اللاهوت الروحي

83- الشكليات



83- الشكليات

83- الشكليات

 كثير من الناس فى عبادتهم، وفى علاقتهم بالله،
يهتمون بالشكليات، ويتركون الجوهر.

مقالات ذات صلة

 

ففى
الصلاة مثلاً، يقفون أمام الله، ويكلمونه، ويهتمون بالكلام وكثرته. وكل هذه
شكليات، لأن جوهر الصلاة، هو الصلة التى تربط الإنسان بالله، الشعور بالوجود فى
الحضرة الإلهية..

 

وفى
الصوم، يركزون على فترة الإنقطاع، ونوع الأكل، وهذه أيضاً شكليات. أما جوهر الصوم
من حيث عنصر المنع، والمسيطرة على الذات، وضبط الجسد والأرتفاع فوق مستوى المادة
والأكل، هذا ما يغفله الكثيرون.

 

وفى
الإستعداد للتناول كثيراً ما يهتم الناس بطهارة الجسد، بوضع شكلى، دون الإهتمام
بجوهر الطهارة جسداً وروحاً!

 

وفى
قراءة الكتاب المقدس، يهتم البعض بكمية القراءة، والمواظبة عليها، وهذا شكل أما
الجوهر فهو القراءة بفهم وتأمل، والغوص وراء المعانى وتحول القراءة إلى روح
وحياة.. وبعض الناس يدخلون الحياة الرهبانية، فيهتمون بالشكل الخارجى، ومن جهة
المطانيات وعددها وكثرتها، والأصوام وانقطاعها وشدتها، والحبس فى القلاية، والصمت،
وعدم الإهتمام بالملبس.. أما نقاوة القلب من الداخل، والموت الحقيقى عن العالم،
وهدف الرهبنة فى الإنشغال بالله ومحبته، هذا ما ينسونه وسط الإهتمام بالشكليات!
فقد يشغل كل إهتمامنا، ماذا نقول.. أما تأثير ما نقوله فى تغيير قلوب الناس، وفى
توصيلهم إلى محبة الله، فهذا ما يغفله الكثيرون.. وقد تكثر فى الخدمة الأنشطة
العديدة، والتنظيمات، والأسماء البراقة، وكلها شكليا والعمق معروف، الذى هو الهدف
من الخدمة، أعنى خلاص النفس.. ولكن أين هو؟!

 

إن
الشكليات لا تبنى الملكوت إطلاقاً، بل هى تذكرنا بما قاله الرب عن الكتبة
والفريسين الذى ينظفون خارج الكأس والصحفة، والذين يشبهون القبور المبيضة من
الخارج، أما الداخل.. فعكس ذلك تماماً..

 

الله
لا يهمة الشكليات، لذلك قال “يا إبنى أعطنى قلبك ” ولهذا لا يهتم بحرفية
الوصية، إنما أهتم بما فيها من حب، وقال عن المحبة، إنه يتعلق بها الناموس كله
والأنبياء.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى