اللاهوت الدستوري

قوانين مجمع نيقية الصحيحة



قوانين مجمع نيقية الصحيحة

قوانين
مجمع نيقية الصحيحة

نصوص
مجمع القسطنطينية المسكونى الثانى

القانون
الأول:

أن
الآباء القديسين الملتئمين فى القسطنطينية قد حددوا أن لا يجاوز أحد أمانة الآباء
الثلثمائة والثمانية عشر الذين إجتمعوا فى نيقية البثينية بل تبقى تلك الأمانة
ثابته مؤيدة حقيقية. وأن تلعن كل هرطقة سيئة وعلى الخصوص هرطقة أتباعع أونوميوس
وهم اصحاب أوركسيوس. وهرطقة النصف الأريوسية. وهم محاربو الروح. وهرطقة أتباع
سابليوس. وهرطقة أتباع مركلوس. وهرطقة أتباع فوتينوس. وهرطقة أتباع أبولليناريوس.

تعليق:

إنعقد
هذا المجمع ضد بدعة مقدونيوس والمشاركين له فى رأيه وهؤلاء كانوا يعتقدون بأن
الروح القدس ” مخلوق ” وليس ” إله” ولا مساو للإبن فى الجوهر.
وهؤلاء يطلق عليهم القانون هرطقة النصف أريوسية لأنهم يشاركون الهرطقة الاريوسية
مناصفة لكون الأريوسيون يعتقدون بأن الابن والروح هما مخلوقان وأن جوهرهما غير
جوهر الآب. وإما ” محاربوا يجدفون عليه بزعمهم أنه ” مخلوق ” وغريب
عن اللاهوت وكانوا يسمون ” نصف أريوسية ” أيضاً.

هذا
المجمع المسكونى الثانى قد أثبت بهذا القانون ” الإيمان المستقيم ” الذى
نادى به آباء المجمع المسكونى الأول ولعن كل هرطقة وعلى الأخص أتباع:

1انوميوس: كان
من بلاد غلاطية. وكان أسقفاً. وهرطقته أشد قبحاً من هرطقة أريوس إذ كان يعتقد بإن
الابن متغير. وإنه عبد. وغير شبيه الآب كليه – كان يعمد من يؤمن بمذهبه بغطسة
واحدة منكساً رأسه إلى أسفل وقدميه إلى أعلى.

2أودكسيوس: شارك
انوميوس فى هرطقته – ولما صار أسقفا للقسطنطينية أقام أنوميوس أسقفا على كيزيكوس
وكانت هرطقتهما بأن الابن والروح ليس لهما مشابهة للآب فى الجوهر البتة.

3سابليوس: كان
من ليبيا وصار أسقفاً على بطولومايس فى البنطابوليس. كان يعتقد بأن الثلاثة أقانيم
هم ” أقنوم واحد ” ورغم أن الثالوث هو أقنوم مثلث الأسماء تارة ظهر كأب
وتارة كروح قدس متغير الصورة ومتشكل تارة بصورة ما. وتارة بصورة أخرى غيرها.

4مركللوس: كان
من انكيرا التى فى بلاد غلاطية وصار أسقفاً عليها. كان يعتقد بصحة أقوال سابيليوس.

5فوتينيوس: كان
من سيرميوس وصار أسقف عليها وتبع بدعة بولس السميساطى الذى أنكر الثالوث القدوس.
وكان يسمى الله روحاً خالقاً الكل. وأما فى ” الكلمة ” فكان يرى أنه
كلمة لفظية وأمر ما الاهى ” خادم ” الله فى ابداع الكون مثل إله صناعية.
وأما المسيح فكان يكرز إنه إنسان ” مجرد ” قد إقتبل كلمة الله ليست
جوهرية بل لفظية وإنه أخذ ابتداء وجوده من العذراء مريم.

6أبوليناريوس:
كان أسقف لاودقية وكان يقول أن ابن الله أخذ جسداً متنفساً من والدة الأله مريم
القديسة الا أنه خال من عقل لأن اللاهوت كاف عوضاً عن العقل وبذلك أنكر إنه ”
إنسان كامل ” وكان يعلم فقط بطبيعة واحدة فى المخلص وهكذا أعلن لأباء المجمع
فى هذا النص التمسك بدستور أيمان مجمع نيقية مع رفض كل البدع والتعاليم الغربية
عنه.

 

القانون
الثانى:

لا
يسمح للأساقفة أن يسوسوا الكنائس التى هى خارج إداراتهم بل بحسب القوانين:

1يجب على
أسقف الأسكندرية أن يدبر أمور مصر فقط مع حفظ التقدم لكنيسة الانطاكيين حسب نص
قوانين مجمع نيقية.

2ويجب على
الأساقفة الأسيويين أن يسوسوا أسيا فقط وأساقفة تراكيا شئون تراكيا فقط. ولا يسوغ
للأساقفة أن يقوموا بسيامات أو إجراء أية أمور كنسية أخرى دون أن يدعوا لذلك. هذا
مع حفظ الذى سبق وضعه بخصوص ادارة الأحكام. لأنه واضح أن مجمع كل ابراشية يقوم
بتدبير شئونها. ويتولى الحكم فيها كما تحدد فى مجمه نيقية. أما شئون كنائس الله
الواقعة فى الأمم البربرية فيجب أن تساس حسب عادة الآباء الجارية.

تعليق:

راجع
قوانين مجمع نيقية المسكونى الأول رقم6، 7. وفى هذا القانون أعاد الآباء تحديد
مناطق النفوذ.

 

القانون
الثالث:

ليكن
لأسقف القسطنطينية الكرامة الأولى بعد أسقف روما لكونها روما الجديدة.

تعليق:

يبدوا
أن آباء المجمع كانوا يسعون لكسب رضاء الأباطرة ولذا فقد أثبتوا فى هذا القانون
على تقدم كرسى القسطنطينية رغم حداثته عن كرسى الأسكندرية الذى جاهد أباؤه الأبطال
فى سبيل الذود عن الإيمان. والذى كان له المقام الأول بين الأسقفيات جميعاً.

أما
البابا تيموثاؤس الاسكندرى فكان يرى أن أساقفته لإنه ليس ثمة ضرورة لوضع هذا
القانون للأسباب الآتية:

أولاً:
لأنه مبرر لاقحام الكراسى الدينية فى الرفعة المدنية!!!

ثانياً:
لأن مجمع نيقية المسكونى الذى تصدى لتحديد مناطق النفوذ للكراسى الرسولية لم يدون
فى قوانينه ما يثبت تقدم أحد الكراسى – فى الكرامة – على سواه بل جعلها فى مرتبة
واحدة.

ثالثاً:
أضف إلى ذلك أنه لم يكن فى القوانين السابقة ما يمنح لكرسى زوما ” الكرامة
الأولى ” حتى يستساغ هذا القانون الذى يعطى لكرسى القسطنطينية الكرامة
الثانية بعدها. ولهذا فقد احتج مع أساقفته احتجاجاً صارخاً على وضع هذا النص ثم
إنسحبوا من المجمع غاضبين.

 

القانون
الرابع:

بخصوص
مكسيموس الكينيكوس ” أى الكلبى ” والتشويش الذى صار بسببه فى
القسطنطينية لا يعتبر أسقفاً كما أن من تشرطن منه سقط درجته. ولا يعتبر من
الاكليروس إذ أن ما أحدثه قد صار باطلاً.

تعليق:

هذا
القانون خاص بمكسيموس وإسقاطه من درجته فقد سعى للجلوس على كرسى أسقفية
القسطنطينية بغير حق.

و
قد ذكر التاريخ أن مكسيموس كان مصرياً فيلسوفاً ” كلبياً ” ومثل هؤلاء
الفلاسفة كانوا يسمون ” كلبيون ” لأجل وقاحتهم وعدم حشمتهم. وقد تقدم
للأب اغريغوريوس الثاؤلوغوس كموعوظ ثم نال سر العماد المقدس وصار من رجال
الأكليروس ثم سعى بشوق أن يصبح بطريرك على كرسى القسطنطينية ثم حاول بعض الأساقفة
سيامته ولكن المؤمنين طردوهم من الكنيسة فمضوا إلى بيت رجل يسمى ” خولايروس
” وهنا ساموه بخلاف القوانين الكنسية. وهكذا أبطل هذا المجمع سيامته وقرر أن
مكسيموس صار أسقف بهذه السيامة الباطلة ولا يعتبر أسقف البته لأنه سيم بخلاف
الشريعة. ولا الذين سامهم فى أى درجة من درجات الكهنوت لا تعتبر سيامتهم صحيحة
ولأنه اتبع بدعة أبوليناريوس الذى لعنه المجمع هكذا وقد ذكره الثاؤلوغس فى ميمر من
ميامره.

 

القانون
الخامس:

بخصوص
ما تم فى الغرب. نقبل أيضاً أولئك الذين فى أنطاكيا المعترفين بلاهوت واحد للآب
والابن والروح القدس.

تعليق:

القانون
الخامس والسابع من هذا المجمع ينظمان ما ينبغى اتخاذه عند رجوع الهراطقة أو
اتباعهم إلى الإيمان الأرثوذكسى.

 

القانون
السادس:

بما
أن كثيرين يفكرون فى أن يشوشوا النظام الكنسى وينقضوه. فيختلقون تهماً باطلة على
الأساقفة الأرثوذكسيين القائمين على شئون الكنائس. وليس لهم من قصد سوى تدنيس شرف
الكهنوت. ويقلقوا سلامة الشعوب. فلذا رأى مجمع الأساقفة الملتئمين فى القسطنطينية.
ألا تقبل اتهامات المدعين دون فحص. وأن التهم الموجهة ضد القائمين على سياسة
الكنائس. لا تقبل من الكل ولا ترفض من الكل، فإذا كان لأحد دعوى خاصة على الأسقف
لكونه ظلمه أو إغتصب منه شيئاً بدون وجه حق. ففى مثل هذه الدعوى لا ينظر إلى شخص
المدعى ولا إلى مذهبه لأن ضمير الأسقف يجب أن يكون حراً فى كل حال. فالمدعى
المتظلم ينال حقوقه مهما كان مذهبه.

أما
إذا كانت الجريمة المنسوبة إلى الأسقف ” كنيسة ” فحينئذ يجب امتحان
الأشخاص المدعين. فلا يحق للمبتدعين أن يقيموا دعاوى على الأساقف الأرثوذكسيين من
أجل أمور كنسية. ونقصد هنا بالمبتدعين الذى أشهر فصلهم من الكنيسة قديماً. والذين
بعد ذلك فرزوا من قبلنا. ولا للمعترفين بالإيمان تظاهرا حال كونهم منشقين. ويعقدون
إجتماعات ضد أساقفتنا. ولا للمحكوم عليهم من أجل أخاء كنيسة. أو المطرودين أو
المقطوعين من الشركة. سواء أكانوا إكليريكيين أو من العوام. إذ لا يحق لهم إقامة
دعوى على الأسقف قبل أن يبرأوا من الجرائم المنسبوبة إليهم.

أما
الذين ليسوا بمبتدعين. ولا مقطوعين من الشركة. ولا محكوماً عليهم. ولا منسوباً
إليهم بعض زلات. فإذا كان لبعض هؤلاء دعوى كنسية على الأسقف. فإن هؤلاء يأمرهم
المجمع المقدس أن يقيموا أمام أساقفة الأبراشية. وهؤلاء يجب عليهم أن يحققوا فى
الجرائم المنسوبة إلى المدعى علية وإذا اتفق أن هؤلاء الأساقفة لم يتمكنوا من
إصلاح الجرائم المنسوبة إليه. فحينئذ يجب رفع الأمر إلى مجمع أعلى منهم أعنى إلى
جميع أساقفة تلك الأبرشية. ولا تقبل الدعوى إلا إذا تعهد المدعون كتابة بأنهم
يقبلون بطيب خاطر نفس العقوبة المحددة لجريمة الأسقف المدعى عليه إذا برئت ساحته.

هذا.
وأن اذدرى أحد بالحدود الموضحة أنفاً. وتجاسر أن يزعج الذات الملكية. أو المحاكم
العالمية. أو أن يقلق مجمعا مسكونيا. محتقرا مجمع أساقفة الأبراشية. فمثل هذا لا
تقبل قطعاً دعواه لأنه أهان القوانين وأفسد النظام الكنسى.

تعليق:

وضع
هذا القانون ليحمى الأساقفه وبقية الكهنة من الدعاوى الكيدية والشكاوى المغرضة
التى يحركها الشيطان الذى لا يفتر من أن يدنس الظنون فى الناس الصالحين بواسطة
اتهامات باطلة وبالأكثر ضد الأساقفة الأرثوذكسيين.

و
قد فرق القانون بين من له دعوى تختص بحقوق مالية قبل الأسقف سواء أكان من المؤمنين
أو غير المؤمنين فله أن يقيم دعواه ليثبت حقوقه فينالها لأن من واجب الأسقف أن
يوفى ما عليه ويبرىء ذمته.

أما
إذا كانت الدعوى تتعلق بأخطاء كنسية إرتكبها الأسقف فقد رسم النص القانونى شروط
قبول دعواه. والمحكمة المختصة بنظرها إلى أن يتم الحكم فى دعواه فى صالحة أو فى غير
صالحة.

 

القانون
السابع:

أننا
نقبل أهل البدع الآتين إلى الأرثوذكسية. وإلى حزب المخلصين حسب السنة المفروضة
” فالأريوسيون. والمدونيون. والسبتيون. الذين يسمون أنفسهم أنقياء ”
والأربع عشرون. والأرعانيوون والأبوليناريون.

هؤلاء
نقبلهم بعد أن يقدموا صكوكاً. وينبذوا كل بدعة تخالف إيمان الكنيسة المقدسة
الجامعة.

و
يجب على هؤلاء أن يمسحوا ” بالميرون المقدس ” فى الجبهة والعينين والأنف
والفم والأذنين. وعند مسحهم يقال ” ختم موهبة الروح القدس “. وكذلك
الأفنميون المعمودونبغطسة واحدة. والمونتنيون أى الفريحيبو. والسابلوسيوس الذين
يعلمون بأن الآب والأبن أقنوم واحد. ويقيلون أمورا غيرها مكروهة.

و
سائر البدع الأخرى الكثيرة العدد هنا ولا سيما القادمون من بلاط غلاطية فجميع
الذين يريدون الانضمام إلى الأرثوذكسية من هؤلاء نقبلهم كالأمم فى اليوم الأول
نجعلهم مسيحيين. وفى الثانى موعوظين وفى الثالث نتلو عليهم الأمانة بعد أن ووجوهم
ننفخ فى أذانهم ثلاث مرات ثم نعظهم. ثم ندعهم فى الكنيسة لسماع الكتب الإلهية ثم
نعمدهم.

تعليق:

سبق
أن شرحنا فى القانون الأول من هذا المجمع بعض هذه الهرطقات من أتباع أريوس
ومكدونيوس أبوللنياريوس ونواطس الذين يسمون أنفسهم ” أنقياء ” وهنا نورد
تفسيراً لمعتقدات بعض هؤلاء الهراطقة الذين ورد ذكرهم فى هذا القانون:

1السبتيون: هم
أتباع سبتيون الذى كان يهودياً وإعتنق المسيحية ورسم قساً من مركيانوس أسقف
النفائيين فى القسطنطينية. إلا أنه بعد أن تنصر ظل متمسكاً ببعض العادات اليهودية.
فكان يعيد الفصح مع اليهود بغير ما أمر به مجمع نيقية المسكونى الأول. وظل يقدس
يوم السبت ولذلك دعى ” سبتيوس ” وهؤلاء أيضاً.

2شماليين: لأنهم
كانوا يرذلون اليد اليسرى ويرفضون أن ينالوا بها شيئاً.

3النفاتيون: نسبة
إلى ” نفاتيوس ” قسم كنيسة روما الذى كان يرفض توبة من الإيمان
الاضطهادات. كما كان يرفض أن يشترك مع الذين يتزوجون زيجة ثانية وكان يعلم بأن
الخطيئة التى ترتكب بعد المعمودية لا تغفر.

4الأربع
عشريون: وهم الذين يعيدون عيد الفصح فى اليوم الرابع عشر من الشهر القمرى. وفى أى
يوم من أيام السبوع كيفما اتفق، مهملين ضرورة وقوع عيد الفصح فى يوم أحد وهؤلاء
يسمون أيضاً.

5الأربعائيون:
لقيامهم بصوم يومى الأربعاء والجمعة بعد احتفالهم بعيد القيامة المجيد.

 6أتباع
أفنوميوس: وهم كما ذكرنا الذين يعمدون بغطسة واحدة إذ كان يحمل أرجلهم إلى فوق
ورؤوسهم إلى أسفل ويقول: ” أعمدك يا فلان باسم الآب الغير مخلوق والابن
المخلوق والروح القدس المخلوق من الابن المخلوق ” وقد نفاه الملك تاودوسيوس
فأقام فى المنفى حتى مات.

 7أتباع
منطافس: كان يسمى نفسه ” المعزى ” وكان يوحى بنبوات كاذبة بواسطة
امرأتيه بسيكيلا ومكسيميلا وكان يعلم بالطلاق.

 8أتباع
سابليوس: الذى كان يعلم كما سبق وذكرنا بأن الآب هو نفسه الابن وهو نفسه الروح
القدس وأنها ثلاثة أسماء لأقنوم واحد كما أن الإنسان ” جسد ونفس وروح ”
وكان سابيليوس أسقف على بطولومايوس.

 وكان
على هؤلاء الهراطقة جميعاً إذا أرادوا أن تقبلهم الكنيسة أن يقدموا صكوكاً مدون
بها قانون الإيمان المستقيم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى