اللاهوت الدفاعي

الفصل الأول



الفصل الأول

الفصل
الأول

أسفار
يزعمون أنها
مفقودة من الكتاب المقدس!!

 

يزعم البعض من الكتاب غير المسيحيين في كتب كثيرة وفي عشرات المواقع على
النت، بل وفي كثير من المحطات الفضائية وغيرها، أن هناك العشرات من الأسفار أو
الكتب المقدسة التي يذكرها الكتاب المقدس بأسمائها سواء في العهد القديم أو العهد
الجديد دون أن يكون لها أي وجود الآن!! وراحوا يدّعون بغير علم ولا دراسة حقيقية،
منطقية أو علمية، للكتاب المقدس أو مفاهيمه ومصطلحاته وخلفياته التاريخية
والحضارية والبيئة التي كتب أثناءها وبمفاهيمها ومصطلحاتها، أن هذه الكتب أو الأسفار
هي كتب وأسفار مقدسة وموحى بها! ثم راحوا يتساءلون؛ أين هي هذه الأسفار، وهل فقدت
وضاعت، وكيف ولماذا؟ أم تم حذفها ولماذا؟ وراح البعض يسألوننا؛ كيف تؤمنون بكتاب
مقدس ضاع منه الكثير من الأسفار المقدسة؟

 

1 – إنجيل واحد أم أناجيل كثيرة؟

وراح هؤلاء يزعمون، بغير معرفة ولا دراسة، أن
العهد الجديد يذكر أناجيل كثيرة وليس إنجيل واحد، ويقولون أن هذه الأناجيل ضاعت أو
فُقدت أو أُتلفت أو حُرقت ولم يعد لها أي وجود!! ويستشهدون باستخدام الكتاب لتعبير
وكلمة ” إنجيل ” تحت أكثر من مسمى، فيقولون أن العهد الجديد يذكر:
إنجيل المسيح
“، و ” إنجيل يسوع المسيح “، و ” إنجيل ربنا يسوع
المسيح
“، و ” إنجيل ابنه “، و ” إنجيل مجد
المسيح
“، و ” إنجيل الله “، و ” إنجيل آخر
” (غل1: 6)، و ” إنجيل الغرلة “، و ” إنجيل الختان
“، و ” إنجيل خلاصكم “، و ” إنجيل السلام
“، و ” إنجيل مجد الله المبارك “، كما يكرر القديس بولس
تعبير ” إنجيلي “، و ” الإنجيل الذي بشرت به “،
الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم(1). أي تصوروا أن كل اسم من هذه الأسماء هو
إنجيل مختلف عن الآخرين!! كما تصوروا أن الإنجيل الذي يتحدث عنه القديس بولس
الرسول يعبر عن إنجيل معين يختلف عن الآخرين، هو ” إنجيل بولس “.
أي أنه كان هناك، بحسب هذا الفهم الخاطيء حوالي أربعة عشر إنجيلا على الأقل
مذكوراً في العهد الجديد غير الأناجيل الأربعة المعروفة!! وراحوا يسخرون ويتساءلون
قائلين: أين هي هذه الأناجيل؟ ولماذا لا توجد الآن؟ وهل فقدت أم أُتلفت أم حُرقت؟
بل وراحوا يزايدون في قولهم أن هذه الأناجيل لو وجدت لكشفت الكثير مما يحاول، من
يسمونهم بالنصارى، إخفاءه!! وهكذا يقولون كلاماً عشوائياً مرسلاً لا دليل عليه سوى
تخيلات وتهيؤات وأماني كاذبة وأحلام يقظة، بل ويخترعون القصة ثم يصدقونها!! وهذا
يذكرني بأسطورة المثال اليوناني، بيجمليون، الذي صنع تمثالاً رائعاً لامرأة جميلة
ومن فرط جمالها أحبها وتمنى من الآلهة أن تحولها إلى امرأة حقيقية لتكون محبوبته!!
وهكذا هؤلاء أيضاً فقد صنعوا أسطورة أعجبتهم ومن شدة إعجابهم بها صدقوها وراحوا
يكررونها في الكثير من المقالات والكتب!!

ولكي نوضح الحقيقة نقول لهؤلاء وغيرهم أن كلمة إنجيل بمشتقاتها (إنجيل والإنجيل
وبإنجيل وبالإنجيل وإنجيلنا وإنجيلي) وردت في العهد الجديد 67 مرة؟ وتكررت كلمة
إنجيل ” و ” بالإنجيل ” وحدها 24 مرة وفي
معظمها تعني ” إنجيل المسيح “؛ ” بدء إنجيل يسوع المسيح
ابن الله
” (مر1: 1)؟ ” ملء بركة إنجيل المسيح ” (رو29:
15)(2)، و
إنجيل ربنا يسوع المسيح “، ” لأني لست استحي بإنجيل
المسيح ” (رو1: 16و 19)، ” بقوّة آيات وعجائب بقوة روح الله. حتى أني من
أورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح ” (رو15: 19).
وإنجيل ابنه، ابن الله، المسيح ” فان الله الذي اعبده بروحي في إنجيل ابنه
(المسيح) ” (رو9: 1)، ويوصف أيضا ب ” إنجيل مجد الله المبارك
” (1تي11: 1). و ” إنجيل خلاصكم ” (أف13: 1). و ” إنجيل
السلام
” (أف15: 6). و” إنجيل الله ” (1تس8: 2؛ 1بط17:
4)؟ ” نكرز لكم بإنجيل الله ” (1تس2: 9)، ” نكلمكم بإنجيل
الله
” (1تس2: 2). فإنجيل المسيح هو إنجيل الله.

 

وقد وردت كلمة ” الإنجيل ” معرفة 31 مرة وكلها تعني جوهر كرازة
وعمل المسيح والبشارة به أو الكرازة بعمل الخلاص الذي تم فيه؟ فالمسيح نفسه؟ شخصه
وعمله وتعليمه هو جوهر الإنجيل؟ هو الإنجيل عملياً. يقول الرب يسوع المسيح عن
المرأة التي مسحته بالطيب ” الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في
كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها ” (مت26: 13؛مر14: 9)؟ ويربط
بين نفسه وبين الإنجيل ” فان من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من
اجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلّصها ” (مر8: 35)؟ ” فأجاب يسوع
وقال الحق أقول لكم ليس احد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو
أولادا أو حقولا لأجلي ولأجل الإنجيل ” (مر10: 29).

وكلمة ” إنجيل ” في اللغة اليونانية هي ” إيوانجليون

εύαγγελιον
euangelion
” وتعنى بصورة
عامة ” الأخبار السارة ” أو ” البشارة المفرحة
(3)
good
News
. وقد أخذت كما هي تقريباً في اللاتينية والقبطية
” إيفانجليون
evangelion ” وبنفس المعنى ويرادفها في اللغة العبرية ” بشارة
أو ” بُشرى ” وقد وردت في العهد القديم ست مرات بمعنى البشارة أو
البشرى بأخبار سارة(4)
أو المكافأة على أخبار سارة. ويرادفها في اللغة العربية أيضاً ” بشارة
” كما تنطق أيضاً ” إنجيل(5).

وتعنى كلمة ” إنجيل ” في العهد الجديد بصفة عامة ” إنجيل
المسيح
“، وتعني في الأناجيل الأربعة بصفة خاصة ” بشارة (إنجيل –
εύαγγελιον
euangelion)
الملكوت
” (مت23: 4)،
بشارة (إنجيل –
εύαγγελιον
euangelion)
ملكوت الله

(مر14: 1) الذي جاء في شخص وكرازة المسيح. فالمسيح هو ملك هذا الملكوت والمبشر
والكارز به أيضاً:

” وكان يسوع يطوف
كل الجليل ويُعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة (بإنجيل –
εύαγγελιον
euangelion)
الملكوت
ويشفي كل مرض وكل
ضعف في الشعب ” (مت23: 4؛35: 9)؟ وأعد تلاميذه للكرازة بهذا الملكوت وقال لهم
” ويكرز ببشارة (بإنجيل –
εύαγγελιον
euangelion)
الملكوت
هذه في كل المسكونة
شهادة لجميع الأمم ” (مت14: 24)؟ والكلمة المترجمة ” بشارة ” في
هذه الآيات هي ” إيوانجليون –
εύαγγελιον
euangelion “، أي ” إنجيل الملكوت ” كما ترجمت ” بشارة ” و
” إنجيل ” في آية واحدة:

” جاء يسوع إلى
الجليل يكرز ببشارة (بإنجيل –
εύαγγελιον
euangelion)
ملكوت الله.

ويقول قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (
εύαγγελιον
euangelion) ” (مر14: 1).

إذا فكلمة إنجيل في حد ذاتها تعني البشارة بملكوت الله الذي هو ملكوت
المسيح ذاته، ومحتواها وجوهرها هو شخص المسيح ذاته، كما يقول الإنجيل نفسه ” جميع
ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه
” (أع1: 1و2)،
المسيح في شخصه وعمله وتعليمه، هو ذاته، الرسالة والبشارة والإنجيل، محور الإنجيل
وجوهره، هدفه وغايته، كما أنه هو أيضاً حاملها وباعثها ومقدمها إلى العالم.

ويلخص القديس بولس الرسول جوهر الإنجيل بقوله بالروح القدس ” وأعرّفكم
أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضاً تخلصون أن
كنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثا. فأنني سلمت إليكم في
الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. وانه دفن وانه
قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة
واحدة لأكثر من خمس مئة أخ أكثرهم باق إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر
ليعقوب ثم للرسل أجمعين. وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا
” (1كو15:
1-8).

إذا لا يوجد سوى إنجيل واحد هو إنجيل المسيح وأن كان الكتاب المقدس قد
استخدم له تسميات متنوعة كلها تؤكد أنه إنجيل ملكوت الله أو إنجيل المسيح.

 

2 – هل هناك رسائل مفقودة من العهد الجديد؟

وكما تخيلوا وتوهموا، خطأ وبغير معرفة، وجود أناجيل ضائعة أو مفقودة توهموا
أيضاً أن هناك رسائل، خاصة للقديس بولس، ذكرها العهد الجديد ولكنها غير موجودة
الآن!! وعلى سبيل المثال يقول أحدهم تحت عنوان: ”
الكتاب المقدس يستشهد
بأسفار غير موجودة “، بعد أن راح يبكي ويلطم على ميت لم يخلق من الأساس ولم
يكن له وجود في يوم من الأيام إلا في خياله!! مثله مثل المخصي الذي جلس يبكي على
أبنه المتوفى وهو لم يتزوج مطلقا بل ولا يصلح من الأساس للعلاقات للزوجية، لأنه
مخصي منذ طفولته!!

” إن من أشد العجب ولا أدري حقيقة كم من
العجب والدهشة تصيب من يقرأ هذا الكتاب حتى أنه من المفروض أن من يقرأ هذه الكتاب
يصاب بحالة مرضية عجيبة يلتصق فيها حاجباه بمنبت شعره وتظل عيناه مفتوحتان على
الدوام وفمه مفتوح وتصيبه حالة مزمنة من الدهشة والعجب على ما يجده في هذا الكتاب،
إنها كارثة بمعنى كلمة كارثة، ما نراه في ذلك الكتاب انه يستشهد بكتب وأسفار ويحكي
عن كتب غير موجودة ويبدو أن هذه الأسفار والكتب كانت موجودة بالفعل في الكتاب
المقدس وكانت مقروءة بين أيدي الناس ولهذا يستشهد كاتب الكتاب المقدس بها على أنها
موثوقة ومن الممكن مراجعتها لأي إنسان إن أراد أن يراجع ما يرويه الكاتب في الكتاب
فكاتب الكتاب يستشهد بها ليدل على رأي معين أو يثبت صحة قوله في أمر آخر وهو يحث
الناس ويأمرهم على مراجعة ما يقوله لهم في هذه الكتب أو الأسفار التي يحكي عنها
ويستشهد بها، وبعض هذه الأسفار كانت من الثقة بحيث أن كل الناس يعلمون عنها وتحكي
أمور مهمة يعلمها الجميع كما ستقرأ أدناه في النصوص “.

ثم يضيف: ” وإني أتساءل 00 لماذا يستشهد الله
في كتابه بأسفار وكتب غير موجودة في الحقيقة؟؟ وأين تلك الكتب التي استشهد بها
الله في كتابه؟؟ أين ذهبت تلك الكتب ولماذا أخفاها النصارى أو فقدوها؟؟؟ ولو أنها
ليست وحيا إلهيا فهل يستشهد الله بكتب يعلم أن البشر سيفقدونها ولن تكون موجودة
بعد ذلك؟؟ ألم يكن الله بقادر على حماية تلك الكتب من الاندثار أو الإزالة؟ ماذا
كان مكتوباً في هذه الأسفار والكتب؟؟ ومن الذي كتبها؟؟ هل كان فيها نبؤات معينة؟؟
هل كان فيها شرائع وأحكام؟؟ متى وأين ولماذا ومئات الأسئلة التي تطرح في هذا الأمر
ولا نجد لها إجابة … وعلى العموم فقد اقتبست بعض (وأقول أيضا هنا بعض وليس كل)
الفقرات التي تحكي عن هذه الكتب وتذكر لنا أسماءها كما سترى “. وبعد ذكره
لأسماء هذه الكتب يقول متسائلاً: ” أين ذهبت تلك الكتب؟؟ أليست من كلام الله؟
ولماذا تركها النصارى وأين أخفوها؟؟؟ “.

وراح يذكر بعض ما تصور أنه أسفار مفقودة في العهد الجديد فذكر قوله: ” بل بالعكس إذ
رأوا أني اؤتمنت على انجيل الغرلة كما بطرس على انجيل الختان ” (غل2:
7).
وقال أن هناك ”
رسائل مفقودة: من رسالة كولوسي (كو4: 16): ” ومتى قرئت عندكم هذه
الرسالة فاجعلوها تقرأ أيضا في كنيسة اللاودكيين والتي من لاودكية تقرأونها انتم
أيضا “. أين الرسالة التي من اللاودكيه؟ و ” كتبت إليكم في الرسالة
أن لا تخالطوا الزناة
“، أين هذه الرسالة؟ ” (1كو5: 9)، فكتابات
بولس المرسلة هنا وهناك الموجودة في العهد الجديد كلها رسائل فأين إذن الرسالة
المشار إليها في النص؟ الإجابة بكل وضوح إنها مفقودة!!

والسؤال هنا هل هناك رسائل مفقودة من العهد
الجديد؟ وما معنى قول القديس بولس بالروح: ” كتبت إليكم في الرسالة
“؟ وما هي الرسالة إلى ” لاودكية “؟

 

أولاً بالنسبة لقوله ” كتبت إليكم في
الرسالة أن لا تخالطوا الزناة
“: نؤكد أن
الكلمة اليونانية المستخدمة هنا ” كتب
إليكم
“، هي ”
εγραψα
” من ”
γράφω “، ويمكن أن تعني ” كتبتI wrote
” و ” أكتب
I am
writing
“. وفي هذا الفصل (الإصحاح) يتكلم القديس بولس
عن الزنى والزناة لذا يقول لهم، كتبت إليكم ما أكتبه أو ما كتبته الآن، أو أكتب
إليكم ما أقوله الآن، في هذه الرسالة، وهو: ” يسمع مطلقا أن بينكم زنى
وزنى
هكذا لا يسمى بين الأمم حتى أن تكون للإنسان امرأة أبيه. أفأنتم منتفخون
وبالحري لم تنوحوا حتى يرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل … كتبت إليكم في
الرسالة
(أو أكتب إليكم في هذه الرسالة) أن لا تخالطوا الزناة. وليس
مطلقا زناة هذا العالم أو الطماعين أو الخاطفين أو عبدة لأوثان وألا فيلزمكم أن
تخرجوا من العالم. وأما الآن فكتبت إليكم (أي كتبت إليكم الآن في هذه
الرسالة
) أن كان احد مدعو أخا زانيا أو طماعا أو عابد وثن آو شتاما أو سكيرا
أو خاطفا أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا. لأنه ماذا لي أن أدين الذين من
خارج.ألستم انتم تدينون الذين من داخل. أما الذين من خارج فالله يدينهم. فاعزلوا
الخبيث من بينكم ” (1كو5: 1-13).

وباختصار هو يقول لهم كتبت إليكم أو أكتب إليكم في هذه الرسالة ما أقوله
الآن ولا يقصد رسالة أخرى كما تصور البعض وفهم خطأ!! كما رأى البعض أن القديس بولس
بعد أن كتب الرسالة عاد ووضع هذه الجملة أو الآية كتوضيح لما كتبه في نفس الرسالة
ونفس الفصل.

 

ثانيا بالنسبة لحديثه عن رسالة باسم ” لاودكية
فالتعبير المستخدم في
الكتاب هو ” الرسالة التي من لاودكية
καὶ τὴν
ἐκ Λαοδικείας

Teen ek Laodikeias
The epistle from Laodicaea ” وليس الرسالة إلى لاودكية “، فهي ليست رسالة مرسلة إلى لاودكية
بل خرجت من لاودكية، حيث يستخدم هنا تعبير ”
ἐκ
ek ” والذي يعني بحسب
قواميس اللغة اليونانية ” من، بين، خارج –
from, out – after, among “. ولذا فهي ليست
رسالة إلى لاودكية بل خارجة من لاودكية، وقد نقل الآباء، خاصة ترتليان، عن مركيون
قوله أنها هي نفسها الرسالة إلى أفسس(6). وهذه ما صدق عليه أيضاً العلامة
هيبوليتوس بتأكيده أنها هي نفسها الرسالة إلى أفسس(7).

 

3 – هل هناك أسفار مفقودة من العهد القديم؟

ويقول الكاتب: ” تقرأ العجب في هذه الفقرات
الآتية التي تحكي لنا كيف أن إرميا النبي كتب أحد الأسفار وأعطاه لسرايا ليقرآه
عند دخوله مدينة بابل التي ستخرب ثم يربطه بحجر ويلقيه في وسط نهر الفرات!!!
العجيب حقاً أن بعض الناس يعتقدون أن الكتاب المقدس من المستحيل أن يفقد منه أو يحرف
فيه، وأنا بدوري أتساءل كيف ألقي ذلك السفر في نهر الفرات وماذا عن الكلام الوارد
فيه؟؟ أليس وحياً من الرب؟ هل كانت هناك نسخة أخرى من السفر عند إرميا؟ بالطبع لا
ولكن النصارى أصابهم الهوس من كثرة الأسفار الضائعة من كتابهم ولا يعلمون عنها
شئاً، أين ذهب وكيف اختفت وهل هي وحي من الرب أم أنها أسفار تاريخية؟ كثير من
الأسئلة تلح على العقل ولا نجد إجابة مقنعة فأنقل الفقرات من سفر إرميا 51
عدد60-64 كما يلي:

إرميا51 عدد60: فكتب ارميا كل الشر الآتي على بابل
في سفر واحد كل هذا الكلام المكتوب على بابل وقال ارميا لسرايا إذا دخلت إلى بابل
ونظرت وقرأت كل هذا الكلام فقل أنت يا رب قد تكلمت على هذا الموضع لتقرضه حتى لا
يكون فيه ساكن من الناس إلى البهائم بل يكون خربا أبدية. ويكون إذا فرغت من قراءة
هذا السفر انك تربط فيه حجرا وتطرحه إلى وسط الفرات وتقول هكذا تغرق بابل ولا تقوم
من الشر الذي أنا جالبه عليها ويعيون. إلى هنا كلام ارميا “.

والغريب أن ما يفعله هذا الكاتب وأمثاله لهو العجب
ذاته!! لأنه من الواضح أنه لم يقرأ سفر ارميا على الإطلاق بل نقل كلام عن غيره دون
أن يفهمه أو يعي فيه شيئاً!! أولاً لأن نص النبوة الذي يتباكى عليه موجود في نفس
الإصحاح والإصحاح السابق له(8)
أي الإصحاحين 50 و51، كما أن كتابتها في سفر مستقل وقراءته أمام المسبيين ثم
إلقائه في النهر وإغراقه في مياهه كان رمزا أن بابل لن تقوم لها قائمة فيما بعد،
فقد كانت النبوة خاصة بمصير بابل المحتوم وهو الدمار والخراب وإلقاء النبوة أو
السفر الذي كتبت فيه النبوة وإغراقه في مياه النهر وبالتالي دماره كان يشير إلى
مصير بابل الذي هو الخراب!! ولو كان هذا الكاتب قد قرأ الإصحاح الذي أقتبس بعض
الآيات منه لكان قد عرف أن النبوة مكتوبة في سفر ارميا ولم تغرق أما ما غرق فهو
السفر الذي كتبت فيه النبوة بشكل مستقل لتقرأ ثم تغرق ويكون غرقها رمزا لحتمية
إتمام النبوة. ولكن ماذا نقول لأناس لا صلة لهم بالبحث عن الحقيقة أو أتباع المنهج
العلمي والمنطق وإنما كل همهم هو التشكيك في الكتاب المقدس بمبدأ الغاية تبرر
الوسيلة!! سوى قول الكتب ” السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول ”
(مت24: 35؛مر13: 31؛لو21: 33)، ” أنا ساهر
على كلمتي لأجريها ” (ار1: 12).

وراح عدد كبير من الكتاب يستخدمون الآيات التي
تتكلم عن كتب مدنية كانت خاصة ببني إسرائيل كشعب مثل ” سفر ياشر
” و ” كتاب حروب الرب ” و ” أمور سليمان
وغيره الكثير من ملوك بني إسرائيل، ويزعمون بغير معرفة ولا علم أن هناك عشرات
الكتب أو الأسفار المقدسة التي يذكرها العهد الجديد ولم يعد لها وجود على
الإطلاق!! هكذا دون علم أو بحث أو دراسة أو منطق فقط ادعاءات لا أساس لها ولا اصل
ولا هدف لها سوى التشكيك في صحة الكتاب المقدس!! ولوا درسوا قليلاً وحاولوا، ولو
من باب المعرفة فقط دون الإيمان، لعرفوا الكثير من الحقائق التي غابت عنهم!! ومن
هذه الحقائق أنه كان لكل شعب سجلاته المدنية وخاصة سجلات الملوك، أعمالهم وما لهم
وما عليهم، والتي كانوا يسمونها حوليات أو أعمال الملوك، مثل حوليات تاسيتوس
المؤرخ الروماني الشهير وغيره،
وكانوا يدونون فيها أمور الملوك والممالك في سجلات سنوية تسمى حوليات، كما كانت تسمى أيضاً في العهد القديم ” سفر أخبار
الأيام لملوك إسرائيل أو يهوذا “. ونظرا لصلة شعب إسرائيل قديما
بالإمبراطورية الفارسية وملوك فارس فقد ذكر سفر أستير والتي كانت إحدى زوجات الملك
الفارسي احشويروش تسجيل أعمال ابن عمها ومربيها مردخاي في سجلات ملوك فارس: ”
وكل عمل سلطانه وجبروته وإذاعة عظمة مردخاي الذي عظّمه الملك أما هي مكتوبة في
سفر أخبار الأيام لملوك مادي وفارس
” (استير10: 2).

وهناك حقيقة هامة وهي أن شعب إسرائيل كان هو شعب الله المختار وكان يحكم بالشريعة الإلهية التي أعطاها الله لموسى
النبي، وكان حكامه في البداية هم الأنبياء والقضاة الذين ابتدأوا بموسى النبي كليم
الله والذي قال عنه الكتاب أنه ” الذي عرفه الرب
وجها لوجه في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في ارض مصر بفرعون
وبجميع عبيده وكل أرضه وفي كل اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى
أمام أعين جميع إسرائيل
” (تث34: 10-12)، وانتهوا بصموئيل النبي. ثم
بعد ذلك عن طريق الملوك الذين كانوا يمسحون بالدهن المقدس كمسحاء للرب، والذي
وصفهم الله ب ” مسحائي ” (1أخ16: 22؛مز15: 15). وكان يعاون هؤلاء الملوك
أنبياء وراءُون مثل صموئيل النبي وناثان النبي وجاد النبي ويعدو الرائي(9)، وفيما بعد
اشعياء وارميا ثم عزرا الكاهن والكاتب. وهؤلاء هم الذين كانوا يسجلون حوليات
الملوك تحت اسم ” أعمال ” الملك الفلاني. وهؤلاء أيضا هم الذين
سجلوا ودونوا بالروح القدس الأسفار التاريخية ” أسفار صموئيل وملوك “:

V
وأمور
(أعمال) داود الملك الأولى والأخيرة هي مكتوبة في أخبار صموئيل
الرائي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائي ” (
1اخ29: 29).

V

وبقية
أمور (أعمال) سليمان
الأولى والأخيرة أما هي مكتوبة في أخبار ناثان النبي وفي نبوّة اخيا
الشيلوني وفي رؤى يعدو الرائي على يربعام بن نباط
” (2اخ9: 29).

V
وأمور
(أعمال) رحبعام الأولى والأخيرة أما هي مكتوبة في أخبار شمعيا
النبي وعدّو الرائي عن الانتساب
” (2اخ12: 15).

V

وبقية
أمور (أعمال) آبيا
وطرقه وأقواله مكتوبة في مدرس النبي عدّو ” (2اخ13: 22).

V

وبقية
أمور (أعمال)
يهوشافاط الأولى والأخيرة ها هي مكتوبة في أخبار ياهو بن حناني المذكور في سفر
ملوك إسرائيل
” (2اخ20: 34).

V
واما
بنوه وكثرة ما حمل عليه ومرمّة بيت الله ها هي مكتوبة في مدرس سفر
الملوك
” (2اخ24: 27).

V
وصلاته
والاستجابة له وكل خطاياه وخيانته والأماكن التي بنى فيها مرتفعات
وأقام سواري وتماثيل قبل تواضعه ها هي مكتوبة في أخبار الرائين
(2اخ33: 19).

فقد دون هؤلاء الأنبياء، المؤرخين، أو كما يسميهم العلماء في الوقت الحالي
” أنبياء البلاط “، تاريخ شعب الله وأخبار قضاته وأعمال ملوكه وقادته
ورسائل الملوك والقادة من بعد يشوع وحتى عزرا ونحميا في سجلات مكتوبة خاصة بهم وفي
حوليات كانت تحفظ في قصور الملوك، وكانت هذه الحوليات التي كتبها هؤلاء الأنبياء
في متناول الجميع ومعروفة للجميع، ولما كتبوا ودونوا الأسفار التاريخية وأسفارهم
هم؛ أسفار صموئيل وإشعيا وإرميا ونحميا وعزرا، بالروح القدس، كانت هذه السجلات هي
المصدر الأول لكتابة الأسفار التاريخية، التي كتبها هؤلاء الأنبياء أنفسهم بالروح
القدس، كشهود عيان ومعاصرين للأحداث ومحركين لها باعتبارهم الناطقين بفم الله
والمتحدثين باسمه والممثلين له والوسطاء بينه وبين الملوك والقادة والشعب. ومن هنا
يسجل لنا العهد القديم نماذج من هذه الأعمال، أعمال ملوك شعب الله ومسحائه لنعرف
ما يحب علينا أن نعرفه من هذا التاريخ وليكن لنا فيما جاء فيه عبرة ومثال، كما
يقول الكتاب: ” لأن كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية
بما في الكتب يكون لنا رجاء
” (رو15: 4). ولذا نجد تماثل بل وتطابق تام
بين جزء من الإصحاحات التاريخية في سفر اشعياء (36 – 39) مع (2مل18: 13- 20: 20).
ولذا يشير سفر أخبار الأيام لهذه الحقيقة قائلا: ” وبقيت أمور (أعمال) حزقيا
ومراحمه ها هي مكتوبة في رؤيا اشعياء بن آموص النبي في سفر ملوك يهوذا وإسرائيل
” (2اخ32: 32). وهنا نلاحظ أن سفر الملوك يذكر قسم
من الأحداث الخاصة بالملك حزقيا ويشير إلى
بقية تفاصيلها في الحوليات المدنية فيقول: ” وبقية أمور (أعمال) حزقيا وكل
جبروته وكيف عمل البركة والقناة وادخل الماء إلى المدينة أما هي مكتوبة في سفر
أخبار الأيام لملوك يهوذا ” (2مل20: 20).
كما يشير سفر الأخبار لمرثاة
ارميا النبي التي رثى بها يوشيا الملك بقوله: ” ورثى ارميا يوشيا. وكان جميع
المغنين والمغنيات يندبون يوشيا في مراثيهم إلى اليوم وجعلوها فريضة على إسرائيل.
وها هي مكتوبة في المراثي ” (2اخ35: 25).

وهكذا يذكر العهد القديم نموذجاً من أعمال ملوك إسرائيل ويهوذا ويشير
لمعاصري الأنبياء بالرجوع، إذا أرادوا، لسجلات أعمال هؤلاء الملوك فيقول: ”
وبقية أمور (أعمال) سليمان وكل ما صنع وحكمته أما هي مكتوبة في سفر أمور
(أعمال) سليمان
” (1مل41: 11). وهكذا بقية الملوك(10).

أما ” سفر ياشر ” فهو كما أثبتت الدراسات الحديثة عبارة
عن كتاب شعر عبري كان يستخدمه بنو إسرائيل في أيام يشوع بن نون وصموئيل وهو كتاب
غير موحى به، وتقول الدراسات الحديثة، بحسب ما أوردته دائرة المعارف اليهودية (
Jewish
Encyclopedia
) وخاصة ما قاله المفسر اليهودي Levi b. Gershon
أنه
كان كتابا خاصاً فقد أثناء السبي ” وقد أيده في ذلك الكثير من
العلماء.

” حينئذ كلم يشوع
الرب يوم اسلم الرب الآموريين أمام بني إسرائيل وقال أمام عيون إسرائيل يا شمس
دومي على جبعون ويا قمر على وادي ايلون. فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب
من أعدائه. أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر. فوقفت الشمس في كبد السماء ولم
تعجل للغروب نحو يوم كامل. ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولا بعده سمع فيه الرب صوت
إنسان. لأن الرب حارب عن إسرائيل ” (يش10: 12 – 14).

وما يقال عن سفر ياشر يقال أيضاً عن ” سفر حروب الرب “،
حيث يقول العلماء أنه مرتبط بالموقع الجغرافي لارنون ” لذلك يقال في كتاب
حروب الرب واهب في سوفة وأودية ارنون ” (عد21: 14)، وهو كتاب شعري غير موحى
به يحتوى على قصائد شعرية تحتفل بالانتصارات الإسرائيلية بقيادة الرب يهوه على
أعدائهم، وهو مثيل بسفر ياشر: ” وارتحل بنو إسرائيل ونزلوا في اوبوت.
وارتحلوا من اوبوت ونزلوا في عيّي عباريم في البرية التي قبالة موآب إلى شروق
الشمس. من هناك ارتحلوا ونزلوا في وادي زارد. من هناك ارتحلوا ونزلوا في عبر ارنون
الذي في البرية خارجا عن تخم الأموريين.لان ارنون هو تخم موآب بين موآب
والأموريين. لذلك يقال في كتاب حروب الرب واهب في سوفة وأودية ارنون ومصب
الأودية الذي مال إلى مسكن عار واستند إلى تخم موآب ” (عد21: 10 – 15).

” ورثا داود بهذه
المرثاة شاول ويوناثان ابنه وقال أن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس هوذا ذلك مكتوب
في سفر ياشر
الظبي يا إسرائيل مقتول على شوامخك. كيف سقط الجبابرة. لا تخبروا
في جتّ. لا تبشروا في أسواق اشقلون لئلا تفرح بنات الفلسطينيين لئلا تشمت بنات
الغلف. يا جبال جلبوع لا يكن طل ولا مطر عليكنّ ولا حقول تقدمات لأنه هناك طرح
مجنّ الجبابرة مجنّ شاول بلا مسح بالدهن. من دم القتلى من شحم الجبابرة لم ترجع
قوس يوناثان إلى الوراء وسيف شاول لم يرجع خائبا. شاول ويوناثان المحبوبان الحلوان
في حياتهما لم يفترقا في موتهما. اخف من النسور واشدّ من الأسود. يا بنات إسرائيل
ابكين شاول الذي ألبسكنّ قرمزا بالتنعم وجعل حليّ الذهب على ملابسكنّ. كيف سقط
الجبابرة في وسط الحرب. يوناثان على شوامخك مقتول. قد تضايقت عليك يا أخي يوناثان.
كنت حلوا لي جدا. محبتك لي أعجب من محبة النساء. كيف سقط الجبابرة وبادت آلات
الحرب ” (2صم1: 17- 27).

أخيرا يقول أحد هؤلاء الكتاب: ” إن ما يدعيه النصارى
أن هذه كتب تاريخية ليست وحياً إلهياً وأنها مُجَرَّد كتب تاريخية كتبها الناس
والرب يستشهد بها في كتابه لهو مضحكة للعقلاء بالفعل، ولا أعتقد أن من خرجوا بهذا
الرأي قد قالوه عن عقل أو دراية فعلاً، فالرب يحتاج إلى أسفار تاريخية ليست وحياً
إلهياً ليستشهد بها هل تتخيل ذلك؟؟ الرب يحتاج إلى كلام البشر حتى يصدق الناس
كلامه هو ويتأكدون مما يقوله الرب؟ “.

وهنا نقول له ولأمثاله أن كتاب الله هو تاريخ لعلاقة
الله مع البشر أو لعلاقة البشر مع
الله، وكل كتاب ديني لا يأتي بكل ما فيه من عند
الله بعيدا عن البشر، وكتابك المقدس، القرآن، يضم قصة سليمان والنمل وملكة سبأ
والعفاريت والجن ” قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ
أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ” (النمل:
39)، ” حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا
أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ” (النمل: 18)، وهذه القصص موجودة في كتب
أساطير اليهود!! كما يضم قصة صالح وثمود: ” وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ
صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً
فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ
(لأعراف: 73)، وعاد
وهود: ” وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ
مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ” (هود:
50)، وهود ” قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ
بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ” (هود:
53). وغيرهما من القصص التي كانت موجودة أصلاً في التراث العربي!! كما أنه يضم
تفاصيل كثيرة عن حياة نبي المسلمين وبعض الصحابة مثل أبي لهب ” تَبَّتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ” (المسد: 1)، وقصة زوجة زيد ” وَإِذْ تَقُولُ
لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ
زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ
مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ
فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ
اللَّهِ مَفْعُولاً ” (الأحزاب: 37)
. وهذه كانت أحداث فعلية في التاريخ
الإسلامي!!
وغير ذلك مما كان يختص بالمجتمع الإسلامي الجديد، وهذا كله مذكور في كتب
السير النبوية وهي تاريخ بشري!! وهنا نسأله ونقول له هل كان الله في حاجة لهذه
الأحداث التاريخية، سواء التي حدثت مع نبي المسلمين نفسه أو القصص مثل قصص عاد
وثمود و ” إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ” (الفجر: 7)؟؟!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى