بدع وهرطقات

الرد على الأدفنتست السبتيين



الرد على الأدفنتست السبتيين

الرد
على الأدفنتست السبتيين

الأنبا بيشوى

مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى

 

تأثير حركة البروتستانت

بدأت حركة البروتستانت بواسطة مارتن لوثر فى القرن السادس
عشر الميلادى وكان لها تأثيرها على المسيحية فى العالم.

بدأ مارتن لوثر حركته كنوع من الإصلاح أمام سلطة الكنيسة
الكاثوليكية وبعض تعاليمها وممارستها. ولكن بدلاً من أن يتجه إلى الكنائس الشرقية
الأرثوذكسية، اتجه إلى إلغاء العديد من عقائد الكنيسة وأسرارها وسلطة الكنيسة فى
التعليم.. فكان رد الفعل مضاد للسلطة البابوية ولعقيدة عصمة البابا التى قاومتها
الحركة البروتستانتية.

وكنتيجة لإطلاق حرية التعليم وللتحرر التام من التقليد
الكنسى -على الرغم من أن التقليد الكنسى هو الذى حافظ على الكتاب المقدس- كانت
النتيجة هى بدء ظهور طوائف بروتستانتية كثيرة ومتعددة مثل: المشيخيين، والرسوليين،
والمعمدانيين، والميثوديست، والخمسينيين.. وهكذا يحتار الإنسان فى هوية
البروتستانت.. ظهر أيضاً البلاميس الذين يسمون أنفسهم بالإخوة.. حتى أن عدد الكنائس
البروتستانتية المستقلة فى العالم ربما يكون وصل حالياً إلى ستمائة (600) كنيسة.
لكن تزداد الخطورة عندما تتفرع عنهم طوائف -البروتستانت أنفسهم يشعرون بأنها غير
مسيحية- مثل شهود يهوه مثلا..

 

بدعة شهود
يهوه وبدعة السبتيين

مقالات ذات صلة

تتلمذ شارل تاز راصل مؤسس
بدعة شهود يهوه على بدعة أخرى وهى بدعة السبتيين
التى ظهرت بصورة
علانية فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1831م.. وبدأت حركة شهود يهوه سنة 1876م
بواسطة شخص تتلمذ على السبتيين.. والسبتيين تتلمذوا أولاً على المعمدانيين وعلى
الميثوديست البروتستانت..

لكن عدم وجود سلطة
للتعليم فى الكنيسة، تجعل هناك إمكانية أن أحد المعمدانيين يدرِس بمفرده بفكره
الخاص إلى أن يخرج برأى جديد يكوّن بواسطته طائفة جديدة مثلما حدث مع وليم ميللر
مؤسس بدعة الأدفنتست السبتيين.

جماعة شهود يهوه ينكرون
ألوهية السيد المسيح وينكرون عقيدة الإله الواحد المثلث الأقانيم.. ويرفضون
الاعتقاد بأن الابن والروح القدس مساوين للآب فى المجد والربوبية والملك، وأن كل
واحد منهم له نفس الجوهر الواحد الذى للآب.

اعتنق شهود يهوه كل
عقائد السبتيين تقريباً وأضافوا إليها عقائد أخرى مثل إنكار ألوهية السيد المسيح
وإنكار ألوهية الروح القدس.

المجمع المقدس لكنيستنا
القبطية الأرثوذكسية برئاسة صاحب القداسة البابا شنودة الثالث قرر رسمياً فى جلسته
المنعقدة فى يوم السبت 17 يونيو سنة 1989م اعتبار أن طائفتى شهود يهوه والسبتيين
هما طوائف غير مسيحية، لا نعترف بهما كمسيحيين، وحذّر المجمع المقدس من حضور اجتماعاتهما،
أو دخولهما إلى بيوت الأقباط الأرثوذكس مثل سائر الهراطقة والمبتدعين..

عملت طائفة شهود يهوه
ترجمة خاصة بها للكتاب المقدس اسمها “ترجمة العالم الحديث” نحن
لا نعترف بصحة هذه الترجمة لأنهم حاولوا تحريف الكثير من العهد القديم والعهد
الجديد.. ولذلك أيضاً حذّر المجمع المقدس من الاعتراف بهذه الترجمة الخاصة بطائفة
شهود يهوه.

سنحاول عرض بدعة
السبتيين كمثال للنتائج التى من الممكن أن تتسبب فيها العقائد والمبادئ
البروتستانتية. ونحذّر شعبنا من اعتناق المذهب البروتستانتى لأن السيد المسيح قال:
من ثمارهم تعرفونهم” (مت7: 16،20).

 

التصدّى
للبدعة الأريوسية

عاشت كنيستنا أكثر من
1900 سنة ولم يخرج منها هراطقة ومبتدعين يكوِّنون كنائس.. عندما نادى أريوس ببدعته
وهو قس من الاسكندرية، تصدت له الكنيسة فى الاسكندرية وحكمت عليه عندما أنكر
ألوهية السيد المسيح. ولما لجأ إلى قيصرية فى الشرق؛ ظلت كنيستنا تحاصر البدعة
التى نادى بها وتكافح من أجل إنهائها تماماً.. وحكم عليه فى مجمع كنيسة الاسكندرية
سنة 318م، ثم حُكم عليه فى مجمع نيقية المسكونى سنة 325م وحُرِّمت تعاليمه، وظل
القديس البابا أثناسيوس الرسولى بابا الاسكندرية بعدها يعمل بكل طاقته ويحتمل
الكثير طوال مدة جلوسه على الكرسى، بما فى ذلك سنى النفى الطويلة التى قضاها
بعيداً عن كرسيه.

واستمر كفاح الكنائس
التى اعتنقت مبادئ القديس أثناسيوس حتى تم حسم الأمر نهائياً بالنسبة للبدعة الأريوسية
فى المجمع المسكونى الثانى سنة 381م.. كنيسة يقظة، كنيسة تحتمل الآلام
بما فى ذلك الاستشهاد أو النفى أو السجن.. كنيسة تحافظ على “الإيمان المسلّم
مرة للقديسين
” (يه1: 3) ولا تسمح أن يخرج من داخلها هراطقة ومبتدعين يكوِّنون
طوائف جديدة تبتدع فى الدين.

للأسف! استطاعت
الإرساليات الأجنبية التى جاءت إلى مصر أن تجتذب البعض من الأقباط الأرثوذكس للانضمام
إلى الطائفة البروتستانتية.. لكن لم تخرج الطائفة البروتستانتية ولم تولد فى
مصر
. أما بدعة السبتيين ومن بعدها بدعة شهود يهوه فقد ولدت من داخل الطوائف
البروتستانتية الموجودة فى الولايات المتحدة الأمريكية..

 

الأدفنتست –
السبتيين

السبتيين هم الأدفنتست.. كلمة
“أدفنت
Advent” أى “مجيء”، كلمة “أدفنتست Adventists” بمعنى “مجيئيين”.. اسمهم الرسمى “مجيئيو
اليوم السابع
Seventh Day
Adventists
” فهذا هو لقبهم الرسمى
فى أمريكا وباقى بلاد العالم.

بدأوا بدعتهم بإدعائهم بحضور
السيد المسيح سنة 1843م فى مجيئه الثانى، ثم أجلوها إلى سنة 1844م. وعندما لم
تتحقق هذه الأمور، بدأوا يخترعون معانى أخرى سنتكلم عنها بالتفصيل بعد ذلك..

أما بالنسبة لبدعة
تقديس اليوم السابع
؛ فهم اعتنقوا فكرة إحدى الكنائس المعمدانية “معمدانيو
اليوم السابع” فى أمريكا التى يكون فيها السبت اليهودى هو يوم الرب بالنسبة لهم.

لذلك لو دققنا النظر فى
عقائد السبتيين ومن بعدهم شهود يهوه سنرى أنهم قريبين فى فكرهم جداً من الصدوقيين
اليهود.

 

السبتيين
والصدوقيين اليهود

شيعة الصدوقيين تنكر
القيامة، ترفض الاعتقاد بالقيامة، ويعتقدون أن يوم الرب هو يوم السبت
لأنهم يهود-
هذا هو وضع مشابه لشهود يهوه والسبتيين. لذلك فى إنجيل القديس متى يقول: “فى
ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه..” (مت22: 23)
سألوه إنه مات أحد وليس له أولاد وكان هو أحد سبعة إخوة تزوجوا بامرأته ففى
القيامة لمن منهم تكون زوجة (طبعاً من الممنوع أن يتزوج الشخص امرأة أخيه، ولكن
بحسب شريعة موسى إذا تُوفى بدون أن يُنجب أولاداً كان يتخذها الأخ زوجة له ليقيم
نسلاً لأخيه الميت.. كان هذا هو الاستثناء الوحيد.. وانتهت هذه الشريعة بمجيء
السيد المسيح).

قال لهم السيد المسيح
تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم فى القيامة لا يزوِّجون
ولا يتزوَّجون بل يكونون كملائكة الله فى السماء
” (مت22: 29،30) كانوا
يريدون أن يضعوا العقدة فى المنشار ويسألون السيد المسيح لمن منهم تكون زوجة فى
القيامة، فقال لهم السيد المسيح أنتم تضلون لأنكم لا تعرفون الكتب بمعنى أنكم
تستخدمون الكتب بطريقة خاطئة لخدمة أفكاركم الضالة.. أبناء القيامة لا يتزوجون
بل يكونون كملائكة الله فى السماء.
“وأما من جهة قيامة الأموات؛ أفما
قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل: أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب ليس
الله إله أموات بل إله أحياء. فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه” (مت22: 31-33).

ليس السبتيون فقط هم
الذين يقاومون التعليم المسيحى بشأن خلود الروح، لكن حتى أيام السيد المسيح نفسه
أتوا ليقاوموه ويحيروا الناس بأفكارهم الخطأ.. فرد عليهم السيد المسيح وعرفهم بأن
الله يقول: أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب ليس إله أموات بل إله أحياء.

إذاً لقد علّم السيد
المسيح نفسه بخلود الروح الإنسانية وعدم موتها، بينما يعلِّم السبتيين وشهود يهوه
بموت النفس البشرية وبأنها تموت مثلما يموت الجسد.. وبذلك ينكرون شفاعة القديسين
والشهداء.. ويعتبرون أن الشفاعة هى أمور وثنية قد دخلت إلى عقيدة الكنيسة.

ينكر البروتستانت شفاعة
القديسين.. والسبتيين وشهود يهوه قالوا لا توجد شفاعة للقديسين، بل وزادوا على هذا
وقالوا أن أرواح القديسين ماتت مع أجسادهم.. هذا يُظهر لنا كيف عندما يُفتح الباب
لأى عقيدة خطأ من الممكن أن تكبر وتتزايد.. لذلك لابد أن نرد على العقائد الخطأ
التى ينادون بها لئلا ينخدع الناس بتعليمهم.

بالرغم من أننا لا
نوافق على ما جرى فى العصور الوسطى من الكنيسة الكاثوليكية، لكننا لا نوافق أيضاً
على رد الفعل المتطرف الذى قام به البروتستانت ضد ممارسات الكنيسة الكاثوليكية..
كان من الأفضل لهم أن يلتحقوا بالكنائس الأرثوذكسية التى حافظت على التسليم
الرسولى والتقليد الرسولى المسلّم مرة للقديسين “الإيمان المسلّم مرة
للقديسين (يه 1)”.

 

عقائد الأدفنتست:

1) يعتقدون أن يسوع
المسيح هو الملاك ميخائيل

من يصدق هذه العقيدة
إما أنه يعتبر أن السيد المسيح رب المجد هو مجرد رئيس ملائكة وليس هو ابن الله
الوحيد، أو يعتبر أنه لا يوجد أحد نهائياً اسمه الملاك ميخائيل غير ابن الله
الوحيد، وأن الملاك ميخائيل هو أحد ظهورات السيد المسيح. فى كلتا الحالتين هذه
العقيدة خطأ ويرفضها الكتاب المقدس.

 

2) يعتقدون أن الروح
تموت مع موت الجسد

 يعتقدون أن الروح تموت
مع موت الجسد وأن الروح الإنسانية ليست خالدة ولكنها مثل روح الحيوانات أو روح
البهيمة.

 

3) يعتقدون بعدم وجود
دينونة أبدية للأشرار

يعتقدون بعدم وجود
دينونة أبدية بمعنى عذاب أبدى للأشرار لأن القيامة الدائمة بعد مجيء السيد المسيح
الثانى ستكون للأبرار فقط وليس للأبرار والأشرار.. على الرغم من أن السيد المسيح
تكلّم كثيراً جداً عن خروج الأبرار أو الصالحين للقيامة لحياة أبدية (انظر مت 25)،
وذهاب الأشرار إلى جهنم الأبدية المعدة لإبليس وملائكته “ثم يقول أيضاً للذين
عن اليسار اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته” (مت25:
41) وإنهم سوف يذهبون إلى دينونة أبدية.. أى أنهم لم يقبلوا كلام السيد المسيح
نفسه.

 

4) يعتقدون أن الأبرار
يعودون إلى الحياة روحاً وجسداً

يعتقدون أن الأبرار
يعودون إلى الحياة روحاً وجسداً بنعمة خاصة من الله.. بل وحتى السيد المسيح فى
قيامته المجيدة من الأموات يقولون أنها بنعمة خاصة من الله إذ أعاد روحه التى ماتت
بهذه النعمة الخاصة إلى الحياة. وتبدأ مفاهيمهم عن قيامة السيد المسيح تكون مفاهيم
مهتزة، بل وعمله الفدائى أيضاً من الممكن أن يكون الاعتقاد فيه عقيدة مشوّشة.

 

5) يعتقدون أن السيد
المسيح ورث الميل الطبيعى للخطية

يعتقدون أن السيد
المسيح ورث الميل الطبيعى للخطية، وأن إمكانية الخضوع للخطية كان موجوداً فيه
ولكنه قاومه ولم يخطئ. أى أنه قاوم الميل للخطية وقاوم ضعفات الخطية التى أخذها عن
طريق الطبيعة البشرية التى اتخذها من العذراء مريم.. بينما نحن نعتقد بناء على
تعاليم الكتب المقدسة أن السيد المسيح أخذ طبيعة بشرية شابهنا فيها فى كل شئ باستثناء
الخطية
لأن الناسوت الذى تكوّن فى بطن العذراء هو بفعل الروح القدس مثلما قال
الملاك “لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس” (مت1: 20) ولا يمكن أن
يكوّن الروح القدس شئ فيه خطية أو فيه ميل للخطية، ومن المحال أن الله الكلمة نفسه
الذى اتحد بهذا الناسوت أو هذه الطبيعة البشرية التى أخذها من العذراء مريم أن
يتحد بطبيعة فيها ميل للخطية.. فإن كان هناك إمكانية للخضوع للخطية، كان من الممكن
أن يكون الفداء فى خطر!! فإذا كان من الممكن أن يخطئ المخلّص أو لا يخطئ، فإنه
بالتالى كان من الممكن أن يتم الفداء أو لا يتم!! صعب جداً هذه المفاهيم الخاطئة!!
بل ويعتبر هذا تدمير كامل لعقيدة الفداء فى المسيحية.. فهذا المفهوم هو تجديفاً
على السيد المسيح الذى هو الله الكلمة المتجسد.

 

6) يعتقدون أن يوم
السبت هو يوم الرب

يقولون أن اليوم السابع
فى الأسبوع الذى هو يوم السبت هو يوم الرب.

 

7) يعتقدون أن خطية
الشيطان هى عدم حفظ وصية اليوم السابع

ويقولون إن أكبر وأعظم خطية
يمكن للإنسان أن يرتكبها هى كسر حفظ اليوم السابع الذى هو يوم السبت لأن هذا
بالنسبة لهم هو يوم الرب ويوم العطلة والراحة ويوم العبادة.. هذا هو نوع من
الرِّدة إلى التهوّد فى المسيحية
أى ميل إلى العقيدة اليهودية.

 

8) يعتقدون أن المسيح
انتقل من القدس إلى قدس الأقداس

يعتقدون أيضاً أن
المسيح انتقل من القدس إلى قدس الأقداس فى السماء وبهذا يكون قد طهّر المقدس
السماوى أى قدس الأقداس فى السماء
. هذه النقطة مرتبطة بالتواريخ التى حددوها..
سوف نورد رداً على هذا.

 

9) يعتقدون أن شفاعة
القديسين عقيدة وثنية

لا يؤمنون بشفاعة
القديسين ويقولون إنها عقيدة وثنية.

 

10) يعتقدون أن ذبيحة
القداس ذبيحة وثنية

يقولون إن ذبيحة القداس
الإلهى هى ذبيحة وثنية ويهاجمونها بمنتهى العنف.

 

11) يعتقدون بأن إيلين
هوايت نبية ورسولة مثل رسل السيد المسيح

يعتقدون أيضاً أن إيلين
هوايت هى نبية أُعطيت إعلانات سماوية وتلقّت إلهام ووحى من الروح القدس، وأنها
رسولة تُحسب مع رسل السيد المسيح الاثنى عشر، وأن كل ما تنبأت به وما كتبته يرقى إلى
مستوى الكتب المقدسة والأسفار الإلهية، ويسمونها
–حتى يومنا هذا-“نبية
الأيام الأخيرة”
وسنرى هل تصلح أن تكون نبية أم لا تصلح.

وأخرجوا كتاباً بهذا
العنوان “نبية الأيام الأخيرة” من تأليف قانص فارل وللأسف أن هذا الكتاب
طُبع إلى اللغة العربية.. مكتوب فى آخره سِجل الكتب التى كتبتها إيلين هوايت
وتُرجمت إلى العربية مثل كتاب “الصراع العظيم” وكتاب “مشتهى
الأجيال”، وكتاب “خدمة الشفاء”، وكتاب “طريق الحياة”،
وكتاب “الآباء والأنبياء”، وكتاب “أعمال الرسل”. ومكتوب فى
نفس هذه الصفحة: وللحصول على هذه الكتب أعلاه؛ المراسلة والاستفسار يرجى الكتابة
إلى.. (ثم كتبوا العنوان ورقم صندوق البريد والحى).

 

نشأة بدعة
الأدفنتست

بدأ بدعة الأدفنتست شخص
اسمه ويليام ميللر وُلد فى ولاية مساتشوسيتس فى الولايات المتحدة الأمريكية
فى 15 فبراير سنة 1782م. كان من أسرة تنتمى إلى طائفة المعمدانيين -إحدى الطوائف
البروتستانتية. تفرغ لمدة سنتين لدراسة الكتاب المقدس بدون إرشاد أو إشراف على
دراسته من أى أحد وذلك من سنة 1816م إلى سنة 1818م ووصل فى دراسته لنتيجة: أن
نهاية العالم ستكون فى سنة 1843م.

استند فى دراسته إلى سفر
دانيال النبى
. إذ وردت آيتين فى هذا السفر، إحداهما فى الإصحاح الثامن
الآية رقم 14
“فقال لى إلى ألفين وثلاث مئة صباحٍ ومساءٍ فيتبّرأ
القدس”،
والأخرى فى الإصحاح التاسع من سفر دانيال فى الآية 24 وتكملتها
فى الآيات التى تليها “سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة..
فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس
سبعة
أسابيع واثنان وستون أسبوعاً.. ويثبّت عهداً مع كثيرين فى أسبوع واحد، وفى وسط
الأسبوع يُبطلُ الذبيحة والتقدمة” (دا9: 24-27)
.

يعتبر بعض المفسرين أن
هذه الأسابيع هى أسابيع سنين، بمعنى بدلاً من أن يكون الأسبوع سبعة أيام يكون سبع
سنوات، فيكون من خروج الأمر لتجديد أورشليم إلى هذه الأحداث المذكورة أربع مائة
وتسعين (490) سنة.. فقام بحساب 490 سنة من سنة 457 قبل الميلاد وقال أن السيد
المسيح صُلب وعمره 33 سنه. وفى (دا8: 14) قيل “إلى ألفين وثلاث مئة صباحاً
ومساءً فيتبرأ القدس” (أى 2300سنة) فلكى يكمل هذه ال 2300 سنة قال: عندما
نحذف 490 سنة من 2300 تكون النتيجة1810، ثم جمع على هذا الرقم عمر السيد المسيح
بالجسد عندما صُلب، أى (1810+33) = 1843 واعتبر أن هذا هو توقيت السنة التى سيأتى
فيها السيد المسيح. واقتنع بهذه الفكرة وتناقش بها مع المحيطين به إلى أن أوعز
إليه أحد أصدقاؤه أن يُعلِن ويُجاهر بهذا التعليم، وفعلاً جاهر به سنة 1831م. واعتُبِر
أن هذا التوقيت هو بداية تكوين طائفة المجيئيين
. فى ذلك الحين لم يكونوا قد اعتنقوا
مذهب تقديس اليوم السابع، فقد جاء لهم هذا الاعتناق بعد ذلك..

ولما نادى بهذا التعليم
أراد الكثيرون سماع وجهة نظره فتفرغ للوعظ وأصبح واعظ معمدانى متفرغ فى الولايات
المتحدة الأمريكية وبدأ يجول البلاد. وفعلاً ذهب فى الفترة من 1840-1842م فى منطقة
بورتلاند بأمريكا وهناك استمعت عائلة روبرت جولد هارمون
Robert Gould Harmon والد إيلين هوايت إلى وعظ وليم ميللر وقبلوا تعليمه وانفصلوا عن
الكنيسة المسماه بالميثوديست (وهى كنيسة مشهورة لازالت موجودة فى أمريكا وبلاد
كثيرة من العالم خاصة البلاد الناطقة باللغة الإنجليزية).

 

إيلين هوايت

انضمت عائلة “هارمون”
إلى حركة المجيئيين، ومن ضمنهم إيلين هوايت التى ولدت فى قرية اسمها جورهام فى 26
نوفمبر 1827م فى ولاية ماين فى أمريكا على بعد اثنى عشر ميل من مدينة بورتلاند فى
الجزء الشمالى الشرقى من الولايات المتحدة، وكانت أختاً توأماً لبنت ثانية اسمها
إليزابث وبذلك اعتنقت إيلين هوايت فى سن الثانية عشر هذه البدعة التى نادى بها
وليم ميللر.

أما قصة إيلين هوايت
فهى انه بعد التحاقها بالمدرسة بثلاث سنوات وهى فى عمر التاسعة أصابها فى طريقها
من المدرسة إلى بيتها حجر ألقاه زملائها بالفصل، فأصيبت فى وجهها من الناحية
اليسرى، فكسر أنفها وتشوه وجهها وأصيبت بغيبوبة مدة ثلاثة أسابيع وأصبح عندها
أمراض فى الجهاز العصبى وتعقيدات جعلتها غير قادرة على الاستمرار فى الدراسة.
ويبدو أنها أصيبت بنوع من الصرع نتيجة إصابة جهازها العصبى. وفى ذلك الحين كانت
تعانى من تهديد لحياتها بسبب الأمراض التى أصابتها نتيجة الإصابة الشديدة.

فى أواخر ديسمبر سنة
1844م ادعت إيلين إنها رأت رؤيا سماوية. ويبدو أنها كانت تحضر اجتماع صلاة لمجموعة
من أتباع بدعة المجيئيين. ومن ذلك الحين وإلى نهاية حياتها اعتبرها المجيئيون
ملهمة من الله وأنها رسولة ونبيه وتستلم رسائل سماوية وتعاليم فى الكنيسة كلها
بصورة خطيرة جداً.

فى كتاب “نبية
الأيام الأخيرة
” الذى أخرجه الأدفنتست يصفون حالتها أثناء الرؤى: فتقول
السيدة مرثا أمادون التى حضرت عدة مرات تلك الرؤى
}أنا ممن راقبوها كثيراً
وهى فى الرؤيا وأعرف المجموعة التى تحضر معها فى العادة وجميعهم ذو قوة ملاحظة وإيمان
بما تقوم به وكنت أتساءل كثيراً: لماذا لم يُعطَ وصفاً أكثر حيوية للمناظر التى
حدثت؟ كانت عيناها مفتوحتين فى الرؤيا. لم يكن هناك نَفَس، لكن حركات كتفيها وذراعيها
ويديها كانت رشيقة تعبّر عما كانت تراه. كان مستحيلاً على أى شخص آخر أن يحرك
يديها أو ذراعيها. وكثيراً ما كانت تنطق بالكلمات فرادى، وأحياناً بجُمَل تعبر لمن
حولها عن طبيعة المنظر الذى تراه سواء سماوى أو أرضى}(
[1]).

وآخر اسمه جورج بطلر من
أتباع هذه الطائفة قد شاهدها فى مناسبات عديدة. فى سنة 1874م فيقول(
[2]): }أعطيت إيلين هوايت هذه الرؤى طيلة ثلاثين سنة
تقريباً، وكانت تكثر تارة وتقل تارة أخرى، وشهدها الكثيرون. وفى الغالب كان
الحاضرون من المؤمنين بها وغير المؤمنين على السواء. وهى تحدث عامة -ولكن ليس
دائماً- فى مواسم الاهتمام الدينى الجادة حيث يكون روح الله حاضراً بشكل خاص
{. وقال أيضاً فى وصفه لها }يتوقف تنفسها تماماً
وهى فى الرؤيا ولا يفلت من منخاريها أو شفتيها أى نفس وهى على هذا الحال.
{ وقال أيضاً }كثيراً ما تفقد قوتها
مؤقتاً فتتكئ أو تجلس ولكن فيما عدا ذلك تكون واقفة. إنها تحرك ذراعيها برشاقة
{.

وزوجها جايمز هوايت
يعلق على رؤاها قائلاً
}عند خروجها من الرؤيا
سواء بالنهار أو بالليل فى غرفة جيدة الإنارة يكون كل شئ حالك الظلمة (بالنسبة لها)
ثم تعود قدرتها على تمييز حتى ألمع الأشياء بالتدريج.. مهما كان قريباً من عينيها..
يقدر عدد الرؤى التى تلقتها أثناء ثلاثة وعشرين عاماً خلت بما يتراوح بين مائة
ومائتين رؤيا. وقد أعطيت هذه الرؤى فى مختلف الظروف تقريباً ومع ذلك تحتفظ بتماثل
عجيب
{([3]).

دكتور بوردو أراد أن
يتأكد فى بوكس بريدج
Buck’ s
Bridge
بنيويورك فى سنة 1857م
ذهب لرؤية إيلين هوايت وهى تدعى أنها فى حالة رؤيا فيقول أنه
}فى يوم 28
يونيو.. رأيت الأخت إيلين هوايت فى رؤيا لأول مرة وكنت آنذاك غير مؤمن بالرؤى.
ولكن موقفاً من المواقف الكثيرة التى يمكن أن أذكرها أقنعنى بأن رؤاها من الله.
فلكى أرضى عقلى بشأن عدم تنفسها (وهى فى الرؤيا) أولاً وضعت يدى على صدرها مدة
كافية فتأكدت من عدم تنهد رئتيها تماماً كما لو كانت جثة هامدة. ثم أخذت يدى
ووضعتها على فيها، وضغطت منخاريها بين إبهامى وسبابتى بحيث يستحيل عليها الشهيق أو
الزفير، حتى ولو أرادت هى ذلك. فأمسكتُ بها هكذا بيدى قرابة العشر دقائق، وهذا
يكفى لخنقها لو كانت فى حالتها الطبيعية. لكنها لم تتأثر بهذا على الإطلاق. ومنذ
مشاهدتى هذه الظاهرة العجيبة لم أجنح ولو مرة واحدة بعد ذلك إلى الشك فى مصدر
رؤاها الإلهى
{([4]).

هذا الكلام من وجهة
نظرهم يثبت أنها رؤية إلهية لكن من وجهة نظرنا هو كما قال الكتاب “لأن
الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور” (2كو11: 14) وأنه من الممكن أن
تحدث أمور خارقة للعادة ولا تكون من الله بل تكون من مصادر أخرى غير الله.

على هذا الأساس أوصى
السيد المسيح أن نحترز من الأنبياء الكذبة وقال “من ثمارهم تعرفونهم”
(مت7: 16). فإذا كانت ثمارها مقبولة وجيدة يمكننا أن نعتبرها قديسة. وقد ترى
القديسات رؤى أو أحلام لكن لا نعتبرها رسولة من الرسل. قد نعتبر حلمها فيه شئ من
الإرشاد الإلهى لسبب أو آخر.. بمعنى إذا أراد البعض تحذير أحد من شئ معين؛ فقد يرى
أحدهم حلماً ويحذره. لكن تعليم رسولى جديد مخالف لما تسلمناه وعن طريق فتاة أو امرأة
فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق حسب تعليم الآباء الرسل. فقد قال بولس الرسول
“لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل” (1تى2: 12). حينما يكون
التعليم إيماناً جديداً فهذه مسألة خطيرة.

 

مثال لتعليمها الخاطئ

فى كتابها “الهبات
الروحية”
Spiritual Gifts ادّعت إيلين هوايت أن السبب الرئيسى فى تدمير العالم بالطوفان كان
بسبب التزاوج والإنجاب بين البشر والحيوانات وقالت إن الأنواع المختلطة التى نتجت
عن تلك العلاقة لم يخلقها الله؛ هذه لم يأخذها نوح معه إلى الفلك لأنها خليط بين
البشر والحيوانات!!

من الواضح أن هذه أمور
غير مقبولة لا روحياً ولا علمياً, وقد أثبت العلم الحديث استحالة التزاوج للإنجاب
بين البشر والحيوانات وهذا أمر يعلمه الجميع.

وقد سببت أخطاء إيلين
هوايت التعليمية مشاكل كثيرة لجماعة السبتيين. فهل مثل هذه الإنسانة تصلح أن تكون
نبية؟ هذا ما قاله والاس سلاتيرى
Wallace
Slattery
وهو عضو سابق فى جماعة
السبتيين وانشق عليهم وألّف كتاب “مجيئيو اليوم السابع هل هم أنبياء مزيفين؟”
الذى نشر سنة 1941وطبع أيضاً مرة أخرى فى سنة 1990م. وأورد تعليم إيلين هوايت
بخصوص الإنجاب من الحيوانات فى صفحة 26 وما بعدها للتدليل على أنها علّمت كثير من
التعاليم الخاطئة وغير المقبولة.

 

المجيء
الثانى

U       نعود
إلى وليم ميللر: انتظر الناس الذين صدّقوه طوال سنة 1843م مجيء السيد المسيح؛
وعندما لم يأتِ قال إن الحساب من شهر مارس 1843 إلى مارس 1844 وبالتحديد يوم 21
مارس 1844. ولم يأتِ السيد المسيح أيضاً حتى هذا التاريخ.

U       لكن
تدخل أحد أتباعه صموئيل سنو
Samuel Snow
فى أغسطس من نفس السنة وأنقذ الموقف. وقال إن الحساب لم يكن صحيحاً وإن المسيح
سيأتى فى يوم الكفارة العظيم فى الشهر السابع اليهودى من سنة 1844م وحدد اليوم أنه
22 أكتوبر.. فانتعش الأمل فى الناس من أن استنتاج وليم ميللر سوف يتحقق. وارتدى
الناس ملابس بيضاء، وباعوا ممتلكاتهم، واستقالوا من وظائفهم، وتجمّعوا بتجمعات فى
بلاد كثيرة وخرجوا إلى الجبال لاستقبال السيد المسيح فى مجيئه واستمروا منتظرين فى
ذلك اليوم وتلك الليلة إلى أن انتهى اليوم تماماً ولم يأتِ السيد المسيح فسمّوه يوم
الإحباط الكبير
The Great
Disappointment
وفعلاً تراجع
الكثيرون عن الاستمرار فى عضوية جماعة وليم ميللر.

U       فى
ذلك الحين بدأت إيلين هارمون ولم تكن قد تزوجت بعد وكانت فى السابعة عشر من
عمرها. ففى يناير سنة 1845م ادعت أن الله قد أراها فى حلم أن المسيح سيأتى فى
المستقبل الفورى.

U       وحينما
لم يتحقق هذا الوضع إدعى هيرمان إدسون
Hirman Edson وهو أحد قيادات حركة المجيئيين: إن المسيح فى 22 أكتوبر 1844م انتقل من
القدس السماوى إلى قدس الأقداس وبهذا بدأ الكفارة النهائية للخطاة. قبل البعض هذا
التفسير بسبب الخجل من عدم مجيء السيد المسيح وقال إن هذا هو نوع من المجيء إنه
خرج من القدس ودخل إلى قدس الأقداس.

استمر كل من يريد الابتداع
فى الدين فى تعضيد هذه الجماعة والذى شد انتباه أتباع هذه الجماعة هو حالات الصرع
التى تأتى إلى إيلين هوايت واعتبروا أن هذا الصرع هو رؤى سماوية.. أحب أن أذكّركم
أن كل المرات التى وصفوا فيها رؤاها وكانت حولها مجموعة من الناس أن عيناها كانت
مفتوحة ولم تكن ترى شئ لدرجة إنهم عندما كانوا يأتون بأى شئ ويضعوه أمام عينها
للدرجة التى يدخلوها إلى عيناها كانت لا ترمش بعينيها. وصف جورج بطلر ذلك بقوله [
تكون العينان مفتوحتين عن آخرهما ويبدوان محملقتين فى شئ على مسافة بعيدة، ولا
تلتفتان إلى شخص أو شئ بعينه فى الحجرة، بل يكون اتجاههما دائماً إلى أعلى](
[5]). إذاً الوضع أنها تكون فى حالة من الذهول الكامل.. قال السيد
المسيح: “احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان” (مت7:
15)، وقال أيضاً “من ثمارهم تعرفونهم” (مت7: 16، 20).. وقال الرسل: “أيها
الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هى من الله لأن أنبياء كذبة
كثيرين قد خرجوا إلى العالم
” (1يو4: 1)

 

الإدعاء بأن
السيد المسيح هو الملاك ميخائيل

إذا ناقشنا اعتقادهم أن
السيد المسيح هو الملاك ميخائيل من رسالة معلمنا يهوذا الرسول فى الآية رقم 9
“وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس مُحاجاً عن جسد موسى، لم يجسر
أن يورد حكم افتراء بل قال: لينتهرك الرب” فكيف يكون الرب يسوع المسيح هو
الذى يتكلم ثم يُقال عنه أنه قال لإبليس لينتهرك الرب، فهذا هو الرب الذى ينتهر
إبليس، هذا هو رب الأرباب.. كم من مرة انتهر الرب الشياطين كما نقول فى إنجيل صلاة
الغروب “فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح” (لو4:
41) فكيف يقول المسيح رب المجد “لينتهرك الرب يا شيطان” هذه العبارة
يقولها الملاك ميخائيل ولا يقولها السيد المسيح الذى كتب عنه فى حديثه مع الشياطين
فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون” (لو4: 41). كان السيد المسيح ينتهر
الشيطان ولا يقول له “لينتهرك الرب”. هذا مثل يوضح الفرق بين الملاك ميخائيل
والسيد المسيح وفساد عقيدة السبتيين فى هذا الأمر.

أيضاً عبارة “لم
يجسر أن يورد حكم افتراء
” هل من المعقول أن يُقال عن السيد المسيح أنه
لم يجسر“؟!! هذه من المحال أن تُقال فى خصومة بين المسيح وإبليس.
عندما يريد السيد المسيح أن يصدر حُكم على إبليس سيحكُم لكن لا تُنسب عبارة
“لا يجسر أن يورد حكم افتراء” إلى السيد المسيح.

 

عقيدة نفس
الإنسان مثل نفس البهيمة

هم يسيئون استخدام آية
وردت فى سفر الجامعة “لأن ما يحدث لبنى البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم.
موت هذا كموت ذاك، ونسمة واحدة للكل. فليس للإنسان مزية على البهيمة لأن كليهما
باطل” (جا3: 19). طبعاً كاتب سفر الجامعة لم يقصد إطلاقاً أن روح الإنسان مثل
روح البهيمة لأن فى الآيات السابقة لهذه الآية يقول: “قلت فى قلبى من جهة
أمور بنى البشر إن الله يمتحنهم ليريهم أنه كما البهيمة هكذا هم” (جا3: 18).
فالرب يمتحن الإنسان عندما يرى أن حادثة واحدة تحدث للإنسان والبهيمة وهى حادثة
الموت. والامتحان هو: هل سيؤمن الإنسان بالحياة الأبدية أم لا يؤمن بالحياة
الأبدية. فهذا امتحان من الله وليس عقيدة. هناك فرق بين الامتحان والعقيدة. الامتحان
هو ليعرف الرب الفائزين الذين يفكرون بالصواب، والساقطين الذين يفكرون خطأ.

فى نفس السفر فى الإصحاح
رقم 12 الآية 7 يقول عن موت الإنسان: “فيرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع
الروح إلى الله الذى أعطاها”.. أما فى الإصحاح الثالث فيقول: “من يعلم
روح بنى البشر هل هى تصعد إلى فوق؟ وروح البهيمة هل هى تنزل إلى أسفل إلى الأرض؟”
(جا3: 21) ففى قوله “من يعلم؟” هو يمتحنهم ولا يقصد أن هذا رأى إلهى.
لكن فى النص الصريح الذى ليس فيه امتحان قال “وترجع الروح إلى الله الذى
أعطاها”. وبذلك لا يوجد أى إلتباس بين الآيات.

للأسف يوجد على باب
حديقة الحيوانات فى فرانكفورت بألمانيا لافتة “ليس للإنسان مزية على
البهيمة” (جا3: 19). بدلاً من أن يضعوا الآية التى تقول: “فخلق الله الإنسان
على صورته” (تك1: 27). أو يضعوا الآيات التى تدل على أن الإنسان أفضل من
البهائم مثل الآية التى تقول “إنسان فى كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التى
تباد” (مز49: 20)، بمعنى عندما يكون الإنسان جاهلاً فإنه يُشبه البهيمة.

أورد الكتاب العديد من
الآيات التى تدل على أن روح الإنسان لها مكانة عند الله “يقول الرب.. جابل
روح الإنسان فى داخله” (زك12: 1).. “لكن فى الناس روحاً ونسمة القدير
تعقلهم” (أى32: 8).. “روح الله صنعنى ونسمة القدير أحيتنى”(أى33: 4)..
“هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها، باسط الأرض ونتائجها، معطى الشعب
عليها نسمة والساكنين فيها روحاً” (أش42: 5).

 

تقديس يوم
الرب

قال بولس الرسول فى
رسالته إلى أهل كولوسى “فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو
هلال أو سبت. التى هى ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح” (كو2: 16،
17). لم يوافق بولس الرسول أن يتحكم أحد فى موضوع يوم السبت لأن الكنيسة اعتبرت أن
يوم الرب فى العهد القديم الذى هو يوم السبت رمز للراحة لأن كلمة “سبت”
معناها باللغة العبرية راحة “سابات
Sabath“. لكن متى
استراح الرب؟ استراح بقيامته من الأموات بعد إعادة تجديد خلقة الإنسان مرة أخرى..
ولذلك نلاحظ فى سفر الأعمال أن الكنيسة اجتمعت فى يوم الأحد فى أول الأسبوع للعبادة
ويقول “وفى أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً خاطبهم
بولس” (أع20: 7) هذا يعنى أن أول الأسبوع هو يوم الأحد. أحد بمعنى
“واحد”، وأول يعنى “واحد” واثنين يعنى “الاثنين”
وهكذا..

قال بولس الرسول من جهة
جمع العطاء فى الكنيسة “أما من جهة الجمع لأجل القديسين فكما أوصيت كنائس
غلاطية هكذا افعلوا أنتم أيضاً. فى كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده
خازناً ما تيسر حتى إذا جئت لا يكون جمع حينئذ” (1كو16: 1، 2).. إذاً كسر
الخبز فى أول الأسبوع، وجمع العطاء فى أول الأسبوع، وتتم هذه الأمور كلها أثناء
العبادة داخل الكنيسة.. فكيف يتم هذا فى أول الأسبوع إذا كانت الكنيسة تعبد يوم
السبت بمعنى اليوم السابع (وقد أخذ الرقم سبعة اسمه من كلمة راحة العبرية لأن
سابات = ساباع ولم يأخذ السبت اسمه من الرقم سبعة) وبهذا تكون وصية “أُذكر
يوم السبت لتقدسه” (خر20: 8) هى “اذكر يوم الراحة لتقدسه”. بدأت
الكنيسة منذ العصر الرسولى تمارس العبادة يوم الأحد لأن هذا هو تذكار قيامة السيد
المسيح من بين الأموات.. ونحن نقول بفرح [ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنبتهج
ونفرح فيه ] ونحن لا نحتفل بيوم الرب مع اليهود فى اليوم السابع الذى دفن فيه
السيد المسيح ووضع اليهود الأختام على قبره بل نحتفل بقيامته التى هى سر قوة
المسيحية.

ولربنا المجد الدائم
إلى الأبد آمين

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى