا
القاء بعض الضوء على شخصية مؤسس تلك الجماعة: ” شهود يهوه ” والمراجع
نشرت عنه الكثير من أكاذيبه وادعاءاته، وعن انحرافاته الشخصية، وعن القضايا التى رفعت
عليه فى المحاكم بالنصب والغش وحنث اليمين!!.

والسؤال
الأن: هل يمكن أن يخرج من مثل هذا الأنسان تعليم صالح؟ يقول الكتاب: ” من
ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا ” (مت 7: 16).
ومات رصل فى 31 / 10/ 1916 م. لقد جرى الناس وراء كتبه وأخذوا يقرؤنها بكثرة
(لشغفهم بموعد نهاية العالم)، لدرجة أنه كان هناك وقت موته، أكثر من ثلاثة عشر
مليون نسخة منتشرة من مجلداته الستة ” دراسات فى الكتاب المقدس “.

وقد
أخذ رصل عقائده عن كثيرين من معاصريه من كثيرين ممن تركوا الكنيسة وأنحرفوا عن
تعليمها القويم، فقد أخذ رفضه للثليث وانكار لاهوت المسيح من الذين ساروا وراء فكر
آريوس والأريوسية، بل أن تعاليمه كانت خليط من جميع الهرطقات التى مرت على الكنيسة،
كما أخذ أفكاره عن موعد محدد للمجىء الثانى من أمثال جوناس، وندل، ومن وليم ميلر
ومن نلسون باربور……… الخ.

 الرئيس
الثانى: جوزيف فرانكلين رذرفورد

تولى
رئاسة تنظيم شهود يهوه فى 6/1/1917 – وأصدر المجلد السابع من سلسلة ” دراسات
فى الأسفار المقدسة ” – بعنوان السر المنتهى ”
The Finished Mystery ” , والذى كان تفسيرا لسفرى حزقيال والرؤيا من وجهة نظر كل
من رصل ورذرفورد , وفى هذا الكتاب وصف الطوائف المسيحية، الكاثوليكية
والبروستانتينية والأرثوذكسية الشرقية، بأنها الزانية العظيمة بابل المذكورة فى
سفر الرؤيا، ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍وقال
بأن المسيحية سوف يطويها النسيان وتمحى من على وجه الأرض. ‍‍وبسبب هذه الكراسة
قامت الحكومة الكندية فى فبراير 1918 م بتحريم نشر أو توزيع أو امتلاك أى نسخة من
منشورات برج المراقبة. كما تم القبض على عدد من شهود يهوه ومن ضمنهم رذرفورد
لتحريضهم المواطنين على التخلى عن الخدمة العسكرية، والواجبات الوطنية، وحكم عليهم
بالسجن لمدة 20 عاما بسجن اتلانتا بولاية جورجيا. ثم أفرج عنهم بعد انتهاء الحرب
بعد تقديم التماس من جماعتهم للحكومة.

ما
يهمنا معرفته من سرد لتاريخ جماعة شهود يهوه هو بيان إلى أى مدى وصل فكر قادتهم
وحقدهم على كنائس العالم والتعليم الأرثوذكسى القويم منذ عهد الرسل وحتى الآن،
وكأن العشرون قرنا منذ صعود السيد المسيح للسماء، وحتى ظهور جماعة شهود يهوه فى
القرن العشرين والكنيسة تعيش فى ضلال وتيه؟ حتى ظهر أمثال رصل وجماعته المشبوهين
بأخلاقياتهم وانحرافاتهم السلوكية ليبثوا الروح فى الكنيسة.

هل
يصدق أحد من الناس أن مثل هؤلاء القوم ينتمون إلى أى دين أو عقيدة يمكن أن تحترم؟؟
فى رأينا أن من يسير فى ركابهم إما أنه:

· بعيد تماما
عن كنيسته، وجاهل بأمور عقيدته، ويشعر بتفاهة شخصيته مع نفسه.

· أو أنه يمر
بمشكلة أسرية ويحاول التنصل من مسئولياته الأسرية.

· أو لديه
اتجاه للتحرر والأنحراف ولا يمكن أن يجد المناخ المناسب إلا فى أحضان هؤلاء

· أو يعانى من
مرض نفسى كالشعور بالنقص، وعندما رأى من يهتم بشخصه (صوريا) وجد راحته بينهم.

توفى
رذرفورد فى 8/1/ 1942 وعين بدلا منه آخر هو ناثان هومر نور، ثم فريدريك وليم فرانز،
ثم ميلتون هنسكل.

 

بقى
لنا أن نسأل
: هل كانت البشرية المسيحية، تعيش فى ضلال طيلة تسعة عشر
قرنا من الزمن حتى أتى إلينا من ينقذها من هذا الضلال؟

من
السهل جدا أن يخترع إنسانا طائفة جديدة: بتحريف بعض الآيات، أو تغيير مفاهيمها،….
الخ،ويجد له أتباع، والكتاب المقدس أشار إلى الأنبياء والمسحاء الكذبة…، ولكن
العجيب أن نجد من الناس من يقبلون مثل هذه التعاليم الغريبة، ويدخلون فيها، وإذا
سألتهم هل درستم عقيدتكم الكنسية الأصلية، قبل تحولكم لهذه الهرطقات والبدع ؛
نجدهم يجيبون بالسلب!! فما هو تفسير هذا؟!!

+
+ +

المراجع:
لاهوت المسيح: لقداسة البابا شنودة الثالث.

كتابات
القمص تادرس يعقوب ملطي فى سفر الخروج، وانجيل يوحنا البشير.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى