65- الصلاة

65- الصلاة

الصلاة
فى معناها البسيط حديث مع الله..

وفى
معناها الأعمق صلة بالله..

صلة
حب. صلة عاطفة. قبل أن تكون كلاماً، والكلام بدون حب لا معنى له.

ولهذا
يقول الرب معاتباً ” لأن هذا الشعب قد اقترب إلى بفمه وأكرمنى بشفتيه وأما
قلبه فأبعده عنى” (أش 29: 13).

 

ولهذا
كانت صلاة الأشرار غير مقبولة أمام الله، بل ومكرهة للرب، لأنها لا تصدر عن حب،
إلا إن كان شريراً منسحقاً يطلب التوبة كالعشار.

 

وقد
قال الرب يصلون بغير نقاوة قلب ” فحين تبسطون أيديكم أستر عينى عنكم وإن
كثرتم الصلاة لا أسمعاً. أيديكم ملانة دماً.. إغتسلوا تنقول، إعزلوا شر أفعالكم من
أما عينى. كفوا عن فعل الشر” (أش 1: 15، 16).

 

الصلاة
هى جسر يوصل بين الأرض والسماء. شبهوها بسلم يعقوب الواصلة بين السماء والأرض.
والصلاة هى مفتاح السماء، وهى لغة الملائكة وهى عملها، وهى حياة الروحيين. والصلاة
هى اشتياق النفس للوجود مع الله. هى اشتياق المحدود إلى غير المحدود، واشتياق
المخلوق إلى خالقه، اشتياق الروح إلى مصدرها وإلى شبعها.. فى الصلاة يرتفع الإنسان
يرتفع الإنسان عن مستوى المادة لكى يلتقى مع الله

 

مقياس
نجاح الصلاة، أنه كلما تود أن تترك وتنتهى لا تستطيع. بعكس الإنسان الذى يفرح أنه
ختم الصلاة وقال آمين.

 

الإنسان
الناجح فى صلاته لا يستطيع أن يتركها، بل ينشد أمام الملائكة أغنيته المحبوبة
” أمسكته ولم أرخه” (نش 3: 4).

 

من
ينجح فى الصلاة، لا يفضل عليها عملاً آخر أيا كان. من أجلها هرب القديسون من
العالم والأشياء التى فى العالم. وبحثوا عن الهدوء والسكون وأحبوه بكل قلوبهم
ينفردوا بالله. والصلاة تعلق بها الإنسان بها الإنسان تصير الصلاة له حياة. وتصير
حياته صلاة.. هناك قديس نكتب سيرته الكاملة (سير حياته) فى كلمة واحدة ونقول
” كانت حياته صلاة ” صلاة دائمة غير منقطعة، صلاة لم يمر وقت تنقطع فيه
ولو لحظة يقول فيها العازف سلاه.. حتى فى نومه لا ينقطع حديثه مع الله، بالعقل
الباطن وفى اللاوعى، أترى هذا تفسير العبارة ” كنت أذكرك على فراشى “..؟