اللاهوت الطقسي

49- حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية



49- حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية

49- حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية

*
مصادر صلوات الأجبية:

1
المزامير: تحمل المقام الأول في هذه الصلوات إذ أن كل صلاة تحوي 12 مزموراً في
العادة.

2
الإنجيل: تحتوي كل صلاة على فصل واحد من الإنجيل.

3
القطع: تحتوي كل صلاة على ثلاث قطع أو ست قطع من صلوات الأباء ثم تحليل واحد مناسب
للصلاة من صلوات الأباء القديسين أيضاً.

 

*
صلاة باكر: وهي مرتبة لتذكار قيامة الرب يسوع من بين الأموات وفيها نشكر الرب الذي
أجازعلينا الليل بسلام وحفظنا سالمين إلى الصباح وأتى بنا إلى يوم جديد ونسأله أن
يحفظنا في هذا اليوم بغير خطية وأن يجيزنا هذا اليوم بسلام.

 

*
صلاة الساعة الثالثة: رتبت الكنيسة هذه الصلاة لتذكارات ثلاثة للسيد المسيح:

 

1
محاكمة يسوع المسيح أمام بيلاطس البنطي وصدور الحكم عليه بالصليب.

 

2
صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء لذلك يقول المصلي في أحد مزامير هذه الساعة
“ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية..” (مز 23)
كما يقول في مزمور أخر “صعد الله بالتهليل”.

 

3
حلول الروح القدس على التلاميذ (أع 2: 15) وفي هذا يقول المصلي “إله المجد
أرعد.. في هيكله المقدس كل واحد ينطق بالمجد” (مز28).

 

*
صلاة الساعة السادسة: رتبت الكنيسة هذه الصلاة لكي تذكرنا بحادثة صلب السيد المسيح
لأجل خلاصنا بعد عذبات الجلد والضرب والبصق التي أوقعوه عليه لذلك نجد في مزاميرها
الكثير من العبارات التي تكشف لنا بروح النبوة مدى ما لحق بسيدنا الصالح من الآلام
الجسدية والنفسية مثل مزمور “اللهم باسمك خلصني فأن الغرباء قد قاموا علي
والأقوياء قد طلبوا نفسي” (مز52) “أسنان بني البشر سهام وسلاح وألسنتهم
سيف مرهف” (مز 56).

 

*
صلاة الساعة التاسعة: رتبتها الكنيسة لتذكار موت المسيح الكفاري على الصليب من أجل
خلاصنا وفيها انقشعت الظلمة التي سادت الأرض كلها منذ الساعة السادسة.

 

*
صلاة الغروب: رتبتها الكنيسة تذكاراً لإنزال جسد المسيح له المجد من على الصليب
عند غروب الشمس لتكفينه ودفنه وهي تعلمنا أيضاً أن شمس حياتنا لابد تغرب يوماً لكي
تكون مع المسيح في الأبدية فلا بد أن نكون مستعدين لهذا اليوم بكل حرص ويقظة وتوبة.

 

*
صلاة النوم: رتبتها الكنيسة تذكاراً لدفن جسد رب المجد يسوع له المجد في القبر بعد
موته من الصليب وتكفينه بعد وضع الأطياب والحنوط على جسده الطاهر وتسمى أيضاً صلاة
الساعة الثانية عشر.

 

*
صلاة نصف الليل: رتبتها الكنيسة في هذا الوقت حسب قول المرنم “في نصف الليل
أقوم لأشكرك على أحكام عدلك” (مز 119: 62).

 

#
الخدمة الأولى: يأتي المزمور الكبير 119 الذي هو مختص بكلمة الله بمرادفتها
المختلفة مثل وصايا وأقوال وناموس وحقوق وأحكام وغير ذلك.

 

#
الخدمة الثانية: نجد مزامير صلاة الغروب ما عدا المزمورين الأولين لأنهما جاءا ضمن
مزامير الخدمة الأولى وتدعو هذه المزامير كلها إلى التوبة أما الإنجيل فيحدثنا عن
المرأة الخاطئة التي أحبت يسوع كثيراً وجاهدت بدموع غزيرة حتى نالت غفران خطاياها
(لو 7: 36-50) وتقودنا هذه المزامير مع إنجيلها إلى التوبة التي هي هدف كل مؤمن
وأن نتشبه بتلك المرأة في توبتها “ونقاوم حتى الدم مجاهدين ضد الخطية”
(عب 12: 4)

 

#
الخدمة الثالثة: نجد مزامير صلاة النوم وفيها الكثير من التسبيح والتهليل لقرب
مجيء الرب ليكافئ عبيده الأمناء والساهرين العاملين وفي الإنجيل يطمئنا الرب بقوله
“لا تخف أيها القطيع الصغير فأن أباكم قد سر أن يعطيكم ملكوت السموات”
ولكنه لا يعطي الملكوت إلا للعبيد الأمناء في مال سيدهم والمنفذين لوصاياه
الساهرين على خلاص نفوسهم لذلك ينبه المؤمن نفسه في قطع الخدمة الثالثة قائلاً: بما
أن الديان العادل حاضر فاهتمي يا نفسي وتيقظي.

 

*
إطالة الوجود في حضرة الله: كم من شخص جرب صلواته الخاصة (الارتجالية) فما كانت
تستمر سوى دقائق معدودة ثم لا يجد شيئاً يقوله فيختمها ولا يكون قد وقف في حضرة
الله سوى لحظات بسيطة.

 

*
شمل كل أنواع الصلاة: قد يقتصر الإنسان العادي في صلاته على عنصر الطلب أما الذي
يصلي من الأجبية فأن صلاته تشمل كل أنواع الصلاة من شكر وانسحاق وتسبيح وتمجيد
وطلب وغيره حسب قول الرسول “فأول كل شيء أطلب أن تقام طلبات وصلوات وتشكرات
لأجل جميع الناس” (1 تي 2: 1).

 

*
عنصر الشكر: له صلاة الخاصة في مقدمة الأجبية هي صلاة الشكر، نشكر فيها الله على
كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال.

*
عنصر التوبة والانسحاق: له في كل مقدمة صلاة المزمور الخمسون: “ارحمني يا
الله”.

*
عنصر التمجيد والتسبيح

*
عنصر الطلب: تشمل صلوات الأجبية كل طلبات الإنسان واحتياجاته في كل الظروف ولا
نغفل شيئاً منها كما تتميز بتفاصيل دقيقة لا يمكن أن يذكرها إنسان يصلي صلاة خاصة
ارتجالية ويرتكز عنصر الطلب في الأجبية على شيئين هما طلب المغفرة وطلب المعونة.

*
حفظ تذكارات مقدسة: لكل صلاة من صلوات السواعي تذكار رتبت من أجله الكنيسة صلاة
هذه الساعة وعندما نصليها بالأجبية التي تركز بمزاميرها على تلك التذكارات نعيش
هذه الذكرى المقدسة.

*
طلب الرحمة بلجاجة: في نهاية كل صلاة من صلوات السواعي يكرر المصلي كيرياليسون 41
مرة وهي مثل رائع للصلاة بلجاجة كما تكلمنا عنها.

 

*
صلوات الأجبية هي صلوات حسب مشيئة الله: كثير من الناس حينما يصلون يطلبون طلبات
لا توافق مشيئة الله وتلك التي قال عنها يعقوب الرسول “تطلبون ولستم تأخذون
لأنكم تطلبون ردياً” (يع 4: 3) أما صلوات الأجبية فكلها توافق مشيئة الله
لأنها كلها أما مزامير وأناجيل كتبت بالروح القدس وأما طلبات كتبها الأباء
القديسون بإرشاد من الروح القدس، فالذي يصلي بالأجبية يضمن أن كل صلواته مقبولة
لأنها توافق مشيئة الله.

 

*
الصلاة في الأجبية درس في تعلم طريقة الصلاة: من كثرة الصلاة نتعلم كيف نصلي ماذا
نقول وكيف نطلب وبأي أسلوب نخاطب الله وما هي آداب الصلاة فالمزمور الثاني يقول
“اعبدوا الرب بخشية ألزموا الأدب لئلا يغضب الرب عليكم فتضلوا عن طريق
الحق”.

 

*
في صلاة الأجبية عنصر الوعظ: تشمل صلوات الأجبية على عنصر تعليمي وعظي إلى جانب
العبادة والتأمل ونحن في أشد الحاجة لهذا العنصر الوعظي لنتعلم منه كل يوم حينما
نمارس صلواتنا اليومية بالأجبية حسب نصيحة الرسول “عظوا أنفسكم كل يوم مادام
الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسى أحد منكم بغرور الخطية” (عب13: 3).

 

*
شغل النهار كله روحياً: غالبية الناس قد يذكرون الله في أول اليوم ونهايته أما طول
اليوم أثناء فترة المشاغل والمحاربات فتبقى بدون صلاة واتصال بالله وهذا خطأ. أما
الكنيسة أمنا الرؤوم التي يهمها سعادتنا وخلاصنا فتدعونا للصلاة ورفع قلوبنا لله
طول اليوم عن طريق صلوات الأجبية فلا تكاد ثلاث ساعات بدون صلاة.

 

*
صلوات الأجبية وجبة روحية دسمة: يشبه أحد الأباء صلوات السواعي في الأجبية بوجبة
دسمة ووليمة عرس فاخرة فيقول: مقدمة الصلاة هي لباس العرس الذي يؤهلنا ويوجه
أفكارنا وأحاسيسنا إلى التمتع بأطياب هذه الوليمة وهذا اللباس مكون من ثوب ومنطقة
وحذاء. فالثوب هو الصلاة الربانية والمنطقة هي صلاة الشكر التي ينبغي أن تحيط
بالمسيحي إحاطة تامة في كل أموره وصلواته أما عن الحذاء فأنه مزمور التوبة
“ارحمني يا الله كعظيم رحمتك”.

 

*
الصلاة بالأجبية حديث متبادل مع الله: نلاحظ في الصلاة بالمزامير أن المزمور يبدأ
بالطلب ولما يحس المرنم بالاستجابة ينهي المزمور بالشكر مما يدل على حديث وشعور
متبادل بين المرنم والله.

 

*
صلوات الأجبية تتحدث عن الخلاص الذي صنعه المسيح على الصليب وتسبح الله وتشكره على
ذلك.

 

*
للصلاة بالأجبية فوائد روحية عديدة: نصلي بالأجبية ونهتم بها ونواظب عليها لأنها
تعلمنا حياة الإيمان وتثبت في قلوبنا السلام والطمأنينة بكثرة ما نردده أثناء الصلاة
من مواعيد الله الغالية والثمينة والصادقة والأمينة.

 

إهتمام
الكنيسة الأولى بصلوات الساعات:

+
اهتمت الكنيسة الأولى منذ نشأتها بالصلاة بالمزامير وصلوات الساعات أوقاتها كما
تعلموا من سيدهم ومعلمهم رب المجد يسوع فقد كتب عن الرسل والتلاميذ وكانوا كل يوم
يواظبون في الهيكل بنفس واحدة مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب (أع 2: 46)

+
كذلك كان الرسل والتلاميذ في العلية يواظبون التسبيح وصلوات الساعات وحينما حل
عليهم الروح القدس في يوم يصلون صلاة الساعة الثالثة (أع 3: 14 17).

+
كان الرسل أيضاً يمارسون صلاة الساعة السادسة في وقتها فمكتوب أنه عندما أرسل
كرنيليوس خدامه ليستدعي بطرس الرسول كما أمره الملاك: ” وفيما هم مسافرون
ويقتربون إلى المدينة صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة.. ” (أع
10)

+
كذلك مارس الرسل صلاة الساعة التاسعة كما هو مكتوب ” وصعد بطرس ويوحنا إلى
الهيكل في صلاة التاسعة ” (أع 3: 1)وهناك شفي الأعرج من بطن أمه.

+
كذلك مارس الرسل صلاة نصف الليل حتى في أشد ساعات الضيق والسجن والألم فقد كتب عن
الرسولين بولس وسيلا أنهما كانا يبشران في مدينة فيلبي ” قام الجمع عليهما
ومزقا الولاة ثيابهما وأموا أن يضرب بالعصي..ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان
ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما ” (أع 16: 23-26)

أما
عن صلوات باكر ونوم فقد أمرت الدسقولية الأسقف قائلة “أيها الأسقف علم شعبك
أن يلازموا الكنيسة باكر وعشية للصلاة ولا يتخلفون عن ذلك “

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى