اللاهوت المقارن

سر الزيجة



سر الزيجة

سر
الزيجة

(40)
ما هو سر الزيجة؟ وكيفية تأسيسه؟ والغاية منه؟

ج:
أ – سر الزيجة:

سر
مقدس به يرتبط ويتد الرجل والمرأة إتحاداً مقدساً بنعمة الروح القدس للحصول على
ولادة البنين وترتبيهم التربية المسيحية.

ويسمي
إكليلاً بسبب الأكاليل التي توضع فوق رؤوس العروسين وقت اتمام هذا السر، وهي رمز
إلى أكاليل النعمة والمجد والثبات كما هو مذكور في صلاة الأكاليل..

ب
– تاسيسه وما أهميتة:

1
– أسسه السيد المسيح له المجد:

 أولاً:
لما حضر عرس قانا الجليل وباركه بحضوره (يو2: 1 – 11).

 ثانياً:
وفي حديثه إلى الفريسيين عن الزواج الحقيقي بقوله: ” فالذي جمعه الله لا
يفرقه أنسان ” (مت19: 3 – 12)

2
– وقال عنه معلمنا بولس الرسول بصريح العبارة في (أفسس 5: 32):

وهذا
السر عظيم.. ”

3
– وبين معلمنا بولس الرسول واجبات كل من الزوجين (أف5: 22 – 32).

4
– وأوضح الرب في الإنجيل: ” أن الذي خلق منذ البدء خلقهما ذكر وأنثى. وقال: من
أجل هذا يترك الرجب أباه وأمه ويلتصق بأمراته ويكون الاثنان جسداً واحداً. إذ ليسا
بعد اثنين بل جسد واحد ” (مت19: 4 – 6).

5
– وأكد معلمنا بولس الرسول علي قوله الرب بقوله:


إن المرأة مرتبطة بالناموس مادام رجلها حياً. ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكى تتزوج
بمن تريد في الرب فقط ” (1كو7: 29).

6
– فالزيجة كما أسسها الرب له المجد، سر مقدس، ومنذ أزمنة الرسل كانت تعقد باسم
الرب، لأنها عملاً مقدساً دينياً بخدمة كنيسة منظورة، وهي معتبرة سراً مقدساً من
أسرار الكنيسة السبعة.

ج
– الغاية منه:

1
– نمو النوع البشرى وحفظة بالتناسل حسب الأمر الإلهي:


اثمروا وأكثروا واملأوا الأرض ” (تك1: 28). وترتبط بهذه الغاية مقدسة وهي نمو
وازدياد أعضاء كنيسة الله.

2
– التعاون والتعاضد ومساعدة كل من الزوجين للآخر حسب قول الرب:

 ”
ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معين نظيره ” (تك2: 18).

ولذلك
خلق الله المرأة من ضلع ىدم ليكون بينمها إتحاد طبيعى ويكون رباطهما قوياً ويعيشها
كل حياتهما دون انفصال.

3
– تحصين الإنسان من الخطية وكبح جماح الشهوات بالإقتران الشرعي، كما اوضح القديس
بولس الرسول في (1كو7: 1 – 9) وختم بالقول:

 ”
لأن الزواج أصلح من التحرق ”

 

(41)
ما هو عمل النعمة الإلهية في سر الزواج المسيحي؟

ج:
إن فعل النعمة غير المنظور يحول الزيجة الطبيعية إلى سر مقدس عظيم، يصور إتحاد
بالكنيسة اتحاداً سرياً. كما قال القديس بولس الرسول:


هذا السر عظيم ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة ” (أف5: 32).

ولذلك:

(1)
فإن النعمة الإلهية تقدس رباط الزيجة وتجعله رباطاً روحياً لأن اتحاد المسيح
بالكنيسة هو اتحاد روحي مقدس:

أ
– ولذلك يقول القديس بولس الرسول:


ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد المضجع غير نجس ” (عب13: 4).

ب
– لأن هذه هي إرادة الله قداستكم، أن تمتنعوا عن الزنا. وأن يعرف كل واحد منكم أن
يقتنى إناءه بقداسة وكرامة. لا في هوي شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله “.
(1تى3: 4 – 5).

ج
– وقال القديس يوحنا ذهبي الفمخ:


لأن كل واحد أخذ ما له. فهذا الزواج إذن هو زواج بحسب المسيح. هو زواج روحي وولادة
روحية.. ” (على أفسس 20: 5).

د
– وقال القديس أغسطينوس:


إن قداسة السر لها في زيجتنا (المسيحية) قوة أكثر من قوة ثمر الأولاد في الأم
” (في الزيجة).

ه
– وقال القديس غريغوريوس الكبير:


ألم تقترن بالجسد بعد؟ لا تخف من تتميم ذلك. فأنت طاهر والمسئولية علي لأنى أنا
عقدته وأنا أعطيتك العروس ” (خطاب في المعمودية ف18).

(2)
والنعمة الإلهية تساعد على أن يدوم رباط الزيجة غير منفصل، كما أن اتحاد المسيح
بالكنيسة هو اتحاد أبدى.

 أ
– كما قال الرب نفسه:


فالذى جمع الله لا يفرقه إنسان ” (مت19: 3 – 12)

+
فقد جمع الله بين الزوجين:

أولاً:
بناموس الزيجة طبيعياًَ: (تك1: 27 و8، تك 2: 18، تك2: 21 – 24).

وثانياً:
بنعمته التي منحها للمتحدين بالشركة الزوجية في سر الزواج المقدس.

 ب
– وقال القديس بولس الرسول:

 ”
وأما عن المتزوجين فأوصيهم لا أنا بل الرب أن تفارق المراة رجلها. وإن فارقته
فلتمكث غير متزوجة أو لتصالح رجلها.

 ولا
يترك الرجل امرأته ” (1كو 7: 10 – 11).

 ج
– وقال أيضاً: ” أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الإنفصال ” (1كو7: 27).

 د
– وقد قال القديس امبروسيوس:

 ”
إننا نعترف بإن الله هو سيد الزواج وحارسه ولا يطيق ان يدنس المضجع.

 فمن
يخطئ خطية كهذه يخطئ إلى الله إذ يخالف شريعته، ويسئ استعمال نعمته، ومتى أخطأ ضد
الله لا يقدر أن يشترك في السر الإلهي ” (في إبراهيم 1: 7).

(3)
والنعمة الإلهية تساعد الزوجين مدة حياتهما علي إتمام الواجبات المفروضة علي كل
منهم نحو الآخر حسب النموذج السامي في اتحاد المسيح بالكنيسة.

أ‌-
حسب وصية القديس بولس الرسول للنساء:


أيتها النساء اخضعن لرجالكن لكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح
أيضاً رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء
لرجالهن في كل شئ (أف5: 22 – 24).

ب
– وحسب وصيته للرجال:


أيها الرجال أحبوا نسائكم كما أحبالمسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها. وكذلك
يجب أن الرجال أن يحبوا نسائهم كأجسادهم.

من
يحب امرأته يحب نفسه.. فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقويه ويربيه كما الرب أيضاً
للكنيسة من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته ويكون الاثنان جسداً
واحداً ” (أف5: 25 – 31)

ج
– وقال موصياً الأثنين:


هذا السر عظيم ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة. وأما أنتم فليحب كل واحد
امراته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها ” (أف5: 32 – 33).

د
– ولذلك قال العلامة ترتليانوس:


كيف يمكننا أن نعبر عن سعادة الزيجة التي تعقدها الكنيسة. ويثبتها القربان. وتختما
البركة (لامراته 2: 9).

ه
– وقال القديس أغناطيوس الشهيد:


يجب علي المتزوجين والمتزوجات أن يجروا اتحادهم برأى الأسقف، لكي يكون الزواج
مطابقاً لإرادة الله لا بحسب الشهوة ” (رسالة إلى بوليكربوس ف6).

 

(42)
ما هي شروط واوصاف الزيجة المسيحية؟

ج:
أولاً: شروط الزيجة المسيحية:

 1
– الإيمان بالمسيح. وعلي ذلك تكون الزيجة مع غير المؤمنين ممنوعة كليا (2كو6: 14 –
16).

 2
– ان يكونا أرثوذكسيان.

 3
– بلا مانع من جهة القرابة الجسدية والروحية المعينة درجاتها من قوانين الكنيسة.

 4
– أن يكونا راضيين وقابلين للزواج تمام الحرية والإرادة المطلقة.

 5
– أن يكونا صحيحين: الروح والنفس والجسد.

ثانياً:
أوصاف الزيجة المسيحية:

للزيجة
المسيحية صفتان:

الأولى:
وحدة الزيجة:

 وهي
أن يكون للرجل امرأة واحدة، وللمرأة رجل واحد. وهذه الوحدة تنافي:

أ
– تعدد الأزواج.

ب
– تعدد الزوجات.

أنظر:
تك 2: 24، مت 19: 4 – 8، 1كو 7: 2 – 5 و10 و11 و39، ملا 2: 14 – 16.

الثانية:
عدم إنفكاك هذه الزيجة:

 +
وهذه نتيجة حتمية للشريعة الإلهية، وشريعة الكمال، كما علم الرب وقال بلسانه
الطاهر:

 ”
أما قرأتم أن الذي خلق منذ البدء خلقهما ذكر وأنثى.

وقال:
من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمراته ويكون الاثنان جسداً واحداً إذ
ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان ” (مت19: 4 – 6).

 

(43)
ما هي أسباب الإنفكاك؟

+
إن الزيجة المسيحية سر مقدس لا يفك عقد رباطها إلا لسببين:

أسباب
الإنفكاك:

أولهما:
الموت الذى يجعل الطرف الآخر الحي حر من رباط الزواج:

 1
– (رو7: 1 – 3).

 2
– (1كو7: 39 – 40).

ثانيهما:
الزنا الذي ينجس رباط الزواج:

 أ
– وذلك حسب قول الرب: ” وقيل من طلق امراته فليعطها كتاب طلاق اما أنا فاقول
لكم أن من يطلق امراته إلا لعلة الزنا يجعلها تزنى، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى
” (مت5: 31 – 32). (أنظر أيضاً مت 19: 3 – 11، مر 10: 2 – 11، لو 16: 18).

 ”
لا طلاق إلا لعلة الزنا “.

ب
– ففي العهد القديم:

1
– كان لطلاق مكروهاً من الله:

“..
لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل ” (ملاخي 2: 14 أو 15).

2
– وقد سمح للطلاق بشرط:

 أ
– أن الطلا ق كان مباحاً للرجل دون المرأة (تث24: 1 – 4).

 ب
– أنه لم يكن جائزاً للرجل أن يطلق امرأته إذا كان قد دخل بها قبل أن يتزوجها أو
إذا كان قد اشاع عنها سمعه قبيحة ولم تكن الإشاعة صحيحة “(تث22: 19 – 29).

 ج
– أنه لم يكن جائزاً للرجل أن يطلق امرأته من أجل كل علة بل من أجل عيب أنكره
عليها، ويلزم أن يكون هذا العيب من نوع الدنس أو القباحة.

 د
– وعلي الرجل قبل أن يطلقها أن يكتب لها كتاب طلاق ويدفعه إلى يدها، دليلاً علي
لأنها أصبحت حرة يمكنهلا أن تعقد زواج جديد مع آخر.

 ه
– وإذا أبغضها زوجها الآخر وكتب لها كتاب طلاق او مات، فليس لزواجها الأول الذي
طلقها أن يعود فيأخذها لتكون له زوجة بعد أن تدنست.

3
– قال أحد اللاهوتيين:

 ”
إن موسى سمح بالطلاق منعاً لشر أعظم وهو قتل المرأة لأن اليهود كانوا ميالين
لإرتكاب مثل هذه الجريمة “.

4
– ولذلك كله قال الرب:

 في
جوابه علي سؤال الفريسيين: ” إن موسي من أجل قساوة قلوبكم إذن لكم أن تطلقوا
نسائكم ولكن من البدء لم يكن هكذا ” (مت19: 8).

ج
– وفي العهد الجديد:

1
– قال الرب في الإنجيل:

 ”
وأقول لكم أن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني. والذى يتزوج بمطلقة
يزنى ” (مت19: 9).

أنظر
(مر10: 2 – 12، لو16: 18).

2
– وقد سارت الكنيسة المسيحية على هذا الشرع منذ نشأتها حتى أصبح معروف أنه ”
لا طلاق إلا لعله الزنا “.

3
– وعن هذه الشريعة تكلم وكتب أباء الكنيسة أمثال القديس اكليمنضس السكندرى
والعلامة أوريجانوس، والقديس أمبروسيوس، والقديس أغسطينوس، والقديس غريغوريوس
الثيئلوغوسي.

قال
القديس اكليمنضس السكندرى:


إن الكتب المقدسة بنصاحها عن الزواج وبمنعها المفارقة منعاً قطعياً قررت هذه
الشريعة: أن لا تجهر امراتك إلا لعلة الزنا.

ونعتبره
زواجاً زنائياً كل زواج يعقده أحد المفترقين مادام الآخر علي قيد الحياة.. لأنه
كتب من تزوج مطلقة يزنى ” (المتفرقات ك1 – ف23).

4
– والتاريخ الكنسي يشهد بذلك:

قصة
أنا جعفر المنصور وطبيبه المشهور وجورجيوس ابن بختيشوع سنة 770م.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى