اللاهوت الطقسي

38- إعلان الملكوت في القداس



38- إعلان الملكوت في القداس

38- إعلان
الملكوت في القداس

أن التعبير اليونانى الآبائى عن القداس كلمة
سيناكزيس وكانت تطلق على اجتماع الآباء كل يوم أحد فى الدير لتناول جسد الرب ودمه
وكلمة سيناكزيس: اجتماع دورى دائم إلى الأبد بصورة منتظمة وكأننا حينما نجتمع من
أجل سر الأفخارستيا إنما نجتمع فى اجتماع دائم إلى الأبد نبدأه هنا ولا ينتهى حتى
فى الأبدية..

 

كتاب التذاكية أو التذاكى: وهو الذى يعلم عن
السيد المسيح والرسل يقول فيه: “كما أن هذا الخبز المكسور كان متناثراً فوق
الجبل وقد جُمع معاً فصار واحداً هكذا اجعل كنيستك تجتمع معاً من أقاصى الأرض كلها
إلى ملكوتك”.. يشير إلى المن الذى كان ينزل من السماء متناثراً على الجبل
هكذا قوة الكرازة فى الافخارستيا تجمع من أطراف الأرض إلى ملكوت الله ويكمل القديس
فى كتاب التذاكية ويقول: إنه اجتماع المؤمنين أبناء الله المتفرقين إلى الواحد
الرب المسيح وفى رسالة الرسول إلى أفسس يقول: “الذى سنجتمع معه يوم مجيئه
فننتهى جميعاً إليه” (رسالة بولس الرسول إلى أفسس 4: 13).

 

لذلك ونحن نجتمع فى الكنيسة فى القداس نظهر أمام
الله ونظهر أمام العالم أننا نحيا سر ملكوت الله السرائرى هنا وفى الأبدية الذى
أتى بقوة الله.. “لن الجيل إلى أن تروا ملكوت الله قد أتى بقوة” ويقصد
حلول الروح القدس الذى أسس الملكوت الذى سيدوم إلى الأبد.. وهكذا نرى أن
الافخارستيا هى دخول بالكنيسة إلى ملكوت الله تبدأ هنا وتستمر إلى الأبد لذلك ونحن
أمام المائدة المقدسة نصرخ ونقول: “واهدنا يارب إلى ملكوتك” وهذه نقولها
بعد المجمع وأولئك يارب.. الخ.

 

من هنا نرى أن الافخارستيا المقدسة هى حياة فى
ملكوت الله واستعلان مبكر للملكوت الأبدى لذلك من لا يتناول نسميه خارج الشركة –
شركة الملكوت.. بل أنه لا يريد أن يشارك فى ملكوت الله.

 

التدريب العملى هنا: أن العضوية الحقيقية للمؤمن
هى عضويته فى الأفخارستيا وإلا أصبح عضو خارج الشركة يبتر نفسه بنفسه من شركة
الملكوت.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى