اللاهوت الدستوري

البابا ثاوفيلس الواحد والعشرون من بطاركة الاسكندرية



البابا ثاوفيلس الواحد والعشرون من بطاركة الاسكندرية

البابا
ثاوفيلس الواحد والعشرون من بطاركة الاسكندرية

ولد
القديس من ابوين مسيحيين فى مدينه ممفيس وكانت له اخت صغيرة مات والدهما وقامت
بتربيتها جارية حبشية وثنية. حدث معها أن ذهبت بهما الى معبد الاوثان وعندما دخلوا
سقطت الاوثان (وهذا ينبئ بمستقبل هذا الطفل روحيا) فخافت الجارية وهربت بهما وذهبت
الى الكنيسة حيث كان البابا اثناسيوس الرسولى جالسا على كرسيه فلما شاهدهم
استوقفهم وبحاسيته الروحية الايمانية وضعهما تحت رعايته الخاصة واعتنى بالطفل
تاوفيلس وضمة الى تلاميذه. ولما رآه فيه من الامانة والتقوى رسمه فى درجة الكهنوت
وبعد نياحة البابا تيموثاوس الثانى والعشرون من باباوات الاسكندرية. ولما تنيح
البابا تيموثاوس وقع الاختيار على تاوفيلس خلفا له كان ذلك فى شهر مسرى سنه 102
للشهداء الموافق سنه 385م. فى عهد الامبراطور ثيؤدسيوس قيصر.

 

+
خدمة البابا وأعماله الجليلة.

1-
عندما حدث فى سنه 387م ان أختلف اليوم الذى يأتى فيه عيد القيامة بين كنيسة
الاسكندرية وكنيسة روما عهد الامبراطور الى البابا بالنظر فى هذا الامر. فقام
بالفعل بإصلاح هذا الموضوع وأكد على قاعدة مجمع نيقية وهو ان يوافق عيد القيامة فى
الاحد الذى يلى عيد

2-
شيد كنيسة فى بستان كان به أكوام حيث كان معلمه البابا اثناسيوس يشتهى أن يبنى
مكانه كنيسة فتذكر هو قول معلمه وحقق هذا الامر وبنى كنيسة فى هذا المكان.

3-
موقفه من الوثنية: كان من أجل اعمال البابا ثاوفيلس جهاده وحربه ضد الوثنية فقد
بدأ ذلك العمل بأن هدم أطلال هيكل دارس وبنى مكانه كنيسة. ووجد بالمعبد تماثيل
قبيحة عرضها للسخرية مما هيج الوثنيين وقاموا عليهم بزعامة (الفيلسوف أولمبيوس)
وفتكوا بكثيرين.

فقام
ضدهم المسيحيون فتحصن الوثنيون فى هيكل سيرابيوم وكان حصنا واستطاعوا من داخله ان
يجذبوا اليهم الكثيرين من المسيحيين ويقتلوهم ولكن الوالى هددهم بهدم المعبد
فغادروه وتفرقوا فى البلاد. فقام البابا بهدم المعبد وكسر ما به من الاوثان حيث
أظهرت ما كان بها ويعتقده الوثنيون من ان هذه التماثيل بها اصوات وتجاوبهم فلما
كسرت خرج منها مجموعة من الفئران الامر الذى كشف ضلال الوثنية. وبنوا على انقاض
هذا المعبد كنيستين. وكان فى هيكل سيرابيوم مقياس لنهر النيل حمله المسيحيون عندما
هدم الهيكل فأثار الوثنيون ضجة ان النيل سوف لا يزيد فى هذا العام ومن قبيل الصدفة
حدث هذا وارسل الوالى الى الامبراطور تيؤدوسيوس فكتب له ان كانت الوثنية هى سبب
فيضان النيل فخير له ان لا يفيض وتبقى مصر ظمانه وفى ارتواء وشبع الايمان

 

التجارب
التى واجهته.

ان
الشيطان لا يسكت على نجاح الخدمة بل يثير القلاقل ضده من الداخل والخارج فمن
الداخل وقعت قلاقل من جانب مجموعة من الرهبان يرأسها أموديوس من بين النهرين كانوا
يعتقدون ان الله صورة بشرية فثاروا ضد البابا عندما قال فى احدى رسائلة الفصحية
(ان الله روح) ولكن البابا هداهم. لانهم كانوا يظنون ان عبارته هذه اقتبسها من
مؤلفات اوريجانوس وطالبوه بحرمه ولم يكن البابا قد قرا لا وريجانوس ولما قرا
مؤلفاته شعر ان بها تعاليم خاطئة وفى بدء العام التالى عقد مجمعا وحرم فيه
اوريجانوس وندد بذلك فى رسالة عيد الفصح ثم حدثت قلاقل مع رهبان جبل نتريا
(الفرما) الذين يسموا الاخوة الطوال وتسببت هذه المشكلة فى خلق خلاف بينه وبين
القديس ذهبى الفم اذ إفدوكسيا التى اشارت بعقد مجمع يراسه ذهبى الفم مع الملكة
فانقلب المجمع الى مجمع حكم بنفى ذهبى الفم ولكن لم يدم هذا الامر الا يوما واحدا
وعاد الى كرسيه بسبب معجزة حدثت ان زلزالا كاد يقوض المدينة. وبعد ذلك تكرر الامر
فى ان الكنيسة فكانت اصوات الطرب تخلط بأصوات المرتلين. ونفيه مرة اخرى الى ان
تنيح فى المنفى.

وقد
تأثر البابا بخلافه مع القديس يوحنا ذهبى الفم وندم على ذلك وبعد ان اكمل جهاده
الحسن تنيح فى 18 بابه سنه 129 شهداء الموافق 15/10/412م.

 

قوانينه

القانون
الاول

وقد
يقع عيد الغطاس احيانا بحيث يتفق ان يكون يوم الرب هو يوم الاستعداد له (البرمون)
فلنتصرف بحكمة وبما يليق باليومين فناكل يوم الاحد شيئا من الاثمار حتى لا نفع فى
بدعة عدم تكريم يوم الرب ولكن لا نهمل الصوم كل الاهمال فنمتنع عن الاكل شئ بعد
ذلك حتى صلاة المساء أى الساعة الثالثة بعد الظهر.

 

القانون
الثانى.

لتراع
العادة المتبعة فى كل كنيسة وبموجبها يرفض الكهنة الذين اشتركوا مع الاريوسيين أو
يبقون فى مراكزهم ولكن يشرطن قسوس ارثوزكسيون وان بقى الاخرون وليعمل فى المدن
الاخرى طبقا للخطة التى جرى عليها الاساقفة الارثوزكسيون فى طيبة فالذين سامهم
الاسقف ابولو واشتركوا بعد ذلك مع الاريوسيين فليؤدبوا اذا كانوا قد فعلوا ذلك
بإختيارهم أما اذا كانوا قد اطاعوا بذلك امر اسقفهم فليبقوا فى مراكزهم واذا أجمع
الشعب كله على رفضهم فيجب سيامة غيرهم.

 

القانون
الثالث.

واذا
ثبت ان القس بيستوس فى ارى ارتكب الفحشاء مع أمراة هجرها زوجها (أو ازدرت بزوجها
وهو حى) فلا يسمح له بعد أن يكون كاهنا ولكن لا يحسب هذا ذنبا على الاسقف الذى
رسمه اذا كان قد أقدم على ذلك وهو يجهل ما جرى لان المجمع المقدس يأمر بنبذ الرجال
غير المستحقين ولو لم يصدر الحكم بشأنهم الابعد السيامة.

 

القانون
الرابع.

أما
ما يختص بالشماس بانوف فاذا كان قد تزوج ابنه اخته قبل ان يعتمد فليسمح له بأن
يبقى اكليريكيا فيجب فحص القضية فاذا كان هذا الرجل لم يساكن بعد ان اعتمد ابنة
اخيه التى كانت قد ماتت كزوجة له فليسمح ببقائه شماسا لابد اتخاذه هذه المراة زوجة
قبل المعمودية خطيئة طهرها الغسل لامقدس ولكنه اذا كان قد ساكنها كزوجة بعد
المعمودية فليسقط من الشماسية ولا لوم مع ذلك على الاسقف ابولو فى سيامته لانه فعل
ذلك دون أن يعلم أن بانوف كان متزوجا ابنة اخيه.

 

القانون
الخامس.

يجب
اجراء فحص فى قضية يعقوب فاذا تبرهن بالادلة أنه وهو قارئ ارتكب الفحشاء فطرده
الكهنة ومع ذلك تمت سيامته فيما بعد فليطرد ولكن بعد فحص دقيق وليس لمجرد الشبهة
والوشايات الباطلة واذا لم تثبت عليه تهمة فليبق اكليركيا يطالب بالجواب عما يمكن
أن يكون قد ارتكبه.

 

القانون
السادس

أما
من جهة الذين ستتم سيامتهم فليراع الاتى. كل الكهنة يجب أن يختاروا المعد للسيامة
ويوافقوا على سيامته وبعد أن يجرى الاسقف الفحص ويعلن موافقته تتم سيامة المنتخب
فى وسط الكنيسة باشتراك الكهنة وحضور الشعب شهودا ولا يجوز أن يسام احد الا بعد
الفحص يقوم به اكليريكيون ارثوزكسيون بحضور الاسقف الموكل اليه العناية بالشعب ثم
يقوم الاسقف بالسيامة بحضور الشعب مع وجود منع أى تشويش يحدثه تجول البعض أثناء
الخدمة فى صحن الكنيسة.

 

القانون
السابع.

ليوزع
الاكليريكيون ما يبقى من التقادم للذبيحة بعد تناول كل ما قدس منها للاسرار
المقدسة ولا يجوز للموعوظين أن يذوقوا شيئا من فضلات التقادم بل توزع على
الاكليريكيين الاخوه المؤمنين الحاضرين فى الكنيسة.

 

القانون
الثامن

بما
ان هيراكس قال ان الرجل الذى وشى به انه ارتكب الفحشاء لا يجوز أن يسام اكليريكيا
فرد الاسقف ابولو بأنه لم يتقدم أحد بالشكوى علنا على الرجل فلتفحص قضيته فحصا
دقيقا فاذا تقدم شهود موثوق بهم وثبت الجرم عليه فليطرد من الكنيسة أما اذا وجد
مستحقا فليبق.

 

القانون
التاسع.

قد
تحدد ايضا بموافقة الكهنة كلهم وموافقة الاسقف ابولو ايضا أن يتعين إيغومانوس
لتأمين صرف الكنيسة بضبط وحكمة.

 

القانون
العاشر.

يجب
الاعتناء براحة الأرامل والفقراء والمسافرين منعا لانزعاجهم ولا يجوز لاحد ان
يحتجز شيئا من أموال الكنيسة لنفسه.

 

القانون
الحادى عشر.

من
رسالة الى الاسقف افريخيوس. تقولون ايها المحترم أن البعض من الذين يدعون انفسهم
اتقياء. يطلبون الانضمام الى الكنيسة وبما أن أباءنا المطوبين الذين اجتمعوا فى
نيقية حددوا أن من ينضم الى الكنيسة منهم تجوز سيامته فاتبع هذه الخطة اذا وجدت ان
سيرة المرتد حسنه وليس له مانع أخر يحول دون سيامته.

 

القانون
الثانى عشر.

من
رسالة الاسقف اغاثوس. بما ان مكسيموس عقد زواجا غير شرعى منذ سنوات وهو يجهل شرائع
الكنيسة وبما أنه وعد بالاتفاق مع إمرأته أن يمتنعا عن مساكنة احدهما الآخر فاذا
تاكد لكم اخلاصهما وعدم خداعها فلكم اذا استحسنتم أن تقبلوها مع الموعوظون والرأى
فى ذلك لكم على كل حال لان ما يراه الحاضر لا يراه الغائب.

 

القانون
الثالث عشر.

إن
القسوس فى قرية جيمنيوم قد تصرفوا بمقتضى الشريعة فى فصلهم المراة كبراد يوم من
الرعية اذا كان ما بلغنا عن تصرفها صحيحا ولما تبين لى ان هذه المراة راغبة فى
اصلاح سيرتها فاعددها لذلك اذا شئتم باقناعها بوجوب الندامة والتوبة والتقليد
بالشريعة الالهية ليسمح لها بأن تنضم الى الرعية.

يجب
أن يلاحظ وإن كانت القوانين رقم 3، 4، 8 قد ذكرت اسماء اشخاص لكن القانون يهدف الى
عقوبة رجل الاكليروس اذ ارتكب خطايا من النوع التى تمنع رسامته فى الكهنوت لو تمت
أو اكتشفت قبل الرسامه فالقانون هنا يعاقبة ايضا بالقطع من الكهنوت اذ اتم ذلك أو
عرفت بعد السيامه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى