اللاهوت الروحي

131- النعمة والنقمة



131- النعمة والنقمة

131- النعمة والنقمة

ما
أعجب أشخاص يعطيهم الله نعمة، فيحولونها إلى نقمة.

مقالات ذات صلة

 

المال
نعمة، والجمال نعمة، والفن نعمة، والحرية نعمة، كذلك العلم، والسلطة، والنظام.
ولكن ما أسهل عمليا أن تتحول كل هذه إلى نقمات، بوسائل شتى!

 

بسوء
الإستخدام يمكن أن تتحول هذه النعم إلى نقمات.

 

فالمال
يشترى الذمم وبيعها، والجمال يصبح أداة للغواية، والفن يتحول إلى العبث والملاهى،
والحرية تصبح وسيلة للأستهتار واللامبالاة. والسلطة تصير وسيلة للتحكم. والعلم
يستخدم فى الإختراعات المهلكة والأشياء الضارة. والنظام بسوء الإستخدام يتحول إلى
روتين وأداة للتعطيل!!

 

ويمكن
أن تتحول هذه النعم – بالمنافسة – إلى نقمات!

 

ففى
سبيل التنافس فى ميادين المال والعلم والسلطة والفن، ما أسهل أن يعادى الإنسان
أخاه. وتنتشر الكراهية والشائعات. ويحدث تصارع، يفقد فيه الإنسان إنسانيته ومحبته
لغيره.

 

بل
ماذا أقول؟ حتى الخدمة، خدمة الرب!!

 

يمكن
أن يدخل الشيطان أيضا فى جو الخدمة، لكى يحوله إلى نقمة. فإذا فى الخدمة إختلافات
فى الرأى، تحول إلى صراعات ورغبات فى الإصلاح تتحول إلى تدمير وتخريب وتشهير. وإذا
فى الخدمة أيضا تنافس على القيادة والرئاسة، مثلما فى العالميات أيضا..!

 

وكما
أن الأختراع الواحد يمكن أن يستخدم للخير والشر، كذلك جميع الإمكانيات الأخرى.

 

الأمر
إذن يتوقف على الإنسان ذاته، على القلب والعقل والإدارة، بها يصير الأمر نعمة
ونقمة.

 

فى
عصور الإستشهاد، كان الإضطهاد يبدو نقمة. ولكن القديسين حولوه إلى نعمة، ونالوا
بركاته وأكاليله.. وصارت دماء الشهداء بذارا للإيمان، وازدادت الكنيسة روحانية،
والتصقت بالرب أكثر وتعمقت فى القداسة إستعدادا للأبدية.

 

كذلك
التجارب والأمراض، حولها القديسون إلى بركة..

لا
تقل إذن هذا الأمر نعمة، وهذا نقمة..

إنما
قل: يمكن تحويله إلى نعمة، يمكن تحويله إلى نقمة.

القلب
الحكيم يحول النقمة إلى نعمة، حتى الخطية يأخذ منها إنسحاقا واتضاعا وحرصا وإشفاقا
على المخطئين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى