اللاهوت الدستوري

رسالة البابا ليبيريوس الى مجمع ميلانو (355)



رسالة البابا ليبيريوس الى مجمع ميلانو (355)

رسالة
البابا ليبيريوس الى مجمع ميلانو (355)

فيما
يستبسل أعداء الجنس البشرى، بحجة تامين السلام، عرفتهم انتم، الكهنة المحبوبين فى
الرب، بايمانكم، ان تكونوا مرضيين اما وجه الله، وتستحقوا المجد المعد للشهداء.
انى اتارجح بين الم بعادكم، وفرح عزكم، ولا اعرف كيف امدحكم، ولا كيف احتفى بمزايا
شجاعتكم. أرغب، على الاقل، ان أعزيكم، سائلا اياكم ان تصدقوان انى كنت معكم فى
المنفى. كنت أتاوه، منتظرا مصيرى، بسبب الضرورة القاسية التى تحرمنى رفقكم. كنت
اتمنى، ايها الاخوة الاحباء لن اضحى بنفسى لاجلكم، كى امهد لمحبتكم طريق المجد.
لكنكم استحققتم ان تكسبوا الجائزة، وتصلوا الاوائل بثباتكم فى الايمان، وتربحوا
شرف الاستشهاد. فلتثق محبتكم اذا، انى معكم، وان عواطفى ترافقكم. وان بعادكم
يحزننى جدا. ان الذين كانوا فى الماضى ضحية اضطهادات، لم يقتلوا الا بسيف الجلاد
الدموى. أما انتم، أيها الجنود المتفانون من اجل الله فقد تحملنم عداوة الاخوة
المزيفين، وانتصرتم على الغدر، هذا ما يضيف الى مجدكم مجدا. وكلما ازداد عنف
العالم، كلما كبرت المكافات المعدة للكهنة القديسين. اعتمدوا اذا على الوعد
السماوى. وبما انكم قريبون منه تعالى، فصلوا من اجلى، انا اخيكم فى الكهنوت ؛
اجذبونى بصلواتكم نحو الرب، حتى نستطيع ان نحتمل بشجاعة، صدمات كل يوم، وليتكرم
الرب ويعتبرنى مساويا لكم، فى الدفاع عن استقامة الايمان وطهارة الكنيسة. أطلب من
قداستكم، ان ترسلوا لى تقريرا دقيقا ومنفصلا، لانى أرغب لن اعرف ما جرى فى مقابلتكم
مع الامبراطور. وسيعطينى مثلكم قوة كبيرة لقلبى المعذب، بسبب الشائعات المنتشرة،
ويشدد جسدى الخائرة قواه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى