اللاهوت الروحي

141- أخطاؤك أم أخطاء الآخرين



141- أخطاؤك أم أخطاء الآخرين

141- أخطاؤك أم أخطاء الآخرين

نظرة
الناس إلى الخطأ والصواب، وتوجيهها وحكمها، تختلف من شخص إلى شخص إلى آخر، حسب
إتضاع القلب وكبريائه.

فالإنسان
المتضع، يركز بحثه حول أخطائه الخاصة..

وإذا
توجه باللوم، فإنه لا يلوم إلا نفسه..

أما
غير المتضع، فلا تشغله سوى أخطاء الآخرين..

تشغل
كل فكره، وكل حماسه وكل اهتمامه.. وربما تشغل أيضا كل وقته وكل طاقاته..

 

إنه
ينصب نفسه رقيبا على الناس، يرقب ويحاسب، ويشغف بمنصب القضاء، فيقيم نفسه قاضيا،
يصدر أحكامه..

 

وإن
لم يجد أخطاء للآخرين، فإنه يتخيلها، بسوء الظن والشك، وعدم الثقة بالناس، والقسوة
فى الحكم، واستعداد قلبه لسماع ما يسئ إلى غيره مهما كان بغير حق!

 

وقد
يظن أن إدانته لغيره على ما يرام خاطئا فيهم، إنما يجعله هذا فى مستوى أعلى منهم،
كما لو كان يفهم ما لا يفهمون، ويحسن تدبير الأمور بغير ما يتدبرون.. فهو أعلى
فكرا وفهما وتصرفا وتدبيرا..!

 

وفى
كل ذلك، ينسى نفسه..

إنه
دائما يلوم، ولا يمكن أن يقبل اللوم.

يعتب
ولا يقبل العتاب. ينتقد ولا يقبل النقد..

نفسه
بلا خطيئة، كاملة فى عينيه..

 

لهذا
من الصعب على غير المتضع أن يتوب! فعلى أى شئ يتوب، وهو لا يرى خطأ فى نفسه؟!

من
الصعب على غير المتضع أن يقبل نصيحة. فما الذى يفهمه الناس أكثر منه، حتى ينصحوه
به.

كانت
التجربة التى أصابت أيوب الصديق، بسبب أنه (كان بارا فى عينى نفسه) (أى 32: 1)

ولهذا
يقول معلمنا القديس بولس الرسول: (لا تكونوا حكماء عند أنفسكم) (رو 12: 16)

ويقول
سليمان الحكيم (على فهمك لا تعتمد.. لا تكن حكيما فى عينى نفسك) (أم 3: 5، 7)

سعيد
هو الإنسان الذى يدين نفسه فى كل شئ. والذى يهتم بأبديته، لا بالحكم على الناس.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى