اللاهوت الدستوري

رسالة قسطنطين إلى الغائبين عن المجمع، بخصوص تعييد الفصح



رسالة قسطنطين إلى الغائبين عن المجمع، بخصوص تعييد الفصح

رسالة
قسطنطين إلى الغائبين عن المجمع، بخصوص تعييد الفصح

عندما
اثيرت قضية عيد الفصح المقدس، ارتلى الجميع رايا واحدا، انه من المستحسن واللائق،
أن يحتفل المسيحيون كلهم بهذا العيد، وفى يوم واحد. لانه اى شى اجمل واحب من ان
نرى هذا العيد، الذى بواسطتة نتلقى الرجاء بالخلود يحتفل فيه الجميع، براى واحد
وأسلوب واحد؟ فقد اعلن انه لا يناسب على الاطلاق، وخاصة فى هذا العيد، الاقدس من
كل الاعياد ان نتيع حساب اليهود أو تقليدهم، الذين عميت قلوبهم وعقولهم، وغمسوا
ايديهم باعظم الجرائم فظاعة. وفى رفضنا عادتهم يمكن ان نترك لذرارينا، الطريقة
القانونية للاحتفال بالفصح الذى مازلنا نقيمه من عهد الام مخلصنا حتى اليوم. ولذلك
يجب الا يكون لنا ما نشارك به اليهود. فان عبادتنا قائمة على الاسلوب أقوم، وأشد
انطباقا على الشريعة. وهكذا اذ نتفق كلنا على اتخاذ هذا الاسلوب، ننفصل ايها
الاخوة الاحباء، عن اى اشتراك ممقوت مع اليهود، لانه عار علينا حقا، أن نسمعهم
يفتخرون اننا بدون ارشادهم، لا نسطيع ان نحفظ هذا العيد. فانى لهم ان يكونوا على
صواب، وهم الذين لم يفسحوا لانفسهم، بعد موت المخلص، ان يتخذوا العقل مرشدا، بل
سارو تحت قيادة العنف الوحشى، فريسة لاوهامهم. وليس لهم ان يعرفوا الحق فى مسالة
الفصح، لانهم، لعماهم وبغضهم لكل اصلاح، يعيدون فصحهم غالبا مرتين فى السنة
الواحدة. فلا يسعنا أن نقلدهم فى خطاهم الفاضح هذا. وكيف يمكننا ان نتبعخم فى
ضلالهم؟ اذ لا يجوز على الاطلاق ان نعيد الفصح مرتين فى سنة واحده.

ولكن،
حتى اذا لم يكن هكذا، فمن الزم واجباتكم الا تلوثوا انفسكم، بالصلة مع شعب شرير
كهذا. زد على ذلك، انه يجب ان تفكروا جيدا فى قضية خطيرة كهذه حتى لا يحدث أى خلاف
او انشقاق، فان مخلصنا ترك لنا يوما احتفاليا واحدا تذكارا لفدائنا، اعنى به يوم
الامه المقدسة وقد اراد منا ان نؤسس كنيسة واحدة الجامعة افتكروا اذن، كم هو غير
لائق ان يكون فى اليوم ذاته، البعض صائمين، فى حين ينعم الاخرون بمائدة العيد
متلذذين. أو اذ يكون البعض فى بهجة العيد، ويكون الاخرون صائمين. فتطلب منا
العناية الهية، ان يصير اصلاح هذا الامر، وايجاد نظام موحد. ولى رجاء ان ينفق
الجميع فى هذه القضية. فمن جهة يدعونا الواجب الا يكون لنا شركة مع قاتلى ربنا،
ومن جهة اخرى، بما ان العادة المتبعة الان، فى كنائس الغرب والجنوب والشمال، ومع
بعض كنائس الشرق، هى الاهم شيوعا، لاح للمجتمع انه يحسن ان يتبع الجميع هذه
العادة، وانا متاكد انكم تقبلونها بفرح، على مثال ما هو جار فى روما وافريقيا
وايطاليا ومصر اسبانيا والغال، وبريطانيا ولبيا وكل اخائية، وفى ابرشيات اسيا
والبنطس وكيليكيا. يجب ان تنظروا فى هذه القضية ليس لان عدد الكنائس فى الابرشيات
المذكورة وهو الاوفر فحسب، بل لان العقل يدل على الصواب خطتهم. اذا يجب الا يكون
لنا شركة مع اليهود.ولنلخص الامر بكلمات محدودة، انه، باتفاق حكم الكل، قد رؤى ان
عيد الفصح الجزيل القداسة يجب ان يحتفل به فى كل مكان فى اليوم الواحد عينه. ولا
يليق ان نختلف فى الراى فى شى مقدس كهذا اما وقد اتينا على تفاصيل هذه القضية
فاقبلوا بطيبة خاطر، ما شاء الله ان يامر به حقا،لان كل ما يتم فى اجتماعات
الاساقفة، يجب ان يعتبر كانه صادر عن الله.

 

اخبروا
اخواتكم بما اشترع، واحفظوا هذا اليوم المقدس، حسب ما بلغكم، لنستطيع ان نعيد كلنا
الفصح المقدس فى اليوم نفسه. واذا سمح لى ان اتحد، نفسى معكم كما اشتهى، أقول انه
قد جاز لنا ان نفرح معا اذ نرى يد القدرة الالهية، قد جعلت وظيفتنا خادمة لاحباط
مكائد الشرير. وهكذا يزهر بيننا الايمان والسلام والاتحاد. وليحفظكم الله بنعمته
يا اخوتى الاحباء.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى