بدع وهرطقات

2 – تعاليم شهود يهوه



2 – تعاليم شهود يهوه

2 – تعاليم شهود يهوه

«اِحْتَرِزُوا
مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ،
وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!» (متّى 7: 15).

 

أولاً:
مجيء المسيح

أوردنا
في ما تقدّم أنّ شارل رسل حدّد عام 1874م. كتاريخ لمجيء المسيح. ولكن كما نعلم
جميعاً أنّ المسيح لم يأت بعد. لذلك كان لا بد للنبي الكذاب أن يجد مبرراً للخطأ
الذي وقع فيه، فلم يجد خيراً من الادّعاء بأنّ المسيح قد جاء فعلاً، بالروح، وكان
من البديهي أن لا يشعر به أحد غير منتظريه. ولكن هذا الادّعاء مع براعة صاحبه في
تمويه الأمور، لا يستطيع أن يثبت أمام تعليم الكتاب المقدس الذي شرح الكيفية التي
فيها يأتي رب المجد ثانية.

 

1
– لم يحدّد الوقت:

بل
أعلن صراحة: «وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ
بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ» (متّى
24: 36). وهذا بعكس ما ادّعاه رسل تماماً.

 

وحين
سأله تلاميذه: «يَا رَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ… قَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ
لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي
سُلْطَانِهِ» (أعمال الرسل 1: 6 و7).

 

2
– سيكون مجيئه منظوراً:

«وَحِينَئِذٍ
تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ
جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى
سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ» (متّى 24: 30).

 

«هُوَذَا
يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ،
وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ» (رؤيا يوحنّا 1: 7).

 

3
– مجيئه يقترن بالاختطاف:

«لأَنَّ
الرَّبَّ نَفْسَهُ… سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ
رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللّه، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ
أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي
السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ» (1 تسالونيكي 4: 16-17).

 

4
– سيكون مجيئه مع قديسيه:

فقد
قال بولس الرسول: «وَالرَّبُّ يُنْمِيكُمْ وَيَزِيدُكُمْ فِي الْمَحَبَّةِ
بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ، كَمَا نَحْنُ أَيْضاً لَكُمْ، لِكَيْ
يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلاَ لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ، أَمَامَ اللّه أَبِينَا فِي
مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ مَعَ جَمِيعِ قِدِّيسِيهِ» (1 تسالونيكي 3:
12-13).

 

ثانياً:
نهاية العالم

في
عام 1888م. تنبّأ رسل عن نهاية العالم في سنة 1914م. حيث يبدأ الحكم الألفي، الذي
يسود فيه السلام. ولكن في هذا العام بالضبط نشبت الحرب العالمية الأولى، التي
أظهرت وحشية الإنسان بأبشع وجه عرفه العالم. وهكذا جرت رياح الحقيقة بما لم تشته
سفينة رسل. ومع ذلك لم يلغ شهود يهوه هذا التاريخ من تقديرهم. وكان عليهم أن
يلجأوا إلى طريقة التمويه التي يتقنونها لكي يغطوا هذه الفضيحة الصارخة، فسبكوا
هذا التفسير الغريب: «إنَّ الحوادث الجسام التي تعاقبت منذ عام 1914م. أظهرت أنّ
المسيح قد بدأ يملك بين أعدائه. وأنّ في قيام الدولة التيوقراطية «حكومة إلهية
(يديرها الكهنة) ويُنظر إلى سلطتها كأنها منبعثة من الله، وإلى ممارسيها كأنهم
وكلاء على الأرض»، بكل سلطانها وأمجادها تحت مشيئة الله في السماء قد تأسست. إذاً
فباستطاعتنا الآن أن نقول ليأت ملكوتك. لقد توّج الله المسيح ملكاً في خريف 1914م.
وفي ربيع عام 1918م.، دخل المسيح هيكله، كسفير ليهوه، وابتدأ بالدينونة من بيت
الله» (كتاب ليكن الله صادقاً صفحة 155 و156).

 

 ثالثاً:
القيامة الأولى

يزعم
شهود يهوه أنّ القيامة الأولى قد حدثت خلال عام 1918م. وبهذا الزعم وقعوا في تناقض
مع ما نشره رئيسهم رسل، حين حدّد عام 1874م. للقيامة. ويظهر من أقوالهم أنّ العصر
الذهبي بدأ منذ عام 1925م. ولما كان العصر الذهبي لا يتمّ إلا بوجود المسيح وتقييد
الشيطان، فلقد حاولوا تغطية هذه الناحية بقولهم: «إن كنا لا نرى المسيح بأم العين،
فليس معنى هذا أننا لا نشعر بوجوده بيننا في الروح. أمّا إبليس فهو سائر إلى
الاضمحلال شيئاً فشيئاً».

 

هذا
تمويه غير موفّق لا يستطيع الثبات أمام نور الحق. والمتأمّل في قاعدة عقائدهم يراها
مبنية خطأً وعمداً على نبوّات أساءوا فهمها، وبالتالي أساءوا تفسيرها. ولهذا سقطت
أمام الأحداث التي سارت في اتجاه يعاكسها. فحرب 1939م. تقدّم لنا الدليل الصارخ
على كذبهم في ما يختص بالعصر الذهبي، لأنّه لا يستطيع أيّ إنسان مهما بلغت غباوته،
أن يصدّق ولو للحظة، أنّ العصر الذهبي قد بدأ، وأنّ الأرض لم تعد تحت سلطان إبليس،
بل تحت سلطان المسيح، الموجود عليها حسب زعمهم منذ سنة 1914م. وهل يسود العالم
اليوم السلام، الذي لا بد أن يعقب مجيء المسيح؟ وهل طبع البشر سيوفهم سككاً
ورماحهم مناجل؟ كما قال إشعياء النبي (إشعياء 2: 4).

 

هل
نحن أمام جماعة أضاعت الصواب، أم أنهم لسبب لم نعرف مرماه، يموّهون الحقائق
ويتلاعبون بأفكار الناس البسطاء؟

 

ولكن
شكراً لله لأجل إعلاناته في الكتاب المقدس، التي تظهر بكل وضوح شطط اليهويين:

 

مجيء
المسيح يحدث دفعة واحدة، وليس على مراحل: «لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ
يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ
أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ
فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ… فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ،
فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ
إِلَى أَقْصَائِهَا» (متّى 24: 27-31).

 

مجيء
المسيح يقترن بتقييد الشيطان منذ بداية الحكم الألفي، وليس باضمحلاله شيئاً
فشيئاً. ومما ينقض أقوالهم في هذا الموضوع قول الكتاب المقدس في سفر الرؤيا:
«وَرَأَيْتُ مَلاَكاً نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ،
وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ،
الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ، وَطَرَحَهُ
فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ
فِي مَا بَعْدُ حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ» (رؤيا يوحنّا 20: 1-3).

 

إذاً
نحن لسنا في الحكم الألفي، كما قال المضلّون لأنّ السلام لم يسد العالم بعد، وكذلك
الشيطان ما زال ناشطاً يضل الألوف، ويسير بهم في طريق الهاوية.

 

لنذكر
أنّ المسيح سبق أن أخبرنا بأنّ كثيرين سيشيعون، قائلين: « هُوَذَا الْمَسِيحُ
هُنَا أَوْ هُنَاكَ»: وكانت وصيته إزاء هذه الإشاعات: «فَلاَ تُصَدِّقُوا.
لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ
عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.
هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ
فَلاَ تَخْرُجُوا! هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ فَلاَ تُصَدِّقُوا» (متّى 24:
23-26).

 

عيَّن
شهود يهوه تواريخ لرجوع الرب، في حين، لا يعلم أحد لا اليوم ولا الساعة لعودته:
وكلّ ما في الأمر هو أنّ السيد الرب أوصى المؤمنين بالسّهر والانتظار قائلاً:
«اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي
رَبُّكُمْ» (متّى 24: 42).

 

وقد
عقّب الرسول بولس على كلمة الرب بتذكرة قائلاً: «وَأَمَّا الأَزْمِنَةُ وَالأَوْقَاتُ
فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا،
لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ
فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ» (1تسالونيكي 5: 1-2).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى