اللاهوت الدفاعي

6- كل شيء به كان (صار)



6- كل شيء به كان (صار)

6- كل شيء به
كان (صار)

 

ثم
يقول: ” هذا (الكلمة) كان في البدء عند الله ” (يو1: 2). وهنا يستخدم
نفس تعبيرات الآية الأولى ” في البدء –
evn avrch/| ” و
(كان –
ν) و (عند – pro.j
” و ” الله –
to.n qeo,n“.
وقوله ” هذا كان ” يشير إلى الكلمة الذي كان في البدء والذي كان عند
الله، لذا فقد ترجمت في الإنجليزية كالآتي:

The
Word was with God in the beginning

This
One was in the beginning with God

This
Word existed with God from the beginning

The
same was in the beginning with God

This
Word was from the first in relation with God

From
the very beginning the Word was with God

He
existed in the beginning with God

He
was with God in the beginning

 

 وكلها تترجم
في سياق قوله: ” وكان الكلمة عند الله منذ البدء، وكان الكلمة موجوداً عند
الله منذ البدء”.

 ثم يقول: ”
كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ” (يو1: 3). وهنا يستخدم التعبير: ”
كل شئ به كان (
evge,neto
egeneto) وبغيره لم يكن (evge,neto)
شئ مما كان ” (يو3: 1). وكلمة ” كان ” هنا هي: (
evge,netoegeneto – ايجينيتو) وتعني ” كان بعد أن لم يكن –
صار من حالة اللا وجود (عدم الوجود) إلى حالة الوجود “، أي جاء إلى الوجود –
came into existence“. وهي هنا عكس كلمة ” كان (ν) ” التي استخدمت عن الابن، الكلمة، لتعني وجوده الأزلي بلا
بداية. فالكلمة كان بلا بداية، أما كل شيء فقد وجد عن طريق الابن. وكلمه ” كل
شيء –
pa,ntapanta “، تعني كل ما في الكون من خلائق كقول الكتاب: ” الله خالق
الجميع (
ta. pa,ntata panta) بيسوع المسيح ” (أف3: 9)، ” الذي هو صورة الله غير
المنظور بكر (رأس) كل خليقة.

 فانه
فيه خلق الكل (
ta. pa,nta
ta panta) ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا
أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل (
pa,ntwnpantwn) به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل (ta. pa,ntata panta) ” (كو1: 15-17). أو كما يقول الكتاب أيضاً: أن الله ”
كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل
العالمين
الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته
بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي ” (عب1: 2و3).

 ثم يقول: فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور
يضيء في الظلمة
والظلمة لم تدركه
(يو1: 4و5). ويستخدم القديس يوحنا كلمة ” الحياة –
zwh.zwi ” 37 مرة وكلها تقريبا أو معظمها عن الحياة التي في الرب
يسوع المسيح أو التي يعطيها الرب يسوع المسيح، ومنها 13 مرة عن الحياة الأبدية
التي في المسيح نفسه، فهو معطي الحياة والخلود (1تي6: 16) ومعطي الحياة الأبدية:

U ” لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية
” (يو3: 15).

U ” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا
يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ” (يو3: 16).

U ” فأجابه سمعان بطرس يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة
الأبدية عندك
” (يو6: 68).

U ” الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية ” (يو3: 36).

U ” ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد.
بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية ” (يو4: 14).

U ” من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية
” (يو5: 24).

U ” أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية
” (يو6: 40).

U ” الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية
” (يو6: 47).

U ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه
في اليوم الأخير ” (يو6: 54).

U ” وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها
احد من يدي ” (يو10: 28).

U ” إذ أعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل
من أعطيته ” (يو17: 2).

U ” وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة
هي في ابنه
” (1يو5: 11).

 ثم
يكمل بعد ذلك الحديث عن الرب يسوع المسيح، الكلمة باعتباره النور الذي
ينير كل
إنسان، كما قال عن نفسه أنه هو نور العالم: ” ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا أنا
هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة
” (يو8: 12)، ” ما دمت في العالم فانا نور العالم ” (يو9: 5)،
” أنا قد جئت نورا إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة
” (يو12: 46). وقال القديس يوحنا عن المعمدان: ” لم يكن هو النور
بل ليشهد للنور (المسيح) كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا
إلى العالم ” (يو1: 8و9). ووصف الرب يسوع المسيح نفسه ب
النور (الذي) قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر
من النور لان أعمالهم كانت شريرة ” (يو3: 19). وقال لتلاميذه عن نفسه:
النور معكم زمانا قليلا بعد. فسيروا ما دام لكم النور لئلا
يدرككم الظلام ” (يو12: 35).

 وهذا
النور هو الذي ” كون العالم “، خلق العالم “؛ ” كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى
العالم. كان في العالم وكوّن (
evge,neto) العالم به ولم يعرفه العالم ” (يو1: 9و10)، أي أن العالم
” كون به “، “خلق به “، ” صار (
evge,neto) به “؛ ” كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً
إلى العالم. كان في (
evn tw/| ko,smw| h=n) العالم وكوّن (evge,neto) العالم به ولم يعرفه العالم ” (يو1: 9و10)، أي أن العالم
” كون به “، ” خلق به “، ” صار (
evge,neto) به”. وهنا يستخدم عن وجوده ” كان – h=n “، وعن خلقته للعالم ” صار – كون”. تأكيدا على
أزليته وصيرورة العالم وخلقه بعد أن لم يكن.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى