اللاهوت الطقسي

9- طقس تقديم الحمل في القداس



9- طقس تقديم الحمل في القداس

9- طقس تقديم
الحمل في القداس

نجد أن الصليب واضح جداً فى تقديم الحمل. فإذا
تخيلنا الكاهن الخديم وهو واقف على باب الهيكل لأختيار الحمل وأمامه مقدم الحمل
وحامل القارورة وحامل المياه، فنجد الصليب واضح جداً وحتى القربانات ترص على شكل
صليب.

 

يأخذ الكاهن اللفافة الخارجية الموضوعة على
الصينية ويضعها على يده ثم يبدأ يختار الحمل، قبل إختياره للحمل يستبرأ الحمل أى
يتأكد من كمال الإستدارة، سلامة الإسباديكون، عدد الثقوب، الإختمار كامل، عدم وجود
تشققات بقدر الإمكان. بلا عيب مثل خروف الفصح. يحرص الكاهن على أن القربانة تكون
كاملة المواصفات والخمر تكون جيدة، أى لم تتحول إلى كحول. الكاهن يُصلى وهو أمام
الحمل ويقول “لتكن هذه الذبيحة مقبولة أمامك عن خطاياى وعن جهالات شعبك”
ويعمل يديه على شكل صليب ويختار الحمل، وينتقى أحسن قربانه وبعد الأختيار يحك بقية
القربانات فى هذه القربانة، لماذا؟ دليل أن القربان الباقى يُشير إلى ذبائح العهد
القديم الذى هو رمز لذبيحة المسيح. ويمسحها باللفافة جيداً ويأخذ من القارورة على
أصبعه الكبير ويمسح أو يرشم القربانة الحمل ويقول “ذبيحة مجد” ثم يرشم
القربانات التى فى الحمل ويقول ” ذبيحة بركة” ثم يقول ” ذبيحة
إبراهيم وإسحق ويعقوب” ثم يرشم الحمل الذى معه من تحت ويقول “ذبيحة
ملشيصادق”.

 

الموضوع هنا أن الحمل الذى يختاره يتحول إلى جسد
المسيح متحد بلاهوته فهذه ذبيحة مجد، مجد إبن الله الكلمة المتجسد. ثم ذبيحة بركة
على القربان الموجود فى الحمل لأن قديماً قبل المسيح الأرض ملعونة ونتاجها ملعون،
لذلك رُفضت ذبيحة قايين. وقوله ذبيحة بركة دليل أن اللعنة رُفعت. وابراهيم واسحق
ويعقوب رمز للآباء السابقين للمسيح الذى قُبلت ذبائحهم أمام الله، ثم ذبيحة
ملشيصادق على الحمل الذى فى يده، لأن الذبيحة الوحيدة التى قبلت من نتاج الأرض فى
العهد القديم هى ذبيحة ملشيصادق، قبلت من خلال الرمز لأنها رمز لذبيحة المسيح.

 

عدد الحمل يكون فردى (3، 5، 7) أو أى رقم فردى
لأن 3 تُشير للثالوث، 5 تُشير إلى الخمسة ذبائح فى العهد القديم و7 إذا أضفنا
ذبيحة فرخى الحمام أو اليمام فيكونوا سبعة ذبيحة تطهير الأبرص كما فى (لاويين 14:
4) أو أى رقم فردى إشارة إلى تفرد المسيح أى ليس له نظير.القربانه تأخذ رشمين فوق
وتحت وهو أول رشم وآخر رشم إشارة لعبارة المسيح عندما قال ” أنا هو الأول
والآخر البداية والنهاية ” وخطأ دخول أى قربانه أخرى الهيكل لماذا؟ لأنه لم
يدخل الأقداس إلا المسيح كما فى (عبرانيين 9: 12) ” دخل الأقداس مرة واحدة
فوجد فداءاً أبدياً “.

 

+القربانة بعد أن تتقسم تصبح عبارة عن 12 جزء،
لذلك القربانه فيما هى تتحول إلى جسد المسيح لكن تُعطى معنى ملكوت الله ورأس السيد
المسيح بيكون متجه إلى الشرق دليل إلى الإبن يقدمنا إلى الآب لأنه هو رأس الكنيسة،
فعبادتنا فيها نتجه نحو الآب من خلال الإبن بالروح القدس. والثلاث ثقوب إشارة
ليسوع المصلوب.

 

+ تعميد القربانة، الكاهن يُصلى كل الصلوات من
خلال تعميد القربانة، لأن فى لحظة عماد السيد المسيح أنفتحت السماء، لذلك نحن
نُخلد لحظة إنفتاح السماء لذلك وأبونا بيعمد الحمل بيجمع كل الصلوات والتذكارات
وهو بيعمدها باعتبار أن الكاهن شفيع فى المقادس الإلهية.

 

+ ثم يضع الحمل وسط اللفافة ويثنى أطراف اللفافة
لكى يحقق العلامة التي قالها الملاك للرعاة، ” هذه لكم العلامة تجدون طفلاً
مقمطاً مضجعاً فى مزود “. ويضع الصليب مقلوب وراءه لأن الرأس الحمل تحت ويضعه
على رأسه ويقول ” مجداً وأكراماً، إكراماً ومجداً للثالوث القدوس، سلاماً
وبنياناً لكنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية ” العصائب
التى كان يضعها الفريسيون والكتبة هى كلمة الله ملفوفة وموضوعه على الرأس. فنحن
نضع كلمة الله أيضاً على رأسنا والصليب وراها باعتبار أن المسيح هو المسيح المصلوب
لأننا نعيش أحداث الخلاص والخلاص تم على الصليب فهو حمل الله الذى يحمل خطايا
العالم، وهو دفع خطايا العالم على الصليب فنضع الصليب وراء الحمل.

 

+ ثم يلف الكاهن حول المذبح ووراؤه حامل
القارورة وحامل المياه ويقف فى الركن الشمالى الغربى، ويكون يده على شكل صليب
وأيضاً حامل القارورة يده على شكل صليب وحامل المياه يده على شكل صليب، لأنها
ذبيحة الصليب.ثم الرشومات ويضع الحمل فى الصينية. ويسكب الخمر فى الكأس أثناء صلاة
الشكر ويمزجها بالماء وتكون نسبة الماء التى تُضاف من 10 إلى 30 % لا يقل عن العُشر
ولا يزيد عن الثلث. تقريباً لكى نوصل نسبة الماء فى الخمر إلى نسبة الماء فى دم
الإنسان، ولكى نذكر نزول الدم والماء من جنب السيد المسيح. (نزل دم وماء). بعد
الإنتهاء من صلاة الشكر يقول أوشية التقدمة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى