اللاهوت الروحي

126- عدم التأجيل



126- عدم التأجيل

126- عدم التأجيل

إن
عملت النعمة فى قلبك، وشعرت باشتياق إلى التوبة، فلا تؤجل ولو إلى دقائق معدودة..

مقالات ذات صلة

 

ما
أدراك، ربما يزول الدافع، ويزول التأثير الخارجى، وتزول الرغبة فى التوبة، وتحاول
أن تبحث عن التوبة، فلا تجدها..

 

كما
أن تأجيلك للتوبة، يعطى الشيطان فرصة، لكى يستعد لك، وبعرقل طريقك. مادام قد عرف
أن التوبة فى نيتك.. ما أسهل أن تشتد حروبه، ويجعل طريق التوبة صعبا امامك..

 

إن
الكتاب يعتبر رفضك لصوت الله فى داخلك، لونا من قساوة القلب. لذلك يقول الوحى
الإلهى: (إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم) (عب 3).

 

كذلك
هذا التأجيل، وعدم الإستجابة لصوت الله وعمله فيك، يعتبر إستهتارا بعمل النعمة.

 

وقد
يسمح الله أن ترتفع نعمته عنك، وأن يلقيك إلى أيدى أعدائك، وتذللك الخطية، وحتى
تشعر بقيمة النعمة التى رفضتها، ولا تعود ترفض فيما بعد، حينما تعمل النعمة فيك
للتوبة..

 

الإبن
الضال، حينما أفتقدته النعمة ورجع إلى نفسه، قال (أقوم الآن، وأذهب إلى أبى)
وللحال قام وذهب، وانتهز الحرارة الروحية قبل أن تبرد فى القلب، وقبل أن يختطفها
العدو..

 

يقول
الكتاب (مفتدين الوقت، لأن الأيام وشريرة) إستفد إذن من وقت تشعر فيه باشتياق إلى
الله.

 

وفى
الحال، حول الإشتياق إلى واقع عملى، لكى تظهر أنك تريد الله، كما يريدك هو..

 

كثيرون
من الذين أجلوا التوبة، لم يتوبوا على الإطلاق. ولما حاولوا التوبة فيما بعد،
وجدوا الطريق صعبا جدا أمامهم. والأسوأ من ذلك كله، أن كثيرين منهم ما عادوا
يريدون..!

 

وفى
كل مرة نؤجل التوبة. قل لنفسك ما معنى هذا؟ هل معناه إنك ترفض مصالحة الله؟! وأنك
تفضل الاستمرار فى مقاومته؟! وأنك لا تبالى بمخاصمة الله، ولا تبالى بجرح محبته؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى