بدع وهرطقات

رواية شفرة دافنشى



رواية شفرة دافنشى

رواية
شفرة دافنشى

Da Vinci Code

الأنبا
موسى
– أسقف الشباب

 

مقالات ذات صلة

من
هو دافنشى؟

هو
فنان وعالم إيطالى، ولد فى إيطاليا 1452 وتوفى فى فرنسا 1519، وكان فنه كرسام
وصانع تماثيل. ومن أشهر لوحاته العشاء الأخير (الفصح) والجيوكاندا ذات الإنتسامة
المميزة.

وقد
اهتم “دافنشى”باختراعات علمية مثل: الطائرة الهليكوبتر، والدبابة،
واستخدام الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء والحاسب (
Calculator) كما درس الفلك والبصريات … لكن القليل مما فعله بقى ووصل إلى
الأجيال التالية.

 

رواية
“شفرة دافنشى” (
Da Vinci
Code
) هى رواية خيالية خرافية،
مبنية على افتراضات لا أساس لها من الصحة العلمية أو التاريخية أو الدينية أو
المنطقية، صدرت عام 2003، ووزعت بملايين النسخة فى عشرات الترجمات وصارت فيلما
سينمائيا.

 

مصادر
الرواية

مأخوذة
من افتراضات صدرت فى 3 كتب (سنة 1982) وما بعدها وهى:

1-
“الدم المقدس و”الكأس المقدسة”. 2- “سر فرسان
الهيكل”(1997).

3-
“المرأة وقارورة الإلاباستر”1993). 4- “الالهة الأنثى فى
الأناجيل”(1998).

 

حيث
ورد فى هذه الكتب أن السيد المسيح تزوج من مريم المجدلية وأنجب منها بنتاً، وأنها
هربت إلى فرنسا، حيث صارت البنت أماً لنسل ملوكى يجرى فى عروقه الدم المقدس.

 

وقد
ذكر مؤلفو هذه الكتب أن كل ما كتبوه هو مجرد افتراضات لا تصل إلى مستوى الحقائق،
إذ قال “ريتشارد لى” أحد مؤلفيها فى برنامج تليفزيونى إنها افتراضات
مقبولة ظاهرياً ولكن “لم نؤمن قط إنها حقيقية”…

 

أى
أنها – إذن – مجرد افتراضات خيالية قالوا عنها: “كان سيناريو افتراضنا
منطقياً ومتيناً ومخادعاً، ومع ذلك كان أيضاً مستحيلاً ومنافٍ للطبيعة وجذاباً…

 

إنه
سطحى جداً، ويستقر على أساس مهلهل إلى حد بعيد”. وقالوا: “لقد افترضنا
افتراضاً لنسل منحدر من يسوع، استمر حتى هذا اليوم. وبالطبع لا يمكن لنا أن نكون
متأكدين أن افتراضنا صحيح فى كل التفاصيل…”

 

ويؤكدون
على عدم وجود أدلة تاريخية كافية لافتراضاتهم. وهذا ما قاله مخرج الفيلم بعد عرضه
فى مهرجان “كان” وبالرغم من ذلك يقول “براون” ان وصف كافة
الأعمال المعمارية والوثائقية والطقوس السرية فى هذه الرواية، هو وصف دقيق
وحقيقى” دون أن يسند كلامه بأية أدلة علمية أو تاريخية أو منطقية!!

 

رواية
شفرة دافنشى التى صدرت عام 2003م، وترجمت إلى 80 لغة، ووزعت بملايين النسخ، هى كما
يلى:

1-
أن السيد المسيح تزوج من مريم المجدلية وأنجب منها بنتاً.

2-
أنها هربت إلى فرنسا من اضطهاد اليهود، وصارت البنت اما لنسل ملوكى فى فرنسا.

3-
أن السيد المسيح كان يريد تسليم الكنيسة إلى مريم المجدلية لتكون أول
Materiarch فى الكنيسة (Mater
= Mother
= أم)… وهذا تجديد
لفكرة عبادة الأنثى المقدسة.

4-
أن طقوس العبادة كانت ممارسة الجنس، حيث يصير الإتحاد الجنسى قمة معرفة الله!!

5-
أن هناك شفرة سرية فى لوحة “دافنشى” حول “العشاء الأخير”، وهى
الكأس المقدسة، التى هى المرأة، وهى مريم المجدلية التى تزوجها المسيح (التفاصيل
فيما بعد).

6-
أن جمعية سيون يعود تاريخها إلى جماعة فرسان الهيكل، (1099) وقد صارت واجهة عسكرية
ومالية، فى الحروب الصليبية الأولى، وأن دافنشى كان أحد رؤسائها، وأن الجمعية كانت
تحمى سر المجدلية الذى حاولت الكنيسة الكاثوليكية تدميره.

7-
أن القديس بطرس انتزع الكنيسة من يد مريم المجدلية التى أراد المسيح أن يسلمها
الكنيسة لولا بطرس والكنيسة الكاثوليكية… وصار
Pateriarch حيث Father = Pater = أب.

8-
أن “الكأس المقدسة” (
San
grail
) إسمها الحقيقى “Sang real” أى الدم الملوكى!! مجرد فصل حرف من الكلمة الأولى وإلصاقه
بالثانية!! وهى الكأس الحاملة للدم الملوكى ورسمها “دافنشى” فى مؤخرة
اللوحة.

9-
تأثر دان براون بفكرة الأنثى المقدسة، وأساطير الكأس المقدسة، وتحدث كثيراً عن
أخوية سيون المزيفة، وأبرز فكرة عبادة الأنثى فى روايته، فقد اختار السيد المسيح
المجدلية لتصير أما للكنيسة (
Materiarch).

10-
قال بأن السيد المسيح كان تلميذاً ليوحنا المعمدان، وأن هناك قوة سحرية إنتقلت من
المعمدان إلى المسيح!!

11-
لما كتبت مرجريت ستاربيرد متأثرة بمدرسة “متأملى العصر الحديث”، وكتاب
“الدم المقدس والكأس المقدسة” قالت أن “الأنثى المقدسة متجسدة فى
مريم المجدلية”، وأن خادمة المجدلية “سارة” إن هى إلا ابنتها!!
وبنت ذلك على مجرد فروض دون أدنى دليل أو قرينة!! كما قالت أن الاتحاد المقدس بين
المسيح والكنيسة، هو اتحاده بالمجدلية بالزواج!! وان “الهيروس جاموس
heiros gamos” أى الزواج المقدس, والجنس المقدس، هو زواج المسيح
بالمجدلية.

 

وقد
خلطت بين:

1-
مريم المجدلية.

2-
مريم أخت لعازر ومرثا.

3-
المرأة الخاطئة (لو 7).

 

كما
ذكرت أن اسم المجدلية فى الأصول الإنجليزية واليونانية عدده 153، وهو نفس كمية
السمك التى اصطادها التلاميذ رمزاً للكنيسة!!

 

فالمجدلية
هى عروس المسيح، والمسيح هو “عريس” الكنيسة أى عريس المجدلية!! وعن هذه
الخرافات أخذ “دان براون” “فكرة زواج السيد المسيح من المجدلية!!

 

علماً
بأن هذه الخرافة لم تظهر سوى عام 1982م فى الكتب التى ذكرناها، ولم ترد على
الإطلاق ولا حتى فى أسفار الأبوكريفا التى رفضتها المسيحية منذ البداية، لأنها
مزيفة وغير موحى بها من الله، وقد كتبها الهراطقة لإفساد المسيحية، ولكن هيهات!!

12-
أن السيد المسيح مجرد نبى، وهو بشر فان!!

 

ماذا
فى لوحة دافنشى؟

إن
محور رواية شفرة دافنشى هو اللوحة التى رسمها الفنان العالمى الشهير ليوناردو
دافنشى حوالى سنة 1490م. حيث حاول “دان براون” مؤلف رواية شفرة دافنشى
أن يحملها الكثير من الأسرار ما يستحيل أن تحتمله اللوحة، إلا فى خياله الخاص،
المبنى على افتراضات خيالية ليس لها سند أو حقيقة أو دليل!!

 

لقد
استعد دافنشى لرسم لوحته الشهيرة لمدة 4 سنوات، ثم رسمها وتركها لها تراثاً فنياً
رائعاً. لكن “دان براون” حاول أن يحمل اللوحة ما لا تحمل.

 

فما
هى هذه الإدعاءات الخاصة بلوحة دافنشى؟

 

أ-
هل هى المجدلية أم يوحنا الحبيب؟

+
يقول براون أن من جلس إلى يمين السيد المسيح “مكان الكرامة” هى المجدلية
بوجهها الرقيق وشعرها الأحمر! وهى تنحنى عند كتفها بعيداً عن السيد المسيح، فتصنع
معه حرف
V وهو رمز الأنوثة والرحم، بينما الشكل 8 رمز الذكورة!!

+
كما يقول براون أن الجالس إلى جوار المسيح بلا ذقن… إذن فهو المجدلية!!

+
وحرف ال 7 يتحول إلى
M إذا ما رسمنا خطاً على جسد كل من المجدلية والمسيح… رمزاً
للزواج من المجدلية!! (
Matrimony –
Mary – Magdalini
).

 

ب-
فما الدليل على خطأ كل هذا الكلام؟

1-
لو كانت المجدلية بجوار المسيح، كان عدد الأشخاص سيكون 13 (المجدلية + الاثنى عشر
تلميذاً)…

ولكن
العدد – كما يبدو فى اللوحة – هو 12 فقط؟ فمن أين جاءت المجدلية؟

2-
إذا كان هناك حرف 7 ويمثل الأنوثة والرحم، فلماذا نسى براون أن هذه اللقطة هى
للحظة معينة فى العشاء الأخير،

فيها
تحدث الرب عن تلميذ سيسلمه، فتساءل الكل، ثم مال بطرس على يوحنا، فمال إليه يوحنا
ليسمعه، إذ طلب منه بطرس أن يسأل الرب عمن يسلمه،

فسأل
يوحنا الرب فأجابه: إنه من يغمس يده فى الصحفة مع الرب. وهكذا تكون انحناءة ال 7
لم تدم سوى لحظات بسيطة ليستمع يوحنا إلى بطرس، ثم يعود الكل إلى وضعهم الأول.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى