اللاهوت الروحي

186- رسالات متعبة



186- رسالات متعبة

186- رسالات متعبة

 (طوبى لأقدام المبشرين بالخير). ما أجمل أن يرسل
الله بعضا من قديسيه يحملون رسالة الفرح للناس، مثلما أرسل المريمتين تبشران
التلاميذ بقيامة الرب.

مقالات ذات صلة

 

على
أن هناك رسالات أخرى متعبة يأمر الرب رسله القديسين أن يوصلوها أحيانا للناس:

 

مثال
ذلك أرساله إيليا النبى لآخاب الملك قائلا له: (فى المكان الذى لحست فيه الكلاب دم
نابوت، تلحس الطلاب دمك أنت أيضا.. لأنك قد بعت نفسك لعمل الشر) (1مل 21: 19، 20)
وكذلك أرساله إشعياء النبى لحزقيا الملك قائلا: (أوصى بيتك لأنك تموت ولا تعيش)
(إش 38: 1)

 

هناك
رسائل تبكيت وتوبيخ يرسلها الله للناس على أفواه أنبيائه، وقد تتعبهم وقد تؤلمهم
وقد يكرهون الأنبياء بسببها ويضرونهم. ولكن رجال الله مضطرون أن يوصلوا كلمة الله،
ويشهدون لكلمة الله مهما كانت مؤلمة.

 

مثال
ذلك إرمياء النبى الذى عاش فى عصر ساده الفساد وكان عليه يوبخ الكل: الملوك
والرعاة والكهنة ورجال الشريعة والأنبياء الكذبة (أر 2: 8) فثاروا عليه وأثاروا
الشعب، وقالوا: (حق الموت على هذا الرجل..) (إر 26: 11).

 

وكم
من أنبياء رجموا وقتلوا من أجل كلمة حق رآها الناس متعبة لهم.

 

حتى
وبخ الرب أورشليم قائلا: (يا أورشليم يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة
المرسلين إليها..) (مت 23: 37).

 

من
أجل هذا صرخ إرمياء النبى قائلا: (ويل لى يا أمى، لأنك ولدتنى إنسان خصام وإنسان
نزاع لكل الأرض) (إر 15: 10) لقد نازعه الكل لأنه يحمل لهم توبيخ الرب وإنذاراته..

 

إن
الأنبياء الكذبة الذين كان يحاربهم إرمياء كانوا يتملقون الشعب قائلين سلام سلام
حيث لا سلام (إر 8: 11). أما نبى الرب يبلغ الرسالة الإلهية متعبة، ولكنها نافعة.
هكذا كان أنبياء البعل يتملقون آخاب الشرير ويشجعونه على طريقه الخاطئ.. بعكس ميخا
رجل الله. لذلك قال عنه آخاب ليهوشافاط لما نصحه أن يسأل الرب: (يوجد بعد رجل واحد
لسؤال الرب به.

 

ولكنى
أبغضه لأنه لا يتنبأ على خيرا بل شرا، وهو ميخا بن يمله) (1مل 22: 8) ونفذ آخاب
رأى المتملقين – لا رأى ميخا الصريح– فهلك. وكان الأفضل له لو سمع رسالة ميخا
المتعبة النافعة!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى