اللاهوت المقارن

35- المجوس يترقّبون مجيء المخلِّص



35- المجوس يترقّبون مجيء المخلِّص

35- المجوس يترقّبون مجيء المخلِّص

إن
النبوات التى في سفر دانيال كانت تتكلم عن ميعاد ميلاد السيد المسيح. فيقول سبعون
أسبوعاً أى 490 سنة ونطرح منها أسبوع فيكون 483 سنة والسيد المسيح كان يجب أن يبدأ
خدمته الكهنوتية وعمره 30 سنه وذلك حسب الشريعة، وبهذه الطريقة يمكن حساب ميعاد
ميلاد السيد المسيح. والمجوس حسب النبوات كانوا يترقبون ظهور علامة لهم. لذلك ظهر
لهم ملاك في صورة نجم. أى كائن سماوى كان يتحرك وغير ثابت. فإن كان هذا نجماً
عادياً في السماء، سيكون بعيداً جداً وكان غير ممكن أن يحدد المكان بالتحديد.

 

ولكن
هذا النجم جاء ونزل فوق حيث كان الصبى. لقد كان هذا ملاكاً وليس نجماً عادياً.
ولكن لأنهم يرصدون حركة النجوم، فقد رأوا هذا النجم أنه نجم غريب. ورأوا علامات
مميزة ففهموا أنه نجم لملك عظيم، أو أنه ملك كبير في الأرض. وبالنسبة للنبوة التى
كانت عندهم في سفر دانيال. فإن دانيال النبى كان كبيراً للمجوس. أى أن المجوس
كانوا تلاميذاً له ومع تسلسل الأجيال. وعندما رأوا المنظر بدأوا يفهمون.

 

إن
الروح القدس كان لا يعمل في المجوس بنفس الصورة التى كان يعمل بها مع الرعاة ولكن
ليس معنى هذا أنه لا يعمل نهائياً. ولكنه كان يتدرج معهم وذلك من خلال الأمور التى
كانوا يستطيعون فهمها. فبالنسبة لهم كان سفر دانيال مثل أسفار الحكمة، أى أحكم
الحكماء. فعندما نتذكر قصة نبوخذ نصر الملك عندما أخبره دانيال النبى بالحلم،
وفسّر له الحلم وعيّنه كبيراً للمجوس فكل هذه الأمور تجعلهم يثقون في نبوات دانيال
النبى.

 

إن
الله كان يتعامل مع المجوس على حسب تفكيرهم. لذلك ظهر لهم الملاك على هيئة نجم
وعندما قادهم إلى بلاد اليهودية، ذهبوا إلى العاصمة أورشليم وإذا النجم قد اختفى .
وهنا بدأوا يسألون الناس، وذهبوا إلى هيرودس الملك يسألون أين هو المولود ملك
اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له.

 

وبدأ
هيرودس الملك يضطرب وأرسل لإحضار رؤساء الكهنة ليسألهم أين يولد المسيح
“فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبى وأنت يا بيت لحم أرض
يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبى إسرائيل”
(مت2: 5-6).

 

واضطرب
هيرودس وقرر أن يقتل هذا الطفل المولود الذي سوف يأخذ الملك منه وذلك حسب نظرته
للعالم. ولكن السيد المسيح قال “مملكتى ليست من هذا العالم” (يو18: 36).
فعندما خرج المجوس من عند الملك ظهر لهم النجم مرة أخرى. وهنا بدأ الإعلان السماوى
يرجع إلى قيادتهم مرة أخرى.

 

وعندما
وصلوا إلى البيت نزل النجم الذي كان يقودهم ثم اقترب من البيت. فعرفوا أن المولود
هو ملك اليهود أو ملك ملوك الأرض أو ملك الملوك ورب الأرباب في السموات وما على
الأرض حسب تفسير حلم الملك نبوخذ نصر الذي فسّره له دانيال النبى وكتبه في السفر
المعروف باسمه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى