اللاهوت المقارن

213- الإرتداد العام واستعلان إنسان الخطية



213- الإرتداد العام واستعلان إنسان الخطية

213- الإرتداد العام واستعلان إنسان الخطية

ربط
معلمنا بولس الرسول بين ثلاثة أشياء فيما يخص مجيء السيد المسيح:

 

أولاً:
الارتداد العام واستعلان إنسان الخطية

إن
المسيح لن يأتى إلا بعدما يأتى الارتداد العام أولاً وأيضاً استعلان إنسان الخطية
ابن الهلاك فيقول معلمنا بولس الرسول: “لا يأتى إن لم يأتِ الارتداد أولاً
ويُستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك” (2تس2: 3).

 

و”ابن
الهلاك” هو الوحش الذى يجلس فى هيكل الله كإله مظهراً نفسه إنه إله. ويقول
عنه الكتاب أنه “المقاوم والمرتفع على كل من يدعى إلهاً أو معبوداً حتى أنه
يجلس فى هيكل الله”. وهنا يتساءل البعض ما معنى عبارة “يجلس فى هيكل
الله”؟ هل تعنى أن هيكل سليمان سيبنى؟

 

هيكل
سليمان عندما دشنه سليمان بذبائح كثيرة وكان تابوت العهد موجوداً فى ذلك الحين
فحينما أدخل الكهنة تابوت العهد فى قدس الأقداس ملأ مجد الرب البيت، وتم تدشين الهيكل
وصار اسمه هيكل الله.

 

خيمة
الاجتماع دشنها موسى النبى ورش الدم بالزوفا فقدّس الخيمة.

 

ولكن
اليوم، من له أحقية تدشين الهيكل؟ لقد انتهى الكهنوت الهارونى وزال فلا يدعى هيكل
الله فيما بعد.

 

إذاً
عبارة “يجلس فى هيكل الله” من الممكن أن تعنى أنه يجلس مثلاً فى كنيسة
القيامة فى القدس. هناك توجد كنيسة اسمها “كنيسة نصف الدنيا” وهى كنيسة
ضخمة جداً، وداخل قبتها الكبيرة يوجد قبر المسيح والجلجثة وتفاصيل كثيرة أخرى .
ومن الممكن أيضاً أن تطلق تسمية “هيكل الله” على كنائس من أيام
الإمبراطورة هيلانة أم الملك قسطنطين، تم بنائها فى ذلك الزمان ودشّنها الآباء
البطاركة القديسين قبل عصر الإنشقاق. لكن لا يمكن أن يبنى أى شخص معاصر اليوم هيكل
ويقول عنه بولس الرسول أن هذا هو هيكل الله.

 

الكتاب
يقول عن جماعة المؤمنين: “أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن
فيكم” (1كو3: 16) وقال أيضاً: “مبنيين كحجارة حية” (1بط2: 5)،
“مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية” (أف2:
20).

 

فنحن
لا نستطيع أن نقبل أن عبارة “هيكل الله” فى الكتاب المقدس فى العهد
الجديد تطلق على مبنى يبنيه إنسان غير مؤمن بالمسيح.

 

هذا
الوحش سيحاول الإستيلاء على الهياكل والمقدسات. وسيُعلِن نفسه أنه المسيح الحقيقى
وأن المسيح السابق ليس هو المسيح.

 

 ثانياً:
المعجزات الخارقة التى يعملها الوحش وتؤدى إلى الارتداد العام

هذا
الإرتداد سيأتى نتيجة المعجزات الخارقة التى سيعملها الوحش “الذى مجيئه بعمل
الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم فى الهالكين” (2تس2:
9، 10).

 

“الذى
مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم فى
الهالكين” (2تس2: 9، 10) لذلك نحذر شعبنا من الجرى وراء أى شئ يسمعه ويقول
أنها معجزة.. لا يجب أن نجرى وراء أى معجزة ونصدقها. بل يجب أن يكون هناك شئ من
التأنى والفحص. ويفضّل أن الكنيسة نفسها هى التى تقيّم المعجزات، وتصدر بشأنها
قرارات كما حدث فى ظهور السيدة العذراء فى كنيستها بالزيتون وفى كنيستها ببابا
دوبلو. وأيضا عندما ظهرت الأنوار السمائية فى كنيسة مارمرقس فى أسيوط قريباً.. هذه
الأمور شهدت لها الكنيسة بصفة رسمية وصدّقت عليها.

 

نحن
لا نحب أن نجرى وراء أى مظهر من المظاهر الخارقة لأن للشيطان أيضاً قدرة على
الأعمال الخارقة للطبيعة. ففى أيام أيوب أنزل نارًا من السماء وحرق كل حقوله وقتل
كل الماشية وهدم البيت وقتل كل أولاده.. فللشيطان قوة خارقة.. هو حالياً مقيد لكن
عندما يُحل ستكون هذه أصعب الأيام.. لذلك قال بولس الرسول عن الوحش: “الرب
يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه” (2تس2: 8).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى