اللاهوت الدفاعي

الباب الثالث



الباب الثالث

الباب
الثالث

المخطوطات والترجمات تشهد
لصحة الكتاب المقدس

يجدر بنا أن نذكر أن
متاحف العالم تضم بين جوانبها نسخاً قديمة جداً من الكتاب المقدس ترجع للعصور
الأولى

(·) ويستطيع أى
إنسان أن يرى هذه النسخ التى تمت دراستها علمياً وأكاديمياً ويقارن بينها وبين
النسخ التى بين أيدينا ويرى بنفسه أنها متطابقة تماماً وليس هناك أدنى اختلاف..
إنها لحجة قوية ترد على من يدعى بأن الكتاب المقدس حدث به تحريف.

 

كيف يُحرف هذا الكتاب
وكل مخطوطاته قد تعرضت للفحص الدقيق والبحث العلمى وهو ما يسمى ب (علم
الببليوغرافيا أو ثبوت المراجع أو نقد النص)، وهو علم معترف به فى الجامعات،
استُخدم لبحث كتابات الأقدمين، لأننا لا نملك الكتابات الأصلية. لكن كل ما نملكه
هو مخطوطات لهؤلاء، وهذا العلم يبحث فى صحة نسب المكتوب إلى الكاتب، فمثلاً كتابات
العلماء المشهورين أمثال أفلاطون وأرسطو وهيرودوت نملك من المخطوطات المنسوبة
إليهم العدد القليل فأرسطو له 7 وأفلاطون 8 وهيرودوت له 48. هذه المخطوطات يرجع
تاريخ نسخها من زمن كتابتها 1200 و1300 و1400 سنة، وهذا العلم يقول إ نه كلما قرب
زمن النسخ لزمن الكتابة كلما كانت المخطوطة صحيحة.

 

ونحن نعتمد فى جامعاتنا
على هذه المخطوطات القليلة البعيدة عن زمن كاتبها ونقر ونعترف أنها أفلاطونيات أو
كتابات أرسطو وهيرودوت وتُدرس فى الجامعات ولا يعترينا أى شك أو شبه تحريف فيها.

فإذا ما عرضنا الإنجيل
لمثل هذا العلم وبحثنا فى مخطوطاته لوجدنا الآتى:

مخطوطة مثل جون ريلاند
تحتوى على إنجيل يوحنا مكتوبة سنة 130م ونحن نعرف أن إنجيل يوحنا كتب نحو سنة 98
ميلادية وهذا يعنى أن المخطوطة يبعد زمنها عن كاتبها البشير يوحنا ما بين 30-50
سنة فقط.

وقد نشرت جريدة الأهرام
سنة 1991 أنه عثر على مخطوطة إنجيل متى فى الأقصر يرجع تاريخ كتابتها إلى سنة 60
ميلادية والمعروف أن إنجيل متى كتب سنة 45م وهذا يعنى أنه خلال 15 سنة فقط وصلت
نسخة من إنجيل متى من موطنها الأصلى فى آسيا إلى الأقصر، وهو زمن قياسى، مما يدل
على الانتشار السريع والمذهل للإنجيل فى أرجاء العالم المعروف فى ذلك الوقت.

كيف يُحرف كتاب عندنا
كم هائل من مخطوطاته القديمة باللغة الأصلية يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد ب250
سنة؟ وهى متاحة لأى شخص ليرجع إليها بعد تعلم لغنها ليجد أن ما بين أيدينا هو نفسه
الموجود بالمخطوطات
.

وكلمة مخطوطة تعنى كل
ما خُط باليد، ففى القديم لم تكن الطباعة معروفة وكل ما كان يُكتب كان يُكتب باليد
على جلود الحيوانات أو ورق البردى أو الأحجار وعظام كتف الحيوانات، وكلها مواد
تفنى وتبلى. لذلك يلزم دائماً إعادة كتابة كل ما يقارب على الفناء منها بجديد يسمى
مخطوطة تخضع لشروط واحتياطات ونظم صارمة فى كتابتها حسب أوامر التلمود اليهودى
(·) مثل:

1-         
الدرج المستعمل فى القراءة فى المجمع يجب أن
يكون مكتوباً على جلد حيوان طاهر.

2-         
يجب أن يجهزه يهودى لاستعماله فى المجمع.

3-         
تجمع الرقرق معاً بسيور مأخوذة من حيوان طاهر.

4-         
يجب أن يحتوى كل رق على عدد ثابت من الأعمدة فى
كل المخطوطة.

5-         
يجب أن يتراوح طول كل عمود ما بين 48-60 سطراً،
وعرض العمود يحتوى على ثلاثين حرفاً.

6-         
 يجب أن تكون الكتابة على السطر، ولو كُتبت ثلاث
كلمات على غير السطر تُرفض المخطوطة كلها.

7-         
 يجب ترك
مسافة تسعة حروف بين كل فقرتين.

8-         
 يجب ترك مسافة شعرة أو خيط بين كل حرفين.

9-         
 يجب ترك ثلاثة سطور بين كل سفرين.

10-      يجب
إنهاء سفر موسى الخامس بانتهاء سطر. ولا داعى لمراعاة ذلك مع بقية الأسفار.

11-       يجب
أن يلبس الناسخ ملابس يهودية كاملة.

12-       يجب
أن يغسل جسده كله.

13-       لا
يبدأ كتابة اسم الجلالة بقلم مغموس فى الحبر حديثاً.

14-       لو
أن ملكاً خاطب الكاتب وهو يكتب اسم الجلالة فلا يجب أن يعيره أى التفات.

 

ومن هذه النسخ المكتوبة
على الرقوق والبردى ما يلى:

 

أ- النسخة الفاتيكانية:
خطت سنة 823م بأمر الملك قسطنطين وهى محفوظة الآن بمكتبة الفاتيكان بروما. وجدير
بالذكر أن هذه النسخة كتبت فى مصر وتتضمن العهدين القديم والجديد باللغة
اليونانية.

ب- النسخة الإسكندرية:
وقد خطت فى القرن الخامس الميلادى وظلت فى حوزة بطاركة الإسكندرية حتى عام 1828م
حيث أهداها البطريرك لوكارس الكريدى إلى ملك بريطانيا شارل الأول وهى الآن محفوظة
فى المتحف البريطانى بانجلترا.

ج- النسخة السينائية: وقد خطت فى أواخر القرن
الرابع على رقوق مرهفة من أربعة أعمدة للصفحة الواحدة، وقد عثر عليها العالم
تشندروف فى دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء، وهى الآن موجودة بالمتحف
البريطانى.. كذلك فقد عثر رجال جامعة الاسكندرية فى عام 1950 على كشف أثرى هام
وخطير حيث عثروا أثناء قيامهم بالبحث فى المخطوطات القديمة بدير سانت كاترين هذا
على أقدم ترجمة يونانية للإنجيل وهى مكتوبة على ورق من جلد الغزال وهى تسبق القرن
الرابع. كما عثروا أيضاً على نسخة أخرى هى أقدم ترجمة للإنجيل باللغة السريانية
ونسخة ثالثة ترجع إلى عهد ظهور الإسلام وهى أقدم ترجمة عربية للتوراة عرفت فى التاريخ
حتى الآن وقد أشارت اليها جريدة الأهرام الصادرة فى 6/7/1966 فى حديثها عن احتفال
جامعة الاسكندرية بمرور 1400 سنة على إنشاء دير سانت كاترين.

د- النسخة الأفرامية:
وهى نسخة قديمة جداً ومحفوظة
بباريس
بالمكتبة السلطانية.

ه- نسخة بيزى: وترجع
للقرن الخامس أو السادس الميلادى وتشمل الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل وجزءاً
من رسالة يوحنا الأولى، وقد كتبت باللغتين اليونانية واللاتينية وهى محفوظة الآن
فى كمبردج بانجلترا.

و-
نسخة واشنطن: وترجع إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادى وهى تشمل الأناجيل
ومحفوظة الآن بواشنطن بالولايات المتحدة.

ز- بردية ناش: وترجع
للقرن الثانى الميلادى وتحتوى على نص ليتورجى للوصايا العشر وجانب من الشما (خر20:
2-3، تث5: 6-7، 6: 4-5) والشما أو التلاوة والتى هى قانون إيمان بنى إسرائيل حصل
عليها ناش فى مصر سنة 1902.

ح- مخطوطات جنيزة
القاهرة: التى وجدت بمجمع بن عزرا بمصر القديمة سنة 1890م والمبنى على كنيسة
اشتروها من الأقباط سنة 882م وكانت تعرف باسم كنيسة الملاك ميخائيل وكانت تعتبر
جزءاً من الكنيسة المعلقة، وتضم حوالى 10.000 مخطوطة وقصاصة لأسفار العهد القديم.
وترجع إلى القرنين السادس والتاسع الميلاديين.

ط- مخطوطة جون ريلاندز
52: وقد اكتشفت فى صحراء الفيوم بمصر سنة 1935م وترجع لما بين سنة 117 و135م
ويؤرخها معظم العلماء بسنة 125، وتحتوى على (يوحنا18: 31-33، 37-38) ومحفوظة
بمكتبة جون ريلاندز بمنشستر بانجلترا وتعتبر أقدم شاهد للعهد الجديد. وهذه المخطوطات
أبطلت زعم النقاد الذين زعموا أن إنجيل يوحنا لم يكتب قبل سنة 160م.

 

ى- المخطوطة
الكلارومونتانية (06
Dpaul): وتضم رسائل بولس الرسول الأربعة عشر كاملة وترجع لسنة 550م وهى
من مخطوطات الفئة الثانية التى تمثل النص الأصلى بدرجة كبيرة ومحفوظة فى المكتبة
القومية بباريس.

ك- المخطوطة الأرجوانية
(022
N): وترجع إلى القرن السادس مكتوبة بحروف فضية على رقوق أرجوانية،
ومعها المخطوطات (023،
Q، 024، 043) وترجع هذه
المخطوطات الأربع إلى القرن السادس ويوجد معظم المخطوطة فى ليننجراد (بطرسبرج).

ل- مخطوطة بورجيانوس
(029
T): وترجع للقرن الخامس وتحتوى على إنجيلى لوقا ويوحنا وتمثل النص
المصرى والفئة الثانية التى تمثل النص الأصلى بدرجة كبيرة ومحفوظة بمكتبة بييربونت
مورجان بنيويورك.

 

وهناك الكثير من
المخطوطات الهامة التى لا يتسع المجال لذكرها.

مخطوطات القراءات
الكتابية: وإلى جانب ما سبق يوجد أكثر من 2.200 مخطوطة للقراءات الكتابية التى
كانت مستخدمة فى الخدمات الكنسية أيام السبوت والآحاد والأعياد والأيام العادية
وكانت القراءات التى تحتوى على دروس من الأناجيل تسمى “إيفانجليستاريون
” والقراءات التى كانت تحتوى على دروس من الرسائل تسمى “إبسطوليكون”.
ويتكون جزء من هذه القراءات من الرسائل وجزء أكبر من الأناجيل والرسائل والجزء
الباقى من الأناجيل. وبرغم أن القراءات الكتابية استخدمت فى الكنيسة منذ أوائل
القرن الثانى الميلادى إلاّ أن أقدم مخطوطة وصلتنا ترجع للقرن السادس.

نسخ أخرى عديدة: مثل
النسخة الامبروسانية ترجع إلى 450م والنسخة البيزائية 550م والنسخة الشرقية 820م
والنسخة البطسية 916م بالاضافة إلى 674 نسخة غير كاملة يرجع تاريخها إلى الفترة
الواقعة بين القرنين الخامس والعاشر وهى محفوظة فى المتاحف ودور الكتب الأوربية.

ح- لفائف البحر
الميت أو وادى القمران:
فى مطلع عام 1947 عثر العلماء فى وادى القمران
بشرق الأردن على مخطوطات قديمة تحدثت عنها الصحف اليومية، وهى عبارة عن اثنى عشر
درجا من أدراج الكتاب المقدس ترجع إلى القرون الثلاثة الأولى قبل الميلاد والقرن
الأول الميلادى (250ق.م – 100م) ويرى العلماء أن لفة سفر اللاويين والخروج وصموئيل
ترجع إلى عام 250ق.م. ويرى البعض الآخر أن لفة سفر صموئيل تعود إلى حوالى 280ق.م
ويرى أحد العلماء أن هناك لفة لسفر اللاويين تعود إلى سنة 400ق.م وهى بذلك قريبة
جداً من عصر عزرا ونحميا وحجى وزكريا وملاخى. وتضم هذه اللفائف 15 مخطوطة لسفر
التكوين و5 للخروج و8 للاويين و6 للعدد و25 للتثنية و2 ليشوع و3 للقضاة و4 لراعوث
و4 لصموئيل الأول والثانى و4 للملوك الأول والثانى ولأخبار الأيام الأول والثانى
وواحدة لسفر عزرا ونحميا و4 لأيوب و27 للمزامير و2 للأمثال و2 للجامعة و4 لنشيد
الأنشاد و18 لإشعياء و4 لإرميا و4 للمراثى و6 لحزقيال و8 لدانيال و8 للأنبياء
الصغار.

ومنذ ذلك الحين وما زال
العلماء يكتشفون فى هذا المكان آلاف المخطوطات، ومن بين اللفائف المكتشفة أجزاء من
كل أسفار العهد القديم ما عدا سفر استير.

وقد وجد سفر إشعياء
بأكمله تقريباً. ووجد كتاب يتكلم عن نظام الجماعة التى كانت تسكن هذه البقعة وهى
جماعة الأسينين. هذا إلى جانب بعض الأشعار الدينية.. ويعتبر هذا الاكتشاف أقدم ما
وصلنا من العهد القديم وهى تطابق تماما (النصوص) الموجودة حالياً بالكتاب المقدس.

– والحديث عن المخطوطات
المكتشفة والتى تؤيد صحة الكتاب المقدس لتطابقها تماما رغم قدمها مع النسخ التى
بين أيدينا الآن حديث لا ينتهى. لذلك نكتفى بالإشارة إلى بعض أسماء المخطوطات
والبرديات المكتشفة دون أن نتوسع فى شرح محتوياتها.

              
مخطوطة القاهرة كتبت عام 895م وتحوى أسفار
الأنبياء.

              
مخطوطة حلب تشمل العهد القديم وهى الآن فى
فلسطين المحتلة.

              
مخطوطة ليننجراد وتشمل العهد القديم وهى الآن فى
ليننجراد.

              
مخطوطة المتحف البريطانى المرقومة (مخطوطة شرقية
رقم 44445) وتحوى أسفار موسى الخمسة وترجع للقرن التاسع الميلادى

              
مخطوطة ايرفورد رقم 3 وتحوى العهد القديم كله
وترجع للقرن الحادى عشر الميلادى

              
مخطوطة جزازة مكتبة ريلندس، تشمل إنجيل يوحنا
ومحفوظة فى مانشستر بانجلترا وهى منذ عام 120 ميلادية

              
برد بودمر وترجع إلى عام 200 ميلادية، وتشمل
بشارتى لوقا ويوحنا مع الرسائل الجامعة ومحفوظة بجنيف بسويسرا.

      بردى
تشتربيتى وترجع إلى عام 250 ميلادية وتشمل أجزاء من الأناجيل وأعمال الرسل
والرسائل وسفر الرؤيا ومحفوظة الآن فى دبلن بأيرلندا، كما توجد بدير سانت كاترين
مخطوطات عربية كثيرة عددها 170 مخطوطة عربية قديمة وهى أساس الترجمة العربية التى
بين أيدينا نورد منها على سبيل المثال ما يلى:

 

1- مخطوطة أعمال الرسل
والرسائل الجامعة التى ترجع للقرن الثامن أو التاسع وهى محفوظة بالدير تحت رقم
(مخطوطات عربية قم 154).

 

2- مخطوطة المزامير
بالخط الكوفى ويقابلها المزامير باليونانية (تحت رقم مخطوطات عربية رقم 36 وترجع
إلى حوالى عام 800 الميلادى).

 

3- مخطوطات للأناجيل
الأربعة، وترجع إلى القرن التاسع الميلادى تحت أرقام (مخطوطات عربية 70، 72، 74،
75).

 

4- مخطوطات الرسائل
وسفر أعمال الرسل وقد ذكر الناسخ تاريخ نسخها فى عام 867 ميلادية وهى أقدم
المخطوطات العربية للكتاب المقدس التى ذكر فيها تاريخ معين لنسخها.. إلى آخر باقى
المخطوطات.

 

اقتباسات الآباء فى القرون
الأولى تشمل كل الوحى الإلهى تقريباً:

 

وقد اقتبس أباء الكنيسة
من العهد الجديد بكثرة تمكننا من تجميع العهد الجديد من اقتباسهم حتى لو فقد كل ما
عندنا من مخطوطات.

 

ولقد انشغل السير دافيد
دابرمبل بفكرة. لو افترضنا جدلا ضياع العهد الجديد أو إحراقه فى القرن الثالث
الميلادى وقت الاضطهاد العنيف، فهل كنا نقدر أن نعيد جمعه من الاقتباسات الموجودة
بكتابات الآباء فى القرنين الثانى والثالث؟ قضى سيادته زمناً درس فيه كل ما كتبه
آباء الكنيسة فى القرنين الثانى والثالث ووصل إلى هذه النتيجة: لقد وجد كل العهد
الجديد ما عدا إحدى عشرة آيه. ولقد أحصيت فى كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية
(325م) اقتباسات بلغ عددها 32 ألفاً من العهد الجديد..

 

ويصل عدد الاقتبالسات (·) بإضافة ما اقتبسه يوسابيوس القيصرى (متوفى سنة 340م) 38.000
اقتباساً فإذا أضفنا إليها اقتباسات الآباء بعد نيقية وحتى سنة 440م أمثال:

 

+ البابا أثناسيوس
الرسولى (373م) والذى اقتبس فى مقالاته ضد أريوس 1662 اقتباساً من العهد الجديد،
والبابا كيرلس الإسكندرى (عامود الدين) (444م)، وديديموس الإسكندرى (398م)،
وأفرايم السريانى (373م)، وأغسطينوس أسقف هيبو (430م)، ويوحنا ذهبى الفم أسقف
القسطنطينية (407م)، وابيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (403م)، واغريغوريوس النزينزى
فى كبادوكيا (389-390م)، واغريغوريوس النص (394م)، وهيلارى أسقف بواتييه (967م)،
وجيروم سكرتير البابا داماسوس أسقف روما (420م)، وغيرهم. الذين كتبوا تفاسير وعظات
ومقالات عقائدية ولاهوتية، لزاد عدد الاقتباسات عن 200.000 إقتباساً ولأمكن منها
استعادة العهد الجديد أكثر من مرة فى أكثر من لغة بدون الحاجة إلى مخطوطات النص
ذاته. ولكن نشكر الله لأنه يوجد لدينا آلاف المخطوطات بلغات متعددة وعشرات الآلاف
بل ومئات من الاقتباسات أيضاً بلغات متعددة.


أما الجدول التالى فقد
وضعه جيسلر ونيكس يوضح بعض الاقتباسات.

الباب الثالث

 

شهادة الترجمات القديمة
ومخطوطاتها:

يوجد أكثر من عشرة آلاف
مخطوطة بكثير للترجمات القديمة منها ما لا يقل عن 8.000 للفولجانا (اللاتينية
العامة) وأكثر من 50 مخطوطة للترجمة اللاتينية القديمة وأكثر من 100 مخطوطة
للترجمة القبطية وأكثر من 300
مخطوطة
للسريانية.

 

وما يقرب من 2.000
للترجمات الأخرى الأحدث. وترجع أهمية هذه الترجمات ومخطوطاتها اللاتينية القديمة
والسريانية القديمة والقبطية الصعيدية إلى أنها مترجمة فى نهاية القرن الثانى
الميلادى وبداية الثالث وبالطبع فهى مترجمة عن مخطوطات أقدم منها بكثير قد ترجع
لنهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى أو على الأقل متعاصرة معها ولا تزيد عن
سنة 180م وهى تمثل النص الأصلى فى لغته الأصلية فى مرحلة مبكرة جداً ولا يستبعد
أبداً أن تكون إحداها مترجمة عن المخطوطة الأصلية لأحد الأسفار التى دونها أحد
كُتَّاب الوحى.
ومن ثم فهذه
الترجمات ومخطوطاتها تقدم لنا دليلاً من أقوى الأدلة على صحة وسلامة آيات العهد
الجديد ونصوصه وإننا نملك بين أيدينا نفس كتاب العهد الجديد بنفس كلماته وحروفه
كما كان فى القرن الأول والثانى الميلادى.

 

الترجمة اللاتينية:

 

1- الترجمة اللاتينية
(إيطالا):

وقد وجدت أقدم نصوص
الترجمة اللاتينية فى اقتباسات العلامة ترتليان والتى كتبت حوالى سنة 195م والذى
كان يقتبس من اليونانية مباشرة. ويوجد حالياً، من الترجمة اللاتينية إيطالا خمسون
مخطوطة تحتوى كل منها على أجزاء كبيرة للعهد الجديد وترجع إلى ما بين القرن الرابع
والقرن الثالث عشر.

 

2- ترجمة جيروم أو
الفولجانا:

التى بدأها القديس
جيروم سنة 382م بتكليف من البابا داماسوس أسقف روما وقد وصلنا منها أكثر من 8.000
مخطوطة وهذا يوضح مدى انتشارها إذ صارت الترجمة المعتمدة للكنيسة الكاثوليكية.

 

الترجمة السريانية:

1- الترجمة السريانية
القديمة: وقد وصلنا منها مخطوطتان هما:

 

(أ) مخطوطة سيناء
السريانية
(Syr 8) وترجع للقرن الرابع
وتحتوى على الأناجيل الأربعة وقد وجدت فى دير سانت كاترين.

 

(ب) مخطوطة كورتون
السريانية
(Syr C) وترجع للقرن الخامس
وتحتوى على الأناجيل الأربعة ويبدو أنها تنقيح للأولى، قام بنشرها وليم كورتون سنة
1858م.

 

2- البشيتا: ويوجد منها
أكثر من 300 مخطوطة ويرجع بعضها للقرنين الخامس والسادس. وتشمل معظم العهد الجديد.

 

3- ترجمة فيلوكسينيون
(508م): وقد وصلنا جزء من هذه المخطوطة يحتوى على 2بطرس2و3، يوحنا ويهوذا ورؤيا.

 

4- الترجمة الهركلية
(616م): والأثر الباقى لها هو نفس ما تبقى من الفيلوكسينية.

5- الترجمة السريانية
الفلسطينية: وترجع للقرن الخامس ومدونة فى صورة قراءات كتابية. وصلت إلينا فى ثلاث
مخطوطات من القرنين الحادى عشر والثانى عشر ومترجمة أصلاً من كتاب قراءات
باليونانية.

 

الترجمة القبطية:

كانت اليونانية شائعة
فى مصر وقد كتب بها كل الكُتاب واللاهوتيين أمثال أكليمندس الإسكندرى وأوريجانوس
وأثناسيوس الرسولى، باستثناء القصاصات من رسائله الفصحية، وكيرلس عمود الدين
وغيرهم. ثم قام العلامة بنتينوس فى نهاية القرن الثانى وبداية الثالث بترجمة العهد
الجديد إلى القبطية، ولقد بقى لنا عدد من مخطوطات هذه الترجمة حتى أن العالم جورج
هورنر قام بنشر طبعتين غزيرتين على أساس اللهجتين الصعيدية والبحيرية فى أربعة
مجلدات وسبعة مجلدات، وتعتبر الترجمة القبطية ضمن النص الإسكندرى الذى يجمع
العلماء على أنه أدق نص يمثل النص الأصلى ويتطابق معه.

 

(أ) الترجمة القبطية فى
اللهجة الصعيدية: وقد وصلنا منها عدد من المخطوطات ترجع إحداها لسنة 300م وتحتفظ
لنا بالعهد الجديد كله تقريبا ً.

 

 (ب) الترجمة القبطية
فى اللهجتين الأخميمية والفيومية: (لهجات مصر الوسطى): وقد وصلنا منها مخطوطات
لإنجيل يوحنا إلى جانب أجزاء من الأناجيل الثلاثة الأخري والرسائل الجامعة ترجع
إلي القرنين الرابع والخامس.

 

(ج) الترجمة القبطية
باللهجة البحيرية: وقد وصلنا منها أكثر من 100 مخطوطة، ضمنها مخطوطة لإنجيل يوحنا
موجودة فى مكتبة بودمير ترجع للقرن الرابع.

 

وبالإضافة إلى ما سبق
فقد وصلنا حوالى 6 مخطوطات للترجمة القوطية. علي هيئة قصاصات ترجع للقرون 4و5و6
وأكثر من 1.500 مخطوطة للترجمة الأرمينية يرجع معظمها للقرن التاسع وما بعده وعدد
كبير للترجمة الجورجية منها ثلاث ترجع للقرن التاسع والقرن العاشر تحتفظ بعناصر
الترجمة القديمة للقرن الرابع، وهناك حوالى 100 مخطوطة للترجمة الأثيوبية وكثير من
المخطوطات للترجمات العربية والسلافية والفرنكية والفارسية والنوبية والأنجلوسكسونية.

 

والآن.. إذا كان هناك
أكثر بكثير من 15.000 (خمسة عشر ألفاً) من مخطوطات العهد الجديد والتى وجدت فى
عشرات البلاد ومئات الأماكن فى ثلاث قارات سواء فى المدن والقرى فى أعماق الريف أو
فى جوف الصحراء ويتراوح تاريخها فيما بين بداية القرن الثانى والقرن السادس عشر
وبلغات عديدة على رأسها اليونانية (الأصل)، فهل يمكن أن نقبل الادعاء القائل إنه
قد حدث تحريف أو تعديل أو تغيير فى كل هذه المخطوطات؟ ألا يعنى هذا ضرورة أن نتأكد
من سلامة النص بنسبة 100% كما كان فى القرن الأول
؟



(·)  يوجد فى مكتبات متاحف العالم الآن كما يقدر جوتشين عشرات الآلاف
من المخطوطات والجزيئيات (القصاصات – الجذاذات) لأسفار العهد القديم باللغة
العبرية فيوجد 10.000 (عشرة آلاف) فى كمبردج. وتوجد مجموعة فركو فتش فى مكتبة
ليننجراد (بطرسبرج حالياً) بروسيا وتشتمل على 1.582 مكتوبة على رقرق و725 مكتوبة
على ورق و1.200 قصاصة من مخطوطات غير عبرية، كما يوجد 161 مخطوطة فى المتحف
البريطانى و146 مخطوطة فى مكتبة بودلين، ويوجد فى الولايات المتحدة الأمريكية
وحدها عشرات الألوف من المخطوطات والجزيئيات السامية والتى تشكل أسفار العهد
القديم 5% منها (أكثر من 500 مخطوطة).

وتم اكتشاف حوالى 200.000 (مائتى ألف)
مخطوطة وقصاصة في معبد بن عزرا بالقاهرة سنة 1890 منها حوالي 10.000 (عشرة آلاف)
لأجزاء من أسفار العهد القديم كما تم اكتشاف حوالى 600 مخطوطة وقصاصة كما يذكر
ميليك فى كهوف البحر الميت ابتداء من سنة 1947م. وقد نشرت جامعة أكسفورد (عام 1776
– 1780م) أول مجموعة من هذه المخطوطات تحتوى على 615 مخطوطة، ونشر جيوفانى دى روسى
(عام 1784 – 1788م) 731 مخطوطة وتوالى نشر هذه المخطوطات بعد ذلك.

وهذه المخطوطات التى لا تحصى موجودة فى
البلاد والمتاحف المذكورة ومعروفة للجميع وغير مخفى على أحد الاطلاع عليها وقراءة
ما يشاء منها وقد نشر العلماء الغالبية العظمى منها وتناولوا محتوياتها بالبحث
والدراسة والنقد حتى توصلوا إلى حقيقة مؤكدة وهى عظمة وعصمة كلمة الله.

أما عن مخطوطات العهد الجديد فأعدادها
ضخمة ويكفى أن المخطوطات اليونانية فقط والمنتشرة فى متاحف العالم يزيد عدد
المعروف عنها حتى عام 1981م عن 5.200 مخطوطة ويرجع أقدمها إلى حوالى عام 125م
وأحدثها إلى القرن السادس عشر.

(·)  سبق أن أشرنا إلى بعض التعليمات الموجهة للنساخ تحت عنوان (هل
يعقل أن اليهود الذين وضعوا القوانين الحازمة على كتبة الناموس يقومون بتحريف
الكتاب المقدس.

(·)  ترجع أهمية هذه الاقتباسات وأهمية شهادتها لصحة وسلامة العهد
الجديد للأسباب التالية :

1- لأنها قديمة جداً إذ يرجع بعضها إلى
نهاية القرن الأول وبداية الثانى الميلادى، وقد اقتبسها تلاميذ وخلفاء الرسل الذى
عاشوا معهم وسمعوا كل كلمة قالوها واقتبسوا من نفس المخطوطات الأصلية التى كتبها
كتاب الوحى الأصليون، متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبولس وبطرس ويعقوب ويهوذا تلاميذ
السيد المسيح ورسله. كما أن الآباء الذين جاءوا بعدهم أمثال إيريناؤس وأكليمندس
الإسكندرى والعلامة ترتليان والذين كتبوا فى الفترة من سنة 140 إلى سنة 200م
والذين يمثلون الجيل الثالث للمسيحية، كانوا معاصرين لخلفاء الرسل وقد اقتبسوا من
مخطوطات أقدم منهم قد تكون هى نفس المخطوطات الأولى، الأصلية، والمنقولة عنها
مباشرة. وهكذا بقية الآباء الذى اقتبسوا من سنة 200م وإلى نهاية القرن الرابع
وبداية الخامس، اقتبسوا من مخطوطات أقدم من عصر كل منهم لا يفصلها عن المخطوطات
الأصلية أكثر من جيل واحد أو جيلين من المخطوطات. وإذا كان قد وصلنا نحن فى القرن
العشرين مخطوطات ترجع لسنوات 117 و135 و150 و180 و200م، فلا يستبعد أبداً أن يكون
لدى آباء القرون الأربعة الأولى مخطوطات من النصف الثانى للقرن الأول وبداية القرن
الثانى، المخطوطات الأصلية أو المنقولة عنها مباشرة، خاصة وأن أسفار العهد الجديد
قد دونت بالوحى فى بلاد كثيرة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.

2- ولأن هذه الاقتباسات اقتبست باللغات
الأربع القديمة: اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية وإن كان أكثرها
باليونانية ثم اللاتينية. كما أنها اقتبست فى لبلاد كثيرة سواء فى الشرق أو الغرب
أو الشمال أو الجنوب. وهذا يؤكد لنا دقة وسلامة النص الأصلى للعهد الجديد من خلال
مقارنة ومقابلة هذه الاقتباسات بعضها مع بعض والتأكد من دقة وسلامة كل كلمة وكل
حرف فى العهد الجديد.

3- ولأن هذه الاقتباسات كثيرة جداً لدرجة
أن أحد الكتاب نجح فى إعادة العهد الجديد بالكامل، عدا إحدى عشرة آية، من
الاقتباسات التى اقتبسها الآباء قبل مجمع نيقية والتى بلغ عددها 32.000 اقتباساً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى