اللاهوت الطقسي

23- الأعياد السيدية الصغرى:



23- الأعياد السيدية الصغرى:

23- الأعياد
السيدية الصغرى:

6) عيد دخول المسيح إلى أرض مصر

لقد امتثل يوسف لامر الملاك (قم وخذ الصبى وامه
واهرب الى ارض مصر) فجاء السيد الضابط الكل الى مصر مع سيدة البشرية العذراء مريم
والقديس يوسف البار وسالومى.

 

كان مجئ يوسف الصديق الى مصر واشبعه العالم من
خيرات مصر رمزا صادقا عن مجئ السيد المسيح الى أرضنا الحبيبة مصر التى بنى فيها
مذبحة المقدس اذ تنبأ عنه اشعياء النبى قائلا (فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط
ارض مصر وعمود الرب عند تخومها) (ش 19: 19).. ومازالت تقدم عليه ذبيحته غير
الدموية. فأعطانا جسده ودمه اللذين بهما صار لنا ليس شبع سبع سنين فقط بل الى حياة
ابدية. كما جاء يوسف الصديق ابن يعقوب الى مصر ومعه يسوع معطى الحياة.. موسى النبى
ايضا رمز لمجئ السيد الى مصر.. اذ عندما سمع فرعون هذا الامر طلب أن يقتل موسى
فهرب من وجه فرعون (خر 2) وهكذا السيد المسيح هرب من هيرودس الى مصر لما اراد
قتله.وكما عاد موسى الى مصر ليخرج بنى اسرائيل من عبودية فرعون هكذا عاد السيد من
مصر عندما ظهر الملاك ليوسف فى حلم قائلا (قم وخذ الصبى وامهواذهب الى ارض
اسرائيل.. وانصرف الى نواحى الجليل) (مت 2: 19 – 32) فكان فى الجليل ليعتق آدم
وبنيه من الجحيم.

 

قيل أن المسافة التى سلكتها العائلة المقدسة فى
المجئ الى مصر من بيت لحم الى الدير المحرق كانت تبلغ 1033 كيلو متر تقريبا..ولكن
لماذا هرب السيد المسيح الى ارض مصر؟ الا يستطيع وهو الاله ضابط الخليقة بأجمعها
أن يطلب من أبيه فيقدم له اكثر من اثنى عشر جيشا من الملائكة (مت 26: 53).. لم
يفعل ذلك ليعلمنا الهروب من الشر وعدم التصدى له (لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء
بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لى النقمة أنا أجازى يقول الرب، ولا يغلبنك الشر
بل اغلب الشر بالخير) (رو 12: 19، 21). كان فى ميلاده فقيرا فى مزود، ايضا فى
هروبه ليس له زاد وأمتعة سوى أن يركب مع أمه جحشا.. ويحدثنا عنه القديس يعقوب
السروجى ك (فى المركبة يجاهر السمائيون ببهائك. وهنا وهكذا استمروا فى التنقل من
بلد الى اخرى عدة شهور، تطلب له امه فلا يعطيها أحد وهو الذى يفجر الينابيع والانهار
والبحيرات بل ومن يشرب من الماء الذى يعطيه لن يعطش الى الابد.. يحتمل البرد والحر
بينما يكسو الخليقة بنعمته..! لم تستطيع أن تثبت أمامك البرارى والاصنام فى مصر..
فصنعت الكثير من الايات.. الاماكن التى باركتها مازالت بها الكنائس الاثرية
الشهيرة بروحانيتها والاديرة ا لعامرة.. فكنت طفلا بالجسد ولكن لاهوتك لم يفارك
ناسوتك لحظة واحدة ولا طرفة عين.

 

وهنا ليتنى أسال نفسى: عند مجئ السيد المسيح الى
ارض مصر هناك من استقبله وأضافة هناك من رفضه، فكيف استقبل انا المسيح الذى كل يوم
على المذبح؟ وهل أستقبالك له يتم كما يجب بحفاوة واجلاله..؟ فرص الالتقاء به ليست
متعذرة اذ فى كل مكان وفى كل زمان بل ومازال يقرع على باب قلبى قائلا (هانذا واقف
على باب واقرع ان سمع احد صوتى وفتح الباب أدخل اليه وأتعشى معه وهو معى) (رؤ 3:
20) وحيث انه غير مرئى فينظر الى الاستعداد الداخلى الغير مرئى.. ليتنى أنقض
أفكارى الرديئة وأغسل قلبى بالتوبة المستمرة وأتهيأ بلباس النقاوة والطهارة واتغنى
بوصيته وازين مصباحى بعد ان اعده واخرج للقاء العريس السمائى مع الخمس العذراى
الحكيمات (مت 25: 1 – 13).. استطيع ايضا ان التقى اكثر بالسيد المسيح فى تنفيذ وصاياه
فى حياتى الخاصة فى صلاة بعمق، فى صوم فى تقاوة القلب،.. الخ. وفى حياتى مع
الاخرين فى قليل حب أقدمه لانسان ما فى خدمة الكنيسة، فى مساعدة المحتاج، لذا يقول
لنا: “جعت فأطعمتمونى.. عطشت فسقيتمونى.. بما أنكم فعلتم بأحد اخوتى هؤلاء
الاصاغر فبى فعلتم” (مت 25: 31 – 40).

 

حقا مبارك شعبى مصر (أش 19: 25) لقد دخل السيد
المسيح ارضنا وهو بعد طفل على ذراعى السيدة العذراء فتباركت بلادنا المصرية
بقدومه.. وتحطمت اوثانها. كما تنبأ النبى اشعياء (هوذا الرب راكب على سحابة سريعة
وقادم الى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها) (أش 19 – 1).. مجئ
السيد المسيح والعائلة المقدسة برفقته الى بلادنا كان بشارة خلاص لنا اذ لم تنقض
60 عام الا وقد تمت كرازة بلادنا على يد القديس العظيم مارمرقس الرسول الانجيلى
فأسس الكنيسة القبطية التى مازالت منارا عاليا يستضئ بنورها العالم بأجمعه.

لقد تباركت بلادنا المصرية ومازالت بل ومبارك
ذلك اليوم الذى فيه حظيت بمجئ المخلص اليها وامه السيدة العذراء مريم التى نطلب
شفاعتها دائما امام ابنها الحبيب ليغفر لنا خطايانا..

 

خط سير الرحلة:

مجئ السيد المسيح الى ارض مصر: من بيت لحم الى
الفرما التابعة للعريش ومنها الى بسطة (بالقرب من الزقازيق) ومنها الى المحمة
(مسطرد) ثم الى بلبيس ومنها الى منية جناح التى يقرب بمنود ثم الى البرلس ثم الى
بلاد السباخ (سخا الحالية تابعة لكفر الشيخ) وهناك وضع يده على حجر فسمى هذا
المكان (بينى ايسوس) اى (كعب يسوع) ويدعى الان دير المغطس.. ثم الى وادى النطرون
ثم الى عين شمس.. (المطرية) حيث الشجرة المباركة.. ثم قصدوا فسطاط مصر (مصر
القديمة) حيث اختبأوا فى مغارة (هى بكنيسة ابى سرجة الان) حيث توجهوا الى الصعيد
وعلى الشاطئ بارك الله الصخرة العالية وهى الان معروفة باسم (سيدة الكف) (بجبل
الطير – شرق سمالوط حاليا).. ومن هناك مضوا الى الاشمونين ثم أستانفوا المسير من
الجبل الشرقى الى الغرب حيث وصلوا الى جبل قسقام المعروف الان بدير السيدة العذراء
(المحرق) حيث أقاموا هناك ستة أشهر.

 

طقس العيد (24 بشنس):

له ابصاليات (واطس وآدام) مدونتان بكتاب
الابصاليات الواطس والادام وذكصولوجيات المناسبات، وله ربع من أرباع الناقوس
وذكصولوجية خاصة بكتاب الابصلمودية السنوية (اقرأ ذكصولوجية مجيئ المسيح إلى أرض
مصر).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى