اللاهوت الدستوري

رسالة قسطنطين الى اساقفة مجمع صور (335)



رسالة قسطنطين الى اساقفة مجمع صور (335)

رسالة
قسطنطين الى اساقفة مجمع صور (335)

انى
اجهل احكام مجمعكم، الحاصلة فى الهيجان والضجيج. ولكن، يبدو ان الحقيقة قد اختنقت
بالفوضى والقلاقل، وهذا يبدو واضحا، لانكم بسبب نزاعكم ضد القريب، حيث لم ترغبوا
بالانكسار، ولم تقوموا بما يرضى الله.

 

 لذلك
فانه يخص العناية الالهية، ان تبدد الشرور التى عراها روح النزاع هذا، وان ترينا
الحقيقة بجلاء، اذا ما توخيتم، انتم المجتمعون هناك، اذا ما اصدرتم احكامكم من دون
انحياز، أو دون كراهية. لهذا اريد ان تسارعوا، وتاتون لدى تقواى، حتى تقدموا حسابا
دقيقا امامنا عن اعمالكم.

 

ان
السبب الذى دفعنى ان اكتب اليكم هذه الرسالة، واستدعيكم بها للمجى الى طرفى،
فاعرفوه فى هذه الرواية: بينما كنت عائدا الى موطنى السعيد، القسطنطينية، كنت
ممتطيا جوادا، التقيت فجاة، وسط الطريق العام، الاسقف اثنا سيوس وبعضا من حاشيته،
وذهلت لهذا اللقاء غير المتوقع. والله الذى يرى كل شى، لى انى لم اتعرف عليه فى
الوهلة الاولى، ولكنى بعد ان سالت البعض من حاشيتى، كما هو طبيعى، اخبرونى من هو،
وما تعرض له من ظلم.

فى
تلك اللحظة، رفضت لن اقابله، ورفضت اعطاءه موعدا للقاء. ولكنه كان يتوسل الى، وانا
ارفض، ولم يتبق سوى القليل، حتى امر بطرده. تجاسر اكثر،ولم يطلب منى،سوى مجيئكم
الى هنا، معتبرا انه عليكن المجى، حتى يتمكن، فى حضوركم، من الاشتكاء مما تعرض له
من ضغوط. وقد بدا لى هذا محقا، ومطابقا للظروف، فامرت ان تكتب اليكم هذه الرسالة،
لكى تسارعوا، انتم المجتمعين فى مجمعصور، وتنطلقوا فورا باجمعكم الى وداعتى، حتى
تبرهنوا، باعمالكم، نقاوة حكمكم ونزاهتته امامى، وانتم لا تنكرون على، انى خادم
الله الاصيل. ولهذا السبب اى سبب عبادتى لله، يعم السلام فى كامل أرجاء
الامبراطورية، ويبارك البرابرة انفسهم اس الله، أولئك الذين كانوا يجهلون الحقيقة
حتى الساعة. من الواضح، ان من يجهل الحقيقة لا يعترف بالله. ولكن عرف البرابرة،
كما قلت الله وتعلموا عبادته، بواسطتى انا خادم

الله
الحقيقى، لانهم لاحظوا فى الحقيقة وفى الاعمال، انه يحمينى ويعتنى بى فى كل مكان –
وهذا هو السبب العقلى لا عترافهم بالله – وهكذا صار البرابرة، لخوفهم الشديد منى،
يعبدون الله. ونحن المسيحيون، الذين نتظاهر وندعى الحفاظ على اسرار صلاح الله-
لانى لا اظن اننا نحرسها – أقول نحن لا نفعل فى اعمالنا، الا ما يبعث على الخلاف
والكراهية، وباختصار، كل ما يبعث على خراب الجنس البشرى.

اسرعوا
اذا، كما قلت، تعالوا باسرع وقت، وتاكدوا انى بكل سلطانى، ساجتهد فى الحفاظ على
هذه الحقائق 70، حسب ما يرضى الله، وبحيث لا ينضم فيها، أى عيب أو أى رأى مزيف،
اعنى ان اعداء الشرع الالهى، الذين، بحجة الدفاع عن اسم الله القدس، يجدفون تجاديف
متنوعة، سوف يبادو، ويسحقون ويفنون.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى