اللاهوت المقارن

46- كيف يعملنا الروح القدس ما هي الأسفار المقدسة؟



46- كيف يعملنا الروح القدس ما هي الأسفار المقدسة؟

46- كيف يعملنا الروح القدس ما هي الأسفار
المقدسة؟

كان
يوجد شابة من أسرة مسيحية. عاشت في مدينة الإسكندرية في القرون الأولى للمسيحية.
وكانت تدعى مريم، وقد توفي والديها وكان عمرها حوالى اثنتى عشرة سنة، وقد سيطر
الشيطان عليها وانحرفت وهى في مرحلة المراهقة والشباب. وعاشت حياة خطية محزنة
جداً.

 

وكان
في أيام الفصح يذهب عدد كبير من المسيحيين إلى القدس لحضور الأسبوع المقدس (أسبوع
الآلام) وعيد القيامة هناك. وكانوا يأخذون السفن من ميناء الإسكندرية إلى ميناء
حيفا، ثم يكملون إلى مدينة أورشليم. فجاءت لمريم فكرة الذهاب لممارسة الخطية في
هذه الأماكن السياحية، وعندما وصلت إلى أورشليم حيث كنيسة القيامة هناك حاولت
الدخول ولكنها لم تستطع، وبدأت تبكى لأنها شعرت بغضب الله عليها. وذهبت إلى أيقونة
السيدة العذراء وبدأت تبكى. فسمعت صوتاً من الأيقونة يقول لها }إن أردت أن تخلصى
فاخرجى إلى البرية{ فذهبت إلى الصحراء المحيطة بنهر الأردن، القريبة من جبل
التجربة الذي خرج إليه السيد المسيح بعد عماده من نهر الأردن.

 

وبعد
أن عاشت القديسة مريم ما يقرب من خمسين سنة في البرية، قابلها القديس زوسيما في
الأربعين المقدسة. رآها من بعيد فظن في البداية أنها خيال، فقالت له لا تقترب لأنى
امرأة عارية وكانت الشمس قد لوحت جسمها فاسمر لون جلدها. فطرح لها العباءة الخاصة
به، ثم بدأت تتحدث معه، وحكت له قصتها واعترفت بخطاياها. وقد كانت أثناء حديثها
معه تتكلم من الكتاب المقدس. فقال لها كيف وأنت في البرية منذ شبابك المبكر عرفت
كل هذه الآيات، وأنا لم أرَ معك أى كتاب؟!! فقالت له إن الروح القدس الذي أوحى
للأنبياء والرسل ما كتبوه في الكتاب المقدس هو الذى علمنى ما في الكتاب المقدس.

 

ثم
طلبت منه أن يأتى إليها في العام القادم عندما يخرج إلى البرية في الصوم
الأربعينى، وأن يحضر معه الجسد المقدس لكى تتناول من الأسرار المقدسة. وفعلاً في
العام التالى ذهب إليها وناولها من الأسرار المقدسة، ثم انفصلت عنه بعض خطوات
وبدأت تصلى . وقد وجدها وهى تصلى مرتفعة عن الأرض مسافة حوالى متر. وهذا يعنى أنها
قد وصلت إلى درجة روحية عالية جداً. ثم ركعت وأسلمت الروح. فقام بدفن جسدها وكتب
سيرتها.

 

وقد
دعيت القديسة “مريم المصرية” لأنها كانت من مصر ولكنها لم تعش في مصر
فترة سياحتها في البرية، بل قضتها في برارى الأردن. وهذا يوضح لنا أنه لا يجب أن
نشعر أن الكتاب المقدس خارج عنا أو غريب عنا. ولا نستطيع أن نقبل أى دعاوى تقول
بتحريف الكتاب المقدس.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى