اللاهوت الدفاعي

14- الشهيد الشماس تيموثاوس زوج الشهيدة مورة



14- الشهيد الشماس تيموثاوس زوج الشهيدة مورة

14- الشهيد
الشماس تيموثاوس زوج الشهيدة مورة

أعود إلي شماسنا الحبيب تيموثاوس.. لقد عشت معه
خلال الأيام الماضية، فهل تسمحون لي أن أقص لكم جزءاً من قصته؟

 

الأخ زكريا: بالطبع يا نادر.. إننا حضرنا خصيصاً
إلي هنا من أجل هذا الهدف.

 

فبدأ نادر يستكمل حديثه:

 

نحن الآن في قرية بيراب بجوار ملوي.. تتميَّز
كنيسة القرية بالبساطة، فهي مبنية بالطوب اللبن خالية من المقاعد الخشبية، ومفروشة
بالحصير المصنوع من نبات البردي.

 

تستطيع أن ترى جمهوراً من القرية منتظرين أمام
باب البيعة، وجاء جَمَلْ يتبعه آخر، وعلى كل جَمَلْ هودج، فمن على الجَمَلْ الأول
هبطت العروس الجميلة ” مورا ” في ملابسها البيضاء، ومن على الجَمَلْ
الثاني هبط العريس ” تيموثاوس ” هذا الشاب الجميل الطلعة أحد شمامسة
الكنيسة.. تمت مراسم الإكليل وسط فرحة أبناء القرية، وذهب تيموثاوس وعروسه إلي عش
الزوجية بعد أن أصبحا جسداً واحداً.

 

ولم تمضِ إلاَّ أياماً قلائل حتى هجم علي
الكنيسة مجموعة من الجنود الرومان الأقوياء.. يدوسون حرمة البيعة وهيكل رب
الصباؤوت، ويبحثون بين مكان وآخر.. عما يبحث هؤلاء الجنود؟!

 

أنهم يقبضون على القيّم، الرجل البسيط ويشبعونه
ضرباً.. لماذا يضربونه؟!

 

إنقضوا على الشماس تيموثاوس، وأخذوا يذيقونه
العذاب ألواناً حتى يقر ويعترف دون جدوي..

 

لماذا كل هذا؟!

 

إنهم يبحثون بكل وسيلة ووسيلة عن الكتب
المقدَّسة لكيما يحرقونها بالنار تنفيذاً لأوامر ملكهم.

 

أخيراً قادوا الشماس إلى أريانوس الوالي الذي
حاول ملاطفته لكي يسلمهم الكتب المقدسة.

 

الوالي: من أنت؟ وما عملك؟

 

الشماس: أنا مسيحي.. ورتبتي قارئاً lector في الكنيسة.

 

الوالي: وما إسمك؟

 

الشماس: تيموثاوس.

 

الوالي: فأنت الوحيد إذن في قريتك الذي يحتقر
أوامر أباطرتنا العظام الذين يأمرون بموت من لا يضحي للآلهة الخالدة.

 

الشماس: ربما. لكن علي أي حال أنا فيَّ روح الله
ولن أضحي أبداً.

 

الوالي: أنظر جيداً ها آلات التعذيب أمامك.

 

الشماس: ألا ترى الملائكة التي يرسلها الله
لمعونتي؟!

 

الوالي: سلمني كتبك المقدَّسة لأقف علي ما فيها
من منفعة.

 

الشماس: أيمكن أن يسلم أب أولاده بنفسه لعدو
مُهلك؟!

 

وسريعاً ما بدأت سلسلة العذابات الرهيبة، وحاول
الوالي خداع مورا وإغرائها لتثني زوجها عن رأيه.. لكن صلاة تيموثاوس الحارة ووقفة
أبونا باسيليوس جعلت مورا تعود إلي صوابها.. إنها قصة رائعة تنتهي بفشل الوالي،
والحكم بصلب كل من الشماس تيموثاوس وعروسه مورا، فعانق كل منهما صليبه وأرتفع عليه
(2).

 

الأخ زكريا: ما سمعته منكم يعكس الجهد الذي
بذلتموه.. إنني سعيد أن أسمع منكم كل هذه المعلومات القيمة عن كتابنا المقدس..
فعلاً أنا سعيد.

 

نادر: حضرتك.. الأستاذ زكريا ولا الأستاذ سعيد؟
ويضحك الجميع.

 

الأخ زكريا: أنا زكريا وأنا سعيد بأصحابي
وبحديثهم النادر يا نادر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى