اللاهوت الدفاعي

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل الثالث

حقيقة ظهور روح صموئيل النبى
لشاول الملك

 

لا عجب أنه بعد سنوات عديدة من ملك شاول الذى رفضة اللة من سنين، عندما واجه
الفلسطينيين مرة أخرى للحرب، أن لا يتلقى جواباً من الرب مما دفعه إلى الخروج فى
جوف الليل للبحث عن إجابة لدى عرافة عين دور، وطلبة منها أن تصعد له روح صموئيل
النبى. وبعد كل ذلك، تُرى هل إستطاعت العرافة إصعاد روح نبى الله صموئيل من
الهاوية؟ ومن هو الذى ظهر لشاول؟ هل هو صموئيل النبى نفسة؟ أم هى روح شيطانية؟ فإن
كان هذا أو ذاك فهناك سيل آخر من الأسئلة تدور فى أذهاننا:

مقالات ذات صلة

·       
هل يمكن أن مشيئة وإرادة
الله أن تكسر وصيته؟ أى يشاء ظهور صموئيل فى تنفيذ عمل الجان ويكسر وصيتة.

·    هل أمر الله صموئيل النبى بالظهور؟ ولكن كيف وقد
رفض الله شاول وقطعة من شعب بنى إسرائيل، لأنه هكذا قال الكتاب عن الذى يطلب أصحاب
الجان تقطع نفسة من شعبة، فإن كان الأمر كذلك؟ فكيف إذن يسمح الله بذلك؟.

·       
هل طلب صموئيل
النبى من الله أن يظهر لشاول؟

·       
هل حضر صموئيل
النبى من ذاتة؟

·       
هل حضر صموئيل
النبى بأمر العرافة؟

·       
هل سمح الله للجان
بإستحضار روح صموئيل النبى؟

·       
هل يقيم الله عثرة
للشعب ويزرع فى قلوبهم الشك بظهور روح صموئيل النبى فى بيت عرافة تتبع الجان؟

·       
هل للشيطان سلطان
على أرواح الأنبياء؟

·       
هل الشيطان هو
الذى ظهر لشاول؟

أسئلة كثيرة وكثيرة سوف نحاول الإجابة عليها.

هناك آراء عديدة
ومختلفة فى هذا الأمر، تتعلق بكيفية ظهور روح صموئيل النبى لشاول الملك عند عرافة
عين دور، ولكن إذا تناولنا جميع الإحتمالات الممكن حدوثها فى مثل هذا الموقف نجد
الآتى:

1- الله أمر روح شيطانية بالظهور لشاول (ولكن حاشاً
أن يحدث ذلك).

2- الله أمر صموئيل النبى بالظهور لشاول.

3- صموئيل النبى طلب من الله أن يسمح له بالظهور
لشاول.

4- المرأة العرافه أحضرت روح صموئيل النبى بقوة
الشيطان (وهو رأي مرفوض تماماً ولا يقرة الكتاب المقدس، لأن الله منعه وحرمة،
وبالتالى على أقل تقدير لا يسمح به لروح أحد من أنبياءه، كما أنه لم يحدث لا من
قبل ولا من بعد فى كل تاريخ الكتاب المقدس مع أى نبى من أنبياء الله)، وعموماً سوف
نناقش ذلك أيضاً بالتفصيل.

5- المرأة العرافه أحضرت روح شيطانية، إدعت إنها هى
روح صموئيل النبى، وذلك فقاً لنص الآيه: “
ولا
عجب. لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور!
” (كورنثوس الثانية 11 : 14)

وقبل الدخول فى تفاصيل الموضوع وإثارة شغف القارئ إلى معرفة حقيقة حادثة ظهور
روح صموئيل النبى لشاول الملك عند عرافة عين دور، أود أن أطرح السؤال والإجابة
عليه مباشرة، ولعل الهدف من ذلك هو توجية ذهن القارئ إلى الأخذ بالأسباب والحيثيات
الواردة بالإصحاح الثامن والعشرون من سفر صموئيل الأول، ولعلنا نعلم أن معلومة
معينة قد تسخدم فى إثبات صحة حقيقة محددة، ونفس المعلومة بأسلوب أخر قد تستخدم فى
نفيها، ولا سيما فى الباب الرابع الخاص بالأسئلة والإجابات المتعلقة بهذا الموضوع،
لذلك فالسؤال هو:

س: هل بالفعل
ظهرت روح صموئيل النبى لشاول الملك عند عرافة عين دور؟

ج: نعم

الإثبات:

 

1- الوحى الإلهى
يؤكد أن العرافة رأت روح صموئيل النبى:

+ (صموئيل الأول
28 : 12)
فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ

          هذا
الكلام على لسان الوحى الإلهى بكل وضوح وشفافية، واصفاً أن الذى ظهر للعرافة ورأتة
هو صموئيل النبى:

لم يذكر الوحى
الإلهى مثلاً:
فلما رأت المرأة الروح الصاعدة صرخت بصوت
عظيم

بل ما ذكره الوحى
الإلهى:
“فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم”

صحيح لم نقرأ أن العرافة قالت بنفسها إنه صموئيل عند سؤال شاول لها، ولكنها
رأت صموئيل، فما هو الفرق؟ لا يوجد أى فرق أو تناقض إطلاقاً.

لأن الآية القائلة: “فلما رأت المرأة صموئيل”، على من تعود؟؟ إنها
تعود لكلام الوحى الإلهى، الذى يوصف الحدث نفسة وليس كلام العرافة، بمعنى أن الذى
رأتة كان هو صموئيل النبى. وكان سبب صراخها علمها التام أنها لن ترى روح صموئيل
الحقيقية، بل ستظهر لها روح شيطانية، ولكن حال أنها رأت روح صموئيل النبى فعلاً
صرخت بصوت عظيم مذعورة من قوة الصدمة.

وللتوضيح أكثر دعونا نسترجع موقف مريم المجدلية عندما رأت السيح المسيح بعد
قيامتة من الأموات وهى لا تعلم أنه يسوع، وهنا يقول الكتاب المقدس:

+(يوحنا 20 :
14-16) 14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ
فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ
تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ: «يَا
سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا
آخُذُهُ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ
لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.

وهنا الوحى الإلهى يصف مريم المجدلية أنها نظرت يسوع واقفاً، على الرغم من
ان مريم لم تكن تعرفة ولم تقل أنه يسوع بل ظنتة البستانى فى بادئ الأمر، ولكن حسب
وصف الوحى الإلهى كان الواقف أمامها هو شخص السيد المسيح نفسة، وهكذا بنفس
المنوال، فالمرأة العرافة رأت روح صموئيل النبى على الرغم من أنها لم تقل أنه
صموئيل وربما لم تعرفة أيضاً ووصفتة بأنه شيخ صاعد بجبة.

2- إعتراف شاول
بأنه صموئيل:

+ (صموئيل الأول
28 : 14)
فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ

عندما سأل شاول العرافة عن صورة الروح الصاعدة، قالت له رجل شيخ صاعد مغطى
بجبة، فعلم شاول أنه صموئيل فخر على الأرض وسجد، وبالتالى إتفق الإثنان العرافة
وشاول على إنها روح صموئيل النبى

3- إعتراف الروح
الصاعدة نفسها بأنها هى روح صموئيل النبى:

(صموئيل الأول 28
: 15)
فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟

(صموئيل الأول 28
: 16)
فَقَالَ صَمُوئِيلُ: وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ
فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟

الروح الصاعدة قالت أيضاً بكل وضوح وصراحة وشفافية مطلقة إنها صموئيل النبى
مرتين “
فَقَالَ صَمُوئِيلُ“،
ولذلك فضمير المتكلم هنا عائد على صموئيل النبى، ولو كان الوحى الإلهى يقصد غير
ذلك بأنها روح شيطانية وليست روح صموئيل النبى، لتدخلت عصمة الوحى الإلهى لإرشاد
كاتب السفر فى توضيح ذلك الأمر، كأن يكتب مثلاً: “
فقالت الروح لشاول“، أو “قالت الروح الصاعدة لشاول” وهذا لم يحدث بل يذكر الوحى: “فَقَالَ
صَمُوئِيلُ
” وذلك حسب عصمة الوحى لمنع الشك والإلتباس فى
الأمر.

وهذا يعنى أن الوحى أكد على أن الصاعد كان هو صموئيل النبى نفسة، ولو كانت
روح غير صموئيل لذكر ذلك، مثلما ذكر بالتحديد عن الوحش الصاعد من الهاوية: “
فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا” (الرؤيا 11 : 7).

4- سفر يشوع بن
سيراخ يؤكد أنها روح صموئيل النبى:

+ (يشوع بن سيراخ
46 : 16-23)
16 صموئيل المحبوب عند الرب نبي الرب سن الملك ومسح رؤساء شعبه. 17 قضى
للجماعة بحسب شريعة الرب وافتقد الرب يعقوب. 18 بإيمانه اختبر انه نبي وبإيمانه
علم انه صادق الرؤيا. 19 دعا الرب القدير عندما كان أعداؤه يضيقون من كل جهة واصعد
حملا رضيعا. 20 فارعد الرب من السماء وبقصيف عظيم اسمع صوته. 21 وحطم رؤساء
الصوريين وجميع أقطاب فلسطين. 22 وقبل رقاده عن الدهر شهد أمام الرب ومسيحه أني لم
اخذ من أحد من البشر مالا بل ولا حذاء ولم يشكه إنسان.
23 ومن بعد رقاده تنبأ واخبر الملك
بوفاته ورفع من الأرض صوته بالنبوءة لمحو إثم الشعب

وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وفقاً لنص الوحى الإلهى، أن روح صموئيل النبى
هى التى ظهرت لشاول الملك عندما ذهب لعرافة عين دور، ولم يكن ذلك تحت تأثير سحر العرافة.
والمقصود بالملك هنا هو شاول، الذى أخبرة صموئيل عن وفاتة وموتة هو وبنية معه.

وتجدر الإشارة فى هذا الصدد أن إسم صموئيل النبى فى كل الأسفار القانونية
الثانية لم يرد ذكره إلا مرة واحدة فقط وبالتحديد فى الإصحاح السادس والأربعين من
سفر يشوع بن سيراخ والآيات (16-23)، وكأن الوحى الإلهى على لسان يشوع بن سيراخ
أراد أن يؤكد للشعب آنذاك تلك الحقيقة، بدلاً من خضوعهم للإستنتاجات العقلية من
ناحية هل هو صموئيل النبى أم لا، وخصوصاً بعد مرور مئات السنوات على تلك الحادثة،
مثلما نحن الآن بصدد نفس التساؤل.

وبجانب ذلك فهناك أراء مؤيدة أن روح صموئيل النبى هى التى ظهرت لشاول الملك
عند عرافة عين دور وهى:

1- الأنبا
ايسذوروس
: كتاب مشكاة الطلاب فى حل مشكلات الكتاب (ص 103):
“وفيه إلتجأ شاول إلى عرافة عين دور وظهور صموئيل له بعد موته وتوبيخه إياه
وإنذاره بموته وموت أولاده. ويؤكد الأنبا إيسذوروس فى (ص 138-139) إن صموئيل ظهر
حقيقة وأنبأ شاول بما سوف يحل به وبأولاده … فذلك لا ريب فيه يثبتة النص صريحاً
بقولة: فقال صموئيل لشاول لماذا أقلقتنى؟”

https://www.calloflove.net/avatony/bible/mashkat_eltolab.pdf

2- القس منسى يوحنا: جاء فى كتاب حل مشاكل الكتاب (ص 58-59) الآتى:

https://www.calloflove.net/avatony/book/biblesolve.pdf

بين (صموئيل الأول
28 : 7–25) وبين (أرميا 14 :14)، و (حزقيال 13 : 7-8)، ففى الاول قيل ان عرافه عين
دور استحضرت صموئيل النبى بعد موته، وفى الثانى يذم العرافه وينسب لها البطلان
والكذب. فنجيب: سبق ان رأينا أن الله كثيراً ما يستخدم الحوادث غير الصالحه لمجد
اسمه. وهو له المجد لم يكن العله فى حدوث هذه الحوادث بل سببها الانسان الناقص.
فاذا حدثت من الانسان استخدمها لاتمام مقاصده. وهذا ما نفهمه من حادثه عرافه عين
دور. فالمرأه تعودت إستحضار الشياطين والجان وتستخبرهم عن امورها، ولكن لم يظهر للمرأة
جان أو شيطان بل ظهر لها شخص صموئيل نفسه بدليل خوفها وإرتعابها لأنها لم تكن تخاف
الشياطين لتعودها رؤيتهم ولم يكن ذلك بقوه السحر او العرافه، بدليل أن ظهور صموئيل
قد سبق قيام العرافه بشعوذتها (صموئيل الأول 28 : 11-12) وقد عرفت المرأه شاول
بقوه البديهه لا بقوه السحر. أما قولها (رأيت آلهه يصعدون من الأرض) فاللفظه
العبرانيه المترجمه (آلهه) بمعنى المفرد وإن كانت بصيغه الجمع ودليل ذلك قول شاول
لها “
ما هى صورته؟” (صموئيل
الأول 28 : 14) واللفظه ليس مدلولها الالوهيه بل تطلق أحيانا على المخلوق على سبيل
الإجلال والتعظيم ولذلك دعت المرأه صموئيل النبى بأنه آلهه.

3- القس
أنطونيوس فكرى
: فى تفسير سفر يشوع بن سيراخ:

هذا تأكيد على أن صموئيل بالفعل قد ظهر لشاول عند عرافة عين دور، وإن كان قد
ظهر من نفسه وليس تحت تأثير تعزيم أو شعوذة العرافة.

وأعلن لشاول أن المملكة سوف تنشّق عنه وتعطى لداود، وكذلك هزيمة بنى إسرائيل
(صموئيل الأول 28 : 3 – 19). وعلى هذه الآية يعلّق القديس أغسطينوس قائلاً:
“هكذا يظهر الأنبياء بعد نياحتهم، وهذا ردّ على القائلين بأن ظهور صموئيل
لشاول كان مجرد روح تشبه روح صموئيل بفعل استخدام السحر والشيطان، ولكن يشوع بن
سيراخ يؤكدّ أنها كانت روح صموئيل النبى “ويعلق على ما كتبه ابن سيراخ بأن
الأمر كان قد اختلط على اليهود ولكنه تأكد بقول ابن سيراخ.

ويوضح فى تفسير السفر الأسباب المؤيدة بأنها روح صموئيل هى:

1- يشوع بن سيراخ
يشهد بذلك فيقول “
ومن بعد رُقادِه تنبأ وأخبر
الملك بوفاته ورفع من الأرض صوته بالنبوءة لمحو إثم الشعب
” (يشوع بن سيراخ 46 : 23).

2- الذى ظهر هو
روح صموئيل فعلاً. وقطعاً لم يأتى بأوامر صاحبة الجان بل بسماح من الله ليعطى
درساً أخيراً لشاول لعله يتوب وليوبخه على ما صنعه إذ لجأ للجان عوضاً عن اللجوء
لله بالتوبة. وأصحاب هذا الرأى يدللون على ذلك بالأتى :

·            
صراخ المرأة بصوت
عظيم يدل على أنها رأت شيئاً لم تتعوده فهى تعودت على شياطينها.

·            
معرفة المرأة
لشاول وهو متنكر. ثم قولها آلهة على صموئيل فما رأتهُ كان عجيب عليها.

·            
قول صموئيل لشاول
لماذا أقلقتنى بإصعادك إياى هو توبيخ لشاول على فعله الأثم

·            
كل ما قاله صموئيل
كنبؤة قد حدث (الآيات 16-19). وواضح أنه إنذار أخير لشاول لعلّه يتوب.

4- الأنبا مكاريوس الأسقف العام: تفسير سفر
(يشوع بن سيراخ 46 : 23):

صموئيل
هو الذي ظهر لشاول الملك عندما ذهب للعرافة، ليس بأوامر من العرافة، ولكن الله
أرسل صموئيل كإنذار أخير ليتوب قبل موته.

5- القمص عبد المسيح بسيط: كتاب إعجاز
الوحى والنبوة فى سفر دانيال:

وما
يدل على وجود الروح وبالتالى إمكانية عودتها إلى الجسد هو ظهور روح صموئيل النبى
لشاول الملك (ص84)، كما سبق أن ظهرت روح صموئيل النبى لشاول الملك (ص85)
.

https://alanbamarcos.com/anbamarcos_ar/khadem_ar/f_abdelmeseih_5_1.doc

6- التفسير التطبيقى للكتاب المقدس:

هل عودة صموئيل من الأموات حقيقة بناء على دعوة العرافة؟ لقد صرخت المرأة
حالما ظهر صموئيل. لقد كانت تعلم جيدا أن جهودها للاتصال بالموتى إما عمل خداعي أو
عمل شيطاني. على أي حال، كشف لها ظهور صموئيل أنها تتعامل مع قوة أعظم من كل ما
عرفته من قبل، فهي لم تستدع صموئيل بالخداع أو بقوة الشيطان، ولكن الله جاء به
ليقدم لشاول نبؤة عن مصيره، وهي رسالة كان شاول يعرفها من قبل. وليس في هذا أي
مبرر لمحاولة الاتصال بالموتى الآن، فالله ضد كل هذه الممارسات (غلاطية 5 :
19-20). لم يستجب الله لتوسلات شاول لأن شاول لم يتبع توجيهات الله السابقة.
وأحيانا يعجب الناس لعدم إجابة صلواتهم، ولكن إن كانوا لا يقومون بالمسئوليات التي
وضعها الله عليهم، فلا عجب إن كان لا يرشدهم بعد ذلك. لقد كان مرتعبا ومضطربا
ومكتئبا مما قاله صموئيل له. ولحزنه الشديد على رفض الله له، ظل اليوم كله بلا
طعام، وأجبروه علي الأكل. ويالها من خاتمة تعيسة لشخص قد وهبه الله مثل هذه
المواهب، وأكرمه هذا الإكرام فى البداية!

7- خادم
الرب متى هنرى
Matthew
Henry
:
تفسير سفر صموئيل الأول:

https://winsite.planetmirror.com/win95/education/MatHenry.zip

المرأة
العرافة بالفعل رأت صموئيل النبى، مما دفعها إلى الخوف العظيم منه كنبى لل
ه

She believed that it was
really Samuel whom she saw, she would have had more reason to be afraid of him,
who was a good prophet

8- خادم الرب الأخ متى بهنام: كتاب مفاتيح
كنوز الأسفار الإلهية:

جاء فى تفسير
سفر صموئيل الأول:
وقد ظهر
صموئيل (حالة إستثنائية سمح بها الرب وليس بسلطان العرافة)، وأنبأ شاول بقرب موته
هو وبنيه، وفي اليوم التالي حارب الفلسطينيون بني إسرائيل وهزموهم في جبل جلبوع
وقتلوا ثلاثة من أبناء شاول، ولما جرح شاول جرحًا بليغًا سقط على سيفه ومات. ف
لما أدرك شاول أنه في موقف ميئوس منه، وأن الرب لم يجبه لا
بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء (صموئيل الأول 28 : 6)، لجأ إلى عرافة عين
دور، رغم أنه كان قد سبق ونفى أصحاب الجان والتوابع من الأرض (صموئيل الأول 28 : 3)،
فكانت النتيجة أن الرب سمح بطريقة معجزية –لم يكن للعرافة دخل فيها– أن تتحدث إليه
روح صموئيل لترثى حالتة وتخبره بمصيره الفاجع مما ملأ نفسه هلعاً ويأساً، وترثى
حالة شعب الله الذى ترك الإله الحقيقى وذهب وراء ألهه غريبة وها هو سوف يلقى مصيرة
بالعقاب ويقع فريسة فى أيدى الفلسطينيين.

9- البابا شنودة الثالث:

ناقش قداسة البابا
شنودة الثالث فى إحدى عظاتة هذا الموضوع بحيادية تامة، وتناول الكثير من وجهات
النظر حول موضوع ظهور روح صموئيل النبى لشاول:

https://www.calloflove.net/avatony/media/samuel_soul.wma

وأيضاً فى كتاب
الأرواح بين الدين وعلماء الروح، (صفحة 93) قائلاً:

https://www.copticpope.org/books/arwa7-b.pdf

إنه مُجرَّد رأي
خاص … قد يرجحه كثيرون:

أنَّ الذي ظهر
لشاول لم يكن هو صموئيل النبي .. مُجرَّد رأي ..

ومع ذلك، حتى لو
كان الذي ظهر هو صموئيل. فلا يكون ذلك عن طريق العرافة. وإنما خلال تلك المناسبة.
لأنَّ تلك المرأة نفسها لم تقل إنها أصعدت صموئيل.

+++

 

لم يعد بعد أنبياء
ولا كهنة، بل إنقطعت صله شاول الشخصية بالله، وبدلا من أن ينسحق ويقدم توبه
حقيقية، منعة كبريائه وغروره، ودخلة اليأس، وهل نسى شاول مقدار الشر الذى سوف
يرتكبة بحماقة لإغاظته لله عند طلبه المساعدة من عرافة.

وكما قلنا أنه
مهما بلغ بنا العلم والمعرفة كبشر فى تحليل كيفية حدوث تلك الواقعة، فإننا لا نعدو
كوننا نقطة صغيرة فى محيط علم الخالق العظيم، لأن أحكام الله وأسراره تفوق إدراكنا
العقلى المحدود، وهناك أسرار إلهية غير معلنة لنا من قبل الله.

بمعنى أنه من
الوارد عندما ذهب شاول الملك إلى المرأة العرافة، لكى تحضر له روح صموئيل النبى،
أن نتخيل حواراً فيه خاطب الله روح صموئيل النبى، بأن شاول ذاهب الآن إلى عرافة
عين دور طالباً أن يستحضر روحه، وأن الله قد أطلع روح صموئيل النبى على الأمر
وأخبره عن ذلك وأعلمه أن شاول سوف يموت غدا هو وأبناءه الثلاثه جميعاً، وسوف ينهزم
أمام الفلسطينيين، وسيصبحون عاراً بين الشعوب.

وهنا أيضاً قد
نتخيل رداً من صموئيل النبى لله، يطلب فيه أن يسمح له الرب بالظهور لشاول ليس من
أجل شاول، الذى سوف يردعة ويوبخة ويخبرة بنبأ هلاكة الأبدى، فهو مرفوض من قبل الرب
وسلم عقله لذهن مرفوض. بل من أجل شعب الله، حتى يرجع إليه من أجل عهده من إبراهيم
وإسحق ويعقوب، حتى يعلم شعب إسرائيل أنه هو الرب الإله الذى أخرجهم من أرض مصر،
وحتى يعلموا أيضاً أن بطلبهم للسحر وإبتعادهم عن الله سوف ينهزمون أمام الفلسطينيين،
وحتى يبدد الرب هذه المشورة الشيطانية بين شاول والعرافة، والتى يمكن أن تسبب عثرة
للشعب، وحتى لا يقولوا إستطاعت العرافة إصعاد روح النبى صموئيل وهى فى الواقع لا
تعدو كونها روح شيطانية ستنتحل شخصية النبى صموئيل، (وإن كانت أيضاً لن تستطيع حتى
إنتحال شخصيتة)، وهنا جاء ظهور صموئيل النبى متوافقاً فى نفس الوقت مع إرادة الله
فإكتمل العمل الإلهى.

 

الدليل على ظهور صموئيل النبى لشاول بسماح من
الله:

قد يظهر معترض
ويقول لنا، وعلى أساس قمت بإستنتاج هذا الحوار بين الله وروح صموئيل؟ هل عندك دليل
كتابى على ذلك؟ أرد وأقول نعم هناك دليل كتابى ورد فى سفر يشوع بن سيراخ (يشوع بن
سيراخ 46 : 23)، أن روح صموئيل النبى هى التى ظهرت لشاول وأنبئتة بخير موتة هو
وأبناءة وهزيمتة فى الحرب، وبالطبع لا يمكن لروح صموئيل النبى أن تتنبأ بذلك الأمر
من تلقاء نفسها، فحتماً أن الله أطلع صموئيل على ما سيكون لمصير شاول، ولكن قد
يعترض أخر ويقول، ولكن سفر يشوع بن سيراخ بصفتة واحداً من الأسفار القانونية
الثانية، لا تؤمن به كل الطوائف المسيحية، سوى الأرثوذكس والكاثوليك فقط، فما هو
الحال إذن؟

للرد نقول أن
الأمر بسيط فالذى ظهر واحد من إثنين:

1-   روح شيطانية: وهذه لا تظهر إلا بأمر العرافة، لأنه حاشاً لله أن يرسل الشيطان فى عمل
مكروة مثل هذا، وكأنة يشجع هذا الشر الذى نهى عنة وبالتالى يكسر الله وصيتة بنفسة،
وحاشا مرة أخرى لذلك.

2-   روح صموئيل النبى: ويؤكد الوحى الإلهى ذلك أن الذى رأتة المرأة العرافة هو صموئيل النبى
ولهذا صرخت بصوت عظيم:

     + (صموئيل الأول 28 : 12) فَلَمَّا
رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ

وهذا الكلام على لسان الوحى الإلهى الذى يوصف الحدث موضحاً أن الذى رأتة
العرافة وظهر لها هو صموئيل النبى، فصرخت بصوت عظيم.

كما أن الوحى الإلهى يذكر إنه صموئيل مرتين: “فَقَالَ
صَمُوئِيلُ
“.

ولذلك دعونا نمسك أطراف خيوط الموضوع واحد تلو الأخر، فلو قبلنا أن روح
صموئيل النبى هى التى ظهرت لشاول فعلاً، فتظهر أمامنا أربعة أسئلة هى:

من أرسل روح صموئيل لشاول؟

(1) هل الله أمر صموئيل بالظهور؟

(2) هل ظهر صموئيل من ذاتة؟

(3) هل صموئيل طلب من الله أن يرسل روحة لشاول؟

(4) هل ظهر صموئيل بأمر العرافة؟.

فى إعتقادى أن ذلك
الأمر كان بناءاً على رغبة صموئيل نفسة وطلبه من الله أن يسمح له بذلك فى الظهور
لشاول الملك وفى تلك المناسبة بالذات، لأن شاول سيموت غداً. وسبب قبول الإختيار
الثالث بأن صموئيل هو الذى طلب من الله أن يرسل روحة لشاول، دون باقى الإختيارات
مبنى على الإعتبارات والأسباب التالية:

 

1- عدم إستيفاء الشروط اللازمة لتحضير الأرواح:

كما سبق وأوضحنا أن جلسة تحضير الأرواح (تحضير الجان)، لها شروط يجب أن
تكتمل، وإذا تم الإخلال بأى منها، ترتب على ذلك فشل الساحر فى إتمام عملية تحضير
الروح، أى أنه لا تظهر الروح من أساسة، وتلك الشروط هى:

·       
لا يقل عدد الحاضرين
عن ثلاثة أفراد.

·       
عدد الحاضرين يقبل
القسمة على 3.

·       
أحد الحاضرون يكون
هو الوسيط الروحانى (الساحر).

·       
إلتزام الحاضرون
بالهدوء التام لعدم إضطراب الروح.

·       
يمسك الحاضرون أيادى
بعضهم البعض أثناء إستدعاء الروح وحتى صرفها.

·       
يقوم الوسيط
الروحانى فى قراءة تعويذات وكلام معين.

·       
عند حلول الروح
يقوم الحاضرون بالترحيب بها ويعطوها السلام.

·       
إجابة الروح على
أسئلة الحاضرين فى البداية تكون بنعم أو لا.

·       
أسئلة الحاضرون
للروح تتعلق بالماضى فقط، وليس بالمستقبل.

·       
لإنهاء الجلسة يقوم
الحاضرون بفصل أياديهم عن بعضهم البعض.

·       
يطلب الحاضرون من الروح
أن تنصرف فى سلام.

وهذه الشروط لا تنطبق تماماً على المذكور فى قصة ظهور روح صموئيل النبى
لشاول، وبالتالى لم يكن للعرافة يد فى إصعاد روح صموئيل للأسباب التالية:

1-   
يذكر الوحى أن
شاول ذهب هو ورجلين معه إلى العرافة فيكون عددهم ثلاثة أشخاص، ويضاف لهم العرافة
نفسها (الوسيط الروحانى) فيكون العدد الإجمالى أربعة، وبذلك لا ينطبق شرط العدد 3
هنا فى هذه الحالة: “
فتنكر شاول ولبس ثيابا أخرى,
وذهب هو ورجلان معه وجاءوا إلى المرأة ليلا. وقال: «اعرفي لي بالجان وأصعدي لي من
أقول لك
” (صموئيل الأول 28 : 8).

2-   
لم يذكر الوحى ولا
حتى بمجرد الإشارة، أن العرافة قامت بقراءة أى تعاويذ أو مارست أى طقوس معينة، بل
ما لبثت أن رأت روح صموئيل النبى ظهرت فجأة، فصرخت بصوت عظيم.

3-   
لم نقرأ أن
الحاضرين كانوا ممسكين بأيادى بعضهم البعض منذ بداية ظهور روح صموئيل، وحتى
إنصرافها، بل أن العرافة صرخت بصوت عظيم، وشاول سقط على الأرض، وتفرق الحاضرون عن
بعضهم البعض.

4-        
لم تحضر روح
صموئيل النبى فى سلام، ولا حتى إنصرفت فى سلام، بل: “
قال صموئيل لشاول: «لماذا أقلقتني بإصعادك إياي؟“.

5-   
العرافة صرخت بصوت
عظيم لما رأت صموئيل: “
فلما رأت المرأة صموئيل
صرخت بصوت عظيم
“، وهنا يؤكد الوحى الإلهى إن الذى رأتة وظهر
لها هو صموئيل النبى بنفسة، والكلام هنا على لسان الوحى الإلهى الذى يصرح بذلك،
وإن كان البعض يدعون أنها صرخت بحجة لزوم الشغل وإسباك الموقف، فهذا غير صحيح، لإن
الجملة واضحة جدا: “
فلما رأت المرأة صموئيل صرخت
بصوت عظيم
“، فكان سبب صراخها هو رؤية صموئيل، فهى تعودت
على رؤية أرواح الشياطين، ولكن هنا رأت روح صاعدة لها لم تتعود على رؤيتها من قبل،
فهى روح صموئيل النبى نفسة، مما جعلها تصرخ بشدة.

6-   
العرافة لم تلتزم
بالهدوء المطلوب حتى لا تضطرب الروح الصاعدة، بل صرخت بصوت عظيم: “
فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم“، وهذا يتنافى مع طقوس تحضير الأرواح التى يتبعها السحرة، والمعروفة
لأى مبتدئ فى هذا العمل الشيطانى، بأنة لابد من إلتزام الهدوء المطلق لعدم إضطراب
الروح.

7-   
شاول لم يلتزم
بالهدوء المطلوب بل خر على وجهه إلى الأرض وسجد، ويذكر الكتاب أيضاً أنه سقط من
طولة على الأرض وخاف جداً : “
فخر
على وجهه إلى الأرض وسجد. … فأسرع شاول وسقط على طوله إلى الأرض وخاف جدا من
كلام صموئيل
“.

8-   
ظهرت روح صموئيل
ولم تنتظر أسئلة من العرافة بصفتها وسيط روحانى يدير الحديث بينه وبين شاول، بل
فرض صموئيل نفسة على الموقف مباشرة، وتلاشى دور المرأة العرافة تماماً وكأن لم يكن
لها وجود.

9-   
عند ظهور صموئيل،
كان يوجد شاول ومعة إثنين من رجالة بجانب العرافة، إلا أن صموئيل إختص شاول وحدة
ليكلمة من بينهم، فهو قادم له.

10-  إنقلب سياق الحديث، فالمفروض أن شاول يسأل وروح صموئيل هى التى
تجاوب على الأسئلة، إلا أنه حدث العكس!!! نجد هنا أن روح صموئيل النبى هى التى
تسأل شاول!! لماذا أقلقتنى بإصعادك إياى؟ ومرة أخرى يقول له: لماذا تسألنى والرب
قد فارقك؟ وشاول هو الذى يجيب!!.

11-    لم يكن الحديث بين صموئيل وشاول بنعم ولا، بل خاطبة
بجمل مباشرة، تحمل توبيخ على ماضى شاول الأسود.

12-  تكلم صموئيل بنبؤات عن مصير شاول وهذا فى علم الغيب والمستقبل،
من جهة هزيمتة فى الحرب، وإنذارة بالهلاك بقتلة غدا هو وأبناؤة، والمستقبل لا
يعلمة سوى الله وحدة.

 

2- الشيطان لا يستطيع عمل شئ بدون أمر إلهى:

يذكر لنا الإنجيل
أن السيد المسيح عندما ذهب إلى كورة الجدريين، ورأى رجل كان به روح نجس، فأمر الروح
النجس أن يخرج من الإنسان. فطلبت الشياطين من السيد المسيح أن لا يأمرهم بالذهاب
إلى الهاوية، وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا إليه أن يأذن لهم
بالدخول فيها فأذن لهم. وهكذا نرى حتى الخنازير لم تستطع الشياطين الدخول فيها
بدون إذن من الله:

+ (مرقس 5 : 12) 12
فطلب إليه كل الشياطين قائلين: «أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها». 13 فأذن لهم
يسوع للوقت. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير

+
(لوقا 8 : 32)
وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا إليه أن يأذن
لهم بالدخول فيها فأذن لهم

          فإذا كانت الخنازير
بهذا الأمر، فكم بالحرى أجساد وأرواح القديسين.

ولعلنا
نتذكر أيضاً أن الشيطان لم يستطع حتى أن يمس جسد أيوب البار بأذى إلا عندما أخذ
سماح من الله بذلك:

+ (أيوب 1 :8-12) 8 فقال الرب للشيطان: [هل جعلت قلبك على عبدي أيوب؟ لأنه ليس مثله في الأرض.
رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر]. 9 فأجاب الشيطان: [هل مجانا يتقي أيوب
الله؟ 10 أليس أنك سيجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية؟ باركت أعمال
يديه فانتشرت مواشيه في الأرض! 11 ولكن ابسط يدك الآن ومس كل ما له فإنه في وجهك
يجدف عليك]. 12 فقال الرب للشيطان: [هوذا كل ما له في يدك وإنما إليه لا تمد يدك].
ثم خرج الشيطان من أمام وجه الرب
.

+ (أيوب 1 :8-12) 3 فقال
الرب للشيطان: [هل جعلت قلبك على عبدي أيوب لأنه ليس مثله في الأرض! رجل كامل
ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. وإلى الآن هو متمسك بكماله وقد هيجتني عليه
لأبتلعه بلا سبب]. 4 فأجاب الشيطان: [جلد بجلد وكل ما للإنسان يعطيه لأجل نفسه. 5 ولكن
ابسط الآن يدك ومس عظمه ولحمه فإنه في وجهك يجدف عليك]. 6 فقال الرب للشيطان: [ها
هو في يدك ولكن احفظ نفسه]
.

          بل حتى أن الشيطان لم يستطع أن يجرب أيوب
إلا فى حدود معينة، وفقاً للأمر الإلهى بحفظ نفس أيوب من الشيطان:

+ (أيوب 2 : 6) فقال
الرب للشيطان: ها هو في يدك ولكن احفظ نفسه

          وبعد هذا هل الشيطان يستطيع من نفسة أن
ينتحل شخصية روح صموئيل النبى لكى يظهر لشاول؟، وهل الله يسمح للشيطان بذلك بأن
يظهر لشاول فى صورة صموئيل النبى، وبالتالى يكسر الله وصيتة بنفسة التى نهى عنها،
ويقيم عثرة للشعب، فحاشا للرب أن يفعل ذلك.

 

3- الله رفض شاول ومنع كل وسائل الإتصال به:

+ (صموئيل الأول 16 : 1) فقال
الرب لصموئيل: «حتى متى تنوح على شاول, وأنا قد رفضته عن أن يملك على إسرائيل؟
.

+ (صموئيل الأول 16 : 14-15) 14 وذهب روح الرب من عند شاول, وبغته روح رديء من قبل الرب. 15 فقال عبيد
شاول له هوذا روح ردي من قبل الله يبغتك
.

+ (صموئيل الأول 18 : 12) وكان
شاول يخاف داود لان الرب كان معه وقد فارق شاول
.

+ (صموئيل الأول 19 : 9) وكان
الروح الردي من قبل الرب على شاول
.

+ (صموئيل الأول 28 : 6) “فسأل شاول من الرب, فلم يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا
بالأنبياء
“.

وهذا يوضح أن الله
قطع عن شاول كل أسباب التعامل معه لعصيانه وتمرده، حيث لم تكن هناك صلة ولا شركة
بين الله وشاول، بل كانت هناك خصومة، وقد رفضه الله، ونزع روحه منه، وبغته روح ردئ
من قبل الرب، ورفض الله أن يجيبه لا بالاحلام ولا بالاوريم ولا بالأنبياء. وكان
شاول يعلم ذلك أيضاً أن الله قد فارقه، وقد أقر بذلك، وبالتالى من غير المنطقى أن
يكون ظهور روح صموئيل النبى هنا جاء بناءاً على أمر الله له ليظهر لتوبيخ شاول
المرفوض فى حد ذاته كشخص أسلم نفسه إلى الشيطان وإبتعد عن طريق الله، وملأ الغرور
قلبة بعد أن كان صغيراً فى عينى نفسه: “
أليس
إذ كنت صغيرا في عينيك صرت رأس أسباط إسرائيل ومسحك الرب ملكا على إسرائيل
” (صموئيل الأول 15 : 17).

حتى أن صموئيل
النبى وصف شاول بالتمرد والعناد وأنه رفض كلام الله:

+ (صموئيل الأول 15 : 23) لأن
التمرد كخطية العرافة, والعناد كالوثن والترافيم. لأنك رفضت كلام الرب رفضك من
الملك!
.

          وقد تكون تلك الآيه أيضاً إنذاراً لشاول
بالمستقبل المزمع أن يفعله بطلبه السحره والعرافين وإلتجاءه للقوى الشيطانيه فيما
بعد، حيث لفت صموئيل النبى نظر شاول
بأن التمرد
كخطية العرافة, والعناد كالوثن، وحيث أن شاول أصبح متمرداً وعنيداً، فلا عجب أن
يرفضه الله نهائياً ويأخذ منه المملكة، لأن هذا التمرد والعصيان والكبرياء، إنما
يذكرنا بخطيئة سقوط الشيطان نفسه كما جاء فى سفر إشعياء النبى:

+ (إشعياء 14 : 12-15) 12 كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر
الأمم؟. 13 وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السماوات. أرفع كرسيي فوق كواكب الله وأجلس
على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال. 14 أصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلي.
15 لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب
.

+ (الأمثال 16 : 18) قبل
الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح
.

والغريب فى الأمر
أن شاول لسنوات عديدة خلال الفترة السابقة منذ إنفصالة عن صموئيل النبى، لم يفكر
مطلقاً فى تقديم توبة حقيقية إلى الله، ولم يفكر أبداً فى الذهاب إلى صموئيل النبى
لكى يصلى من أجله، ولم يفكر أبداً فى اللجوء إلى الله لكى يشفيه من الروح الردئ
الذى أصابه، أو حتى يطلب من صموئيل النبى الصلاه من أجله حتى يفارقه الروح الردئ
الذى بغته من قبل الرب:

+ (صموئيل الأول 16 : 14-17) 14 وذهب روح الرب من عند شاول, وبغته روح رديء من قبل الرب. 15 فقال عبيد
شاول له: «هوذا روح رديء من قبل الله يبغتك. 16 فليأمر سيدنا عبيده قدامه أن
يفتشوا على رجل يحسن الضرب بالعود. ويكون إذا كان عليك الروح الرديء من قبل الله
أنه يضرب بيده فتطيب». 17 فقال شاول لعبيده: «انظروا لي رجلا يحسن الضرب وأتوا به
إلي»
.

وهذا قد يقوى
الرأى القائل بأن صموئيل النبى هو الذى طلب وإلتمس من الله أن تظهر روحه شاول
لإتمام ذلك.

 

4- الله إله أحياء وليس إله أموات:

          يوضح لنا الكتاب المقدس وجود علاقة بين
الله وأرواح الأنبياء الراقدين، وبالتالى فمن الوارد جدا، وليس من المستبعد، أن
يكون الله أطلع روح صموئيل النبى على ماهو فاعلة مع شاول:

+ (متى 22 : 32) أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب. ليس الله إله أموات بل
إله أحياء
.

+ (مرقس 12 : 27) ليس هو إله أموات بل إله أحياء. فأنتم إذا تضلون كثيرا.

+ (لوقا 20 : 37-38) 37 وأما
أن الموتى يقومون فقد دل عليه موسى أيضا فى أمر العليقة كما يقول: الرب إله
إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب. 38 وليس هو إله أموات بل إله أحياء لأن الجميع
عنده أحياء
.

          كما نتذكر أن الله أطلع أبونا إبراهيم
وهو فى الهاوية بمجئ المسيح ففرح:

+ (يوحنا 8 : 56) أبوكم
إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح

 

5- الله كائن فى كل مكان حتى فى الهاويه:

          الله كائن فى كل مكان حتى فى الهاويه نفسها: “ان صعدت إلى السماوات فانت هناك وان فرشت في الهاوية فها انت” (مزمور
139 : 8).

وهذا يقوى السبب
الثالث فى انه حتى لو كانت روح صموئيل آنذاك بالهاوية، فاللة كائن فى كل مكان حتى
فى الهاوية، ويستطيع مخاطبة روح صموئيل النبى هناك.

 

6- لا أحد ينزل إلى الهاوية ويصعد من نفسه:

          يوضح لنا الكتاب المقدس أن الرب إله
جميع أرواح البشر، وأن روح الإنسان الميت ليس لها حرية التنقل. وبالتالى من غير
المقبول أن تكون روح صموئيل النبى ظهرت لشاول الملك من تلقاء نفسها، بل يجب وجود
قوة أخرى تصعدها، فهل هى قوة الله؟ أم قوة الشيطان؟.

+ (أيوب 7 :
9)

السحاب يضمحل ويزول هكذا الذى ينزل إلى الهاوية لا يصعد

+ (العدد 27 : 16) الرب
إله أرواح جميع البشر

+ (الجامعة 12 : 7) فيرجع
التراب إلى الأرض كما كان وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها

          ويوضح لنا السيد المسيح أن روح
الإنسان الميت ليس لها الحرية فى التنقل من مكان إلى أخر من تلقاء نفسها، سواء فى
الهاوية نفسها، أو حتى بالصعود من الهاوية للظهور إلى البشر على الأرض لإبلاغهم
رسالة معينة، والدليل على ذلك:

          بالرغم من أن لعازر والغنى الإثنان
كانا فى الهاوية، إلا أن الغنى وهو فى مكان عذابة لم يستطع أن يذهب إلى لعازر فى
مكان تعزيتة لكى يبل طرف أصبعة بماء ليبرد لسانة، ولا حتى لعازر إستطاع الذهاب إلى
الغنى، ولا أبينا إبراهيم نفسة الذى قال للغنى:

+ (لوقا 16 : 26) وفوق
هذا كله بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت حتى إن الذين يريدون العبور من ههنا
إليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون إلينا

          روح الغنى لم تستطيع الذهاب إلى بيت أبيه لكى يحذر إخوته من خطاياهم
حتى يتوبوا؟! ولا حتى روح لعازر إستطاعت أن تذهب إلى بيت أبو الغنى لكى تحذر إخوته.

(لوقا 16 : 27-31): 27
فقال: أسألك إذا يا أبت أن ترسله إلى بيت أبي. 28 لأن لي خمسة إخوة حتى يشهد لهم
لكيلا يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا. 29 قال له إبراهيم: عندهم موسى
والأنبياء. ليسمعوا منهم. 30 فقال: لا يا أبي إبراهيم. بل إذا مضى إليهم واحد من
الأموات يتوبون. 31 فقال له: إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام
واحد من الأموات يصدقون»
.

          وهذا يوضح أن روح صموئيل النبى لم
تظهر لشاول من تلقاء نفسها، بل بسماح من اللة.

 

7- الله هو الوحيد القادر على إصعاد أرواح الأموات:

          يوضح الكتاب المقدس أن أرواح البشر لا
تظهر من تلقاء نفسها، بل بسماح من الله
وحدة فقط، وهذا يدحض فكرة
إستحضار أرواح الموتى، وإن ما يفعلة السحرة والعرافون وأصحاب الجان إنما هو
إستحضار أرواح شيطانية تدعى أنها أرواح الموتى، فالله هو الوحيد القادر على هبوط
الروح إلى الهاوية، وهو الوحيد القادر على إصعادها.

+ (صموئيل الأول 2 : 6) الرب
يميت ويحيي يهبط إلى الهاوية ويصعد
.

+
(المزامير 16 : 10)
لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك
يرى فسادا
.

+ (المزامير 30 : 3) يا رب
أصعدت من الهاوية نفسي. أحييتني من بين الهابطين في الجب
.

+ (المزامير 49 : 15) إنما
الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني
.

+
(المزامير 86 : 13)
لأن رحمتك عظيمة نحوي وقد نجيت نفسي من
الهاوية السفلى
.

+
(إشعياء 14 : 9)
الهاوية من أسفل مهتزة لك لاستقبال قدومك
منهضة لك الأخيلة جميع عظماء الأرض. أقامت كل ملوك الأمم عن كراسيهم
.

+
(إشعياء 57 : 9)
وسرت إلى الملك بالدهن وأكثرت أطيابك
وأرسلت رسلك إلى بعد ونزلت حتى إلى الهاوية
.

+
(هوشع 13 : 14)
من يد الهاوية أفديهم. من الموت أخلصهم.
أين أوباؤك يا موت؟ أين شوكتك يا هاوية؟
.

+
(أفسس 4 : 9)
وأما أنه صعد، فما هو إلا إنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض
السفلى
.

+ (الرؤيا 1 : 18) ولي
مفاتيح الهاوية والموت

 

8- أرواح الأنبياء تخضع للأنبياء:

+ (كورنثوس الأولى 14 : 32) “أرواح الأنبياء تخضع للأنبياء“.

          وهذه الآيه تزيل كل
الشكوك، بأن أرواح الأنبياء
يمكن
أن تخضع لأى سلطان أخر
غير الله،
أو أى قوى شيطانية تأثر عليها، وإنما تخضع لهم شخصياً
تحت
تصرف إلهى،
أى أن أرواح الأنبياء تخضع للأنبياء أنفسهم
فهى فى حوزة الله، وتحت تصرف وإرادة الله.

 

9- الروح التى ظهرت لشاول لعنت عمل الشيطان:

          كما قال السيد المسيح إذا إنقسم بيت على
ذاته لا يثبت وإذا إنقسم الشيطان على ذاته لا يثبت (متى 12 : 26)، والروح التى
ظهرت وبخت شاول على كل أعمالة الشريرة، وبطلبة الجان للسؤال، وكما قال الكتاب عن
شاول: “
فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من أجل كلام الرب الذى لم
يحفظه وأيضاً لأجل طلبه إلى الجان للسؤال
” (أخبار الأيام الأول 10 : 13).

          ولنتأمل معاً ماذا قال صموئيل النبى
بالضبط لشاول، فقد أخبرة بأمرين: الأول بأمور حدثت فى الماضى، والثانى بأمور ستحدث
فى المستقبل عن موته هو وأبنائة وهزيمتة فى الحرب. وهنا سنتكلم عن الأمور التى
حدثت فى الماضى، فإذا رجعنا قليلاً لوفاة صموئيل النبى، نجد الكتاب يقول فى (إصحاح
25):

+ (صموئيل الأول 25 : 1) ومات
صموئيل فاجتمع جميع اسرائيل وندبوه ودفنوه في بيته في الرامة
.

وعند ذهاب شاول
لعرافة عين دور فى (إصحاح 28)، نجد الكتاب يقول:

+ (صموئيل الأول 28 : 3) ومات صموئيل وندبه كل اسرائيل ودفنوه في الرامة
في مدينته وكان شاول قد نفى اصحاب الجان والتوابع من الارض

          وهنا كأن الوحى الإلهى يريد أن ينبهنا
إلى علاقة معينة بين هاتين الآيتين، ففى الأولى نجد أن صموئيل النبى قد مات
ودفنوة، وفى الثانية أن صمويل النبى قد مات ودفنوة أيضاً، ولكن يضاف لها أن شاو
ل كان قد نفى أصحاب الجان والتوابع من الارض، فلابد أن شئ ما سيحدث، فبموت صموئيل فقد شاول الوساطة بينة
وبين الله، وفى نفس الوقت فهو نفى أيضاً أصحاب الجان والتوابع الذين يمكن أيضا أن
يسألهم، فها هما المصدرين: الأول هو المصدر الإلهى متمثلاً فى صموئيل النبى وسيط
الخير بقوة الرب، والثانى المصدر الشيطانى متمثلاً فى المرأة العرافة وسيط الشر
بقوة الشيطان، ولكن شاول إختار المصدر الشيطانى وسكة الشر والهلاك.

          وقد سبق الله وقال لشعب بنى إسرائيل:

+ (التثنية 30 : 15) أنظر.
قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، والموت والشر

+ (التثنية 30 : 19) أشهد
عليكم اليوم السماء والأرض. قد جعلت قدامك الحياة والموت. البركة واللعنة. فاختر
الحياة لتحيا أنت ونسلك

          كانت رسالة الله واضحة، فترك للإنسان
الحرية فى إختيارة، ولكن أعلمة أن الخير أفضل من الشر، والحياة أفضل من الموت،
فإختر الخير والحياة لتحيا أنت ونسلك، ولكن شاول إختار سكة الشر وطريق الموت، فمات
هو وأبنائه.

ونتابع هنا كل ما
قالة صموئيل النبى عند ظهوره لشاول:

+ (صموئيل الأول 28 : 16-17) “15 فقال صموئيل لشاول: «لماذا أقلقتني بإصعادك إياي؟». … 16 فقال صموئيل:
«ولماذا تسألني والرب قد فارقك وصار عدوك؟ 17 وقد فعل الرب لنفسه كما تكلم عن يدى,
وقد شق الرب المملكة من يدك وأعطاها لقريبك داود. 18 لأنك لم تسمع لصوت الرب ولم
تفعل حمو غضبه في عماليق, لذلك قد فعل الرب بك هذا الأمر اليوم. 19 ويدفع الرب
إسرائيل أيضا معك ليد الفلسطينيين. وغدا أنت وبنوك تكونون معي, ويدفع الرب جيش
إسرائيل أيضا ليد الفلسطينيين

          هنا يكلم صموئيل النبى شاول ويوبخة
قائلاً له: ما هذا الشر الذى فعلتة لقد أتيت لك من مكان راحتى مع أبائى إبراهيم
وإسحق ويعقوب، وجعلتنى أصعد إليك لأكلمك، لماذا الآن تذكرت أن تسألنى وتطلب
مشورتى؟.

ثم يعود صموئيل
بتلك الجملتين بذاكرة شاول إلى الوراء ويذكرة بكل ما حدث فى الماضى يوم حارب شاول
ملك عماليق كما فى (أية 18)، ربما يكون كلام الوحى هنا مختصراً، ولكن ما جاء فى
تلك الآية هو سرد طويل لكل تاريخ شاول الملك.

وكأن صموئيل النبى
يقول له: عندما كنت معك بالجسد لم تسمع لكلام الرب الذى تكلم به على يدى، وكسرت
وصية الرب وإستبقيت أجاج ملك عماليق حياً، وإستبقيت لنفسك ولشعبك الغنم والبقر
ولكنك لم تستجيب لقول الرب، فقد حذرتك مراراً وقلت لك يوم حربك مع عماليق: “هل
مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب؟ هوذا الاستماع أفضل من
الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش” (صموئيل الأول 15 : 22).

          وحذرتك أيضاً أن: “التمرد كخطية العرافة, والعناد كالوثن والترافيم. لأنك رفضت كلام الرب رفضك
من الملك!
” (صموئيل الأول 15 : 23). وعندما إنصرفت
لأذهب فى طريقى عنك أمسكت بذيل جبتى أمام الشعب فإنمزقت، ولكن الرب نظر إلى نفس
ى المنسحقة أمامة، وتكلم على لسانى، كما مزقت جبتى وأهنت كهنوت
هارون أمام الشعب، هكذا يقول الرب فلتتمزق مملكة إسرائيل عنك اليوم ويعطيها لداود الذي
هو خير منك، وكما رفضت كلام الرب
الذى تكلم بة على
لسانى معك، فقد رفضك الرب أيضاً، فقد حذرتك وحذرت شعب الرب معك، وصليت من أجلهم
حتى لا يموتوا، بإضافتهم لجميع خطاياهم شراً بطلبهم لأنفسهم ملكا (1صم 12: 19)،
وقلت لهم لا تخافوا ولكن لا تحيدوا عن الرب, بل اعبدوا الرب بكل قلوبكم، فالرب لا
يترك شعبه من أجل اسمه العظيم. لأن مشيئتة يجعلكم شعباً له. وأما أنا فحاشا لي أن
أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم, بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم. ولكن إن
فعلتم الشر فى عينى الرب، فإنكم تهلكون أنتم وملككم جميعاً (1صم 12: 20-25). وها
هو الشعب بسببك ترك الرب، وبسببك سيدفع الرب شعبة إسرائيل معك ليد الفلسطينيين،
حتى يعرفوا إنهم تركوا الإله الحقيقى وإنجرفوا وراء عبادة أوثان الأمم، ولكنى لن
أكف عن الصلاة من أجل شعب الرب، إلة آبائى لمحو إثمهم.

 

10- الروح التى ظهرت لشاول تنبأت بحقائق حدثت فعلاً:

          معروف أن الشيطان هو الكذاب وأبو الكذاب،
ومصدر الضلال للناس، ويذكر لنا الكتاب المقدس أنه منذ الخطية الأولى للإنسان عندما
ظهر الشيطان لحواء على شكل حية، وطلبت منها الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، أن
الحية لم تقل لحواء الحقيقة بل كذبت عليها:

(التكوين 3 : 1-5) 1 وكانت
الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله فقالت للمراة: «احقا قال
الله لا تاكلا من كل شجر الجنة؟». 2 فقالت المراة للحية: «من ثمر شجر الجنة ناكل.
3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله: لا تاكلا منه ولا تمساه لئلا
تموتا». 4 فقالت الحية للمراة: «لن تموتا! 5 بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح
اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر»
.

          كما يصف السيد المسيح أفعال الشيطان بأنه
كذاب وأبو الكذاب:

+ (يوحنا 8 : 44) أنتم
من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم
يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو
الكذاب
.

+ (التثنية 13 : 1-3) 1 إذا
قام في وسطك نبي أو حالم حلما وأعطاك آية أو أعجوبة. 2 ولو حدثت الآية أو الأعجوبة
التي كلمك عنها قائلا: لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها. فلا تسمع لكلام
ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهكم يمتحنكم ليعلم هل تحبون الرب إلهكم
من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم
.

          ويلاحظ من كلام روح صموئيل النبى التى
ظهرت لشاول أنها أخبرتة بالحقيقة القاسية وخاطبتة بكل صرامة وتوبيخ، سواء عن
الماضى من حيث رفض الله له، أو عن المستقبل والتنبؤ بموته هو وأولادة الثلاثة فى
الغد، وهزيمة شعب إسرائيل أمام الفلسطينين. وهذا الأسلوب غير منطقى كعمل شيطانى،
لأن الشيطان كاذب، وبالطبع كان يمكن له أن يخدع شاول بعكس الحقيقة ويزين له
الأمور، كما أن الشياطين ليس لها القدرة على التنبؤ بالمستقبل لأن ذلك فى علم الله
وحده، وحتى لو كانت كل الأمور والشواهد تنذر بهزيمة شاول أمام الفلسطينيين، فليس
من مصلحة الشيطان أن يعلن بها صراحةً لشاول، لأنه يسعى إلى نشر الحروب والخراب
والموت بين كل الشعوب، وبالتالى فمن مصلحة الشيطان أن يظل شاول مخدوعاً معصب
العينين عن حقيقة الأمر، وما سيصل إليه الحال.

وثمة نقطة أخرى
بالطبع يخشى الشيطان أن يصارح شاول بالحقيقة عن إنهزامة وإنكساره أمام جيش
الفلسطينيين، لخشية الشيطان أن يستيقظ شاول فجأة من غفوتة هو ومن معه، ويستشعر
الخطر القادم نحوه ونحو الشعب، فيلجأ إلى الله بقلب تائب منسحق ويحث الشعب على
الرجوع بأقصى ما يمكن إلى الله، وبذلك يخسر الرهان على ضم نفوس كثيرة بما فيها
شاول نفسة إلى مملكتة بالجحيم.

 

11- حب صموئيل النبى لشعب إسرائيل ورغبته فى توجيه
رسالة تحذير لهم:

لو تأملنا فى سفر
صموئيل الأول، نجد أن صموئيل النبى كان يحب شعب الله جداً، وإلى أبعد الحدود،
وطوال سنوات حياته لم يظلم أى إنسان ولم يأخذ فدية ولا شيئاً من أحد، ونادراً ما
يوجد إنسان مثل صموئيل، حتى أنه أشهد الشعب على كل أقوالة فشهد كل الشعب:

+ (صموئيل الأول 12 : 3-5) 3 هئنذا فاشهدوا علي قدام الرب وقدام مسيحه: ثور من أخذت؟, وحمار من أخذت؟,
ومن ظلمت؟, ومن سحقت,؟ ومن يد من أخذت فدية لأغضي عيني عنه؟, فأرد لكم» 4 فقالوا:
«لم تظلمنا ولا سحقتنا ولا أخذت من يد أحد شيئا». 5 فقال لهم: «شاهد الرب عليكم
وشاهد مسيحه اليوم هذا, أنكم لم تجدوا بيدي شيئا». فقالوا: «شاهد»
.

وإستطرد صموئيل
النبى فى حديثة للشعب قائلاً:

+ (صموئيل الأول 12 : 6-25) 6 وقال صموئيل للشعب: «الرب الذي أقام موسى وهارون, وأصعد آباءكم من أرض
مصر. 7 فالآن امثلوا فأحاكمكم أمام الرب بجميع حقوق الرب التي صنعها معكم ومع
آبائكم. 8 لما جاء يعقوب إلى مصر وصرخ آباؤكم إلى الرب, أرسل الرب موسى وهارون
فأخرجا آباءكم من مصر وأسكناهم في هذا المكان. 9 فلما نسوا الرب إلههم باعهم ليد
سيسرا رئيس جيش حاصور, وليد الفلسطينيين, وليد ملك موآب فحاربوهم. 10 فصرخوا إلى
الرب وقالوا: أخطأنا لأننا تركنا الرب وعبدنا البعليم والعشتاروث. فالآن أنقذنا من
يد أعدائنا فنعبدك. 11 فأرسل الرب يربعل وبدان ويفتاح وصموئيل, وأنقذكم من يد
أعدائكم الذين حولكم فسكنتم آمنين. 12 ولما رأيتم ناحاش ملك بني عمون آتيا عليكم
قلتم لي: لا بل يملك علينا ملك. والرب إلهكم ملككم. 13 فالآن هوذا الملك الذي
اخترتموه, الذي طلبتموه, وهوذا قد جعل الرب عليكم ملكا. 14 إن اتقيتم الرب
وعبدتموه وسمعتم صوته ولم تعصوا قول الرب, وكنتم أنتم والملك أيضا الذي يملك عليكم
وراء الرب إلهكم. 15 وإن لم تسمعوا صوت الرب بل عصيتم قول الرب تكن يد الرب عليكم
كما على آبائكم. 16 فالآن امثلوا أيضا وانظروا هذا الأمر العظيم الذي يفعله الرب
أمام أعينكم. 17 أما هو حصاد الحنطة اليوم؟
فإني أدعو الرب فيعطي رعودا ومطرا فتعلمون وترون أنه عظيم شركم الذي عملتموه
في عيني الرب بطلبكم لأنفسكم ملكا
». 18 فدعا صموئيل الرب فأعطى
رعودا ومطرا في ذلك اليوم. وخاف جميع الشعب الرب وصموئيل جدا. 19 وقال جميع الشعب
لصموئيل: «صل عن عبيدك إلى الرب إلهك حتى لا نموت, لأننا قد أضفنا إلى جميع
خطايانا شرا بطلبنا لأنفسنا ملكا». 20 فقال صموئيل للشعب: «لا تخافوا. إنكم قد
فعلتم كل هذا الشر, ولكن لا تحيدوا عن الرب, بل اعبدوا الرب بكل قلوبكم. 21 ولا
تحيدوا. لأن ذلك وراء الأباطيل التي لا تفيد ولا تنقذ, لأنها باطلة. 22
لأنه لا يترك الرب شعبه من أجل اسمه العظيم. لأنه قد شاء الرب أن يجعلكم له شعبا. 23 وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم, بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم. 24 إنما اتقوا الرب واعبدوه بالأمانة
من كل قلوبكم, بل انظروا فعله الذي عظمه معكم. 25
وإن فعلتم شرا فإنكم تهلكون أنتم وملككم جميعا».

          توضح هذه الآيات مدى تعلق نفس
صموئيل النبى بشعب الله، فظهوره لشاول جاء أساساً لا ليحمل رسالة هلاك له بقدر ما
يحمل رسالة توبيخ وعتاب للشعب الذى ترك الله، وكما ذكرهم بأنهم إذا تركوا عبادة
الإله الحقيقى سوف يكون مصيرهم الهلاك، وهذا ما كررة مرتين فى كلامة القليل جداً
مع شاول فى بيت العرافة:

+ (صموئيل الأول 28 : 19) وَيَدْفَعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أَيْضاً مَعَكَ لِيَدِ
الْفِلِسْطِينِيِّينَ
. وَغَداً أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ
مَعِي,
وَيَدْفَعُ الرَّبُّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ أَيْضاً
لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ

          وهذا يذكرنا بما كان صموئيل النبى يفعلة
فى حياتة عندما كان دائماً يصلى من أجل الشعب، ويحذرهم بإستمرار من عقوبة الإبتعاد
عن الله وهى دفعهم فى يد الفلسطينيين، بينما إذا زالوا عنهم الآلهه الغريبة
والأصنام ينقذهم الله من الفلسطينيين:

+ (صموئيل الأول 7 : 3-7) 3 وقال صموئيل لكل بيت إسرائيل: «إن كنتم بكل قلوبكم راجعين إلى
الرب فانزعوا الآلهة الغريبة والعشتاروث من وسطكم, وأعدوا قلوبكم للرب واعبدوه
وحده,
فينقذكم من يد الفلسطينيين». 4 فنزع بنو إسرائيل البعليم والعشتاروث وعبدوا الرب وحده. 5 فقال
صموئيل: «اجمعوا كل إسرائيل إلى المصفاة
فأصلي لأجلكم إلى الرب. 6 وصرخ صموئيل إلى الرب من أجل إسرائيل فاستجاب له الرب. 7 وبينما كان صموئيل يصعد المحرقة تقدم الفلسطينيون لمحاربة
إسرائيل, فأرعد الرب بصوت عظيم في ذلك اليوم على الفلسطينيين وأزعجهم, فانكسروا
أمام إسرائيل
.

كان صموئيل النبى
يعلم بالروح تماماً وهو على قيد الحياه، أن إختيار شاول جاء برغبة الشعب، ولم يكن
الله راضياً عنه، ولكن الرب إستجاب لطلبهم وأقام لهم ملكاً، وكان يعلم أيضاً أنه
أصبح مرفوض من قبل الله، وأن روح الله قد فارقه، كما أن صموئيل النبى قد فارق شاول
لسنوات طويلة منذ حربه مع عماليق.

+ (صموئيل الأول 15 : 35) ولم
يعد صموئيل لرؤية شاول إلى يوم موته لان صموئيل ناح على شاول والرب ندم لانه ملك
شاول على اسرائيل

+ (صموئيل الأول 15 : 11) ندمت
على اني قد جعلت شاول ملكا لانه رجع من ورائي ولم يقم كلامي فاغتاظ صموئيل وصرخ
إلى الرب الليل كله

+
(صموئيل الأول 16: 1-2)
1 فقال الرب لصموئيل: حتى متى
تنوح على شاول, وأنا قد رفضته عن أن يملك على إسرائيل؟

+
(صموئيل الأول 15 : 26)
فقال صموئيل لشاول لا ارجع معك
لانك رفضت كلام الرب فرفضك الرب من ان تكون ملكا على اسرائيل

وهكذا يتبين، أن
الظهور الصموئيلى جاء متوافقاً فى نفس الوقت مع إرادة الله فإكتمل العمل الإلهى،
لقد ظهر صموئيل النبى لشاول لتوجية رسالة توبة لشعب الرب، ولإبطال عمل الشيطان
نفسة فى إنتحال شخصيتة، ويمنع إقامة عثرة للشعب، فلم يكن دافع الظهور من أجل شاول
نفسة، لأن كلام النبى صموئيل كان قاسياً ومراً جداً على نفس شاول، بل قد يتصور
البعض أن كلام صموئيل مع شاول كان يحمل عبارات الشماتة على ما وصل إلية حال شاول،
ولكن حاشاً أن يفعل الله ذلك، لأن كل ما قالة صموئيل لشاول بالروح إنما هو بإرشاد
إلهى، إذن هل ظهر له ليقول له أنه سيموت أو أنه سينهزم فى الحرب؟، أيضاً ليس هذا
بالسبب الوحيد الكافى.

حقيقةً يكمن
جوهر هذا الظهور الصموئيلى فى توجية رسالة إلى شعب الرب:
سبق وأن أعلنها لنا يشوع بن سيراخ:

+ (يشوع بن سيراخ 46
: 23)
ومن بعد رقاده تنبأ واخبر الملك بوفاته ورفع من
الأرض
صوته بالنبوءة لمحو إثم الشعب

          إنها رسالة إلهية بالخلاص لشعب الرب
تقول:

هكذا قال رب الجنود: ارجعوا
إلي يقول رب الجنود … فأرجع إليكم يقول رب الجنود

(زكريا 1 : 3)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى