اللاهوت الروحي

الفصل الثاني



الفصل الثاني

الفصل
الثاني

الصليب
وأسرار الكنيسة السبعة

9-
الصليب وأسرار الكنيسة السبعة

منذ
العصر الرسولى وانتشار المسيحية في كثير من المدن والأقطار وايمان الكثير من الناس،
إذ يقول سفر الأعمال: “وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون”
(أع2: 47). وكانت الكنائس تبنى وتسير في خوف الرب، فيقول معلمنا لوقا في سفر
الأعمال أيضاً: “وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها
سلام وكانت تُبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر” (أع9: 31).

مقالات ذات صلة

عرف
المسيحيون مركز الصليب، وفاعليته في حياة المؤمن، فرتب الرسل القديسون بارشاد
الروح القدس، أن يكون الصليب أساسى في خدمة جميع الأسرار. لما له من فاعلية، فيصبح
للسر قوة المصلوب التي تعمل في الشخص الذي ينال بركة السر.

 

10-
الصليب وسر المعمودية

السيد
المسيح له المجد اكتنز في هذا السر فاعلية صلبه وموته وقيامته إذ يقول معلمنا بولس
الرسول في رسالته الى أهل رومية: “نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد
فيها. أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه
بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن في جدة
الحياة. ” (رو6: 2-4).

فالروح
القدس الذي كان يرف على وجه المياه وأعطى الخليقة الحياة، في بداية خلقة العالم،
هو بعينه يعطى ماء المعمودية قوة لكى يولد المسيحى المؤمن ميلاداً ثانياً روحياً
جديداً. وهذا الميلاد الروحى الذي من فوق وضحه السيد المسيح له المجد في حديثه مع
نيقوديموس قائلاً له: “المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح
” (يو3: 16).

فيصير
المعمد بهذا الميلاد الثانى، ابناً للآب السماوى في المسيح بعمل الروح القدس.

والمعمد
بميلاده الجديد ترجع إليه الصورة الإلهية مرة أخرى التي فقدها آدم بمخالفة الوصية
وتشوهت بالخطية.

ولما
كان سر المعمودية هو السر الوحيد الذي يغمر الكاهن الصليب في مادته. والصليب له
أثره الظاهر في خدمة قداس المعمودية كما يلى:

[1]
عندما يبدأ الكاهن صلاة قداس المعمودية يأخذ الزيت الساذج ويسكب منه فيها على مثال
رسم الصليب.

[2]
لتقديس الماء يأخذ الزيت المقدس ويسكب منه في جرن المعمودية ثلاث مرات بمثال
الصليب.

[3]
بعد نفخة في الماء ثلاث مرات برشم الماء ثلاث مرات بالصليب.

[4]
وبعد صلاة أجيوس يرشم الماء بالصليب ثلاث مرات.

[5]
يأخذ الكاهن الميرون ويسكب منه قليلاً في المعمودية مثال الصليب ليتقدس الماء.

فلذا
يخرج المعمد بعد ولادته الجديدة، لابساً الصليب. فان كانت المعمودية بالصليب هى
موت المعمد مع المسيح عن الخطية، كذلك هى ارتقاء المعمد الى السماء حاملاً الصليب
في جسده.

 

11-
الصليب وسر الميرون

ينال
المعمد سر الميرون بعد المعمودية مباشرة، وهو سر المسحة، أو سر التثبيت.

ففى
سر المعمودية يحل الروح القدس على الماء فيقدسه لنوال نعمة الميلاد الثانى، ليصير
المؤمن ابناً لله، ومن قطيعه المقدس الذي اقتناه بدمه على الصليب ليرث الحياة
الأبدية.

وفى
سر الميرون يحل الروح القدس في المؤمن للإمتلاء.

الكاهن
في سر الميرون يمسح جسم الطفل بمثال الصليب ويرشم على مختلف أعضائه بالميرون
المقدس ستة وثلاثين صليباً، للتقديس فيصير هيكلاً مقدساً لسكنى الروح القدس فيه.

فهو
يختم المؤمن بالميرون بشكل صليب على جبهته، وعينيه وأنفه وفمه وأذنيه، ثم القلب،
والسرة، والظهر والصُلب. ثم ذراعيه، وساقيه، ويقول “أدهنك يا فلان بدهن
مقدس” باسم الآب والابن والروح القدس. ثم يرتدى المعمد الثياب البيضاء. ثم
يشد وسط المعمد بزنار كمثال الصليب.

أننا
قد رُشمنا بالميرون المقدس بمثال الصليب لنبارك الرب في كل حين، ونسبح قيامته،
لأنه من قبل الصليب قد أمات الموت بموته. ونشهد أنه قام من الأموات وصعد إلى
السموات، وأرسل لنا الروح القدس المعزى ليثبت فينا.

ان
رشم المعمد بالميرون بمثال الصليب هو تعهد المسيحى المؤمن أمام الرب أن يصير
تلميذاً حقيقياً للرب ويحمل الصليب كل يوم ويتبعه شاهداً للرب بحياته. فالصليب هو
رمز إيماننا ومحور حياتنا، التي نعيشها على الأرض في جهاد مستمر، قابلين الألم
كشركة مقدسة مع المسيح لننال اكليل المجد المعد لنا.

 

12-
الصليب وسر التوبة والاعتراف

بالمعمودية
ننال العتق من عبودية الخطية، وبالمعمودية ننال الخلاص، وننال التبنى. ونحن في
غربة هذا العالم نجاهد ضد شهوات الجسد، وفى حرب دائمة مع ابليس وجنوده، وأيضاً
نجاهد ضد اغراءات العالم وسرابه الخادع.

وفى
جهادنا اليومى والدائم معرضين للسقوط في الخطية. بسبب الضعف البشرى والتراخى
والكسل وفى لحظات التوانى في الجهاد. ولكن الكنيسة وضعت لنا سر التوبة والاعتراف.

في
التوبة العزم على ترك الخطية ومكانها، والحزن والندم عليها والاقرار والاعتراف بها.
ثم السلوك حسب وصايا الإنجيل.

وفى
الاعتراف، جلسة مع النفس لمراجعتها ومحاسبتها.


فاذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى” (رؤ2: 5).

ثم
جلسة مع الله للاعتراف بكل الخطايا، وطلب مراحم الرب، ثم الذهاب إلى الأب الكاهن،
وبعد أن يقر المعترف بكل خطاياه، ويعترف بكل آثامه. بندم وانسحاق، لتجديد الحياة
مرة أخرى يضع الأب الكاهن الصليب على رأس المعترف، ويقرأ له التحاليل الثلاثة
لينفض عنه تراب العالم الذي سقط على ثوب العريس ويستعيد نقاوته، وطهارته، ويكون
مهيئاً للتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين، ليثبت في المسيح مجاهداً بالصلاة
والصوم، فيحفظ نفسه ويبقى بلا عثرة.

ان
وضع الصليب على رأس المعترف يكون بمثابة اعلان وتعهد منه، بل أيضاً قبول منه بأن
انسانه العتيق قد صلب: “عالمين هذا أن انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد
الخطية كى لا نعود نستعبد أيضاً للخطية.” (رو6: 6). وأنه مستعد لاحتمال
الصليب مستهيناً بالخزى وصلب الجسد مع الأهواء والشهوات. كما يقول معلمنا بولس
الرسول في رسالته الى أهل غلاطية: “ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع
الأهواء والشهوات”. (غل 5: 24)

لتصبح
النفس المعترفة عروساً للمسيح، وتحفظ نفسها في نقاوة كالعذارى الحكيمات، في
الإيمان، والرجاء، والمحبة.

وتستعد
بمصباحها المملوء بزيت كلمة الحياة الذي يغذى العقل والروح وبأعمال صالحة هى ثمر
الروح، وتكون مستعدة للقاء عريسها بسراج النفس المضئ وآنية الزيت القلب المملوء
صلاحاً حينما يأتى في نصف الليل. تخرج مترنمة بقدومه للدخول إلى العرس السمائى،
بفرح وبهجة وتسبيح.

 

13-
الصليب وسر الشكر

حضور
الله في القداس الالهى حضور المحبة المصلوبة، يقودنا من الصلاة الى التسبيح ثم الى
عمق الشركة مع الله والاتحاد به، والثبوت في المسيح بالتناول من الجسد والدم
الأقدسين.

ان
هدف القداس هو أن يستمر الصليب، ليسهل لنا أن نتحد بذبيحة الجلجثة، ونستطيع أن
نخلص.

ان
القداس هو شركة لموت الرب كما قال معلمنا بولس الرسول: “لأعرفه وقوة قيامته
وشركة آلامه متشبها بموته.” (فى3: 10).

*
رشم الصليب في تقدمة الحمل:

يرشم
الكاهن خبز الصعيدة عند وضعه على المذبح قائلاً: “باسم الآب والابن والروح
القدس فهو يقدم بعد ذلك البركة للآب ضابط الكل وابنه يسوع المسيح ربنا والروح
القدس المعزى”. ثلاث رشومات تقال، وهو يخبر المؤمنين بدعوتهم السماوية قائلاً:


باسم الآب والابن والروح القدس”. وبأن سر التبنى الذي من الآب هو الذي
يباركون الآب عليه قائلين: مبارك الآب ضابط الكل الذي أعطانا جديداً سر التبنى في
الصعيدة الناطقة الروحانية.

والكاهن
يدعوهم معلناً دعوتهم الى وليمة الابن السماوية ويقول بعدها ” مبارك الابن
الوحيد يسوع المسيح ربنا ” الذي خلع عليهم ملابس الوليمة وجعلهم أهلاً لحضور
العرس السمائى أى القداس الالهى.

أما
عند قولنا مبارك الروح القدس المعزى فإننا نعترف بأن الباراكليت الذي نلناه بعد
اغتسالنا هو الذي سيعلن لنا سر جسد الرب ودمه.

*
رشم بعد تقدمة الحمل:

يقول
الكاهن ” السلام لجميعكم ” ويرشم رشماً واحداً معلناً قبول الله للشعب
بعد اعترافهم بقبول الدعوة السمائية.

يجاوبه
الشعب: “ولروحك أيضاً ” لأن الوحدة الروحية قائمة بالسلام أى ربنا يسوع
المسيح وصليبه. لأن بصليبه المحيى صار الصلح والسلام للبشر.

*
رشم أثناء صلاة الشكر:

وعند
تلاوة صلاة الشكر يقول الكاهن: “وعن سائر شعبك ” لكى تبطل علامة الصليب
المحيى أفعال الشياطين.

ويرشم
الكاهن الشعب داعياً إياهم إلى اليقظة الروحية وأن يحفظوا ثوب معموديتهم غير دنس،
بل نقى دائماً يليق بأولاد الآب السماوى

*
وعن هذه المائدة:

يرشم
الكاهن المذبح مؤكداً أن الواقف أمام المذبح لا يمكنه أن يُحضر معه الخلافات
الأرضية وأفعال الأرواح النجسة. ومن يُزمع أن يأكل من الصعيدة بعد تقديسها برشم
الصليب وبالروح القدس ليس له قبول ولا استحقاق لهذه البركة السماوية إلا إذا كان
قد تاب وعاد واتحد بالصليب وتصالح مع غيره، بمحبة قلبية خالصة اساسها محبة الله.

 

*
رشومات أوشية التقدمة:

يرشم
الكاهن خبز الصعيدة والكأس ثلاث دفعات وهو يصلى للابن الوحيد ربنا يسوع محب البشر
وعندما يسأله أن يظهر وجهه، يرشم رشماً واحداً قائلاً: “باركهما”. ثم
يرشم دفعة ثانية قائلاً ” قدسهما”. والرشم الثالث ” طهرهما”.

*
رشومات تحليل الخدام:

الكاهن
يرشم شريكه في الخدمة، القس والشماس والخدام والشعب ثم ذاته خمسة رشومات سائلاً
الحل من الثالوث والكنيسة الجامعة ورأس البيعة في الديار المصرية مارمرقس وشهود
الإيمان الأرثوذكسى وبطريرك وأسقف الزمان ويشير الى ذاته برشم الصليب الخامس.

ومع
تنوع طغمات الكنيسة إلا أن الذي يجمع الكل في الحياة الواحدة هو الصليب ولذلك يطلب
التحليل لشريكه الخديم وهو يفعل ذلك بإيمان صحيح وبغير رياء.

لأن
الصليب يظهر الحق الذي ينير القلوب.

*
رشم الصليب في قدوس الله:

يقف
المؤمنون جميعاً للاعتراف بالوهية ربنا يسوع المسيح وتجسده وموته وقيامته وصعوده.
وفى كل مرة يقولون “أجيوس” يرشمون الصليب علامة التقديس الذي نالوه من
الإبن الوحيد فهو إلهنا القوى والحى الذي تجسد ومات وقام.

ولذلك
يختمون أجيوس بذكصولوجية الثالوث شاكرين الآب والابن والروح القدس على نعمة الحياة
الدائمة وهو ما يؤهلهم لسماع كلمة الإنجيل الذي به يبشرون.

ورشم
الصليب هنا اعتراف بالايمان وشركة مع السمائيين في تقديس الحمل ابن الله.

*
رشم الصليب قبل وبعد قراءة الإنجيل:

عند
قراءة الإنجيل يقف الشعب كله بسكوت تام لكى يسمع صوت ابن الله الحى الذي يخرج
أمامه الكاهن بالشورية والشماس حاملاً البشارة وعندما يصرخ يقول: “مبارك
الآتى باسم الرب إله القوات. بارك يارب الفصل من الإنجيل المقدس”. والشعب
يصرخ قائلاً وهو يرشم الصليب ” المجد لك يا رب”. وهم بذلك يستقبلون
الانجيل برشم الصليب لأنه ختم الحمل الحى ابن الله وعلامة شريعة الحياة.

 

15-
الصليب في القداس الإلهي

*
رشم الصليب في الأواشى بعد الانجيل:

قبل
كل أوشية يقول الكاهن ” اشليل ” ثم يرشم الشعب بمثال الصليب قائلاً
” السلام لجميعكم ” طالباً اليقظة والانتباه لكى ينالوا قوة الانتباه
للصلاة.

ومتى
قال ” وعن كل شعبك ” يرشم الكاهن الشعب بالصليب واذا كان الاسقف حاضراً
فهو الذي يرشم عوض الكاهن.

ورشم
الصليب هنا ضرورى ولازم لأننا في أوشية الآباء نطلب من الآب السماوى أن ينعم على
الكنيسة بالسلام وأن يملأها بالخدام الملتهبين بالمحبة والتقوى.

*
رشم الصليب في أوشية الاجتماعات:

وعند
قوله ” أذكر يارب اجتماعاتنا باركها ” يرشم الشعب رشماً واحداً عند قوله
” باركها ” بقوة صليبك لكى تصير للطهارة والاتحاد وتوبة المنشقين.
ورجوعهم الى الكنيسة عمود الحق وقاعدته وبرجوعهم يصيرون في وحدة مقدسة يحفظها
الروح القدس في روحانية الحق الذى يضئ بكلمة الإنجيل التي تنير بصائرهم فيعرفون
الحق، والحق يحررهم. ولولا طهارة الابن الوحيد التي تفاض علينا بالروح القدس بسبب
صليبه وقيامته لما كانت لنا اجتماعات في الكنيسة ولكننا به نجتمع وبه نحيا وبقوة
صليبه نتطهر.

ويرفع
الكاهن البخور فوق المذبح إلى الجهات الأربعة على مثال الصليب أى شرقاً وغرباً
وشمالاً وجنوباً ضارعاً إلى الله الآب


بيوت صلاة. بيوت طهارة. بيوت بركة..”.

قانون
الإيمان:

وبعد
ذلك يمسك الشماس الصليب المكرم ويرفعه منادياً الشعب ” انصتوا بحكمة الله.
يارب أرحم. يارب ارحم. يارب ارحم. بالحقيقة نؤمن بإله واحد..”. ويظل واقفاً
مكانه حتى ينتهى الشعب من تلاوة قانون الايمان، لأن حكمة أقوالها ليست حكمة بشرية
تعلنها أقوال بشرية وإنما هى حكمة إلهية وحسب اعلان محبة الله في صليب ابنه يسوع
المسيح.

صلاة
الصلح

المصالحة
وعلامة الصليب:

ومتى
بدأ الكاهن صلاة الصلح يقف الشماس أمام الكاهن ويرفع علامة الصليب المكرم قائلاً: “صلوا
من أجل السلامة الكاملة والمحبة والقبلات الطاهرة الرسولية “، محذراً الشعب
أن لا يقبل سلام آخر غير سلام ربنا يسوع المسيح الذي مات عنا وتراءف على جنسنا
الساقط وأقامه من الموت بموته المحيى.

 

16-
الصليب وقداس المؤمنين

 قداس
المؤمنين

يأخذ
الكاهن اللفافة التي على الصينية ويرفعها ويرشم الشعب رشماً واحداً بمثال الصليب: الرب
مع جميعكم.

ارفعوا
قلوبكم:

ويرشم
عن يمينه بعد رشم الشعب سائلاً أن يساعدوه بالطلبة باتحادهم معه في سر موت المسيح
وقيامته المزمع أن يعلن في هذه الصلوات.

فلنشكر
الرب:

ويرشم
الكاهن ذاته بعلامة الصليب شاكراً الآب الذي أرسل وحيده والابن الذي أقامه لهذه
النعمة ودعاه لأن يحمل معه الصليب، والروح القدس الذي أقامه بشريعة الصليب وأفاض
عليه النعمة المبررة الثابتة

قدوس:

يضع
الكاهن اللفافة التي على يده اليسرى على المذبح ويأخذ اللفافة التي على يده اليمنى
ويضعها على يده اليسرى. ويأخذ اللفافة التي على الكأس ويرشم بها ثلاث صلبان وفى كل
مرة يقول أجيوس. وفى الرشم الأول يكون متجه إلى الشرق ويرشم ذاته. والثانى عن يمين
المذبح ويرشم الخدام والثالث يتجه إلى الغرب ويرشم الشعب، في المرات الثلاث بمثال
الصليب.

رشم
الخبز

وشكر:
وعندما يمسك الكاهن الخبز يرشم صليباً واحداً يقول:


وشكر ” معلناً أن الشكر بعلامة الصليب هو الشكر الكامل المقبول لدى الآب ولدى
مسيحه يسوع المسيح ربنا الحمل الذي بلا عيب والروح القدس الباراقليط.

وباركه:
ويرشم صليباً ثانياً قائلاً ” وباركه”.

وقدسه:
وعند قوله ” وقدسه ” يرشم صليباً ثالثاً، والتقديس هو املاك وتخصيص.
وهكذا من قبل صليب ربنا يسوع المسيح يصير الخبز صعيدة مقدسة للآب ضابط الكل ويتم
قول الرب الالهى: ” من أجلهم أقدس ذاتى”.

الكأس

وبعد
ذلك يمسك الكاهن بالكأس ويرشمه بعلامة الصليب مثل الخبز ويردد نفس الكلمات.
والصلوات على الجسد أولاً ثم على الدم لأن الدم نبع من الجسد ولا دم بدون جسد.

 

17-
الصليب واستدعاء الروح القدس في القداس والقسمة

استدعاء
الروح القدس

وعند
سجوده يقول بعد ذلك صلوات استدعاء الروح القدس ساجداً. ويطلب الكاهن وهو مطاطى
رأسه وساجداً عند المذبح ووجهه الى أسفل منتظراً الروح المعزى. وإذا وقف فليقف
منحنياً قائلاً:


وهذا الخبز يجعله جسداً مقدساً له ” وينحنى أمام الملك ورئيس الكهنة يسوع
المسيح. ويرشم الصليب ثلاث دفوع قائلاً: “ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح
” لأن الذي يقدس إنما هو الرب وإذا وقف فليقف منحنياً قائلاً: يسوع المسيح
وبالاعتراف بلاهوته يستدعى الكاهن الروح القدس الذي يحل معلناً أن يسوع المسيح هو
الرب.

أما
رشم الصليب عند استدعاء الروح القدس فهو ست رشومات ثلاثة على الخبز وثلاثة على
الكأس. والرشومات متساوية في المعنى والعدد لأن الجسد هو بالدم كما أن الدم هو
بالجسد. أما الرشومات فهى سرية لا يجوز فيها الكلام فالسَّر الفائق الذي لا يمكن
النطق به يتم تقديسه سراً.

تقدمة
القسمة

يقول
الكاهن هذه الصلوات بهدوء وبعدها مباشرة يأخذ الخبز المقدس بيديه وينظر الى فوق
الى السماء. ويقدم صلاة شكر على هذه العطية العظمى ويكسر الخبز.

وبينما
يكسر الخبز يصلى من أجل الشعب لكى تحل عليهم نعمة الله ويختم بقوله ” لتكن
نعمة ربنا يسوع المسيح معكم”. ويجاوبه الشعب بالكلمات المناسبة. وبالخبز يعمل
علامة الصليب على الدم وبالدم على الخبز، ثم يوحدهما معاً لكى يعلن للكل أنه على
الرغم من أنهما عنصرين إلا أنهما واحد لاسيما في القوة وهما لذكرى الموت والآلام
التي حدثت لجسد ربنا عندما سفك دمه على الصليب من أجل الكل. وعندما يرشم الكاهن
علامة الصليب عليهما فإنه بهذه العلامة يعلن أنهما واحد ولأن الجسد البشرى هو واحد
مع دمه وحيثما يوجد الجسد يوجد الدم أيضاً.

ورشم
الجسد والدم يؤكد أنهما واحد في القوة، وأنهما يخصان الأقنوم الواحد الذي تألم أى
أنهما جسد ودم ربنا يسوع المسيح الذي سفك على الصليب.

ويقول
الكاهن: القدسات للقديسين ويرشم بالجسد والدم رشماً واحداً لأن المسيح حمل ناسوته
وفتح لنا طريق الأقداس ودخل بذبيحة ذاته إلى قدس الأقداس. ثم يأخذ ”
الاسباديقون ” ويغمسه بالدم ويرشم به الجسد الطاهر رشماً واحداً لأن من قبل
اتحاد النفس بالجسد وحياة عدم الموت يصير بعد ذلك الرشم بهما معاً بدون انفصال
وبعد أن يرشم الجسد بالاسباديقون يرشم الدم بالاسباديقون ويكون الرشم بالجسد
(الاسباديقون) والدم منهما وبهما واحداً.

ويترك
الاسباديقون في الكأس حتى يتناول كل المؤمنين بذبيحة واحدة يوزع جسده ودمه الواحد
على المؤمنين ليصير الكل واحداً. ومن ثم صارت العادة أن لا يتناول الكاهن
الاسباديقون حتى توزيع الأسرار وبعد تناول الشعب كله.

 

18-
الصليب في سر مسحة المرضى

الذين
يسقطون في الامراض بسبب سوء حياتهم وعجزهم وخوفهم من الموت فهؤلاء أحياناً يؤدبون
بالمرض لشفاء النفس من الشهوة ومتى كشفوا هؤلاء لشيوخ الكهنة أمراضهم الحقيقية
يأتون بهم إلى البيعة ويشترك الشعب كله في الصلاة لكى يقيم الرب هؤلاء الساقطين
بالطلبة والصوم وتضرع الكهنة. وبعد ذلك يرشمونهم بزيت مسحة المرضى:

على
جباههم ويرشمون ذات موضع ختم الميرون لأن قوة الروح التي ختمتهم هى التي تعيدهم
إلى الحياة وترد لهم بهاء العطية الأولى أى ختم الميرون الذي لا يزول مطلقاً فهو
ختم ملكوتى قائم بقوة ربنا يسوع الملك. ولكن بهاء ذلك الختم الذي يحرق الشياطين
كَمُنَ بسبب السقطات أما بالمسحة فهو يشع من جديد. ويرشم أيضاً

موضع
الحنجرة لأن فيها اللسان والنطق وهى التي فيها تصدر أفعال الشر وتولد فيها الأفكار
الخفية التي تصبح جهرانية بالنميمة والسعاية.

والحنجرة
رحم العداوة والوقيعة وليس عبثاً أن قال القديس يعقوب الرسول: “الرجل الكامل
هو من يلجم لسانه بالكمال”. فلا يتكلم إلا كلام المحبة الذي يرطب قلوب الناس
ويقضى على الشكاية فيزيل مرارة السعاية ويجعل كلمات العتاب بلسم.

أما
رشم اليدين اليسرى وبعدها اليمنى فهو على ذات موضع الرشم بالميرون.

ورشم
اليد اليسرى هو طلب شفاء الارادة الخفية أما رشم اليد اليمنى فهو طلب شفاء قوة
الانسان لكى يعود صحيحاً معافاً وبلا أمراض.

 

19-
الصليب في سر الزيجة

سر
الزواج به يتقدس الزوجان، ويمنحهما من النعم ما يمكنهما من النهوض بأعباء الحياة
الزوجية. ويرمز إلى اتحاد المسيح بالكنيسة كما أعلن معلمنا بولس الرسول قائلاً: “أيها
الرجال أحبوا نسائكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها. لكى يقدسها مطهراً
إياها بغسل الماء بالكلمة.. كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب
امرأته يحب نفسه.. هذا السر عظيم ولكننى أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة”
(أف5: 25-32).

فسر
الزواج مرتبط بسر الصليب، فكلاهما أساسه حب وبذل وتضحية وطاعة بلا مقابل.

الصليب
له اشتراك في صلوات سر الزواج كما يلى:

عندما
يعلن الكاهن عقد الاملاك والاكليل، يمسك الصليب بيمينه، ويعقد برشم الصليب المقدس،
ويقول: باسم ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح..نعقد عقد أملاك وزواج الابن المبارك
الارثوذكسى البكر (فلان) على الابنة المباركة الارثوذكسية البكر (فلانة).

ويرشم
بالصليب ثلاث رشومات وعندما يذكر الكاهن في صلاته العريس ومعينته، يرشمهما على
جبهتيهما بالصليب.

يرشم
الكاهن بالصليب الحلل الموضوعة لكى تصير للزوجين اللذين يلبسانها حلل المجد
والخلاص، حلل الفرح والتهليل.

بعد
صلاة الكاهن على زيت الفرح يدهن الكاهن العريس وعروسه برشم الصليب.

يضع
الكاهن اكليلين على رأسيهما – وهذا يرمزلرجوع الكرامة الملوكية الأولى، وكرامة
الكائن الانسانى قبل السقوط، واستعادتها الآن في وحدة الزواج. ثم يبارك الأكاليل
الموضوعة على رأسيهما، ويرشم بالصليب عليهما قائلاً: “كللهما بالمجد والكرامة
أيها الآب آمين. باركهما أيها الابن الوحيد آمين. قدسهما أيها الروح القدس آمين.

أنها
كرامة نقاوة الرباط بين العريس وعروسه، وعودة الطبيعة الى وظيفتها في اتحاد الرجل
والمرأة. هذا كله من أعمال الصليب والفداء.

 

20-
الصليب في إقامة الأغنسطس القارئ

أول
درجات الخدمة هى القارئ الذي يقام مع غيره من درجات الشماسية في قداس المؤمنين
وبعد صلاة الصلح لأنه يقام لخدمة المؤمنين فقط ويسهر على رعايتهم.

أما
الاسقف فيقام بعد الابركسيس لأنه يقام لرعاية الموعوظين والمؤمنين.

ومتى
قرأت تزكية القارئ وشهد له الذين قدموه فإن الأسقف يقص شعره من فوق جبهته لزوال
مجد العالم ومن خلف لأنه لا يعود يضع يده على أى محراث بل يحرث للرب فقط ثم من فوق
الصدغ اليمين لتقبل الاهانات والتحقير وفوق الصدغ الشمال لأنه يدير خده الأيسر
كقول الرب ويصير عاملاً بالقول الإلهى الذي يقرأه

ويكمل
بذلك رشم الصليب ودعاء الثالوث القدوس الذي دعاه إلى خدمته.

 

21-
الصليب في إقامة الإيبوذياكون

لا
يقص شعر الايبوذياكون وانما يرشم ثلاث مرات على جبهته بدون وضع يد لأنه يقام لخدمة
البيت وحراسة الأوانى والاهتمام بحسن وجمال البيعة. ويدعوه الارشيدياكون لأنه يخدم
معه بعد الرشم الأول قائلاً للشعب ” فلان ” ابوذياكون لبيعة الله
المقدسة. آمين، دون أن يقول مثل الاسقف “ندعوك” لأن هذه الكلمة خاصة
بالأسقف لأنه هو الذي يكرس ويرشم كل رتب الكهنوت.

 

ويرشم
أولاً باسم الآب والابن والروح القدس لأنه يخدم بيت الثالوث ويحرس الأسرار الالهية،
ويرشم رشماً ثانياً باسم الابن الوحيد لأنه يقام لخدمة اسراره والرشم الثالث للروح
القدس الذي يفيض عليه نعمة الخدمة. ويلبسه { البطرشيل } قائلاً: مجداً واكراماً
لاسمك القدوس أيها الآب والابن والروح القدس المساوى. سلاماً وبنياناً للكنيسة
المقدسة.

 

22-
الصليب في إقامة الذياكون

الذياكون
أول درجات الكهنوت. يضع الاسقف اليد على الشخص وهى أول صلاة لوضع اليد للشرطونية
قائلاً:


أيها السيد الرب الإله ضابط الكل الحقيقى غير الكاذب..املأه من الروح القدس
والحكمة والقوة كما ملأت عبدك اسطفانوس أول الشمامسة ورأس الشهداء المتشبه بأوجاع
المسيح”.

ويدعوه
الأسقف قائلاً: ” قسمنا فلان شماساً على المذبح الطاهر الذي للقديس أو الشهيد
في كنيسة الله الارثوذكسية الكائنة بالمدينة أو الكورة..”.

وبهذه
الكلمات يناديه قائلاً:

باسم
الآب والابن والروح القدس. آمين. رشماً واحداً على جبهته معلناً أن يقام بواسطة
الثالوث القدوس ثم يكرر الكلام معلناً شركته في الخدمة الرسولية مع الأسقف بقوله:


ندعوك يا فلان في بيعة الله المقدسة آمين باسم الابن الوحيد ربنا يسوع المسيح.
باسم الروح القدس الباراقليط آمين.

ويرشمه
مرتين لأنه في المرة الأولى يقيمه الثالوث وهى مثال صيغة التعميد أى باسم الآب
والابن والروح القدس.

ويرشمه
على جبهته لأنه أقيم في أول درجات الكهنوت ليخدم المذبح السمائى الذي يقع في قسمته
وهنا عند ذكر المذبح والبيعة يرشمه باسم الابن الوحيد رئيس الكهنة وباسم الروح
القدس الفاعل في الكهنوت.

ثم
يضع الأوراريون على كتفه الشمال ويقول مجداً واكراماً للثالوث القدوس.

لأن
الأوراريون هو علامة الخدمة ويكمل قوله:


سلاماً وبنياناً للواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية.. كنيسة الله”.

 

23-
الصليب في إقامة القس

واذا
كان قد قسم ذياكون يكمل الاسقف رسامته قساً،

وإلا
فليقسم ويناديه من بعد صلاة الأسقف معلناً بندائه أنه ينتقل من طقس الشماسية الى
طقس القسيسية،

ويبارك
الأسقف عليه ثم يضع يده اليمنى لكى يقام للخدمة ويصلى طالباً أن يمتلئ من روح
الحكمة،

وبعد
أن يطلب له ذلك يقول الاسقف:

ندعوك
في كنيسة الله المقدسة قسيساً.

ويرشمه
باسم الآب والابن والروح القدس ويعضده باسم الابن الوحيد ويباركه باسم الروح القدس
ثلاث رشومات من بعد وضع اليد.

وأما
الرشم الأول فهو دعوة الخدمة،

والرشم
الثانى إقامة بسلطان الصليب،

والرشم
الثالث تأييد بالروح القدس المعزى.

ويكون
قائماً لدى الآب،

بواسطة
الابن وبعمل الروح القدس الذي يوآزره في الانسان الداخلى.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى