اللاهوت الدفاعي

17- شهادة التاريخ لكتابنا المقدس



17- شهادة التاريخ لكتابنا المقدس

17- شهادة
التاريخ لكتابنا المقدس

والآن من يحدثنا عن شهادة التاريخ لكتابنا
المقدَّس؟

بيتر: إسمحوا لي أن أقص لكم قصة لطيفة كمقدمة
لشهادة التاريخ، في مارس سنة 1947 م كان الغلام محمد الديب من قبيلة التعميرة يرعى
بعض الأغنام في منطقة قمران على الجانب الغربي من البحر الميت على بعد 8 أميال
جنوب مدينة أريحا، ففُقدت إحدى الماعز وبدأ يبحث عنها حتى تسلق المرتفعات، ولما
تعب من حرارة الشمس استلقى على ظهره ووضع رأسه في ظل حجر مُعلَّق، فوقع بصره على
فتحة كهف، فألقى حجراً صغيراً داخل الكهف، واندهش عندما سمع صوت رنين لأواني
فخارية، فظن أن الكهف يحوي في أحشائه كنزاً ثميناً، وحاول جاهداً دخول الكهف حتى
تمزَّقت يداه دون جدوى، وفي اليوم التالي اصطحب معه أحد أصدقائه، ونجح في دخول
الكهف، فوجدا سبعة جرار بعضها فارغ، ومن الثالثة أخرج عدة لفائف من الجلد وهما لا
يدركا قيمتها.

 

ذهب الصديقان إلى بيت لحم يُعرضان هذه اللفائف
على إسكافي يدعى “خليل إسكندر جاهين” والشهير بكاندو لعله يشتري هذه
اللفائف من الجلود ليستخدمها في تصنيع بعض الأحذية، فاشتراها خليل إسكندر، وقام
ببيع ثلاث مخطوطات منها للأستاذ سكتك بالجامعة الأمريكية وخمس منها لرئيس دير
القديس مرقس السرياني، فاهتم رئيس الدير بجمع مخطوطات أخرى من نفس المنطقة، وفي
فبراير 1948 م سلمها إلى د. جون تريفر بالجامعة الأمريكية للأبحاث الشرقية بالقدس،
وكان تريفر يهوى التصوير جداً، فقام بمجهود خارق حتى تمكن من تصوير مخطوطة لسفر
إشعياء بطول 24 قدم وعرض 1. بوصة، وأرسل الصور إلى د. أولبرايت من جامعة جون
هوبكنز بأمريكا الذي يعتبر عميد الحفريات الكتابية، فأرسل أولبرايت رده السريع إلى
تريفر ” تهانينا القلبية على اكتشاف أعظم مخطوطة في عصرنا الحديث.. يا له من
اكتشاف مذهل، ولا يمكن أن يوجد ظل شك في العالم كله في صحة هذه المخطوطة ”
(برهان يتطلب قرار ص77) إنها مخطوطة كاملة لسفر إشعياء ترجع إلى سنة 125 ق.م،
ومخطوطة أخرى غير كاملة لسفر إشعياء أيضاً، ومخطوطة ثالثة لسفر حزقيال.

 

وعندما تم التنقيب في منطقة قمران تم اكتشاف
المزيد من الكهوف التي احتفظت في جوفها بهذه الكنوز العظيمة، حتى إنه في سنة 1957
م تم اكتشاف أكثر من مائتي كهف منها 11 كهفاً تحوي مئات المخطوطات وبلغت هذه
المخطوطات نحو 500 مخطوطة وعشرة آلاف قصاصة تحوى معظم أسفار العهد القديم وبعض
التفسيرات، ومعلومات عن الجماعة التي عاشت في هذه المنطقة، وبعض العملات التي يرجع
تاريخها إلى سنة 125 ق.م كما تم اكتشاف دَرْج نحاس مدوَّن عليه قائمة بستين مكاناً
تحتوي على كنوز مخفية، ولكن للآن لم يستطع أحد التوصل لأحد هذه الأماكن، أما
الكتان الذي كان يغلف بعض المخطوطات فقد أُرسل إلى معهد الدراسات النووية بشيكاغو
حيث أُجريت عليه الأبحاث وتم تحديد عمره نحو 167 ق.م وحتى عام 1965 م وصل عدد
المخطوطات إلى 15 مخطوطة لسفر التكوين، و5 للخروج، و8 للاويين، و6 للعدد، و25
للتثنية، و2 ليشوع، و3 للقضاة، و4 لراعوث، و4 لصموئيل الأول والثاني، و4 لملوك
الأول والثاني، وواحد لأخبار اليوم الأول والثاني، وواحد لسفر عزرا ونحميا، و4
لأيوب، و27 للمزامير، و2 للأمثال، و2 للجامعة، و4 لنشيد الأنشاد، و18 لإشعياء، و4
لأرميا، و4 للمراثي، و6 لحزقيال، و8 لدانيال، و8 للأنبياء الصغار، وقد بيع عدد
كبير من هذه المخطوطات للجامعة العبرية في إسرائيل بمائتين وخمسين ألف دولار
أمريكي فحُفظت في معرض بُني خصيصا لها على شكل أحد الجرار التي وُجِدت بها
اللفائف، وترجع أهمية كنوز قمران إلى إنها قربتنا للأصل بنحو ألف سنة.. كيف؟

 

منير: حقاً انها قصة رائعة يا بيتر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى