اللاهوت الدفاعي

سؤال (2):



سؤال (2):

سؤال (2):

كيف سأل شاول الرب؟
ولماذا إمتنع الرب عن إجابة شاول؟

الإجابة:

لقد كان الفلسطينيون من ألد أعداء بني إسرائيل ولم ينهزموا أبداً، ولا حتى
من يشوع بن نون (يشوع 13 : 1-3). وكانوا لا يزالوا يسيطرون على الأراضي الخصبة
بطول ساحل البحر المتوسط من يافا حتى جنوب غزة. ونظرا لعدم وجود جبال في أرض
الفلسطينيين على عكس باقي الأماكن التي استولى عليها بنو إسرائيل، فقد كانت هذه
المنطقة من أكثر المناطق تميزا في أرض الموعد. وكان الفلسطينيون قد تغلبوا على
الإسرائيليين فى أيام عالى الكاهن.

ولكن لما هاجم الفلسطينيين مرة أخرى بنى إسرائيل فى أيام صموئيل النبى حينما
كان قاضيا على إسرائيل وإلتمس وجه الرب وصلى إليه، إنهزم الفلسطينيين هزيمة ساحقة
حتى أنهم على ظلوا على مدار 40 سنة لا يجرأوا أن يهاجموا إسرائيل، وعندما أصبح
شاول ملكا، كان الفلسطينيون يسيطرون على السهول الساحلية، وبعض المناطق الجبلية.
وفي بداية ملكه حقق شاول انتصارا عظيما، وبعده قتل داود لجليات الفلسطينى، تم
إخضاع الفلسطينيين تماماً.

وفي السنة الأربعين من ملك شاول، جمع الفلسطينيون جميع جيوشهم إلى أفيق،
وكان الإسرائيليون نازلين على العين التي في يزرعيل (صموئيل الأول 29 : 1)، ولما
رأى شاول جيش الفلسطينيين يستعد لمهاجمته خاف واضطرب قلبه جداً، هكذا يقول الكتاب،
فأسرع شاول ليسأل الرب لكنه لم يتلق من الرب أى إجابة:
“5
ولما رأى شاول جيش الفلسطينيين خاف واضطرب قلبه جدا. 6 فسأل شاول من الرب, فلم
يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء
” (صموئيل الأول 28 : 5-6).

وهنا قد يسأل سائل، نعلم أن مراحم الله كثيرة وهو الذى لا يشاء موت الخاطئ
حتى يرجع ويتوب، وها هو شاول يسأل الرب فلماذا تم إغلاق كل أبواب الرحمة والرجاء
فى وجهة، حتى تملكة اليأس، وذهب ليشق طريقة فى وسط الليل طالباً السحرة والعرافين،
علة يجد عندهم ما يطلبة؟

حسناً، فلنتأمل هنا معاً ماذا فعل شاول بالتحديد؟، وما هى الوسائل التى طلب
فيها الرب؟.

هكذا يقول الكتاب المقدس: “فسأل شاول من الرب“، كل ما فعلة هو أن سأل!!! لقد قمت بالبحث عن مرادف أخر
لكلمة سأل فى باقى ترجمات الكتاب المقدس العربية، فوجدت كل الترجمات العربية تكتب
نفس الكلمة “
سأل” بإستثناء الترجمة العربية الحديثة كتبت “إستشار” ولم
أفضلها، وكأن الله حاشاً أصبح مستشاراً لشاول الملك.

وأيضاً بحثت فى الترجمات الإنجليزية، ومنها الترجمة السبعينية فوجدتها بمعنى
إستفسر(And Saul enquired of the Lord)، وباقى الترجمات الإنجليزية (Asked)، لم أجد ترجمة تعطينى معنى (Prayed)، أى أن شاول صلى أو إلتجأ أو دعا إلى
الرب، بل كل ما فعلة هو السؤال والإستشارة والإستفسار، ومتى؟ فى أشد الظروف التى
تمر بها مملكتة التى هى على وشك الإنهيار أمام العدو الفلسطينى.

جاء فى الترجمة السبعينية، أن شاول إستفسر” من
الرب، ولما لم يجية الرب، فذهب إلى العرافة ليستفسر منها ويسألها، فقد جاءت ترجمة
كلمة سأل فى الحالتين بنفس المعنى، وهذا بالفعل ما حدث، وهكذا تعامل شاول مع
العرافة بنفس المستوى والأسلوب الذى تعامل به مع الله، فهل مثل هذا الإنسان يجد
إجابة من عند الرب؟

+ (صموئيل الأول
28 : 7)
فقال شاول لعبيده: فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فأذهب إليها وأسألها»

+ (1Sa 28 : 7) Then Saul said to his servants, Seek for me a woman who has in her a divining spirit, and I will
go to her, and
enquire of her

يقول الرب فى سفر التثنية:

+(التثنية 4 : 29)
إن طلبت من هناك الرب إلهك تجده إذا التمسته بكل قلبك وبكل نفسك

+ (Deu 4 : 29) And there ye shall seek the Lord your God, and ye shall find him whenever
ye shall seek him with all your heart, and with all your soul in your
affliction

ولكن للأسف لم يفعل شاول ذلك، لم يبحث عن الرب ويطلبة (Seek)، بل بحث عن عرافة، لم يفكر شاول فى
الصلاة بكل قلبة وبكل نفسة، ولا الشعب أيضاً فكر فى إلتماس وجه الرب، بل عندما سأل
مستشارية عن عرافة تستدعى له روح صموئيل النبى لكى يسألة، لم يفكر فيهم أحد أن
يقول له ولما لا نطلب يد الرب إلهنا إلة أبائنا، الذى بيد عزيزة وقوية أنقذنا من
كل أعدائنا، لم يقل له أحد ذلك، ولم يقل له أحد نبحث عن داود ونستدعية فإن روح
الرب علية، أو يستدعوا أبياثار الكاهن ليطلب من الرب بالأوريم، بل سارعوا بالبحث
عن عرافة متمكنة فى تحضير الأرواح.

وعلى كل حال لنرى كيف سأل شاول من الرب؟

الوسائل التى سأل شاول فيها الرب، كانت ثلاث.

لقد سأل شاول الرب بثلاث طرق ولم يتلقى إجابة، لماذا؟

للرد على سبب إمتناع الرب عن إجابة شاول نورد هنا كل طريقة منهم، حتى نعرف
سبب إمتناع الرب عن مجاوبة شاول:

1- الأحلام!!!: وهى مثل الأحلام التي فسَّرها يوسف الصديق لفرعون، والتي قال
فيها يوسف لفرعون: “قد أخبر الله فرعون بما هو صانع” (التكوين 41 : 25).
وبالمثل الحلم الذي فسَّره دانيال النبي للملك نبوخذنصر، وقال له: “يوجد إله
في السموات كاشف الأسرار، وقد عرّف الملك نبوخذنصر ما يكون في الأيام
الأخيرة” (دانيال 2 : 3 ، 28). وكالأحلام التي رآها يوسف النجار (متى 1 : 20)،
(متى 2 : 13 ، 19). وكحلم المجوس (متى 2 : 12).

ولكن كيف؟ وبأى منطق؟ من أين تأتى لشاول الإحلام الإلهية من قبل الرب
لترشده، وهو يعلم تماماً أن روح الرب قد فارقة منذ سنين طويلة مضت، وساد على قلبة
الحقد والكراهية والغرور، فلا شك أنه فى تلك الفترة العصيبة قبل نومة كان يقول فى
قرارة ذاتة لعل الرب يترأى لى فى حلم ليخبرنى ماذا أفعل!!!!.

2- الأوريم: كما سبق وأوضحنا، فإن الأوريم
والتميم، عبارة عن حجرين صغيرين مسطحين كالعملة المعدنية، يوضعان فى جراب أو كيس
صغير يعلق على صدر الكاهن ناحية القلب ويستخدمهما لمعرفة إرادة الله فى موضوع
معين، و
لكل منهما وجه عليه “نعم” والآخر عليه
“لا”، ويقوم الكاهن بسؤال الرب فى موضوع معين، ثم يقوم بإخراج الحجرين
من الكيس، فإذا وجد وجهى الحجرين مكتوب عليهما “نعم”، فهذا يعنى موافقة
الرب، وإذا وجد وجهى الحجرين مكتوب عليهما “لا”، فهذا يعنى رفض الرب،
أما إذا وجد حجر مكتوب عليه “نعم” والآخر “لا”، فهذا يعنى أن
الله لا يجيب بشئ، ويظل الأمر معلقاً.

ولقد كان الأوريم والتميم يوضعان على صدر هارون الكاهن أخو موسى النبى ناحية
قلبة ليتذكر عدل الله، وهما إشارة لقضاء الرب، وأمر الرب موسى أن يضعهما على قلب
أخية هارون، وهكذا من جيل إلى جيل كان يتسلم كهنة الرب ذلك الحجرين، لطلب الرب
بإستمرار:

+ (الخروج 28 :
30)
وتجعل في صدرة القضاء الاوريم والتميم لتكون على قلب هارون عند
دخوله امام الرب. فيحمل هارون قضاء بني اسرائيل على قلبه امام الرب دائما
.

+ (العدد 27 : 21)
فيقف أمام ألعازار الكاهن فيسأل له بقضاء الأوريم أمام الرب.
حسب قوله يخرجون وحسب قوله يدخلون هو وكل بني إسرائيل معه كل الجماعة
.

وطالما أن شاول لم يجد رداً وإجابة من الرب، فوفقاً للوصف السابق، كان أحد
الحجرين مكتوب علية “نعم” والاخر “لا”، وهكذا ظل الأمر
معلقاً، وهذا ما حدث مع شاول، فلم يجبه الرب!!!.

ولكن السؤال هنا من هو الذى له السلطة على إستخدام الأوريم والتميم؟ إنه الكاهن
فقط، وليس من حق أى إنسان آخر غير كهنة الرب إستخدام الأوريم والتميم حتى ولو كان
الملك نفسة.

+(عزرا 2 : 63) وَقَالَ
لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ
كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ.

+(نحميا 7 : 65)
وَقَالَ لَهُمُ التَّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى
يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ.

ولكن أين هو ذلك الكاهن؟ … لا يوجد، لا يوجد كهنة للرب فى عهد شاول فى ذلك
الوقت، ولا كاهن منهم على قيد الحياة، لقد قتلهم شاول جميعاً، بإستثناء أبياثار
الكاهن الذى نجا من مذبحة الكهنة وهرب عند داود، والباقين أبادهم شاول من أمامة
كالأعداء، وترك نفسة وشعبة ضالاً شريداً، ومرعوباً من أعداء بنى إسرائيل. حتى أنه
لا هو ولا الشعب طالب طوال كل تلك السنوات بضرورة وجود كهنة للرب تمارس الشرائع
وتقدم الذبائح والمحرقات للرب، فزاغوا جميعاً وراء ألهة الأمم وعملوا الشر فى عينى
الرب ورفضوه، فرفضهم من أمامة.

والآن نعود مرة أخرى لنفس السؤال السابق، إذا كان شاول قد سأل الرب
بالأوريم، فمن هو ذلك الشخص الذى سأل الرب بالأوريم؟؟ هل أقام شاول كاهناً بطريقة
ما ليسأل لهُ الله، وحتى لو حدث ذلك فهو أمر غير شرعى وغير مقبول فى عين الرب،
وليس للملك الحق فى إقامة وتنصيب كهنة، لأن أعمال الكهنوت لا يقوم بها سوى رجال
الكهنوت.

ولكن كان الكاهن الشرعى الوحيد المتبقى هو أبياثار بن أخيمالك الذى نجا من
مذبحة كهنة الرب على يد شاول، ولكن لم يخبرنا الكتاب المقدس أن شاول أرسل فى طلب أبياثار
لكى يسأل الرب فى هذا الأمر الخطير بخصوص الحرب التى تهدد المملكة كلها، أليس شاول
كان يرسل فى طلب داود مراراً، فلماذا لم يرسل فى طلب أبياثار، لكى يسأل الرب
بالأوريم الذى لا يحق سوى لكهنة الرب فقط أن يستخدموة لكى يسألوا ويطلبوا المشورة
الإلهية فى الأمور الهامة.

ولكن لو دققنا فى نص الآية المكتوب، فسنجد الإجابة واضحة تماماً عن ذلك
الشخص الذى سأل الرب بالأوريم:

+ (صموئيل الأول
28 : 5-6)
فسأل شاول من الرب, فلم يجبه … ولا بالأوريم

إنه شاول!!!، هو شخصياً الذى قام بإستخدام الأوريم، وطبيعى أن لا يحصل على
رد من قبل الرب، فكيف يعطى لنفسة الحق فى إستخدام الأوريم، الذى لا يحق سوى للكهنة
فقط أن يسألوا الرب بالأوريم، ولكن لماذا الإندهاش؟ ولما لا يفعلها شاول؟، أليس هو
بنفسة فيما سبق قام بإصعاد المحرقات والذبائح أمام الرب، ونصب نفسة للقيام بعمل
الكهنوت المقدس. فكم هى مراحم الله بالفعل التى لا حدود لها، وكم هى طول أناتة
التى لم تردى ذلك الإنسان قتيلاً فى الحال لإقدامة على مثل هذا العمل.

إلى هذا الحد وصل بذلك الإنسان العبث والإستهتار بمقدسات الرب، وإلى هذة
الدرجة وصل به الإستخفاف بشرائع موسى النبى والتوراة؟، ولكن لماذا نستبعد عنه ذلك،
وهو الذى سبق له ومارس طقوس الكهنوت بغير إسحقاق، عندما قام بتقديم المحرقات
والذبائح للرب: “
فقال شاول: قدموا إلي المحرقة
وذبائح السلامة. فأصعد المحرقة
” (صموئيل
الأول 13 : 9)، وأليس هو الذى طلب من الكاهن أن يكف عن الصلاة وقال له “
فقال شاول للكاهن: «كف يدك»” (صموئيل
الأول 14 : 19).

نعم بالحقيقة، إنها خطيئة وتعدى صارخ على الكهنوت المقدس، ذلك الذى لم يحدث
فى تاريخ كل بنى إسرائيل أن تجرأ أحد على كهنوت هارون.

نتذكر عندما طلب شاول من السعاة والحراس قتل كهنة الرب، إنزعجوا وإرتعبوا
جميعهم من ما سمعوه منه، بل ورفضوا رفضا تاماً جميعهم، ولا واحد منهم إستجاب لطلب
شاول فى تنفيذ هذا الأمر، وغامروا بحياتهم حتى لو قتلهم شاول على رفضهم وعصيانهم
لأوامرة، لم يفكروا فى حياتهم بقدر ما فكروا فى مثل هذا الجُرم والإثم العظيم وهو
قتل كهنة الرب!!!.

وتؤكد لنا الآيتين التاليتين أن شاول هو الذى إستخدم الأوريم بنفسة:

+ (1) + (صموئيل
الأول 28 : 6)
فسأل شاول من الرب, فلم يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء.

+ (2) + (صموئيل الأول 28 : 15) “فقال صموئيل لشاول: لماذا أقلقتني بإصعادك إياي؟ فقال شاول: قد ضاق بي الأمر
جدا. الفلسطينيون يحاربونني, والرب فارقني ولم يعد يجيبني
لا بالأنبياء ولا بالأحلام.
فدعوتك لتعلمني ماذا أصنع
.

لاحظ جيداً ما حدث، فى الآية الأولى، سأل شاول من الرب فلم يجبه بأى طريقة
من الطرق الثلاثة وهى: الأحلام – الأوريم – الأنبياء.

وعندما كان يتحدث مع روح صموئيل النبى قال له أن الرب لم يعد يجيبة لا
بالأنبياء ولا بالأحلام،
ولم يذكر هنا
الأوريم أبداً
، لقد بتر شاول الحقيقة عن صموئيل النبى وأخفى عنه
موضوع الأوريم، حتى لا يجلب على نفسة لعنة أخرى هو الآن فى غنى عنها (وإن كان
صموئيل قد عرفها من قبل الرب)، لأنه لو قال لصموئيل أن الرب لم يجاوبة ولا حتى
بالأوريم، لتصور له أن صموئيل النبى شوف يسألة ومن أين لك أن تسأل الرب بالأوريم
وأنت قد قتلت وذبحت كل كهنة الرب، ولم يتبق منهم سوى أبياثار الذى هرب من أمامك
وإحتمى عند داود، وأنت لم تطلبة لكى يحضر لك، وكان بإمكانك أن تعطى له الأمان بعدم
قتلة، بل منعتك بصيرتك العمياء من ذلك. وبدلاً من إرسال رجالك للبحث عن
أبياثار كاهن الرب أرسلتهم للبحث عن عرافة عبن دور، فكان بإمكانك كملك تأمر أبياثار كاهن الرب وتقسم أن لا
تقتلة، حتى
يأتى هو يسأل لك الرب بالأوريم فى نور النهار، ولكنك ذهبت أنت كخادم إلى عرافة كاهنة الشيطان وأقسمت أن
لا تقتلها، لكى
تستجدى منها أن تسأل لك الشيطان بالسحر فى ظلام الليل.

يذكر لنا الكتاب المقدس أنه عند هروب أبياثار إلى داود النبى أخذ معه ملابس
الكهنة (أفود): “
وكان لما هرب أبياثار بن
أخيمالك إلى داود إلى قعيلة نزل وبيده أفود
” (صموئيل الأول 23 : 6). ولقد طلب داود ذات مرة أن يقدم له أبياثار
الأفود ليسأل الرب، وأجابة الرب: “
7 ثم قال داود لأبياثار
الكاهن ابن أخيمالك: «قدم إلي الأفود». فقدم أبياثار الأفود إلى داود. 8 فسأل داود
من الرب: «إذا لحقت هؤلاء الغزاة فهل أدركهم؟» فقال له: «الحقهم فإنك تدرك وتنقذ
” (صموئيل الأول 30 : 7-8)

3- الأنبياء: بالطبع معروف أنه فى هذا التوقيت لم يكن يوجد أنبياء، والله لم
يرسل له أنبياء، فصموئيل النبى الذى تجاهله شاول لسنين طويلة قد مات، وداود الذى
عليه روح الرب، والذى حقق بطولات وإنتصارات حربية ضد الفلسطينيين، كان مطارداً من
قبل شاول فى المنفى، فلم يفكر شاول أيضاً فى إستدعاء داود لكى يكون بجوارة فى هذا
الوقت العصيب وهو قادم على حرب مع الفلسطينين، وكان شاول يعلم أن الرب مع داود:
فرأى شاول وعلم ان الرب مع داود” (صموئيل الأول 18 : 28). وهو إعترف بنفسة لداود عن تلك الحقيقة فيما
مضى: “
والآن فإني علمت إنك تكون ملكاً وتثبت بيدك مملكة إسرائيل” (صموئيل الأول 24 : 20)،

لقد إعترف شاول لدواد بالحقيقة ولكن بدون إيمان، وهى أن الرب مع داود من أجل
شعب إسرائيل، ولكن داود لم يدع تلك الحقيقة تفارق عينية طوال مدة حكمة على شعب
إسرائيل، ولذلك يقول الكتاب عن داود النبى:

+ (صموئيل الثانى 5 : 12) وعلم
داود ان الرب قد أثبته ملكاً على إسرائيل وإنه قد رفع ملكه من أجل شعبه إسرائيل
.

+
(صموئيل الثانى 7 : 24)
وثبت لنفسك شعبك إسرائيل شعباً
لنفسك إلى الأبد وأنت يارب صرت لهم إلهاً

          وهكذا دمر
شاول كل المصادر التى كان من الممكن أن يستمد منها الإرشاد الإلهى. فلم ينسحق شاول
أمام الرب، ولم يقدم توبة ويراجع نفسة وما وصل به الحال من حماقة وضلال، وقد نتعجب
أن شاول نفسة وصف ذاتة بأنه أحمق وضال، هكذا يقول عنه الكتاب: “
هوذا قد حمقت و ضللت كثيرا جداً” (صموئيل
الأول 26 : 21).

لقد طغى الغرور والكبرياء على شاول، وكل ما فعلة أن سأل أو إستفسر أو إستشار
الرب، والرب بالطبع لم يجبة، ولكنه لم ينتظر طويلاً. فهو إنسان معروف عنه أنه ليس
لدية وقت حتى مع الله، ليس هناك وقت ليضيعة، أليس هو الذى أثناء الحرب لم يحتمل إنتظار
صلاة الكاهن ومنعه من أن يسأل الرب وقال له كفى لا وقت لى لصلاتك:
“فقال شاول للكاهن: «كف يدك»
(صموئيل الأول 14 : 19)، وهذا ليس بجديد علية، فهل يمكن أن ينسى أنه قتل جميع كهنة
الرب؟.

والآن لم يرى أحلام من قبل الرب، وإستخدم الأوريم الخاص بالكهنة وحدهم ولم
يحصل على جواب، أما الأنبياء فلا توجد، ماذا تبقى بعد؟ الصلاة؟؟؟ نعم هى الصلاة
وإلتماس وجه الرب، ولكن لا وقت للصلاة فى حياة شاول، لم يعرفها من قبل، فمنذ متى
قرأنا أن شاول صلى إلى الرب؟.

كل ما يريدة هو الحلول السريعة العاجلة، فما كان منه أن نراه يشق طريقه ليلاً
متسللاً متنكراً كاللص، هو وإثنين من رجالة لطلب المشورة من إمرأة عرافة فى بلدة عين
دور، وأصبح مصير شعب بنى إسرائيل، أبناء إبراهيم وإسحق ويعقوب، متوقفاً على كلمة
تنطق بها إمرأة ساحرة!!!، “
إنه ليس عيافة على يعقوب ولا
عرافة على إسرائيل
” (العدد 23 : 23). لجأ
شاول للسحر والعرافة وتمرد على الله، وأصبح مكروه عند الرب “
لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب” (العدد 18 : 12). فقبل أن يموت صموئيل النبى سبق وقالها لشاول:
لأن التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم لانك رفضت
كلام الرب رفضك من الملك
” (صموئيل
الأول 15 : 23). ولذلك رفضه الرب بل وقطعة من شعب بنى إسرائيل حسب شريعة موسى
النبى: “
النفس التي تلتفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم، اجعل
وجهي ضد تلك النفس، وأقطعها من شعبها
” (اللاويين
20 : 6-7). ولذلك يقول الكتاب المقدس عن شاول: “
فمات
شاول بخيانته التي بها خان الرب من أجل كلام الرب الذى لم يحفظه وأيضاً لأجل طلبه إلى
الجان للسؤال
” (أخبار الأيام الأول 10 : 13).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى