اللاهوت الروحي

الباب السابع



الباب السابع

الباب السابع
قبول المسيح وبدعة الخلاص في
لحظة

هناك
تساؤل يفرض نفسه على الساحة وهو: هل يخلص الإنسان لحظة قبوله للمسيح؟ فيكون بذلك
قبول المسيح تابع لبدعة الخلاص في لحظة‍‍.

بكل
تأكيد إن خلاص الإنسان لا يحدث لحظة قبوله للمسيح. ولكن قبول المسيح هو خطوة في
طريق التوبة، تقود إلى تغيير الاتجاه بعد أن كان انفصالا عن المسيح، يبدأ التائب
في الاقتراب إلى المسيح والذهاب إلى الكنيسة والاعتراف بالخطايا والتناول من جسد
الرب ودمه للثبات في المسيح، حتى يكمل جهاده بخوف ورعدة (في2: 12).

 

 أما
بدعة الخلاص في لحظة فتشمل التعاليم المنحرفة التالية:

(1)
أن الإنسان يحصل على الخلاص في لحظة قبوله للمسيح، دون الحاجة إلى سر المعمودية أو
سر التوبة أو بقية الأسرار الكنسية الخلاصية.

 

 (2)
أن الإنسان في لحظة القبول ينال خلاصا أبديا ويضمن الحياة الأبدية دون الحاجة إلى
جهاد كل أيام حياته.

يتضح
ذلك من قول قداسة البابا شنوده الثالث:

[ببدعة
الخلاص في لحظة، لا مانع من أن يحيا الناس حياة روحية توصلهم إلى الخلاص الأبدي،
بعيدا عن عمل الكنيسة، بعيدا عن عمل الكهنوت وعن السلطان الكنسي..!]

 (بدعة
الخلاص في لحظة ص15و20)

 

 (3)
ولقد أصدرت كتابا عن (الخلاص وبدعة الحصول عليه في لحظة) عام 1987م بعد أن أصدر
قداسة البابا كتابه (بدعة الخلاص في لحظة) الذي كان قد نشر في مقالات بمجلة
الكرازة منذ عام 1978م.

 وقد
أوضحت فيه الموقف الأرثوذكسي من بدعة الخلاص في لحظة، والذي اشتمل على جوانب كثيرة
بهذا الخصوص منها:

 

 [أ]
أن قبول الإنسان للمسيح بالإيمان لا يكفي بدون سر المعمودية الذي يناله الطفل بناء
على إيمان والديه، أو يناله الإنسان البالغ بناء على إيمانه الشخصي.

 

 [ب]
هذا من جانب الإنسان نفسه، وإن كان المسيح من جانبه قد تمم الخلاص على الصليب
عندما قال “قد أكمل” وهو رصيد الأسرار الكنسية، ولا زال يتممه بروحه
القدوس في المؤمنين، كما أنه سيأتي في آخر الزمان ليتممه ويأخذ المؤمنين المعمدين
المجاهدين إلى حيث هو في مجده.

 [ج]
كما أن الإنسان الذي يقبل المسيح لا يأخذ صكا مؤبداً بالخلاص الأبدي وضمان
الملكوت، بل لابد وأن يدخل في حياة الجهاد ليتمم خلاصه بخوف ورعدة، ولابد أن يثبت
إلى المنتهى لكي يخلص كقول الكتاب “الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص”
(مت10: 22)

 

 [د]
أن الإيمان وحده لا يخلص بل لابد من توفر الأعمال الصالحة أيضا كقول الكتاب
“ما المنفعة يا أخوتي إن قال أحد أن له إيمانا ولكن ليس له أعمال هل يقدر
الإيمان أن يخلصه؟!” (يع2: 14)

 

 هذا
هو إيمان كنيستنا الأرثوذكسية مستقيمة الرأي الذي نؤمن به والذي ننادي به ونتمسك
به حتى النهاية، فلا صحة لما تدعيه بدعة الخلاص في لحظة من انحرافات إيمانية
وعقيدية بقصر الخلاص على لحظة القبول.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى