اللاهوت الروحي

180- الندم



180- الندم

180- الندم

كثيرون
يتصرفون تصرفات يعودون فيندمون عليها بعد فعلها، إما بسبب النتائج السيئة لهذه
التصرفات وبسبب تعب ضمائرهم وثورتها عليهم، ولأنهم لا يستطيعون أن يعيدوا الأمور
إلى ما كانت عليه قبل أخطائهم هذه.

مقالات ذات صلة

 

ويزداد
الندم كلما يشعر المخطئ ببشاعة خطيئته وبفداحة ذنبه.

مثلما
فعل يهوذا، ومثلما قال قايين: (ذنبى أعظم من أن يحتمل) (تك 4: 13).

ويزداد
الندم أيضا إن شعر الإنسان أنه لا فائدة. مثل كلمة قالها، ولا يستطيع أن يسترجعها،
وأن ينزعها من آذان السامعين ومن أذهانهم، مهما اعتذر..

 

التصرفات
الخاطئة التى يندم عليها الإنسان، قد يكون سببها السرعة والاندفاع وعدم التروى،
وقد يكون سببها عدم الاسترشاد بأحد قبل التصرف. وقد يكون التصرف البشع الخاطئ بسبب
الغضب واشتعال الثورة الداخلية، وعدم ضبط النفس، وعدم حسبان النتائج، وعدم التفكير
فيها على الإطلاق.

 

وكما
يندم الإنسان لأنه تصرف باندفاع وبسرعة وبغير مشورة، قد يندم أيضا لأنه انقاد إلى
شهواته ورغباته، ولم يضع الله أمامه، ولم يضع أمامه كرامته كصورة الله.

 

وقد
يندم الإنسان لأنه لم يحسب حساب المستقبل، حينما تصرف بلامبالاة، وبتراخ وتهاون
وكسل.

 

على
أن الندم له فائدته إن كان يقود إلى التوبة وإلى تصحيح مسار الحياة. وله فائدته
أيضا إن وصل الإنسان إلى تصحيح مسار الحياة. وله فائدته أيضا إن أوصل الإنسان إلى
حياة الإتضاع والإنسحاق.

 

كما
حدث مع داود النبى الذى كان فى كل ليلة يبلل فراشه بدموعه. وكما حدث مع بولس
الرسول الذى قال: (أنا الذى لست مستحقا أن أدعى رسولا لأنى أضطهدت كنيسة الله)
(1كو 15: 9)

 

الندم
قد ينفع هنا، ولكنه فى الأبدية يتحول إلى عذاب.

 

حيث
لا كلّ، ولا حلّ. لا توبة، إذا قد ينتهى زمان التوبة (واغلق الباب) (مت 25: 10)
كما قيل فى مثل العذراى الجاهلات، اللائى سمعن من الرب عبارة: (إني لا أعرفكن)!

 

تحول
الندم إلى (البكاء وصرير الأسنان) (مت 25: 30).

فأجتهد
الآن على الأرض، قبل الوقت الذى لا ينفع فيه الندم.

فهذا
نصيب الذين لا يعملون الآن، كما قال الشاعر:

إذا
أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ندمت على التفريط فى زمن البذر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى