اللاهوت المقارن

215- عودة أخنوخ و إيليا إلى الأرض: الزيتونتان و المنارتان القائمتان



215- عودة أخنوخ و إيليا إلى الأرض: الزيتونتان و المنارتان القائمتان

215- عودة أخنوخ و إيليا إلى الأرض: الزيتونتان و
المنارتان القائمتان

هناك
مَثَل شعبى يقول أن القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود.. هذا المثل يناسب حدث عودة
أخنوخ وإيليا، لكنهما قرشين.

 

على
مدى تاريخ البشرية رفع الله شخصين من الأنبياء أحياء إلى السماء، وهما أخنوخ
السابع من آدم وإيليا النبى الذى صعد بمركبة نارية وخيل نارى إلى السماء. ولكن ليس
إلى السماء العليا سماء السموات فى الملكوت، بل إلى سماء معينة.

 

لماذا
حفظ الرب إيليا وأخنوخ؟

لكن
لماذا “سار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه” (تك5: 24)؟ لماذا
حفظه الله عنده هو وإيليا حتى الآن وهما لم ينالا سر المعمودية ولا ماتا؟! والكتاب
يقول “وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة” (عب9: 27) فلابد
إنهما سيموتا، فلماذا هما باقيان هكذا؟ وماذا يفعلان؟ وما هى فائدتهما؟

 

فائدتهما
أنهما من أعظم شخصيات الأنبياء، أحدهما قبل الطوفان وهو أخنوخ، والآخر بعد الطوفان
وهو إيليا. والرب وعد أنه سوف يرسل إيليا النبى قبل مجيء يوم الرب العظيم والمخوف.
فالله يحفظهما عنده لكى يشهدا للمسيح الحقيقى أمام الوحش. وقد قيل ذلك فى سفر
الرؤيا “سأعطى لشاهدىَّ فيتنبآن ألفاً ومئتين وستون يوماً لابسين
مسوحاً” (رؤ11: 3) وألفاً ومئتين وستون يوماً أى ثلاث سنين ونصف إن كان الشهر
ثلاثين يوم فقط، لكن قد تكون هذه أرقام رمزية. وهنا نتذكر أن إيليا قد صلى صلاة
فلم تمطر السماء ثلاث سنين وستة أشهر “كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا
وصلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر” (يع5: 17) وهى
نفس المدة المذكورة فى سفر الرؤيا.

 

وقيل
عنهما أيضاً أنهما يكونان “لابسين مسوحاً” وهذا دليل الحزن، لأنه فى
أيام الوحش ستكون الأوضاع سيئة للغاية.

 

ويكمل:
“هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض. وإن كان أحد يريد
أن يؤذيهما تخرج نار من فمهما وتأكل أعداءهما، وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما فهكذا
لا بد أنه يقتل” (رؤ11: 4، 5). والمعروف أن إيليا النبى عندما كان الملك يرسل
رئيس الجند ليستدعيه، كانت تنزل نار من السماء تأكل رئيس الجند مع جنوده الخمسين
(انظر 2مل1).

 

علامة
أخرى “هذان لهما السلطان أن يغلقا السماء حتى لا تمطر مطراً فى أيام نبوتهما،
ولهما سلطان على المياه أن يحوّلاها إلى دم وأن يضربا الأرض بكل ضربة كلما
أرادا” (رؤ11: 6) من الذى صلى ولم تمطر السماء ثلاث سنين وستة أشهر؟ إنه
إيليا النبى..

 

أما
عبارة “لهما سلطان على المياه أن يحولاها إلى دم” فتذكرنا بقصة إيليا
النبى عندما قدّم ذبيحته وأمر بأن يغرقوا الذبيحة بماءً حتى تمتلئ القناة التى حول
المذبح أمام كهنة الأصنام لكى يعرف الجميع حقيقة قوة المعجزة التى سوف تحدث، وبعد
ذلك صلى، فنزلت نار من السماء أكلت الذبيحة ثم لحست المياه التى حول المذبح . وكان
قد اختلط دم الذبيحة بالماء، فتحولت المياه إلى دم مثلما حدث وقت الضربات العشر
لموسى النبى.

 

“وأن
يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا. ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية
سيصنع معهما حرباً ويغلبهما ويقتلهما” (رؤ11: 6، 7) إذاً هما أحياء ولم
ينتقلا كموسى النبى الذى مات ورقد ودفن. هؤلاء أحياء لأنه قال
“يقتلهما”.

 

وكلمة
“يغلبهما” هنا ليس معناها الغلبة الروحية، لكن بمعنى أنه سيكون معه قوة
أكثر من القوة التى معهما بسماح من الله. هما يعملان بقوة الله، ولكن قوة الله
تُعطىَ بدرجة معينة للأنبياء وهذه ليست قوة الله اللانهائية.. فهو سوف يعطيهم درجة
معينة من القوة. وبالرغم من قوتهما الهائلة إلا أن الوحش سيغلبهما. إنها ستكون من
أصعب الأيام!!

 

تصوروا
أن إيليا وأخنوخ القادمين بقوة وبتأييد من الله يغلبهما الوحش!! إيليا هذا الذى
طلب أن تنزل نار من السماء لتأكل الذين أتوا للقبض عليه، والذى كان بصلاته يمنع
المطر ثلاث سنين وستة أشهر، ومع كل هذه القوة يغلبه الوحش!!

 

ولكن،
قبل أن يغلبهما الوحش سيكونا قد شهدا للمسيح لذلك يقول الكتاب “سأعطى
لشاهدىَ”، أى سوف يصيرا شهداء.

 

“وتكون
جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التى تُدعى روحياً سدوم ومصر حيث صُلب ربنا
أيضاً” (رؤ11: 8) و “مصر” ليست مصر فعلاً بل “تُدعى
روحياً” لأن “المدينة العظيمة” حيث صلب الرب على جبل هى أورشليم
القدس.. هناك سيُقتل إيليا وأخنوخ. وهذا يعرّفنا أن الوحش سيظهر بالفعل فى
أورشليم.

 

لكن
شىء جميل أنهما يأتيان ويشهدان للمسيح ويكون قد تحقق المثل الذى قلناه أن القرش
الأبيض ينفع فى اليوم الأسود.. نعم قُتلا.. لكنهما قاما بالدور الذى كان عليهما أن
يقوما به. لأنه فى وقت الذى سوف تكون فيه الكنيسة مطحونة بالإضطهاد سوف تفاجأ بأن
هذين النبيين قادمان من السماء ليقفا إلى جوار الكنيسة أمام الوحش، ويشهدا للمسيح.
وباستشهادهما سترتج السموات والأرض.

 

والسؤال
الذى يرد إلى الأذهان الآن هو: متى يُعمدا؟ الإجابة: إن معموديتهم هى معمودية
الشهادة أو معمودية الدم.. وهذا تأكيد كتابى لقبول الكنيسة لمعمودية الدم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى