بدع وهرطقات

11- جمعية تلاميذ الفجر الألفي



11- جمعية تلاميذ الفجر الألفي

11- جمعية تلاميذ الفجر الألفي

«يَغَارُونَ
لَكُمْ لَيْسَ حَسَناً، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّوكُمْ لِكَيْ تَغَارُوا
لَهُمْ» (غلاطية 4: 17).

 

 أولاً:
كتاباتهم المضلّلة

مقالات ذات صلة

في
النصف الأول من شهر حزيران 1939م. صدرت في باريس نشرة بحجم 32 صفحة، عنوانها «إلى
أين نحن ذاهبون؟» وأنّه لعنوان مثير حقاً! ولعله يضع في فكر القارئ بأنّه أمام
منشور آخر من تأليف شيعة من شيع الضلال المنتشرة في زمننا.

 

لكن
ولأجل إشاعة الاطمئنان في نفس القارئ أضافوا إلى العنوان إحدى هذه العبارات: تأليف
جماعة من المسيحيين المستقلين – جمعية تلامذة الكتاب المقدس – بيت الكتاب المقدس
في باريس – إذاعة الحقائق الكتابية، إلى غير ذلك من العناوين المطمئنة.

 

ولكنّ
كل هذه العناوين الخادعة ليست إلا لتمويه الحقيقة، فنحن أمام شيعة مضلّة، مستقلة
في نشاطها عن شهود يهوه وأصدقاء الإنسان. ولكن استقلالها لا يغيّر شيئاً من أنها
أحد فروع تلاميذ التوراة الرسليين. وأعضاء هذه الشيعة يطلقون على أنفسهم اسم
«رُسُل الفجر الألفي»، وهم متشبّثون جداً بتعاليم رَسْل، وينشرون الكثير منها ضمن
تعليقاتهم، معتبرين هذا الزعيم كمؤسس جمعية تلاميذ التوراة الأم، ويحرصون على
التأكيد بأنّ مصدر تعاليمهم يعود إلى زمن أبعد من تاريخ تأسيس جمعيتهم، إلى ما قبل
بداية شهرة رسل نفسه.

 

ولإنجاح
الدعوة لمنظمتهم يدّعون بأنهم من باعة الكتاب المقدس، والحقيقة أنهم يبيعون
مؤلفاتهم تحت شعار الكتاب المقدس. وزيادة على ذلك فهم ينفون انتسابهم إلى أيّة
منظمة، ولكن في الحقيقة هم من مشايعي شهود يهوه الأشد تطرّفاً.

 

ثانياً:
معتقداتهم المخالفة لكلمة الله

يدَّعي
رُسُل الفجر الألفي بأنهم مؤسّسون على الكتاب المقدس. ولكن من يفحص تعاليمهم،
يتبيّن أنهم يحرفون هذا السفر الإلهي. هذا مع العلم أنهم يحذّرون الناس من غش كلمة
الله، إذ يقولون: «ويل لأولئك الذين يبثون النبوات الملفقة، التي في ظاهرها مستندة
على كتاب الله، ولكنها في الحقيقة تقلل من فضله وبالتالي من رواجه» (إلى أين نذهب؟
صفحة 7).

 

هذه
المفارقات، تُظهر قلة أمانة خلفاء رَسْل، إنهم يذهبون في الضلال إلى هذا المدى،
الذي يحكم عليه أنّه أب مضل لأولاد مضلين! وهذا أمر كان في الحسبان. أوليس هو الذي
حوّر نصوص الكتاب المقدس بتفسيراته المغلوطة؟ أفنعجب بعد هذا أن ينسج خلفاؤه على
منواله؟ فيدخلون التعليقات التعسة على نصوص الكتاب المقدس؟ في ما يلي بعض
معتقداتهم التي ظهرت في كتبهم.

 

1
– الخطية

«إنّ
الخطايا التي تُغفر هي التي تنشأ عن الضعف الموروث من آدم الساقط.. وأمّا الخطايا
التي لا تُغفر فهي التي اقترفت عمداً» (جحيم الكتاب المقدس صفحة 63).

 

هنا
لا بد من التساؤل: لماذا التفريق بين خطية وخطية أخرى؟ طالما الكتاب المقدس يقول:
«مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضاً. وَالخَطِيَّةُ هِيَ
التَّعَدِّي» (1 يوحنّا 3: 4) – بقطع النظر عن نوعها وحجمها. وقال بولس: «كُلُّ
مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ» (رومية 14: 23) وقال يعقوب: «مَنْ
يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَناً وَلاَ يَعْمَلُ، فَذالكَ خَطِيَّةٌ لَهُ» (يعقوب
4: 17).

 

ونقرأ
في رسالة رومية هذه العبارات: «وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللّه بِدُونِ
النَّامُوسِ، مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ، بِرُّ اللّه
بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الذِينَ
يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ
مَجْدُ اللّه» (رومية 3: 21-23).

 

في
الحقيقة إنّه لا يوجد فرق، لأنّ الجميع أمام الله مذنبون، أيّاً كان نوع خطيتهم.
ولكن أمام النعمة لهم جميعاً نفس الرجاء، ونفس الوسيلة للخلاص. وطوبى للذي يقبل
الوسيلة الممنوحة!

 

2
– الولادة الثانية

يقولون:
«ليس من المنطق في شيء، أن يتكلم أحد عن الإيمان بالمسيح كولادة من الروح» (جريدة
الفجر لشهر كانون الثاني 1952م. الصفحة 172).

 

هنا
أيضاً يُنصح للمؤمن أن يأخذ الجواب من فم الرب يسوع، الجواب الذي أعطاه للفريسيّ
نيقوديموس، واحد من رؤساء اليهود، حين جاء إليه ليلاً: «الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ
لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ المَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ
يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللّه. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالمَوْلُودُ
مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ
تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ» (يوحنّا 3: 5-7).

 

3
– يسوع المسيح

قالوا:
يميّز الكتاب المقدس بوضوح بين «لوغوس» الذي كان إلهاً، وبين «الله الأزلي القادر
على كل شيء» (الفجر عدد 44 صفحة 167).

 

هذا
تحريف آخر لنصوص الكتاب المقدس يقوم به معلّقون تُعساء، أعمتهم الضلالة عن الحق
الساطع الذي جاء في الكتاب المقدس، فالرسول الكريم يوحنّا يقول: «وَنَعْلَمُ أَنَّ
ابْنَ اللّه قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الحَقَّ. وَنَحْنُ فِي
الحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الحَقُّ وَالحَيَاةُ
الأَبَدِيَّةُ» (1 يوحنّا 5: 20).

 

4
– الروح القدس

قالوا:
«يتخيل عدد كبير من الناس أنّ الروح القدس شخص، وأنّه الأقنوم الثالث في الثالوث
الإلهي وهذا خطأ…» (الفجر عدد 44، صفحة 170).

 

لتفنيد
هذه الضلالة يكفي أن تقرأ ما جاء في الكتاب المقدس عن كون الروح القدس شخصاً وليس
نسمة هواء كما يدّعي أهل البدع:

 

يتكلّم:
«إِنَّهُ حَسَناً كَلَّمَ الرُّوحُ القُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ
قَائِلاً: اذْهَبْ إِلَى هذَا الشَّعْبِ وَقُلْ: سَتَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ
تَفْهَمُونَ، وَسَتَنْظُرُونَ نَظَراً وَلاَ تُبْصِرُونَ» (أعمال الرسل 28:
25-26).

 

يسمع:
«وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ
الحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ
يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَة» (يوحنّا 16: 13).

 

يشاء:
«وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِماً
لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ» (1 كورنثوس 12: 11).

 

يحزن:
«لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ
صَالِحاً لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً
لِلسَّامِعِينَ. وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللّه القُدُّوسَ الذِي بِهِ خُتِمْتُمْ
لِيَوْمِ الفِدَاءِ» (أفسس 4: 29-30).

 

يفرز
للخدمة: «وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ قَالَ الرُّوحُ
القُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الذِي دَعَوْتُهُمَا
إِلَيْهِ» (أعمال الرسل 13: 2).

 

5
– النفس

جاء
في كتابهم رسالة الفجر الألفي: «ما أكثر الذين ساروا في الطريق الخاطئة، بالزعم
أنّ للإنسان نفساً خالدة» (رسالة الفجر الألفي صفحة 7).

 

هذه
النقطة وُضّحت في معرض الرد على ضلالات شهود يهوه، فلا لزوم للتكرار.

 

6
– قيامة الأموات

جاء
في نشرتهم أين الأموات: «إنّ الخروج من القبر هو شيء، والقيامة شيء آخر… لأنّ
الميزة التي سَتُعطى لهؤلاء المستيقظين، هي ارتفاعهم شيئاً فشيئاً عن الدرك
الموجودون فيه حالياً، معنوياً وجسدياً، إلى أن يبلغوا الكمال المجيد، الذي كان
يتمتّع به أبوهم آدم» (النشرة «أين الأموات» عدد 1) وجاء في رسالة الفجر الألفي الأكبر
صفحة 7: «هوذا باب يوم اليقظة العظمى للأموات. اليوم الذي فيه، سيتغير شكل
الأحياء».

 

هذا
اعتقاد غريب، لا نجد له سنداً في الكتابات المقدسة، ومن فضل الله أنّه ألهم الرسول
بولس أن يوضح أمر القيامة، إذ يقول:

 

«ثُمَّ
لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ…
لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ
رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللّه، وَالأَمْوَاتُ فِي المَسِيحِ سَيَقُومُونَ
أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ البَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي
السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ
مَعَ الرَّبِّ» (1تسالونيكي 4: 13-18).

 

«هُوَذَا
سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا
نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ البُوقِ الأَخِيرِ.
فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ
نَتَغَيَّرُ. لأَنَّ هذَا الفَاسِدَ لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ،
وَهذَا المَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ» (1 كورنثوس 15: 51-53).

 

7
– العذاب الأبدي

جاء
في نشرتهم (جحيم الكتاب المقدس صفحة 37): «إنّ الكتاب المقدس، لا يعلّم بهذا
التجديف، الذي يطلقون عليه اسم العذاب الأبدي».

 

في
الكتاب المقدس آيات عديدة تفنّد هذا الزعم، وقد أوردت عدداً منها في الرد على
افتراءات شهود يهوه، فالرجاء الرجوع إليها.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى