اللاهوت الدفاعي

الفصل الثاني



الفصل الثاني

الفصل الثاني

الوحي الإلهي في المسيحية وكيف كُتب الكتاب المقدس؟

 

كل
الكتاب هو ما تنفس به الله
(2تي3: 16).

1 – ما هو الوحي الإلهي في المسيحية؟

 يتصور
البعض أن الوحي الإلهي في الكتاب المقدس هو مثل الوحي في الإسلام حيث يعتقد
المسلمون أن الوحي كان يأتي به الملاك جبريل من السماء منجماً، أي آية آية أو في
مجموعة من الآيات، وقد استمر ذلك فترة 23 سنة!! ويتصورون أن التوراة والزبور
(المزامير) والإنجيل نزل كل منها دفعة واحدة على موسى وداود والمسيح!! وبرغم من
القرآن يذكر عدة طرق أخرى للوحي إلا أن الوحي في الكتاب المقدس يختلف عن هذا الفكر
بصورة جوهرية، فهو إعلان من الله أولاً ثم وحي ثانياً:

(أ) الإعلان:
يقول الكتاب ” الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع
وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به
أيضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته

” (عب1: 1-3). وهذا يعني أن الأنبياء تلقوا الوحي الإلهي أولاً في صورة
إعلانات من الله بأنواع وطرق كثيرة كالحديث المباشر مع الله مثلما حدث مع موسى
النبي ” أن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. وأما
عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه لا
بالألغاز. وشبه الرب يعاين
” (عد12: 6-8)، أو عن طريق الظهورات الإلهية،
كما حدث مع إبراهيم ” وظهر الرب لابرام ” (تك12: 7)، وظهوره
ليعقوب ” ظهر له الله ” (تك35: 7)، والظهورات الملائكية كما حدث
مع هاجر ” فوجدها ملاك الرب على عين الماء ” (تك16: 7)، ومع
إبراهيم ” ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء ” (تك22:
15)، وكما حدث مع مريم العذراء (لو1: 26). أو الرؤى، مثل ” رؤيا إشعياء
” (إش1: 1)، ورؤى حزقيال ” رأيت رؤى الله ” (حز1: 1)، ورؤيا
يوحنا ” كنت في الروح في يوم الرب ” (رؤ1: 4)، وبقية الأنبياء.
والأحلام، مثل أحلام يوسف الذي وصف ب ” صاحب الأحلام ” (تك37:
19)، ودانيال النبي الذي كان يرى ” رؤى الليل ” (دا7: 7).
أو حلول الروح القدس على الأنبياء وتحدثه بلسانهم كقول داود النبي ” روح
الرب تكلم بي وكلمته على لساني
” (2صم23: 2)، إلى أن حل الله بكلمته،
أبنه، أخذا صورة عبد وظهر في الجسد ” والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا
مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا
” (يو1: 14).

 فقد كشف
الله وأعلن عن ذاته وإرادته ومشورته الإلهية وتدبيره الأزلي السابق للإنسان والكون
والتاريخ بالإعلان الإلهي الذي هو كشف الغطاء عما هو مخفي. فكلمة إعلان في العبرية
هي ” جالا –
galah
وتعنى ” يكشف الغطاء “، وفى اليونانية هي ” ابوكاليبسيس –
apokalypsisἀποκάλυψις ” وتعنى ” يكشف النقاب عن، إعلان،
إستعلان ” والفعل منها ” ابوكاليبتو –
apokaliptwἀποκάλυιπtw ” ويعنى ” يرفع الغطاء، يعلن، يظهر،
يستعلن، معلن –
disclosure: – appearing, coming, lighten, manifestation, be
revealed, revelation
“.

(ب) الوحي
الإلهي:
وتواصل الله مع البشرية بالوحي الإلهي الذي هو استقبال النبي لكلمة
الله بالروح القدس ” وصارت كلمة الرب إلى 00 “، ” وكانت
كلمة الرب إلى
00 ” أو كما قال داود النبي بالروح ” روح الرب
تكلم بي وكلمته على لساني
“. فالوحي الإلهي إذاً هو كلمة الله المقدمة
للبشرية من خلال النبي وعلى لسانه بعد أن يتسلمها أولاً من الله في صورة إعلان
إلهي، أي إبلاغ كلمة الله للبشرية ” أسمعوا كلمة الرب “، ” هكذا
يقول الرب
“. كما يعنى أيضاً تدوين كلمة الله وتسجيلها وكتابتها في أسفار
مقدسة بالروح القدس. وكما يقول أحد العلماء ويدعى وبستر ” الوحي… هو تأثير روح الله الفائق للطبيعة على
الفكر البشرى، به تأهل الأنبياء والرسل والكتبة المقدسون لأن يقدموا الحق الإلهي
بدون أي مزيج من الخطأ “.

الله
! (الإعلان بطرقه وأنواعه) H الأنبياء (الوحي) !الإنسان

 فالإعلان
إذاُ هو عمل الله المباشر، الصادر من الله وحده، نشاط الله وحده، كشفه عن ذاته
وإرادته للبشرية بروحه القدوس من خلال وبواسطة الأنبياء والرسل، والوحي هو عمل
الروح القدس في النبي ومن خلاله، هو النبي كمتكلم بالروح القدس، هو الناطق بكلمة
الله بالروح القدس من خلال النبي، هو كلمة الله على فم النبي ؛ في الإعلان يتكلم
الله ويعلن عن ذاته ” الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق
كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه
” (عب1: 1-2)، وفى الوحي يسلم
النبي ما تسلمه من الله للآخرين سواء شفوياً أو مكتوباً(1).

2 – كتابة الأنبياء والرسل للوحي الإلهي
وتدوينه في أسفار:

 ثم
دون هؤلاء الأنبياء أو تلاميذهم ما أعلن لهم بالروح القدس وما سلموه للبشرية
بالوحي الإلهي في أسفار مقدسة محمولين ومحصورين ومقودين ومرشدين من الروح القدس
الذي كان يذكرهم ويرشدهم ويقودهم ويوجههم ويعلمهم، دونوا كل أسفار الكتاب المقدس
بأمر إلهي مباشر من الله ذاته:

† ” فقال الرب لموسى اكتب هذا تذكارا في الكتاب وضعه في مسامع
يشوع ” (خر14: 17).

† ” وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لأنني بحسب هذه
الكلمات قطعت

عهدا معك
ومع إسرائيل ” (خر27: 34).

† ” فاكتب على اللوحين الكلمات التي كانت
على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما وتضعهما في التابوت ” (تث2: 10).

† ” فكتب موسى جميع أقوال الرب ” (خر4: 24).

† ” وكتب موسى مخارجهم برحلاتهم حسب قول
الرب ” (عد2: 33).

† ” تقيم لنفسك حجارة كبيرة تشيدها بالّشيد وتكتب عليها جميع
كلمات هذا الناموس … وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشا جيدا ”
(تث3: 27،8).

† ” وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت
عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل ” (تث9: 31).

† ” وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله ” (يش26:
24).

† ” فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة وكتبه في السفر ووضعه
أمام الرب ” (1صم25: 10).

† ويقول إشعياء النبي بالروح ” وقال لي الرب خذ لنفسك لوحا
كبيرا واكتب عليه بقلم إنسان لمهير شلال حاش بز ” (اش1: 8)، ” تعال الآن
اكتب هذا عندهم على لوح وارسمه في سفر ليكون لزمن آت للابد إلى الدهور ”
(اش8: 30).

† ” هكذا تكلم الرب اله إسرائيل قائلا اكتب كل الكلام الذي
تكلمت به إليك في سفر ” (ار2: 30). وقال الله ارميا النبي ” خذ لنفسك
درج سفر واكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به على إسرائيل وعلى يهوذا وعلى كل الشعوب
” (ار2: 36).

† ” فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ عن فم ارميا كل كلام
الرب الذي كلمه به في درج السفر ” (ار4: 36). ويشرح باروخ الكاتب كيف كان
ارميا النبي يمليه كلمة الله وهو يكتبها بقلمه ” فقال لهم باروخ بفمه كان
يقرا لي كل هذا الكلام وأنا كنت اكتب في السفر بالحبر ” (ار18: 36).

† ولما أحرق الملك يهوياقيم ما سبق أن كتبه ارميا أمره الله قائلاً
” عد فخذ لنفسك درجا آخر واكتب فيه كل الكلام الأول الذي كان في الدرج الأول
الذي احرقه يهوياقيم ملك يهوذا … فاخذ ارميا درجا آخر ودفعه لباروخ بن نيريا
الكاتب فكتب فيه عن فم ارميا كل كلام السفر الذي احرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار
وزيد عليه أيضا كلام كثير مثله ” (ار28: 36،32).

† و قال الله لحزقيال النبي ” عرفهم صورة البيت ورسمه و مخارجه
ومداخله وكل أشكاله وكل فرائضه وكل أشكاله وكل شرائعه واكتب ذلك قدام أعينهم
ليحفظوا كل رسومه وكل فرائضه ويعملوا بها ” (حز11: 43).

† ويقول دانيال النبي في سفره ” في السنة الأولى لبيلشاصر ملك
بابل رأى دانيال حلما ورؤى رأسه على فراشه حينئذ كتب الحلم واخبر براس الكلام
” (دا1: 7).

† وقال الله لهوشع النبي ” اكتب له كثرة شرائعي فهي تحسب
أجنبية ” (هو12: 8).

† وقال حبقوق النبي بالروح ” فأجابني الرب
وقال اكتب الرؤيا وانقشها على الألواح لكي يركض قارئها ” (حب2: 2).

† وفى العهد الجديد يقول القديس لوقا بالروح ” رأيت أنا أيضا
إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس
” (لو3: 1).

† ويقول القديس يوحنا بالروح عما دونه في الإنجيل الرابع ”
وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم
حياة باسمه ” (يو31: 20). ويقول عن نفسه ” هذا هو التلميذ الذي يشهد
بهذا وكتب ” (يو24: 21).

† ويؤكد القديس بولس بالروح أن ما يكتبه هو كلمة الله الموحى بها
إليه ” أن كان أحد يحسب نفسه نبيا أو روحيا فليعلم ما اكتبه إليكم انه وصايا
الرب ” (1كو37: 14).

† ” فَإِنَّنَا لاَ نَكْتُبُ إِلَيْكُمْ بِشَيْءٍ آخَرَ سِوَى
مَا تَقْرَأُونَ أَوْ تَعْرِفُونَ ” (2كو13: 1)،” انه بإعلان عرفني
بالسر كما سبقت فكتبت بالإيجاز ” (2كو3: 3).

† ويؤكد القديس بطرس بالروح أيضاً أن ما كتبه هو وما كتبه القديس
بولس بالروح القدس هو كلمة الله ووحيه الإلهي ” هذه اكتبها الآن إليكم رسالة
ثانية أيها الأحباء فيهما انهض بالتذكرة ذهنكم النقي، لتذكروا الأقوال التي قالها
سابقا الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب و المخلص … واحسبوا أناة
ربنا خلاصا كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضا بحسب الحكمة المعطاة له كما في
الرسائل كلها أيضا متكلما فيها عن هذه الأمور ” (2بط1: 3 و2و15و16).

† ويقول القديس يوحنا بالروح ” الذي كان من البدء الذي سمعناه
الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فان الحياة
أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا
الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي
مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً ”
(1يو1: 1-3).

† ” يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وأن أخطأ أحد فلنا
شفيع عند الآب يسوع المسيح البار ” (1يو1: 2).

† ” أيها الاخوة لست اكتب إليكم وصية جديدة بل وصية قديمة كانت
عندكم من البدء الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها من البدء ” (1يو7:
2).

† ” أيضا وصية جديدة اكتب إليكم ما هو حق فيه و فيكم أن الظلمة
قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء ” (1يو8: 2).

† ” اكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غفرت لكم الخطايا من اجل
اسمه. اكتب إليكم أيها الآباء لأنكم قد عرفتم الذي من البدء اكتب إليكم أيها
الأحداث لأنكم قد غلبتم الشرير اكتب إليكم أيها الأولاد لأنكم قد عرفتم الآب. كتبت
إليكم أيها الآباء لأنكم قد عرفتم الذي من البدء كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم
أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير ” (1يو12: 2-14). ” كتبت
إليكم هذا عن الذين يضلونكم ” (1يو26: 2). ” كتبت هذا إليكم انتم
المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله
” (13: 5).

† ” والآن اطلب منك يا كيرية لا كأني اكتب إليك وصية جديدة بل
التي كانت عندنا من البدء أن يحب بعضنا بعضا ” (2يو5: 1). ” كتبت إلي
الكنيسة ولكن ديوتريفس ” (3يو9: 1).

† ويقول القديس يهوذا أخو يعقوب ” أيها الأحباء إذ كنت اصنع كل
الجهد لأكتب إليكم عن الخلاص المشترك اضطررت أن اكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لأجل
الإيمان المسلم مرة للقديسين ” (يه3: 1).

† وفى سفر الرؤيا يتكرر الأمر الإلهي للقديس يوحنا ” أكتب
” 14 مرة فيأمر الرب يسوع المسيح القديس يوحنا ” قائلا أنا هو الألف
والياء الأول والآخر والذي تراه اكتب في كتاب وأرسل إلى السبع الكنائس التي في
آسيا ” (رؤ11: 1)، ” فاكتب ما رأيت وما هو كائن و ما هو عتيد أن يكون
بعد هذا ” (رؤ19: 1)، ” اكتب إلى ملاك كنيسة أفسس ” (رؤ1: 2)،
” واكتب إلي ملاك كنيسة سميرنا ” (رؤ8: 2)،” واكتب إلي ملاك
الكنيسة التي في برغامس ” (رؤ12: 2)، ” واكتب إلي ملاك الكنيسة التي في
ثياتيرا ” (رؤ18: 2)، ” واكتب إلي ملاك الكنيسة التي في ساردس ”
(رؤ1: 3)، ” واكتب إلي ملاك الكنيسة التي في فيلادلفيا ” (رؤ7: 3)،
“واكتب إلي ملاك كنيسة اللاودكيين” (رؤ14: 3). ويقول القديس يوحنا
” وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب ” (رؤ13: 14؛9: 19). وقال له
الجالس على العرش ” اكتب فان هذه الأقوال صادقة وأمينة ” (رؤ5: 21).

 فبعد أن
تسلم الأنبياء والرسل كلمة الله وإعلانه الذي أعطاه لهم ووحيه الإلهي الذي نطق به
الروح القدس على لسانهم وتكلم به على أفواههم وأعلنوه لمعاصريهم سواء شفاهةً أو
مكتوباً كلفهم بكتابه وحيه هذا وكلمته والكيفية التي تكلم بها إليهم ونطق بها على
لسانهم وبأفواههم والكيفية التي تكلموا بها، هم، ونادوا بكلمة الله ووحيه الإلهي
والأحداث المتعلقة بها والظروف التاريخية 00 الخ. وقد كتب هؤلاء الأنبياء والرسل
كلمة الله ووحيه، الذي سبق أن نطقوا به وأعلنوه وسلموه لمعاصريهم وحفظوه شفوياً،
في أسفار بناء على أمر الله وبوحيه الإلهي أيضاً.

 يقول
القديس بولس بالروح ” كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ
للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح
” (2تى16: 3). ويقول القديس بطرس بالروح أيضا ” وعندنا الكلمة النبوية
وهي اثبت التي تفعلون حسنا أن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى
أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم، عالمين هذا أولا أن كل نبوة الكتاب
ليست من تفسير خاص، لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون
مسوقين من الروح القدس ” (2بط19: 1-21).

Ì وقد ورد النص الإلهي في قوله ” كل الكتاب هو موحى به من الله
” في اليونانية هكذا “:
γραφὴ θεόπνευστος
– pasa graphi theopneustos
πᾶσα

 ويعنى
” كل الأسفار المقدسة “، ” كل الأسفار المقدسة هي ما تنفس به الله
“. وكلمة ” موحى به ” كما وردت في اليونانية ”
θεόπνευστοςtheopneustos – ثيؤبنوستوس “، وتعنى حرفياً ” نفس الله – divinely breathed ” أو ” الله تنفس – God-breathed“. وتنفس الله هنا هو كلمته ويساوى قول
الرب يسوع المسيح ؛ ” مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج
من فم الله ” (مت4: 4). وقد وردت أيضاً في سفر أيوب في العبرية ” نسمه –

נשׁמה
neshâmâh “، ” نسمة القدير “، ” ولكن
في الناس روحاً ونسمة القدير تعقلهم ” (اى8: 32). وهذا يعنى أن كل ما تكلم
ونطق به الأنبياء والرسل وكل ما دونوه في الأسفار المقدسة، كل أسفار الكتاب
المقدس، هو ” نفس الله “، ” ما تنفس به الله “،
كلمة الله ” التي تكلم بها بواسطة، أو عن طريق، أو من خلال أنبيائه
القديسين. ومن ثم فقد ترجمت هكذا:

كل الكتاب
المقدس هو ما تنفس به الله
All Scripture is
God-breathed

كل شيء في
الأسفار المقدسة هو كلمة الله
Everything in the
Scriptures is God’s Word

كل الكتاب
معطى بوحي الله
All Scripture is given by inspiration of God

Ì وقد وردت كلمة
مسوقين
” في اليونانية في قوله ” أن كل نبوة الكتاب (
πᾶσα προφητεία
γραφη
͂ς) ليست من تفسير خاص لأنه لم تأت نبوة قط
بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين (
φερόμενοι) من الروح القدس
(2بط19: 1-21)، ”
φερόμενοιpheromenoi – فيرومينوى ” وتعنى محمولين أو مسوقين، من الفعل ” φέρωpherō̄ – فيرو ” والذي يعنى ” يحمل، أو يسوق
” وتؤكد في قوله ” تكلم أناس الله القديسون مسوقين (محمولين) من
الروح القدس
” أن الروح القدس كان يحملهم ويسوقهم ويتكلم على لسانهم
وينطق بأفواههم ب ” كلمة الله “. وقد ترجمت الآية كما يلي:

moved along by the Holy Spirit. محمولين من
الروح القدس

being moved by the Holy Spirit.أو مسوقين من الروح القدس

were guided by the Spirit of God مسوقين (مرشدين) بالروح القدس

inspired by the Holy Ghost موحى لهم بالروح القدس

being brought along by the Holy Spirit. محمولين بالروح القدس

were carried along by the
Holy Spirit
محمولين بالروح القدس

being borne along by the Holy Spiritمحمولين
بالروح القدس

were impelled by the Holy Spirit.

by the Holy Spirit as
humans spoke under God’s direction

و ”
تحت توجيه الله.

 كما أن
الكلمة المترجمة ” الكتاب ” في قوله ” أن كل نبوة الكتاب
” هي ” جرافيس –
graphisgrafhV ” وتعنى ” الأسفار المقدسة، الكتاب
المقدس –
scripture “. أي أن كل الكتاب المقدس، كل ما كتبه الأنبياء في الكتاب
المقدس، كل حرف وكل كلمة وكل عبارة وكل جملة وكل فقرة وكل فصل، إصحاح، وكل سفر، كل
الكتاب المقدس، كتبه الروح القدس بواسطة، عن طريق، أناس الله القديسين، الأنبياء
والرسل، محمولين بالروح القدس، فقد كانوا في حالة تسليم كامل بالعقل والإرادة
للروح القدس المهيمن، الذي تكلم على لسانهم وبأفواههم ودون كتابه المقدس بواسطتهم،
فالكتاب المقدس هو كلمة الله ووحيه الإلهي
.

وقد أستخدم
الوحي في الكتاب المقدس آلاف الكلمات والعبارات التي تدل على أن كل ما تكلم به
الأنبياء والرسل وما سجل في الأسفار المقدسة بالروح القدس هو ” كلام الله
” الذي تكلم به الله ودونه بروحة القدوس بلسانهم ونطق به بأفواههم ودونه
بأيديهم. وفيما يلي أهم هذه الكلمات والعبارات:

(أ) أستخدم
العهد القديم كلمة
נאם
– نأم –
naam والتي تعنى في العبرية كما وردت في
الكتاب المقدس ؛ ” يتحدث “، “ نطق إلهي، إعلان إلهي، قول إلهي
“،
كما تعنى أيضاً ” تجلى مُشخص، حديث إلهي من خلال نبي لله
“، واستخدمت بصفة خاصة للتعبير عن صوت الله وأقواله الإلهية التي أعلنت
بواسطة الأنبياء وتعنى ” صوت يهوه ” و ” يهوه يقول
” و ” يقول يهوه “، كما تعنى ” وحي إلهي “،
” قول الرب ”
…الخ .

 ففي سفر
العدد يقول الوحي الإلهي: ” ورفع بلعام عينيه ورأى إسرائيل حالا حسب أسباطه. فكان
عليه روح الله فنطق
بمثله وقال. وحي بلعام بن بعور. وحي الرجل
المفتوح العينين. وحي الذي يسمع أقوال الله. الذي يرى رؤيا القدير مطروحا وهو
مكشوف العينين … لا اقدر أن أتجاوز قول الرب
لأعمل خيرا أو شرا من نفسي. الذي
يتكلمه الرب إياه أتكلم
… وحي بلعام بن بعور وحي الرجل المفتوح العينين، وحي
الذي يسمع أقوال الله ويعرف معرفة العلي الذي يرى رؤيا القدير ساقطا وهو مكشوف
العينين
، أراه ولكن ليس الآن أبصره ولكن ليس قريبا
يبرز كوكب من يعقوب
ويقوم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفي مواب ويهلك كل بني الوغى ” (عد2: 24
17).

 وهنا نرى
بلعام وهو يتكلم بالروح، روح الرب، الذي كان عليه ويرى رؤى الله وما هو آت في
مستقبل الأيام، وينطق بالوحي الإلهي الذي يكشفه له روح الرب الذي هو ” قول
الرب
“، ” كلمة الله “، والذي لا يستطيع أن يتكلم بغيره
لا أقدر أن أتجاوز قول الرب “، ” الذي يتكلمه الرب
إياه أتكلم
” (عد24: 3-10).

 ويعبر داود
النبي عن الوحي الإلهي الذي كان ينطق به المزامير وكيف تكلم الله بروحه القدوس على
لسانه بقوله، بالروح ” وحي داود بن يسى ووحي الرجل القائم في
العلا مسيح اله يعقوب و مرنم إسرائيل الحلو، روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني
(2صم 1: 23 – 2). أي انه كان محمولاً بالروح، كان مسوقاً بالروح، روح
الرب، الذي نطق بكلماته على لسانه، لسان داود، فكان كلامه الذي ينطق به بالروح هو
كلام الرب ” كلمة الله “.

 وتكررت
عبارة ” يقول الرب (يهوه) ” و” هكذا يقول الرب (يهوه) ”
و” قال الرب (يهوه) ” و ” قول الرب (يهوه) ” و ” قال
الله ” و” يقول الله ” و ” كلمة الرب (يهوه) ” , ”
كلام الرب (يهوه) ” و” اسمع أو أسمعي أو أسمعوا كلمة الرب (يهوه) أو
كلام الرب (يهوه) أو قول الرب (يهوه) ” و” أنصتوا أو أنصتي أو أنصت أو
أصغى أو أصغوا لقول الرب (يهوه) ” ومفرداتها حوالي 3800 مرة، ويليها
آية أو فقرة أو إصحاح أو عدة إصحاحات، خاصة في العهد القديم، للتعبير عن هذا الوحي
أو قول الله وكلماته ” كلمة الله “، وذلك في بداية حديث للرب، الله، أو
في نهايته. وعلى سبيل المثال فقد تكررت عبارة ” كلمة الرب ” 88 مرة،
وعبارة ” كلام الرب ” 149مرة، وعبارة ” كلمة الله ” 39 مرة،
وعبارة ” قال الله ” 30 مرة، وعبارة ” قال الرب ” 399مرة،
وعبارة ” يقول الرب 277 مرة، وعبارة ” يقول السيد الرب ” 81 مرة،
وعبارة ” قال السيد الرب ” 122 مرة.

(ب) واستُخدمت
كلمة عبرية أخرى هي

משּׂא
maśśâ مسا “ وتعنى أيضاً
” قول إلهي، كلمة إلهية، حديث إلهي على فم نبي أو من خلال صوت نبي “
وترجمت ” وحي ” وذلك للتعبير عن وحي الأمثال، ككلمة الله،
في سفر الأمثال: ” كلام أجور ابن متقية مسا وحي هذا الرجل
” (أم 1: 30؛أنظر 1: 31).

 كما
استخدمت بصفة خاصة في الأسفار النبوية للتعبير عن كلمة الله التي وصلت إلى
الأنبياء في هيئة رؤى، حيث كان النبي وهو في الرؤيا محمولاً بالروح، مقيداً
بالروح، مسوقاً بالروح، ينطق بما يتكلم به الروح على لسانه كقول داود النبي بالروح
روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني “، وقول القديس بطرس بالروح
تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ” وقول القديس
يوحنا الرسول والرائي بالروح ” كنت في الروح في يوم الرب “ (رؤ4:
1) ؛ وتنبأ الأنبياء على بلاد كثيرة بالروح، روح الرب، الروح القدس الذي تكلم على
لسانهم:

 ” وحي
من جهة بابل رآه إشعياء بن اموص ” (أش1: 13)، ” في سنة وفاة الملك
احاز كان هذا الوحي ” (أش28: 14)، “ وحي من جهة موآب ”
(أش1: 15)، ” وحي من جهة دمشق هوذا دمشق … ” (أش17: 1)، ”
وحي من جهة مصر ” (أش19: 1)، ” وحي من جهة برية البحر …
وقد أعلنت لي رؤيا قاسية … وحي من جهة دومة … وحي من جهة
بلاد العرب ” (أش1: 21-13)، ” وحي من جهة وادي الرؤيا ”
(أش1: 22)، ” وحي من جهة صور ” (أش1: 23)، ” وحي كلمة
الرب
في ارض حدراخ ودمشق محلة ” (زك1: 9)، “ وحي كلام الرب
على إسرائيل ” (زك1: 12)، ” وحي كلمة الرب لإسرائيل عن يد ملاخي
” (ملا1: 1)، ” وحي على نينوى سفر رؤيا ناحوم الالقوشي
” (نا1: 1)، ” الوحي الذي رآه حبقوق النبي ” (حب1: 1).
وعندما كان الله غير راضٍ على بنى إسرائيل ورفضهم بسبب زيغانهم وانحرافهم عنه قال
لهم موبخاً بفم ارميا النبي ” وإذا سالك هذا الشعب (إسرائيل) أو نبي أو كاهن
قائلا ما وحي الرب فقل لهم أي وحي أنى أرفضكم هو قول الرب …
وحي الرب
… هكذا تقولون الرجل لصاحبه والرجل لأخيه بماذا أجاب الرب وماذا
تكلم به الرب، أما وحي الرب
فلا تذكروه بعد لان كلمة كل إنسان تكون وحيه …

هكذا تقول
للنبي بماذا أجابك الرب و ماذا تكلم به الرب، … وحي الرب فلذلك هكذا قال الرب
من
اجل قولكم هذه الكلمة وحي الرب وقد أرسلت إليكم قائلا لا تقولوا وحي
الرب
” (ار33: 23-38)، وقال بفم حزقيال النبي ” قل لهم هكذا قال
السيد الرب هذا الوحي هو ” (10: 12).

(ج) وفى
العهد الجديد استخدمت كلمة ”
χρηματισμός chrēmatismos – خريماتيسموس) بمعنى الوحي
a divine response or revelation: – answer of God. ” ؛ والتي وردت في (رو4: 11) عن أقوال
الله التي تكلم بها مع إيليا النبي ؛ ” لكن ماذا يقول له (إيليا) الوحي.
أبقيت لنفسي سبعة آلاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل “. كما أستخدم الفعل منها
crhmattizwChrimatizw – خريماتيزو) والذي يعنى ” يوحي، يدعو ” وذلك للتعبير
عن الإعلان الإلهي والوحي الإلهي: فيقول عن المجوس ” وإذ أوحى
إليهم في حلم
” (مت22: 2)، وعن يوسف النجار يقول ” وإذ أوحى
إليه في حلم
” (مت 22: 2)، وعن سمعان البار يقول ” وكان قد أوحى
إليه بالروح القدس
انه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب فآتى بالروح إلى
الهيكل ” (لو26: 2،27)، وعن كرنيليوس يقول “ أوحى إليه
بملاك مقدس
” (أع22: 10)، ” كما أوحى إلى موسى وهو
مزمع أن يصنع المسكن … حسب المثال الذي اظهر لك في الجبل ” (عب 5: 8)،
بالإيمان نوح لما أوحى إليه

عن أمور لم
تر
بعد خاف فبنى فلكا ” (عب7: 11).

3 أهم العبارات الكتابية التي تؤكد أن
الكتاب المقدس هو كلمة الله:

 أستخدم
الوحي الإلهي عدة عبارات تؤكد على أن كل كلمة وكل آية نطق بها الأنبياء والرسل
ودونوها في الأسفار المقدسة، الكتاب المقدس، هي كلمة الله:

(1) عبارة
” عن يد … النبي ”
؛ والتي تكررت 62 مرة لتعني
أن الله قد تكلم عن يد أنبيائه: ” وأشهدت عليهم بروحك
عن يد أنبيائك فلم يصغوا ” (نح 30: 9)،” كما تكلم الرب عن يد موسى
(خر35: 9) ” جميع ما آمركم به الرب عن يد موسى ” (عد23:
15)، ” كما كلمه الرب عن يد موسى (40: 16)، ” كما
تكلم الرب عن يد موسى
” (23: 27)، ” الوصايا والأحكام
التي أوصى بها الرب
عن يد موسى ” (عد13: 36)، ”
كما أمر الرب عن يد موسى ” (يش2: 14)، ” وصايا الرب
التي أوصى بها آباءهم عن يد موسى
(قض4: 3).

 ويقول
صموئيل النبي لشاول الملك ” وقد فعل الرب لنفسه كما تكلم عن يدي
(1صم 17: 28)، ” كما تكلمت عن يد موسى عبدك … يا سيدي الرب
” (1مل 53: 8)، ” كلامه الصالح الذي تكلم به عن يد موسى
عبده ” (1مل 56: 8)، ” حسب كلام الرب عن يد صموئيل
(1أخ 3: 11)، ” حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الأنبياء
” (2مل2: 24)، ” ليقيم كلامه الذي تكلم به الرب عن يد آخيا
الشيلوني “
(1مل 15: 12)، ” وأيضا عن يد ياهو بن حناني
النبي كان كلام الرب
” (1مل 7: 16)، ” حسب كلام الرب الذي تكلم
به على بعشا عن يد ياهو النبي
(12: 16،43)، ” حسب كلام
الرب الذي تكلم به عن يد يشوع بن نون
” (1مل34: 16)، ” قول
الرب الذي تكلم به عن يد ايليا ” (1مل 16: 17)، ” وقد فعل
الرب ما تكلم به عن يد عبده ايليا
” (2مل 10: 10)، “ حسب
كلام الرب
الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن امتاي النبي
“، “ وتكلم الرب عن يد عبيده الأنبياء قائلا
(2مل10: 21) 00الخ.

(2) و”
تكلم الله ” بفم أو على فم الأنبياء
، حوالي
24 مرة، أي ” على لسانهم “:
قال الله
لموسى النبي ” فالان اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به
فتكلمه (أي هرون) وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه
” (خر12: 4-15)، ” فقالت المرأة لإيليا هذا الوقت علمت انك رجل
الله وان كلام الرب في فمك حق
(1مل24: 17)، وقال الله لإشعياء النبي
” قد جعلت أقوالي في فمك ” (16: 51)، ” وكلامي
الذي وضعته في فمك
لا يزول من فمك ولا من فم نسلك ولا من فم نسل نسلك قال
الرب من الآن والى الأبد ” (اش21: 59). وقال ارميا النبي بالروح ” ومد
الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد
جعلت كلامي في فمك
(ار9: 1)، وأيضاً ” هاأنذا جاعل كلامي في فمك ” (ار14:
5)، ” كلام الرب بفم ارميا ” (ار21: 36)، ” لأجل تكميل
كلام الرب بفم ارميا ” (ار36: 24 ؛ عز1: 1). وقال لحزقيال
النبي ” وأنت يا ابن آدم فاسمع ما أنا مكلمك به … افتح فمك وكل ما
أنا معطيكه
” (حز8: 2)، ” وقال (سليمان) مبارك الرب اله إسرائيل
الذي تكلم بفمه إلى داود أبى واكمل بيده قائلا ” (1مل 15:
8؛1أخ4: 6؛15: 6).

 وقال رسل
المسيح ” تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر ” (لو48:
1)، ” كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم
داود
عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع ” (اع 16: 1)،
” أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين
منذ الدهر” (اع 21: 3)، وصلوا لله قائلين ” القائل بفم داود فتاك
لماذا ارتجت الأمم و تفكر الشعوب بالباطل ” (اع25: 4)، ” قام بطرس وقال
لهم أيها الرجال الاخوة انتم تعلمون انه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا انه
بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل
ويؤمنون ” (أع7: 15)، ” وأما الله
فما سبق وانبا به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا
” (اع18: 3).

 قال الرب
يسوع المسيح لتلاميذه قبل الصعود مباشرة ” لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح
القدس عليكم و تكونون لي شهودا
في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى أقصى
الأرض ” (اع8: 1)، ” لان لستم انتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي
يتكلم فيكم
(مت20: 10). ” فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من
قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما أعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان
لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس
” (مر11: 13). أو كما قال داود
النبي بالروح ” روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني
(2صم2: 23).

(3) الروح القدس يتكلم على فم الأنبياء والرسل وينطق بلسانهم: وبعد
حلول الروح القدس على التلاميذ يقول الكتاب بالروح: ” امتلأ الجميع من
الروح القدس وابتداوا يتكلمون بالسنة أخري كما أعطاهم الروح أن ينطقوا
(اع4: 2). ” وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون
بكلام الله
بمجاهرة ”
(اع 31: 4)، ” ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة
والروح الذي كان يتكلم به
(أستيفانوس) ” (اع10: 6)، ” وقام واحد
منهم (أنبياء المسيح) اسمه اغابوس وأشار بالروح أن جوعا عظيما كان
عتيدا أن يصير على جميع المسكونة ” (اع28: 11). كما تكرر تعبير ” بالروح
” 53 مرة في أوال مثل ” كان بولس منحصرا بالروح وهو يشهد
لليهود بالمسيح يسوع ” (اع 5: 18)، ” وكان (ابولوس) وهو حار
بالروح يتكلم ويعلم
بتدقيق ما يختص بالرب ” (اع 25: 18)، ” حل
الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنباون
” (اع 6: 19)، ”
وكانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلى أورشليم ” (أع 4:
21)، ” وقال هذا يقوله الروح القدس ” (اع11: 21). وقال
الرب يسوع عن نبوّه داود عنه ” فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا
(مت43: 22)، ” لان داود نفسه قال بالروح القدس قال
الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك ” (مر36: 12).

(4) وصارت
وكانت وأسمعوا ” كلمة الرب “:
وصارت
كلمة الرب
” و ” وكانت كلمة الرب ” إلى النبي، وكان
النبي ينادى ” أسمعوا كلمة الرب ” والتي تكررت حوالي 55 مرة:
كانت كلمة الرب إليه (ارميا لنبي) في أيام يوشيا ” (ار2: 1)،
فكانت كلمة الرب إلى قائلا ” (ار4: 1)، ” ثم صارت كلمة
الرب إلى قائلا
“. (ار11: 1،13؛2: 1)، ” اسمعوا كلمة الرب يا
بيت يعقوب ” (ار4: 2؛2: 7؛20: 17؛3: 19)، ” كلمة الرب التي صارت إلي
ارميا
من جهة القحط ” (ار1: 14). ويقول حزقيال النبي بالروح ” وكان
عند تمام السبعة الأيام أن كلمة الرب صارت إلي قائلة ” (حز16: 3؛2:
14؛8: 12،17)، ” اسمعوا كلمة الرب ” (حز2: 13)، ” يا جبال
إسرائيل اسمعي كلمة الرب ” (حز1: 36؛4: 37). ويكرر الكتاب ” كلمة
الرب التي صارت
إلي صفنيا ” (صف1: 1)، ” وصارت كلمة الرب
ثانية إلي حجي … قائلا ” (حج20: 2)، ” كانت كلمة الرب إلى
زكريا بن برخيا بن عدو النبي قائلا ” (زك1: 1).

(5) ”
كلمة الله “:
والتي استخدمت في العهد الجديد
وتكررت 25 مرة إلى جانب “ كلمة الرب ” التي تكررت 82 مرة، منها
12 في العهد الجديد: ” كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية
” (لو2: 3)، ” الذين صارت إليهم كلمة الله ولا يمكن أن
ينقض المكتوب ” (يو35: 10)، ” وفي السبت التالي اجتمعت كل المدينة
تقريبا لتسمع كلمة الله ” (اع44: 13)، ” فجاهر بولس و برنابا …
بكلمة الله
” (اع46: 13)، “وانتشرت كلمة الرب في كل الكورة
” (اع49: 13)، ” أما بولس وبرنابا فأقاما في إنطاكية يعلمان ويبشران …
بكلمة الرب (اع35: 15). ” لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله
قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله
التي تعمل أيضا فيكم
انتم المؤمنين ” (1كو13: 2)، ” لان كلمة الله حية وفعالة وأمضى
من كل سيف ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار
القلب ونياته ” (عب12: 4)، ” اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله
” (عب7: 13).

(6) وعبارة
كان كلام الرب ” و ” صار كلام الرب

و” صار كلام الرب ” إلى النبي، والتي تكررت 136 مرة ومن ثم فقد أخبر به:
صار كلام الرب إلى إبرام في الرؤيا قائلا ” (تك1: 15)،
وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلا ” (1صم10: 15)، ” وفي
تلك الليلة كان كلام الرب إلى ناثان قائلا ” (2صم4: 7)، ” كان
كلام الرب إلى جاد النبي
رائي داود قائلا ” (2صم11: 24)، ” وكان
كلام الرب إلى
سليمان قائلا ” (1مل11: 6)، ” فكان كلام الرب إلى
ايليا
التشبي قائلا ” (1مل17: 21)، ” وكان كلام الرب إلى
شمعيا رجل الله قائلا ” (2أخ2: 11). وتتكرر عبارة ” فصار كلام الرب
إلى قائلا
” كثيراً في سفر ارميا (ار8: 13)، ” ثم صار كلام الرب
إلى
ارميا قائلا ” (ار30: 29). وكذلك في سفر حزقيال ” صار كلام
الرب إلى حزقيال
الكاهن ” (حز3: 1). ويكرر حزقيال النبي عبارتي “
وكان إلى كلام الرب قائلا
” و ” كلام الرب صار إلى ” 49
مرة (أنظر1: 6؛1: 7؛ 14: 11؛20: 30)، وتتكرر عبارة ” وكان كلام الرب إلى
زكريا قائلا
” في سفر زكريا ثلاث مرات (زك8: 7).

(7) قال
الله، وقال الرب:
وتكررت عبارة ” وقال الله
في العهد القديم 22 مرة ؛ وقال الله لنوح
(تك17: 9)، ” وقال الله لإبراهيم ” (تك9: 17)، ” ثم قال
الله ليعقوب
” (تك1: 35)، ” فقال الله لموسى ” (خر14:
3)، ” فقال الله لسليمان ” (2أخ11: 1). كما تكررت عبارة ”
قال الرب ” 306 مرة ” ثم قال الرب لموسى ” (خر11:
1)، “ قال الرب ليشوع ” (يش5: 2)، ” هكذا قال
الرب ” (يش24: 2).

(8) كما يؤكد
العهد الجديد في كل آيه من آياته أنه كلمة الله ووحيه الإلهي

من خلال تأكيد السيد المسيح للرسل بأن سيتكلم على لسانهم وبفمهم بالروح القدس الذي
كان يعمل فيهم وبهم ويوجههم ويقودهم ويرشدهم. وكانوا أثناء كرازتهم حارين بالروح
مقيدين بالروح، محصورين بالروح ؛ “ ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح
الذي كان يتكلم به
” (أع10: 6)، “ فقال الروح لفيلبس تقدم
ورافق هذه المركبة ” (أع29: 8)، ” وبينما بطرس متفكر في الرؤيا قال
له الروح
” (أع19: 10)، ” فقال لي الروح أن اذهب ”
(أع12: 11)، ” وأشار بالروح ” (أع28: 11)، ” فلما أتوا إلي
ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلي بيثينية فلم يدعهم الروح ” (أع7: 16)،
” كان بولس منحصرا بالروح وهو يشهد لليهود بالمسيح يسوع ” (اع15:
22)، ” كان وهو حار بالروح يتكلم ويعلم بتدقيق ما يختص بالرب “،
(أع25: 18)، ” ها أنا اذهب إلي أورشليم مقيدا بالروح ” (أع22:
20)، ” كانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلي أورشليم ” (أع4:
21)، “ كنت في الروح في يوم الرب ” (رؤ10: 1)، ” من له أذن
فليسمع ما يقوله الروح للكنائس ” (رؤ17: 2)، “ صرت في الروح
” (رؤ2: 4)، “ يقول الروح ” (رؤ13: 14)، “ فمضى بي
بالروح
” (رؤ3: 17)، ” وذهب بي بالروح ” (رؤ10: 21).

 وهكذا فكل
كلمة في الكتاب المقدس هي كلمة الله التي أعلنها الله ” لرسله القديسين
وأنبيائه بالروح
” (أف3: 5) وتكلم بها، بروحه، على لسانهم وبأفواههم،
وسجلها، دونها في أسفار، بروحه القدوس بأيديهم. أي أنه أعلنها لهم بروحه القدوس
ونطقها على لسانهم بروحه القدوس ودونها بأيديهم بالروح القدس، مستعيناً بمواهبهم
ودون أن يلغي شخصيتهم وقدراتهم، ولكن دون أن ينطقوا بشيء أو يكتبوا شيئاً بعيداً
عن تأثير وقيادة وتوجيه الروح القدس ” لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان
بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس
” (2بط1: 21)، ” كل
الكتاب هو ما تنفس به الله
” (2تي3: 16).



(1) أنظر كتابنا ” الإعلان الإلهي
وكيف كلم الله الإنسان ؟ “.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى