اللاهوت المقارن

32- الغفرانات عند الكاثوليك



32- الغفرانات عند الكاثوليك

32- الغفرانات عند الكاثوليك

1-
المفروض في الغفران أنه لمغفرة خطية أو خطايا:

فما
معنى منح غفران، بسبب صلوات، أو تلاوات مقدسة، أو زيارة لأديرة أو كنائس؟! ما هو
الشئ، الذي يغفر هنا؟ إلا لو كانت كلمة
L. InduIigence
لها معنى آخر غير الغفرانات، وإنها لذلك. فالترجمة إذن تحتاج إلى تعديل.

 

2-
المبدأ اللاهوتى الثابت هو أن المغفرة وسيلتها التوبة.

 


توبوا فتمحى خطاياكم” (أع3: 19) و” إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون
” (لو13: 3، 5). فما دخل التلاوات والزيارات بالمغفرة؟ وما دخل الاحتفالات
بالمغفرة التي لا تكون إلا بالتوبة، سواء كانت احتفالات خاصة باليوبيل أو شهر قلب
يسوع أو أعياد قديسين؟ وما أشبه..؟! وأيضاً ما دخل العذراء في الوردية بأمور
المغفرة. يمكن أن تشفع العذراء. ولكن لابد من التوبة.

 

3-
إن الغفرانات عن طريق التلاوات والزيارات والاحتفالات، لا يمكن أن تتم بدون الرجوع
إلى الله، ونقاوة القلب، ويترك الخطية.

 

4-
مجرد التلاوات يغفل العمق الروحي للصلاة.

 

فما
اسهل أن يكرر الإنسان صلاة عشرات أو مئات المرات، ويكون ذلك بلا عمق وبلا روح..
والمسألة ليست كثرة تلاوات. فالصلاة ليست مجرد تلاوة. وإنما ينبغى أن تكون فيها
عناصر روحية، كأن تكون الصلاة بإيمان، بخشوع، بحرارة، بفهم، بروح، بعاطفة وحب،
بتأمل.. إلخ أما مجرد التلاوة للحصول على غفرانات، فاسلوب غير روحى..

 

وربما
صلاة واحدة قصيرة بعمق وروح، تكون أكثر قائدة من مائة صلاة بمجرد التلاوة..

 

إن
العشار صلى صلاة قصيرة، بكلمات قصيرة، بكلمات قليلة، وخرج بها مبرراً (لو18: 14).
بينما كانت صلاة الفريسى أطول منه بكثير، ولم يستفيد شيئاً! كذلك صلاة اللص اليمين
كانت قصيرة، ولكنها بإيمان وعمق، فاستحق به وعد الرب له بالفردوس (لو23: 42، 43).

 

5-
وما معنى تحديد الغفرانات بأيام وسنين واربعينات؟!

 

على
أى أساس وضعت هذه الأرقام؟ وما سندها اللاهوتى؟ وما سنهدها الكتابى؟ وهل هي مجرد
أقساط تدفع من حساب إنسان؟ وهل هي خصم من حساب المطهر، وعلى أي أساس؟!

 

وأيهما
أسهل: أن يقول شخص (أبانا الذى) مرة، أم يقضى 100 يوماً في عذاب المطهر؟ وأين
التوازن بينهما. بحيث أن من يتلو (أبانا الذى) مرة، يغفر له 100 يوماً!! مائة
يوماً من أين؟ أو من ماذا؟ من أي حساب. وما معنى غفران 252 سنة لمن يصعد درجات
السلم المقدس جانباً؟! هل صعود هذه الدرجات يوازى عذاب 252 سنة في المطهر، بعذابات
تشبة عذابات جهنم..؟!

 

على
أي أساس وضعت هذه الأرقام والمدد من الغفرانات؟

 

ولعل
الإجابة هي: على أساس السلطة الكنسية، السلطة الممنوحة للكهنوت. ونحن نؤمن أيضاً
بالسلطة الكنسية الكنهوتية. ولكننا نسأل:

 

على
أي أساس منحت السلطة الكنيسة هذه الغفرانات؟

 

نقول
هذا لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا2: 7). فلماذا قالت الشريعة في هذا الأمر؟
إننا نسأل..

 

6-
هل زيارة الأماكن المقدسة هي للبركة أم للغفران:

 

ما
معنى أن زيارة مكان معين، في يوم معين بالذات، تمنح غفران 30 سنة و30 أربعينية؟!
وما ذنب الذي لم تسمح له ظروف عمله، أو ظروفه المالية، أو ظروف صحته بزيارة ذلك
المكان المقدس؟! وما ذنب إنسان مكان سكناه بعيد جداً عن هذا المكان المقدس، هل
يحرم من المغفرة كل هذه السنوات، دون ذنب جناه، ويتمتع بها شخص دون فضل منه، بل
ظروفه أفضل؟!

 

7-
ما معنى أن يغفر لشخص 15 سنه لعمل، و25 سنه لعمل آخر، و30 سنه لعمل ثالث؟!

 

أو
تختلف هذه الغفرانات باختلاف يوم الزيارة ووعده. أو تختلف مدة الغفران إن قيلت
الصلاة سراً أو قيلت الصلاة أو قيلت علانية! ولماذا الغفران أحياناً بالأيام،
وأحياناً بالأربعينات، وأحياناً بالسنوات أو بعشرات السنوات؟!

 

بودي
لو يقدم أحدهم رسالة علمية لأحد المعاهد اللاهوتية، ليشرح الحكمة في هذه الأرقام
وهذه الغفرانات، وأساسها اللاهوتي والكتابى والكنسى.. لأنى وقفت أمامها متحيراً،
كما وقف دانيال النبى أمام إحدى الرؤى على الرغم من شرح رئيس الملائكة له، وقال
“وكنت متحيراً من الرؤيا ولا فاهم” (دا8: 27).

 

نحن
نفهم أنه توجد مغفرة، أولا مغفرة. أما المغفرة الجزئية المحددة بأرقام سنين وأيام،
فلا نفهمها!

 

إنسان
يتوب، فيغفر الله لهه. أو لا يتوب فلا يحظى بمغفرة. أما أن تغفر له مدة محددة،
ويظل الحساب جارياً بينه وبين العقوبة.. فهذا شئ لا وجود له في الكتاب المقدس!
وأما أن يموت هذا الإنسان، ويبقى حسابه جارياً، يسدده بعد الموت.. فهذا أمر أكثر
خطورة.

 

إن
موضوع المغفرة، يحتاج إلى بحيث مع أخوتنا الكاثوليك:

 

1-
هل المغفرة عموماً هي بدم المسيح وكفارة وفدائه ويستحقها الإنسان بالتوبة، وينالها
في أسرار الكنيسة؟

2-
أم المغفرة هي بالقصاصات التي تقررها الكنيسة على التائبين؟

3-
أم المغفرة هي بوفاء العدل الإلهى بالعذاب في المطهر؟ وتكفير الإنسان عن نفسة
بعقوبات؟

4-
أم المغفرة هي بمنح الغفرانات حسب القوائم التي نشرنا بعضها؟

5-
أم هي بزوائد القديسين، أو تخليص العذراء للنفوس المطهرية؟

6-
وهل المغفرة تكون كاملة أم جزئية؟

7-
وهل المغفرة تكون فقط من وصمة الخطية، وتبقى العقوبة قائمة؟ وتبقى لي الإنسان
دينونة لم ترفعها عنه كفارة المسيح؟

 

أما
نحن فنؤمن بالبند الأول من هذه البنود السبعة. ونرى أن مغفرة الرب لنا كاملة
وشاملة، لا ندخل بعدها في دينونة. ولا عقوبة بعد الموت الخطايا المغفورة؟

 

ونحب
بمناسبة الغفرانات التي تخصم من حساب القصاصات أو حساب المطهر، أن نتعرض لموضوع
“زوائد القديسين”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى