اللاهوت العقيدي

ثلاث حقائق أساسية فى الإيمان المسيحى



ثلاث حقائق أساسية فى الإيمان المسيحى

ثلاث
حقائق أساسية فى الإيمان المسيحى

يوسف
رياض

الفهرس

مقدمة

مقالات ذات صلة

الفصل الأول:
وحي الكتاب

الفصل الثاني:
وحدانية الله، الثالوث

الفصل الثالث:
لاهوت ابن الله

الفصل الرابع:
كفارة المسيح

 

مقدمة

لكل كمال رأيت حداً, أما وصيتك فواسعة جداً مزمور 119: 96

إننا نعيش زمناً تتعرض فيه أساسيات الإيمان المسيحي لهجوم مرير, يستخدم
الشيطان فيه كل الأسلحة والوسائل.

لذا شعرت بضرورة مُلِحّة لأن أتحدث بكلمات مبسطة عن أهم تلك الأساسيات: الكتاب،
الله، الصليب. أو بكلمات أخرى:

أولاً: هل الكتاب المقدس الذي بين أيدينا هو فعلاً كلمة الله؟
وهل وصل إلينا خالياً من أي تزوير أو تحريف؟

ثانياً: ما هو الإيمان المسيحي فيما يتعلق بالله
ووحدانيته؟ وبالمسيح ولاهوته؟

ثالثاً: ماذا عن كفارة المسيح التي هي حجر الزاوية في موضوع
الخلاص في الإيمان المسيحي؟

أتُرى توجد قضية أدعى للبحث من قضية وحي الكتاب المقدس؟

إن الحقائق التي نتمسك بها ليست من نتاج العقل، ولا عرفها الإِنسان
بالتخمين، بل حصلنا عليها من هذا الكتاب. لذا فمن الأهمية بمكان أن نتوقف في
البداية لنرى هل هذا الكتاب هو فعلاً الصخرة الذي يمكننا أن نبني عليها إيماننا؟

أما الحديث عن الله فهو بلا أدنى شك أقدس وأجل موضوع للحديث. ويقينا فإن
أكثر الأشياء أهمية للإنسان هو ما يؤمن به الإنسان عن الله. فماذا يا ترى تقول
المسيحية في هذا الموضوع الأقدس والأجل؟

وأخيراً لا مِرَاء أن أهم موضوع ينبغي على العاقل، في فترة الحياة القصيرة
أن يبحثه بإخلاص، هو موضوع خلاص نفسه الأبدي!

هذه هي القضايا الثلاث التي يعرضها هذا الكتاب: إنه يعرض لنا أجدر قضية
يلزم بحثها، وأقدس موضوع يمكن مناقشته، وأهم حقيقة يجب معرفتها – إنها إذاً
الحقائق الأجدر والأقدس والأهم!

ولعل القارئ يشاركني الشعور أن هذه القضايا تحتاج لأن يُفرد لها المجلدات
العديدة والضخمة لكي يمكن أن نفي كل حقيقة حقها. لكنني قصدت بمعونة الرب أن أقدم
هذه الحقائق العظيمة بصورة موجزة، دون أن يخل الإيجاز بالمضمون، وبأسلوب مبسط خال
من السطحية، ليمكن لكل من المتخصص وغير المتخصص على السواء أن يستفيد منها.

ولقد كان نصب عيني وأنا أكتب هذا الكتاب، جمهور الشباب الحائر الذي تشوشت
أفكاره في هذه الأيام بفعل عدو النفوس، واهتزت الحقائق عنده. وإني أرجو أن يجد فيه
كل مخلِص ما يساعده في هدايته، وأن يتمكن المؤمن بواسطته أن يقف على أرض صلبه
راسخة، كيما يكون مستعداً – كقول الكتاب –

لمجاوبة كل من يسأل عن سبب الرجاء الذي فينا،بوداعة وخوف 1بطرس 3: 15.

ولقد بنيت أقوالي على ماذا يقول الكتاب؟
رومية 4: 3. فلم آت بذكر حقيقة، إلا وقرينها الشواهد والآيات الكتابية التي تؤيدها.
لكنني قصدت أيضاً، من الناحية الأخرى، أن أقدم براهين عقلانية وأدلة حسية لتوضيح
هذه الحقائق. ليس أن إعلانات الكتاب المقدس تحتاج إلى أدله محسوسة لتوكيدها، وإلى
شيء من خارجها لتسندها، حاشا. لكن لأن الرب مستعد في غنى نعمته، متى فشل الإيمان،
أن يدعو المتشكك – إذا توافر الإخلاص لديه – كما دعى قديماً تلميذه توما قائلاً له
هات إصبعك.. وأبصر.. وهات يدك.. ولا تكن غير مؤمن بل
مؤمناً
يوحنا 20: 27.

توسلي إلى الله لأجل كل من يقرأ هذه الورقات، أن يجيب على الرب فوراً،
بصرخة الإيمان المستعاد:

ربى وإلهي.
آمين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى