بدع وهرطقات

الحركة الخمسينية والتكلم بألسنة



الحركة الخمسينية والتكلم بألسنة

الحركة
الخمسينية والتكلم بألسنة

البابا
شنودة الثالث

 

لعل ابرز ما
يميز هذه الحركة، إعتقاد الخمسينيين بمعمودية الروح القدس {غير معمودية الماء
والروح}. هكذا ينادي الخمسينيون في مصر – كما هو اضح من كتبهم – وهكذا تنادي جماعة
الكرزماتك، والذين يتبعون الخمسينيين دون أن يعلنوا ذلك يسمون هذا الأمر حلولاً أو
إمتلاء.

ويرون
أن أهم ما يميز معمودية الروح، أو أهم ما يميز هذا الحلول أو الإمتلاء أو الملء هو
المتكلم بالسنة. فالألسنة في نظرهم هي العلامة الأولي علي أن الشخص قد حل عليه
الروح. لذلك في ضم أي إنسان إليهم، يجاهدون أن يجعلوه يتكلم بألسنة لكي يشابه
الرسل في يوم الخمسين. ويهتمون بالألسنة كأنها كل شئ – كما علمهم أساتذتهم – أياً
كانت هذه الألسنة كلاماً مفهوماً أو غير مفهوم، وفي غالبية الحالات إن لم يكن في
كلها، تكون هذه الألسنة أصواتاً لا تعبر عن شئ.

فما
هو تعليم الكتاب عن التكلم بألسنة.

نلاحظ
النقاط الآتية من دراسة الكتاب وبخاصة { 1كو14} الذي يمكن أن نسميه أصحاح الألسنة.

 

1)*
الألسنة هي الأخيرة في ترتيب المواهب:

عندما
ذكر بولس الرسول مواهب الروح في رسالته الأولي إلي كورنثوس، جعل التكلم بألسنة
وترجمة الألسنة في آخر المواهب فقال:

{
فأنواع مواهب موجودة، لكن الروح واحد فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة ولآخر كلام
علم حسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولآخر
أعمال قوات، ولآخر نبوءة ولآخر تمييز الأرواح. ولآخر أنواع الألسنة بمفرده كما
يشاء }{1كو12: 4-11}.

وهكذا
جعل التكلم بألسنة، ترجمة الألسنة، في آخر قائمة المواهب، ويسبق الألسنة: الحكمة،
والعلم والإيمان، ومواهب الشفاء، وأعمال القوات، والنبوءة وتمييز الأرواح..

وقال
الرسول أيضا: { فوضع اله أناساً في الكنيسة: أولاً رسلاً، ثانياً أنبياء ثالثاً
معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء، أواناً تدابير، وأنواع ألسنة {1كو12: 28}.

وهكذا
وضع التكلم بالسنة في آخر المواهب ….

 

وقال:
ر جدوا للمواهب الحسني، وأيضا أريكم طريقا أفضل}{1كو13: 12}.وشرح أن هذا الطريق
الأفضل هو المحبة {1كو13} وشرح كيف أن هذه المحبة أهم وأعظم من النبوءة وكل علم،ومن
كل الإيمان الذي ينقل الجبال، ومن العطاء والنسك.

وشرح
أن المحبة أهم من التكلم بالسنة الناس والملائكة.. وليس ألسنة الناس فقط. فقال: {إن
كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة.. وليس ألسنة الناس فقط. فقال { إن كنت أتكلم
بألسنة الناس والملائكة، ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن {1كو1:
13}.

 

2)*
التكلم بألسنة ليس للكل:

 رأينا
فيما تقدم أن الله { قسم لكل واحد بمفرده كما يشاء }{1كو11: 12}. { ولنا مواهب
مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا }{رو6: 12}. { وكما قسم الله لكل واحد مقداراً من
الإيمان }{رو3: 12}. ومن جهة التكلم بألسنة قال بصراحة:

{
ألعل الجميع رسل؟ ألعل الجميع أنبياء؟ ألعل الجميع معلمون؟ ألعل الجميع أصحاب
قوات؟ ألعل للجميع مواهب شفاء؟ ألعل الجميع يتكلمون بألسنة؟ ألعل الجميع يترجمون
}{1كو12: 29،30}.

وواضح
من هذا أن الموهبة ليست للجميع.

إذن
فحتى في العصر الرسولي لم يكن من الضروري أن ينال كل مؤمن موهبة التكلم بألسنة
التي لم تكن علامة ضرورية لاثبات حلول الروح في الإنسان. فقد يكون الإنسان قديساً
ولا يتكلم بألسنة.

إن
الله يعرف متي يعطي المواهب، ولماذا يعطيها. وقد منح التكلم بألسنة في عهد الرسل
بوفرة شديدة في بداية الكرازة، من أجل البنيان، إذا كانت لأزمة جداً في ذلك الزمان.

ولكن
الألسنة ليست لازمة لكل زمان، وفي ذلك يقول الكتاب: { أما اللسنة فستنتهي }{1كو8: 13}.

وحتى
في زمن الرسل، ماذا كانت شروط التكلم بألسنة؟ إننا بقراءة {1كو14}. نري شروطاً
منها:

 

3)*
يجب أن تكون الألسنة لبنيان الكنيسة:

إن
أهم عبارة تميز أصحاح الألسنة {1كو14}، هي كلمة { للبنيان } ذكرها الرسول مرات
عديدة، وأصر عليها جداً.

وقال
في صراحة: { فليكن كل شئ للبنيان }{1كو26: 14}. وقال أيضاً: { هكذا أنتم أيضاً، إذ
أنكم غيورون للمواهب الروحية اطلبوا لأجل بنيان الكنيسة أن تزدادوا }{ع12}.

ومن
أجل بنيان الكنيسة، ذكر أن { من يتنبأ أعظم ممن يتكلم بألسنة }{ع5}.لأن { من يتكلم
بلسان يبني نفسه، وأما من يتنبأ فيبني الكنيسة }{ع4}. وكانت كلمة التبوء تعني قديماً
التعليم أيضاً. وقد فضل الرسول هذا التنبوء { لأن من يتنبأ، يكلم الناس ببنيان
ووعظ وتعزية }{ع3}.

 

4)*
شرط أساسي للألسنة هو ترجمتها:

قال
الرسول: رمن يتكلم بلسان، فليصل لكم يترجم }{ع13}وأضاف: { ولكن إن لم يكن مترجم،
فلصمت في الكنيسة }{ع28}.

والسبب
عند الرسول واضح، وهو بنيان الكنيسة. وفي البنيان فلصمت. وعبارة { يصمت }هي أمر
رسولي.

إذن:
إما بنيان الكنيسة بالترجمة، وإما الصمت.

إن
وجود المترجم شهادة علي صحة التكلم بلسان. وهكذا تكون موهبة الألسنة لشخص في وقت
واحد: أحدهما هم المتكلم والثاني هو المترجم وينطبق قول الكتاب: { علي فم شاهدين
أو ثلاثة، تقوم كل كلمة } إن كانت الألسنة بل ترجمة فما لزومها؟وكذلك ما لزومها إن
كان الحاضرين يفهمون اللغة؟

 

5)*
مت معني } يبني نفسه {؟

يبني
نفسه، أي يكون في حالة روحية خاصة، حالة حلول الروح، وهي نافعة لبيانه الشخصي. هذه
الحالة عليها ملاحظتان ذكرهما القديس بولس وهما:

أ)
يصمت، كأي عمل روحي خاص، بينه وبين الله.

وفي
ذلك قال: { فليصمت في الكنيسة، وليكلم نفسه والله }{ع28} أمر بينه وبين الله، يليق
به المخدع المغلوق، وليس الكنيسة أمام الناس. حينئذ يكون التكلم بلسان، كنوع من
الصلاة، وحتي علي هذه يوجد تعليق:

ب)
يكون الذهن بلا ثمر، مجرد عمل للروح:

وفي
هذا يقول الرسول: {لأنه إن كنت أصلي بلسان، فروحي تصلي وأما ذهني ويصلي بذهنه
أيضاً. يرتل بروحه، ويرتل بذهنه أيضاً { ع15}. لكي يكون بنيانه الروحي أثبت وأقوي.

علي
الرغم من عبارة: { يبني نفسه } هذه التي ذكرها الرسول في حرص وبملاحظات، وأظهر
أنها بنيان ناقص، فان الرسول، لأجل البنيان أيضاً يقول:

{
أشكر إلهي أني أتكلم بألسنة أكثر من جميعكم. ولكن في الكنيسة أريد أن أتكلم خمس
كلمات بذهني، لكي أعلم آخرين أيضاً. أكثر من عشرة آلاف كلمة بلسان }{ع18،19}.

إذن
لا داعي لأن يسعى الناس بكل قواهم للتكلم بألسنة ويظنوها نصراً عظيماً.

هذا
إذا كانت الألسنة موهبة حقيقية ن الروح القدس فماذا نقول إذن إن كان البعض يدعون
أنهم يتكلمون بالسنة، ولا نضمن صحة هذا الإدعاء..

 

6)*
الألسنة آية لغير المؤمنين:

يقول
الرسول عن التكلم بألسنة { إذن الألسنة آية لا للمؤمنين، بل لغير المؤمنين..}{1كو22:
14}.

ولأجل
هذا السبب منح الله هذه الآية للكنيسة في بدء العصر الرسول، لأجل انتشار الكرازة،
ولكي يصل الإيمان إلي شعوب وأمم لا تعرف لغة الأباء الرسل { الأرامية – او العبرية
}. فيبشرون بالألسنة، كما حدث في يوم الخمسين

{
فبهت الجميع وتعجبوا..}{وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته }{أع2: 7،6}.

ولكن
ما منعي أن يقف شخص وسط أناس يتكلمون بنفس لغته، لكي يكلمهم بلغة غريبة.. لهذا
اشترط الرسول وجوب الترجمة { ولكن إن لم يوجد مترجم فليصمت }{1كو28: 14}.

 

7)*
الرسول اعتبر التكلم بألسنة تشويشاً، إن لم يكن للبنيان.

فقال
{ إن كان الجميع يتكلمون بألسنة، فدخل عاميون أو غير مؤمنين، أفلا يقولون إنكم
تهذون }{1كو23: 14}.

{وهكذا
أنت أيضاً إن لم تعطوا باللسان كلاماً يفهم.. فإنكم تكونون تتكلمون في الهواء
}{1كو9: 14}}فإن كنت لا أعرف قوة اللغة، أكون عند المتكلم أعجمياً، والمتكلم
أعجمياً عندي }{1كو11: 14}.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى