بدع وهرطقات

12- اتفاق الشيع الثلاث على مضادة أسس الإيمان



12- اتفاق الشيع الثلاث على مضادة أسس الإيمان

12- اتفاق الشيع الثلاث على مضادة أسس الإيمان

«أَيُّهَا
الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ
الخَلاَصِ المُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظاً أَنْ
تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ المُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ. لأَنَّهُ
دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ القَدِيمِ لِهذِهِ الدَّيْنُونَةِ،
فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ
السَّيِّدَ الوَحِيدَ: اللّه وَرَبَّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ» (يهوذا 3-4).

 

سبق
أن عرفنا أنّ هذه الشيع الثلاث في أصولها وفروعها تنتسب إلى شارل رسل، وهي تتفق
على الأقل في الأمور التالية:

 

 أولاً:
إنكار لاهوت الرب يسوع

جاء
في بيان القس رسل: «كان المسيح خلال وجوده في الجسد يحيا بنفس حية. أي أنّه مخلوق
روحي، يشغل أقرب درجة للاهوت… لقد أخلى نفسه من كيانه السماوي، لكي يصير بكل
بساطة كائناً بشرياً» (كتاب «والكلمة صار جسداً» صفحة 2-3).

 

لقد
حذّرنا الكتاب المقدس من نظريات كهذه، إذ يقول: «اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ
أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ
النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ العَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ المَسِيحِ. فَإِنَّهُ
فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ
فِيهِ، الذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ» (كولوسي 2: 8-10).

 

وجاء
في كتاب ليكن الله صادقاً: «من المعلوم أنّ يهوه أزلي وأبدي. فلو كان الله والكلمة
يسوع شخصاً واحداً أو بتعبير آخر، لو كان الكلمة هو الله، كيف يصح أن تكون له
بداية» (ليكن الله صادقاً صفحة 95).

 

هذا
تحريف للكلمة المكتوبة، لأنّ الكتاب المقدس، لم يقل أنّ للكلمة بداية. بل قال:
«فِي البَدْءِ كَانَ الكَلِمَةُ»، وهذا يعني أنّ يسوع كان موجوداً عند البدء، فهو
كائن، لا مكوَّن. «فِي البَدْءِ كَانَ الكَلِمَةُ، وَالكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ
اللّه، وَكَانَ الكَلِمَةُ اللّه. هذَا كَانَ فِي البَدْءِ عِنْدَ اللّه. كُلُّ
شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَان» (يوحنّا 1:
1-3).

 

وهذا
السرّ الإلهي أُعلن لإشعياء فقال: «لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً،
وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً،
إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ» (إشعياء 9: 6).

 

أمّا
تلاميذ الفجر الألفي، فقالوا: «إنّ المسيح قادر جداً، ولكن ليس كيهوه قادراً على
كل شيء».

 

بيد
أنّ نفي القدرة على كل شيء عن رب المجد، لا يمكن أن يثبت أمام تصريح الرب نفسه، إذ
يقول: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَاليَاءُ، البَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ
الرَّبُّ الكَائِنُ وَالذِي كَانَ وَالذِي يَأْتِي، القَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»
(رؤيا يوحنّا 1: 8).

 

ونقرأ
في رسالة يوحنّا هذه الآيات: «مَنْ هُوَ الكَذَّابُ، إِلاَّ الذِي يُنْكِرُ أَنَّ
يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ؟ هذَا هُوَ ضِدُّ المَسِيحِ، الذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالابْنَ.
كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضاً، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ
فَلَهُ الآبُ أَيْضاً…أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ
امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللّه؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً
كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى العَالَمِ. بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللّه: كُلُّ
رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الجَسَدِ فَهُوَ
مِنَ اللّه، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ
فِي الجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللّه. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ المَسِيحِ الذِي
سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي العَالَمِ» (1يوحنّا 2: 22-23، 4:
1-3).

 

ثانياً:
إنكار حقيقة تجسّد الكلمة

هكذا
جاء في كتابهم «والكلمة صار جسداً» صفحة 3، 4، 7، 8: «لا يوجد في الكتاب المقدس
كلمة واحدة عن التجسّد، فهو لم يشرح كيف تحولت جذوة الحياة الخاصة بالكائن الروحي
المشار إليها بكلمة «لوغوس» (الكلمة) (يوحنّا 1: 1) إلى الدرجة البشرية… فيسوع
لم يكن قد ولد بعد من الروح القدس… إنّنا نظن أنه عند تكريسه في نهر الأردن حصل
ليس فقط على الشعور باختباراته السابقة عند الآب في الماضي الأبعد، بل أيضاً حين
تكرّس غمره نور معرفة الكتب المقدسة، بصورة أتاحت له أن يتذكر كل ما سبق أن علمه».

 

يؤكد
رسل هنا بأنّ الكتاب المقدس لم يذكر شيئاً عن التجسّد، بينما الكتاب المقدس يذكر
هذا الأمر كأعظم الأحداث الإلهية التي أعلنت للبشر. وقد وردت في أمكنة عديدة منها:

 

«وَلَكِنْ
يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا العَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً
وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» (إشعياء 7: 14). إقرأ أيضاً إشعياء 9: 6.

 

«أَمَّا
أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ
أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى
إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ القَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ» (ميخا 5:
2).

 

«أَمَّا
وِلاَدَةُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ
مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ
القُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ
يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي
هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:
«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ،
لأَنَّ الذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً
وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ، لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».
وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ:
«هُوَذَا العَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ
عِمَّانُوئِيلَ» (الذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّهُ مَعَنَا)» (متّى 1: 18-23).

 

«فَقَالَتْ
مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»
فَأَجَابَ المَلاَكُ: «اَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ العَلِيِّ
تُظَلِّلُكِ، فَلِذالكَ أَيْضاً القُدُّوسُ المَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ
اللّه» (لوقا 1: 34-35).

 

«وَالكَلِمَةُ
صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ
مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً» (يوحنّا 1: 14).

 

ثالثاً:
إنكار صفة موت المسيح الكفارية

جاء
في إحدى نشرات تلاميذ الفجر: «إنّ موت يسوع لا يجلب، أو لا يضمن لأي إنسان الحياة،
أو البركة الأبدية. وكذلك موته لا ينقل الخطاة إلى السعادة الأبدية.. وعندما تتم
ذبيحة يوم الكفارة العظيم (الذي هو العصر الإنجيلي)، أي حين يتمم رئيس الكهنة
العظيم ذبيحته الكفارية عن جسده الذي هو الكنيسة، ومن أجل جميع الشعب أيضاً حينئذ
يأتي ليبارك كل الشعب» (موطئ قدمي يهوه الذي صار مجيداً صفحة 13).

 

يا
جماعة المسيح، أعرضوا عن كتابات رسل وخلفائه! إنها كتابات سامة. واقرأوا الكتاب
المقدس الذي يحكّم للخلاص الذي في البر. إنّه يعلّمكم، بأنّ لكم مخلّص من الخطايا،
هو المسيح الرب. بهذا صرّح: «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ
يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (متّى 18: 11).

 

نعم
إنّ يسوع القدوس الحق والشاهد الأمين، أكّد أنّ موته كان للتكفير عن الخطايا:
«اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي
مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ»
(يوحنّا 12: 27) وقبل أن يسلم الروح على الصليب، قال «قَدْ أُكْمِلَ» (يوحنّا 19:
30).

 

هذه
ذروة إعلانات الكتاب المقدس عن الكفارة والكتاب الذي لا يأتيه الباطل، يشدّد على
موت يسوع الكفاري كوسيلة وحيدة للخلاص.

 

قال
الرسول بولس: «إِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا
أَيْضاً: أَنَّ المَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الكُتُبِ»
(1كورنثوس 15: 3) – «لأَنَّ المَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي
الوَقْتِ المُعَيَّنِ لأَجْلِ الفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ
لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ
يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللّه بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ
خُطَاةٌ مَاتَ المَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ
مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الغَضَبِ» (رومية 5: 6-9).

 

ورد
في نشرة أصدقاء الإنسان «النور في الظلمة: «إنّ القطيع الصغير (144000) يتبعون
سيدهم، ويبذلون حياتهم. وجميعهم يعلمون بأنهم دُعوا لكي يموتوا مع المسيح رأسهم،
لكي يضيفوا ذبيحتهم الصغرى إلى ذبيحته. وهكذا تتألّف من المسيح يسوع، الرأس المجيد
وأعضائه الكنيسة الذبيحة، التي تضمن للإنسانية كلها القيامة العظيمة من القبر»
(النور في الظلمة صفحة 21). كل عضو في هذه الكنيسة، مدعو لاتّباع سيده، لكي يقدّم
حياته معه ذبيحة، لكي لا يموت في ما بعد، محكوماً عليه» (صفحة 10).

 

هذا
بهتان عظيم! وإقلال من قيمة ذبيحة مخلصنا الرب. إنه تجديف على الحق الذي أعلنه
الله. وماذا يعمل أولئك الكذّابون بقول الكتاب؟: «فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ
يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللّه،
إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ
بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ
عَنِ الخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ الذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ
كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ
خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا مَرَّةً
وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ» (عبرانيين 7: 25-27).

 

«وَأَمَّا
هذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى
الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللّه، مُنْتَظِراً بَعْدَ ذالكَ حَتَّى تُوضَعَ
أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ
إِلَى الأَبَدِ المُقَدَّسِينَ» (عبرانيين 10: 12-14).

 

رابعاً:
إنكار قيامة يسوع المسيح في الجسد

في
أيام رسل، قبل تلاميذ التوراة تعليمه القائل: «إنّ جسد ربنا يسوع خرج من القبر
بصورة خارقة للطبيعة.. هل انحلّ جسده وتحوّل إلى غاز؟ أم أُخفي في مكان ما؟ لا أحد
يدري» (دراسة الكتب المقدسة مجلد 2 صفحة 17).

 

وجاء
في نشرتهم «الملكوت رجاء الإنسانية» صفحة 17: «إنّ الله لم يُقم يسوع مع جسده..
وإنّما يهوه أقام الفادي في قالب خليقة روحية، فأصبح أقوى وأمجد مما كان حين كان
على الأرض إنساناً بسيطاً».

 

وقالوا
أيضاً: «وفقاً لمعموديته، قبل يسوع أن يموت كإنسان وهذا بدون رجاء العودة. لأنّ
قيامته بعيدة جداً عن المفهوم الجسدي، فقد كانت روحية فقط. وإن كان أحد يتشبّث
بتصريحه، أنّه لم يكن روحاً، وأنّه كان له لحم وعظام، فإنّ شهود يهوه يقررون أنّ
الجسد الذي ظهر فيه كان مؤقتاً، وكان القصد من ظهوره أن يؤكد أنّه قام وأنّه حي،
وكان له القدرة أن يخلق جسداً من لحم وعظام، ويظهر فيه، ثم يحلّه.. وإن كان هناك
اعتراض بسبب القبر الفارغ، فالمعنى أنّ الجسد الذي قيل بأنّه لن يرى فساداً، كان
قد أُخرج، ولا يعلم أحد أين وُضع. ولعلّ الله حفظه في مكان ما، لكي يظهره للشعب في
الحكم الألفي. لأنّه لو بقي هذا الجسد في القبر لصار عثرة بالنسبة لإيمان
التلاميذ» (قيثارة الله صفحة 150-151).

 

لو
صحّ زعم شهود يهوه، لما بقي شيء من ابن الإنسان، ولكن الكتاب المقدس يضع حداً لهذه
النظرية الغريبة إذ نقرأ فيه:

 

«لأَنَّهُ
كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذالكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضاً
أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، وَأَعْطَاهُ سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ
أَيْضاً، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ» (يوحنّا 5: 26-27).

 

كذلك
وقع أصدقاء الإنسان في خطأ جسيم في هذا الموضوع، حين قالوا «لم يكن لهذا المولود
الوحيد من الله طبيعة إلهية، وميزة عدم الموت. والبرهان على ذلك أنّه جاء لكي يموت
عن الخطاة. وبالمقابل، أقيم روحياً، ورُفع فوق الرتبة التي كان يشغلها قبل
اتّضاعه» (رسالة الإنسانية صفحة 240).

 

هذه
التّرهات (الأباطيل) تُظهر ضلالتها جلياً في ضوء كلمة الحق التي ذكرت بوضوح كل
خاصيات الجسد الذي قام فيه يسوع، إذ تقول:

 

«وَفِيمَا
هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ، وَقَالَ
لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا
رُوحاً. فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ
أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ.
جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا
تَرَوْنَ لِي». وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. وَبَيْنَمَا
هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الفَرَحِ، وَمُتَعَجِّبُونَ، قَالَ لَهُمْ:
«أَعِنْدَكُمْ ههُنَا طَعَامٌ؟» فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ،
وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ» (لوقا 24: 36-43).

 

«أَمَّا
تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ
مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ
رَأَيْنَا الرَّبَّ». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ
المَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ المَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي
جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ». وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ
أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ،
وَوَقَفَ فِي الوَسَطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ
إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي
جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي
وَإِلهِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى
لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (يوحنّا 20: 24-29).

 

خامساً:
إنكار صعود المسيح ورسالته الصحيحة

متكلّماً
عن المسيح، قال رسل: «لقد ترك المسيح طبيعته البشرية، لكي يرتفع إلى أعلى درجات
الطبيعة الروحية… لأنّه تحرّر كلياً من كل ما له علاقة بدرجة الكائن البشري»
(دراسة الكتب المقدسة، مجلد 2 صفحة 107).

 

وفي
نشرة حديثة «أكد شهود يهوه، أنّ المسيح عاد إلى الحياة كروح. وبعد أربعين يوماً
صعد إلى السّماء، وأعطى المجد لله، في ذبيحته البشرية» (ملكوت الله صفحة 10).

 

وقال
أصدقاء الإنسان: في الوقت الذي فيه تنتظر الكنائس مجيء الرب في صورة إنسان منظور،
يعرف القطيع الصغير – الكنيسة الحقيقية – كل شيء وبكل وضوح عن هذا المجيء. والرب
كان دائماً موجوداً في كل الزمن الإنجيلي، ومعروفاً من القطيع الصغير الذي شعر
بعودته بالروح وبالعكس فإنّ الفاترين، وغير المؤمنين لا يستطيعون أن يشعروا
بوجوده، لأنهم ينتظرون مجيئاً منظوراً.

 

إنّ
المسيحي الحقيقي المؤسّس على كلمة الله، يعلم أنّ مخلّصه، قد صعد بالمجد، وجلس عن
يمين العظمة في الأعالي (مرقس 16: 19، أعمال الرسل 7: 55، عبرانيين 2: 9-10) وهو
يعرفه في رسالته الحاضرة، كرئيس كهنة، قد اجتاز السّموات، وهو قادر أن يرثي
لضعفاته (عبرانيين 4: 14-15).

 

وهو
ينتظر مجيئه ثانية (أعمال الرسل 1: 11) وهو يخدمه بكل طاعة وتكريس. ويصح فيه ذلك
القول: «طُوبَى لِذالكَ العَبْدِ الذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ
هكَذَا» (متّى 24: 46).

 

وهو
متأكد من أنّه سيراه رؤية العين، كما هو مكتوب: «هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ،
وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ
قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ» (رؤيا يوحنّا 1: 7).

 

إنّ
شهود يهوه، وأصدقاء الإنسان وتلاميذ الفجر الألفي، يجعلون أنفسهم تحت دينونة الله،
لأنهم يحوّلون نعمة إلهنا إلى جدال مليء بالمغالطات. وهم في هذا يبعدون البسطاء عن
الإيمان المسلّم مرّة للقديسين.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى