اللاهوت الروحي

137- لماذا نصلي؟



137- لماذا نصلي؟

137- لماذا نصلي؟

نحن
نصلى تنفيذا لأمر، وأداء لواجب.

كلا،
فالصلاة هى تعبير عن الحب الذى فى قلب الإنسان نحو الله.

الإنسان
البار يحب الله، ومن محبته له يفرح بأن يتكلم معه.. تماما كما يكون بينك وبين صديق
عزيز علاقة مودة. فأنت تكلمه وتتحدث إليه، فى أى موضوع، المهم أن تكلمه، وكفى.

 

داود
النبى، رجل الصلاة المعروف، هو مثال عملى لصلاة الحب يقول للرب: (كما يشتاق الأيل
إلى جداول المياه، كذلك أشتاقت نفسى إليك يا الله)، (عطشت نفسى إليك)، (التحقت
نفسى وراءك)، (متى أقف وأتراءى أمام الله) (مز 62، مز 5، مز 42) إنه يحب الله
ويشتاق إليه،.. لذلك يصلى.

 

إن
كنا نصلى، فذلك لأننا نشعر بهذا الحب نحو الله.

وبينما
تبدو الصلاة ثقيلة يمكننا فى نفس الوقت أن نقف مع أصدقائنا بالساعات نتكلم ولا نمل
لأن بيننا وبينهم حبا.

 

الصلاة
إذن هى حب، وهى صلة مع الله كما يبدو من إسمه. هى التصاق بالرب، وهى رفع القلب
والفكر إلى الله.

 

هناك
أشخاص لا يصلون إلا ليطلبوا من الله شيئ. فإذا لم يوجد شئ يطلبونه أمتنعوا عن
الصلاة، كأن المنفعة الشخصية هى الدافع لهذه الصلة مع الله! وهؤلاء يوبخهم القديس
باسليوس بقوله (إذا وقفت لتصلى، فلا تبداء صلاتك بالطلب، لئلا يظن أنه لولا الطلب
ما كنت تصلى)! ثق أن جميع احتياجاتك ستأتيك دون أن تطلب.. ولتكن صلاتك لا طلبا بل
حبا..

 

المسيح
إلهنا عندما كان يصلى، ماذا كان يطلب؟ كان يقضى الليل كله فى الصلاة، ولم يكن
محتاجا إلى شئ، فكل شئ فى قبضة يديه أليس هو القائل (كل ما للآب هو لى) صلاته إذن
كانت حبا، كانت تعبيرا عن الحب الذى بينه وبين الآب.

 

والإنسان
عندما يحب الله يحب ملكوته، فيطلب أولا ملكوت الله وبره (متى 6: 33) وبهذه الطلبات
تبدأ الصلاة الربية: (لتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك) (خبزنا الذى للغد،
اعطنا اليوم) الخبز السماوى، الذى لمستقبلنا الأبدى، الخبز الروحى، جسدك ودمك،
أعطنا اليوم. إنها طلبة مبنية على الحب. أعطنا يارب ذاتك، لأننا بك نتغذى، أعطنا
كلامك الحلو لأننا نحيا بكل كلمة تخرج من فم الله.

 

أما
أنت يا أخى، إن كنت لم تصل بعد إلى الصلاة التى كلها حب فاطلب من الله ما تريد: كن
صريحا مع الله. افتح له قلبك وحدثه بكل ما فيه.. وإن لم يكن فيك هذا الحب، صلى لكى
يعطيك الرب إياه. قل له باستمرار: (أعطنى يا رب أن أحبك).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى