اللاهوت المقارن

ملحق 5



ملحق 5

ملحق
5

الرد على دفاع الراهب أثناسيوس المقارى عن
الكنيسة الأشورية

فى كتابه “كنيسة المشرق الأشورية”

 

لقد أصدر أحد الرهبان قال عن نفسه “راهب من
الكنيسة القبطية” كتاباً عن الكنيسة الأشورية باسم “الكنائس الشرقية
وأوطانها
الجزء الأول– رؤية عامة- كنيسة المشرق الأشورية”.
*

قد أساء هذا الراهب كثيراً إلى الكنيسة القبطية
الأرثوذكسية بدفاعه فى هذا الكتاب عن الأشوريين، واستخدم أساليب غير علمية أدت إلى
نوع من قلب الحقائق، ومغالطات فى الاقتباسات من المراجع، وإليكم الدليل:

مغالطات فى عرض الحقائق فى كتاب “الكنائس
الشرقية وأوطانها”:

 

فى صفحة 228 كتب الراهب أثناسيوس
المقارى ما يلى:

[فى سنة 1994 أعلنت الكنيسة الأشورية إيمانها
فيما يختص بالسيد المسيح، تحت الصيغة التالية: “نؤمن بأن ربنا ومخلصنا
يسوع المسيح، هو الإله الابن المتجسد، تام فى لاهوته، وتام فى ناسوته. لم ينفصل
لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا لطرفة عين. ونؤمن أن ناسوته واحد مع لاهوته بغير
اختلاط أو امتزاج أو انقسام أو انفصال”
].

 

والحقيقة هى أن قداسة البابا شنودة الثالث هو
كاتب هذه الصيغة وليس الأشوريين، وذلك فى فيينا سنة 1971م. وكان المطران باواى
سورو الأشورى ومعه المطران الأشورى الآخر نرساى دى باز، قد حضرا لمقابلة قداسة
البابا فى الدير فى يناير 1995م وقالا: نحن مستعدون أن نوافق على الصيغة التى
وضعتها قداستكم فى فيينا سنة 1971 بخصوص طبيعة السيد المسيح. واقترح أن نقوم بعمل
اتفاق معاً على أساس هذه الصيغة. فوافقنا على البدء فى الدخول فى حوار لاهوتى بشرط
أن تحذف أسماء نسطور، وديودور الطرسوسى، وثيئودور الموبسويستى من ليتورجياتهم،
فكانت إجابتهما أن شعبهم قد تعوّد على تكريم هؤلاء المعلمين، فلنبدأ بالعقيدة
أولاً وبعد ذلك مع مرور الوقت نقنع الشعب بحذف هذه الأسماء. وقال له قداسة البابا
أنا لا أستطيع أن أعمل اتفاق مع شعب يحرم القديس كيرلس ويكرّم هؤلاء المعلمين
النساطرة. فترجّوا أن يعطيهم قداسة البابا فرصة من الوقت لتصحيح الأوضاع.

 

ثم فى العام التالى (فبراير 1996) دعيت إلى
فيينا لحضور الحوار اللاهوتى (بصفة مراقب)، فوجدت نفس هذا المطران الأشورى باواى
سورو يدافع عن نسطور ويطالب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالاعتراف بأرثوذكسية
تعليم نسطور. فواجهته داخل الاجتماع، وقلت له أنك تقول هنا عكس ما اتفقتم به مع
قداسة البابا شنودة الثالث فى مصر. فأنكر ما قاله فى مصر، فأعلمته بأننا لدينا
شرائط مسجلة بهذا الكلام. بل إن المطران بول صياح (من الكنيسة المارونية) كان
حاضراً فى المقابلة التى تمت مع قداسة البابا فى مصر كما كان حاضراً فى فيينا فى
نفس المؤتمر ولم ينكر ذلك. فاتضح لنا خداع هؤلاء الناس وتمسكهم بتكريم نسطور
وبتعاليمه، وأنهم حتى ولو وقّعوا على اتفاقيات فإن ما يعلِّموه داخل كنائسهم
وينادون به فى ليتورجياتهم، يختلف تماماً عما يتظاهرون به.

 

إن هذا الكتاب (الكنائس الشرقية وأوطانها -كنيسة
المشرق الأشورية) ينتقى أقوالاً لا تدل على الإيمان الحقيقى لهذه الكنيسة. كما أن
هناك مغالطات فى الاقتباسات التى وردت فيه. وهناك اقتباسات كتب المؤلف أنها
للأشوريين وحقيقة الأمر أنها إقتباسات للكاثوليك وقد وردت فى الأوراق المقدمة فى
الحوار السريانى الذى نظمته مؤسسة برو أورينتا فى فيينا عامى 1994 و1996.

 

على صفحة التمهيد بالكتاب رقم 13 كتب ما يلى:

 [كنائس الشرق المسيحى على مختلف تقاليدها
وطقوسها، قد أثرت وتأثرت ببعضها البعض. ولم تكن العزلة التى فرضتها أحداث التاريخ
وأوْجبتها على بعض منها سوى عزلة مؤقتة -ولو طال أمدها حيناً- إذ سرعان ما انقشعت،
لتجد الكنيسة -أى كنيسة- نفسها فى تفاعل مباشر من جديد مع أخواتها، حتى ولو
كانت قد انزوْت متقوقعة على نفسها ردحاً من الزمن].

 

الكاتب يريد هنا أن يقول أن الكنيسة الأشورية
لابد أن تنفتح على أخواتها، لكن من هم أخواتها، هل نحن الأرثوذكس أخواتها؟!! ما
الهدف الذى يصبو إليه هذا الراهب؟ وقد كتب هذا فى بداية الملخص الأساسى للكتاب.

 

على صفحتى 229، 230 من الكتاب:

[إن الحوار غير الرسمى مع الكنيسة الأشورية،
والذى دار فى فيينا سنة 1994م، وبعد أن أُلقيت فيه مباحث كثيرة ومطوّلة، لا سيما
عن نسطور، خلص الباحثون من نفس الكنيسة الأشورية إلى القول: “لا
نُغفل ضعف تفسير نسطور لوحدة شخص المسيح”. وأيضاً “يعانى فكر نسطور من
قصور حاد.”
وإنه من الغريب حقاً ألا يظهر اسم نسطور مرة واحدة فى مجامع
القرنين الخامس والسادس للميلاد. ولم يرد اسمه أبداً كحجة تتّبع فى قضايا مسيحية
فى نفس الكنيسة النسطورية.

 

وجدير بالذكر أن نشير –بعد كل ما ذكرناه
إلى أن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى جلسته فى 1/6/1996م قد أصدر
البيان التالى: “اتضح بعد بحث ما جرى فى الحوار السريانى فى فيينا فى يونيو
1994م وفبراير 1996م أن الأشوريين هم نساطرة يقدسون نسطور مع ديودور الطرسوسى،
وثيئودور المويسوبستى، ويخّطئون القديس كيرلس، وذلك بالرغم من الحوار الذى أجرته
معهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبعد أن تظاهرت الكنيسة الأشورية بالموافقة على
الإيمان السليم. وهناك اتفاقيات تمت بينهم وبين الكاثوليك. ونحن مصممون على موقفنا
برفض دخولهم كأعضاء فى مجلس كنائس الشرق الأوسط، إلى أن يعترفوا بعقيدة وقرارات
المجمع المسكونى الثالث فى أفسس”].

 

وقد أورد الكاتب قرار المجمع المقدس للكنيسة
القبطية هنا بطريقة تسئ على المجمع المقدس لكنيستنا بعد أن حاول أن يثبت على مدى
الكتاب كله أن الأشوريين ليسوا نساطرة. هذا الإثبات كان بأدلة غير حقيقية، فنسب
إلى الأشوريين ما لم يقولوه، لأن الأقوال التى أوردها هى لعلماء من الكاثوليك
وليسوا من الأشوريين (وهو ما سوف نورده فيما يلى).

 

وبعدما أثبت -بحسب رؤيته الخاصة- أن الأشوريين
ليسوا نساطرة، قال فى النهاية: [لم يظهر اسم نسطور مرة واحدة فى مجامع القرنين
الخامس والسادس للميلاد. ولم يرد اسمه أبداً كحجة تتبَّع فى قضايا مسيحية فى نفس
الكنيسة النسطورية].

 

ثم بعد أن بلبل فكر القارئ بإثباته أن الأشوريين
ليسوا نساطرة، أورد فى النهاية قول المجمع المقدس “ونحن نصمم أن الأشوريين
نساطرة”، وكأننا عقول مغلقة عن التفاهم ومصممون على أنهم نساطرة بلا مبرر.
فهذا الراهب يريد أن يصوّر الكنيسة القبطية بهذا الأسلوب، وبعد أن أجهد نفسه على
مدى الكتاب فى الدفاع عن الكنيسة الأشورية، أورد فى آخر جزء فى العقيدة بالكتاب
“وجدير بالذكر أن نشير –بعد كل ما ذكرناه– إلى أن المجمع المقدس فى
جلسته.. قد أصدر البيان..”.

 

اقتباسات مزيفة فى نفس الكتاب:

على صفحة 229 و 230 كتب الراهب
أثناسيوس المقارى مؤلف هذا الكتاب ما يلى: [إن الحوار غير الرسمى مع الكنيسة
الأشورية، والذى دار فى فيينا سنة 1994م
[2]، وبعد أن أُلقيت فيه مباحث كثيرة ومطوّلة، لا سيما عن نسطور، خلص
الباحثون من نفس الكنيسة الأشورية
إلى القول: “لا نُغفل ضعف تفسير نسطور
لوحدة شخص المسيح. وأيضاً يعانى فكر نسطور من قصور حاد.”]

 

كاتب العبارة الأخيرة [يعانى فكر نسطور من قصور
حاد] هو برنار دوبوى
Bernard
Dupuy
وهو كاهن من كنيسة روما
الكاثوليكية فى ورقته بعنوان
Christology
of Nestorius
على صفحة 107 فى كتاب
الحوار السريانى النسخة الإنجليزية
[3]. وفى النسخة العربية تبدأ مقالة برنار دوبوى صفحة 198وترد هذه
العبارة صفحة 209. فهو كاهن رومانى كاثوليكى وليس من “الباحثين من الكنيسة
الأشورية”! إن الأشوريون لا يهاجمون نسطور أبداً بأى حال من الأحوال! بل
يعتبرونه قديس ويذكرونه فى الصلوات اليومية! لا يمكن أن يقولوا عنه أن فكره يعانى
من قصور حاد!

 

أما العبارة التالية: [“لا نُغفل ضعف
تفسير نسطور لوحدة شخص المسيح
“] التى ذكرها الكاتب بعد قوله [خلص
الباحثون من نفس الكنيسة الأشورية إلى القول: ] فقد كتب أن المرجع هو كتاب الحوار
السريانى على صفحة 110. وبالرجوع إلى كتاب الحوار السريانى الترجمة العربية على
صفحة 110، يتضح أن هذه العبارة قد وردت فى محاضرة البروفسورة لويز آبراموفسكى
Luise Abramoski والمنشور بحثها ابتداء من صفحة 96 فى الترجمة العربية.

 

وقد ورد على صفحة 110 فى كتاب الحوار السريانى
-التى أشار إليها الراهب أثناسيوس المقارى فى كتابه- هذا النص بقلم لويز
آبراموفسكى:

[عندما نعترف بالأرثوذكسية الأساسية عند نسطور،
فنحن بالطبع لا نُغفل ضعف تفسيره لوحدة شخص المسيح.]
[4] وهذا النص ورد فى صفحة 61 فى النسخة الإنجليزية لنفس الكتاب.

 

والخداع هنا من جانب الراهب
أثناسيوس المقارى هو أنه لم يورد الجملة بكاملها، بل اقتطع الجزء الأهم منها الذى
مُدح فيه نسطور كأرثوذكسى، وجاء بالجزء الأخير منها الذى انتُقد فيه نسطور، وهذا
فى حد ذاته يعتبر تعمية. ومزيداً من التعمية فى أن ينسب الجزء الذى يهاجم نسطور،
نسبياً، إلى الكنيسة الأشورية، مع أن هذا قد ورد على لسان أستاذة من أساتذة
اللاهوت فى الغرب لا تمت إلى الكنيسة الأشورية بأى صِلة. تماماً مثلما نسب كلام
الراهب الكاهن الرومانى الكاثوليكى برنار دوبوى إلى الباحثون من الكنيسة الأشورية.
والذى سبق أن أوضحناه وورد على صفحة 209 فى الترجمة العربية لكتاب الحوار
السريانى.

 

هذه الكاتبة مدحت نسطور وانتقدته فى جملة واحدة،
فقسم الراهب أثناسيوس المقارى الجملة إلى جزئين؛ وحذف الجزء الخاص بمديح نسطور
وأورد الجزء الذى يحمل هجوم على نسطور، بل ونسبه إلى الأشوريين، لكى يثبت أن
الأشوريين يهاجمون نسطور وبذلك لا يكون الأشوريون نساطرة.

 

هل يستحق هذا الراهب أن ينشر كتب فى العقيدة؟!!
وما الذى يضايق هذا الراهب فى أننا قلنا أن الكنيسة الأشورية هى كنيسة نسطورية؟!

 

لقد إنتهى نسطور، إنما الخطورة على الكنيسة تتمثل
فى أتباع نسطور إلى هذا اليوم. واليوم هؤلاء النساطرة يهاجمون قداسة البابا شنودة
شخصياً وبالاسم فى المؤتمرات المسكونية، من أجل أنه قد منعهم من الدخول فى مجلس
كنائس الشرق الأوسط.

 

على سبيل المثال حدث الموقف التالى: كان على
نيافة الأنبا سوريال أن يلقى محاضرة فى ملبورن نيابة عنى، (لأنى لم أتمكن من السفر
لظروف مفاجئة استدعت وجودى فى القاهرة) وكان المطران أبريم موكن النسطورى حاضراً
فى هذا المؤتمر فهاجم كنيستنا بشدة فى المناقشة ودافع عن الأشوريين. فاتصل بى
نيافة الأنبا سوريال تليفونياً، فأرسلت له فوراً بالفاكس بحثاً من عدة صفحات
ليرفقه بالمحاضرة التى سوف يلقيها فى المساء. وهذه الأوراق تضمنت أقوال لنسطور
وأقوال للمطران أبريم نفسه وتدينه، يقول فيها أن السيد المسيح قد ورث الخطية
الأصلية، وأن المسيح هو شخصين، و.. ألخ. بدأ الأنبا سوريال فى قراءة أقوال المطران
أبريم الواحدة تلو الأخرى وبحضوره، فافتضح أمره أنه نسطورى. فما كان من هذا
المطران النسطورى إلا أن قال أن ما قاله كان نوع من الضحك والدعابة.



 * نما إلى علمنا أنه الراهب أثناسيوس
المقارى الذى لم يفصح عن اسمه فى هذا الكتاب
وكنوع من محاولة اضفاء
شرعية غير حقيقية على الكتاب
يضع صورة مار مرقس وقداسة البابا شنودة الثالث
فى دوائر متداخلة متتالية بعد صورة السيد المسيح فى بداية كتبه. وبمساءلته بواسطة
أحد الأباء الكهنة من إيبارشيتي المنصورة وميت غمر مواجهة أقر ولم ينكر أنه هو
كاتب هذا الكتاب. وهذا الكتاب ضمن سلسلة من الكتب فى مقدمات عن طقوس الكنيسة وهذا
هو الجزء الأول– رؤية عامة- كنيسة المشرق الأشورية 1/2. وسيصدر
الجزء الثانى عن كنيسة مصر ثم أجزاء أخرى عن الحبشة والأرمن. وكأن الكنيسة
الأشورية لها الدرجة الأولى من الاهتمام بالنسبة لهذا الكاتب بالمقارنة بكنيسة
مصر، أو كأن ما ورد فى هذا الكتاب هو الهدف والقصد من هذه السلسلة، وباقى الأجزاء
لمجرد التغطية. هذا الراهب نفسه هو الذى أصدر كتاب “قوانين البابا
أثناسيوس” ترقيم 10/1 -مصادر طقوس الكنيسة”، وذكر فيه اسم الكاتب الراهب
اثناسيوس ووضع نفس الصورة ذات الدوائر الثلاث للسيد المسيح ومار مرقس وقداسة
البابا.

[2] الحوار
السريانى- المداولة الأولى غير الرسمية حول الحوار ضمن التقليد السريانى، الذى
تنظمه مؤسسة برو أورينتا فى فيينا
.

[3]
 Syriac Dialogue – First Non-official Consultation on
Dialogue within the Syriac Tradition (Assyrian Church, Syrian Catholic and
Syrian Orthodox)- Pro Oriente, Vienna, June 1994 p.113.

[4]
Syriac Dialogue – First Non-official Consultation on Dialogue within the
Syriac Tradition
(Assyrian Church, Syrian Catholic and Syrian Orthodox)-
Pro Oriente, Vienna, June 1994 p.61.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى