اللاهوت المقارن

31- الأدلة أن الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس



31- الأدلة أن الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس

31- الأدلة أن الرعاة كانوا مرشدين من الروح
القدس

ومن
الأدلة أن هؤلاء الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس؛ إنهم استجابوا لإعلان الملاك
عندما قال “لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه ولد
لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب” (لو2: 10-11). أى أن الذي
تنتظرونه قد حدث فاذهبوا وانظروا بأنفسكم “وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً
مقمطاً مضجعاً في مذود” (لو2: 12).

 

فهل
من الممكن أن يوضع طفل في مذود للغنم؟!! إن المذود هو المكان الذي يوضع فيه أكل
الأغنام. فلماذا يوضع الطفل في المذود؟!! لقد وضع في المذود لأنه لم تجد العذراء
مريم مكان في البيت. فعندما ذهبت مع يوسف إلى بيت لحم لكى تكتتب يقول الكتاب
“وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في
المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل” (لو2: 6-7).

 

إن
الله لم يجد له مكاناً في قلوب البشر، فولد في وسط الأغنام لكى يقول للبشر أنتم
الذين رفضتمونى في حياتكم من الممكن أن الحيوانات تكون أكثر قبولاً لى إذا جلست في
وسطهم. لكن أنا قد جئت لتحويل حياتكم من حيوانات إلى بشر لأن الإنسان قد خلق على
صورة الله، فأنا أريد أن أحول هذه الحظيرة إلى كنيسة في العهد الجديد.

 

وبالفعل
فإن كنيسة بيت لحم قد بُنيت في مكان المذود الذي ولد فيه السيد المسيح وأصبحت
كنيسة عظيمة ضخمة في بيت لحم اسمها كنيسة المهد . فلم تعد حظيرة للخراف غير
الناطقة لكن أصبحت حظيرة للخراف الناطقة أى البشر من شعب الله.

 

“ولما
مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن إلى بيت
لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب. فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف
والطفل مضجعاً في المذود” (لو2: 15-16).

 

فكيف
عرف الرعاة في أى حظيرة وُلد السيد المسيح؟!! إن بيت لحم كلها هى مدينة الأغنام،
فقد كان كل عمل داود هو رعاية الغنم فكيف عرفوا أين هى الحظيرة إن كان لم يظهر لهم
نجم، أو ذهب معهم ملاك؟!!

 

إن
المجوس قد احتاجوا للنجم لكى يرشدهم إلى مكان وجود الطفل يسوع، وكان ذلك بعد فترة
من ميلاد السيد المسيح، بدليل أن هيرودس عندما حسب المدة وتحقق زمان النجم الذى
ظهر حسب المدة من ساعة ظهور النجم حتى ذهاب المجوس فوجد هذه المدة حوالى سنتين
فأرسل وذبح كل الأطفال من سن سنتين فما دون. فالمجوس لم يأتوا في ليلة ميلاد السيد
المسيح. ولكن في بعض صور الميلاد يضعوا المجوس بها. لكن هذا ليس أكثر من تجميع
لأحداث الميلاد في صورة واحدة، و في بعض الأحيان يقوم البعض بعمل مذود به تماثيل
في ليلة عيد الميلاد وذلك من أجل فرحة الأطفال الصغار، ولكن يجب أن يوضع هذا
المذود خارج الكنيسة لأن الكنيسة القبطية لا يجب أن يدخلها أى تماثيل بل أيقونات
فقط بما في ذلك مغارة الميلاد التى تُعمل من أجل الأطفال.

 

ولكن
الرعاة ذهبوا في نفس ليلة ميلاده، فكيف عرفوا مكان الحظيرة؟!! لقد عرفوا لأن الروح
القدس كان يرشدهم “فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً في المذود.
فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبى” (لو2: 16-17).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى