اللاهوت الدستوري

البابا ديونيسيوس الاسكندرى البطريرك الرابع عشر



البابا ديونيسيوس الاسكندرى البطريرك الرابع عشر

البابا
ديونيسيوس الاسكندرى البطريرك الرابع عشر

من
أباء الإسكندرية

حياته
قبل نوال سر المعمودية.

 نشأ
القديس وثنياً على الطائفة الصائبة ولكنه كان دارسا للفلسفة وعن طريق التدبير
الإلهي وقع فى يده جزء من رسائل معلمنا بولس اشتراه من امرأة عجوز ثم أجزاء أخرى أثرت
فيه وأراد المزيد فذهب إلى الكنيسة وتقابل مع شماس يدعى أغسطين قدم له كل رسائل
القديس بولس فقرأها وأثرت فيه وآمن بالمسيح وتعمد على يد القديس ديمتريوس ودخل
المدرسة اللاهوتية وتتلمذ على يد العلامة أوريجانوس وقد كانت له غيرة شديدة وحماس
إيمانى فأحبه البابا ديمتريوس ورسمه شماسا وبعد ذلك رسمه البابا ياروكلاس قسا
وقلده رئاسة المدرسة اللاهوتية كان ذلك سنة 232م ولما تنيح البابا ياروكلاس وقع
عليه الاختيار ليكون خليفا له كان ذلك فى شهر كيهك سنة 247 م ولما أضطهد
الإمبراطور داكيوس المسيحيين حاول نائبه فى مصر القبض على البابا لكنه تمكن من
الهروب. الأمر الذى لامه فيه الأسقف جرمانوس فكتب له البابا رسالة يشرح له فيها إن
هروبه لم يكن طبقا لإرادته بل بالإعلان سماوى وقال أحد المؤرخين إن بعض المسيحيين
خطفوه وخبأوه.

+
ولما مات داكيوس وتولى بعده غالوس كتب له القديس ديونيسيوس يشرح له كيف جنى أبوه
على المسيحيين فتأثر من كتاباته وسالم المسيحيين ولكن وقتها تفشى مرض الدفتريا فى
البلاد فأقنع كهنة الأوثان الإمبراطور أن هذا كان بسبب مسالمة المسيحيين حيث أن
الآلهة غضبت من ذلك فاضطهد هذا أيضا المسيحيين إضطهادا مريرا حتى مات. وتولى بعدها
فاليريان الذى سالم المسيحيين فى بداية عهده وفى خلال هذه الفترة استطاع البابا
ديونيسيوس القيام بزيارات رعوية لشعبه فى أنحاء البلاد المصرية وقام بإفتقاد شعبه
ورسم لهم قسوسا وشمامسة. وأوقف بدعة قبلته فى الفيوم.

 

+
وقوفه ضد البدع:

بدعة
نوفاسيانوس

الذى
تسمى البدعة النوفاسية أو ما تسمى (النواطية) وهى بدعة تعنى أن الكنيسة لا تقبل
توبة ما ترك الإيمان أو من تزوج ثانية. وصاحبها قس من روميا اعتراه روح الحسد
عندما رسم كرنيلوس أسقف لروما خلفا للأسقف فأبيانوس وكتب القديس ديونيسيوس إلى
الأساقفة فى جميع الكراسى فى العالم كله ليقطعوا الشركة مع نوفاسيانوس واكليروس
رومية فى عدم معاملته مما اضطر نوفاسينوس أن يعتزل ويترك الكرسى للأسقف الشرعى.

بدعة
عدم إعادة معمودية الهراطقة

حيث
وقع الخلاف بين كبريانوس أسقف قرطاجنة والأسقف اسطفانوس أسقف رومية حيث قال
كبريانوس إن المعمودية إذا تمت بيد الهراطقة لابد ان تعاد وفى هذه الحالة لا تعتبر
معمودية ثانية لأن المعمودية الولى باطلة. أما اسطفانوس فكان يقول ان المعمودية
صحيحة على كل وجه حتى لو كان الذى قام بها هرطوقى أو غير ذلك. ولكن فى سنة 257م
إنعقد مجمع فى قرطاجنة أقر رأى القديس كبريانوس واصدر قانونا بذلك.

بدعة
سابيليوس.

وهو
رجل اتى من رومية الى مصر وأضل كثيرين ببدعة مؤداها أن الله نفسه هو الذى كفر عن
خطايا البشر وانكر الاقانيم الثلاثة هذه البدعة التى جددها فيما بعد رجل يدعى
أوسابيوس مجدد بدعة سابيليوس قال فيها ان الاقانيم وجوه ثلاثة وليست طبيعة فى جوهر
الله فسمى الله قبل التجسد (آب) وفى تجسده يسمى (ابن) وفى عطاياه يسمى الروح القدس.
فوقف هذا القديس ديونيسيوس الاسكندرى وعقد مجمعا بالاسكندرية سنه 261م حرم فيه
سابيلوس ولكن اتباعه لجأوا الى اسقف رومية وكان يدعى ديونيسيوس أيضا واتهموا
بطريركهم الاسكندرى بالهرطقة. وفى تسرع حرم الاسقف الرومانى البطريرك الاسكندرى
وأرسل له رسالة الى الأسقف ديونيسيوس الرومانى أفهمه فيها بالامر فشعر اسقف رومية
بخطأهوانتهى النزاع الذى يسمونه تاريخيا (نزاع الدينيسيون)

+
بدعة بولس السيموساطى.

وكان
أسقفا لأنطاكية واساء ببدعته الى لاهوت السيد المسيح فقال عنه انه انسان بسيط
فانعقد لأجله مجمع فى انطاكية سنه 264م ودعى الى هذا المجمع البابا ديونيسيوس
الأسكندرى ولكنه لكبر سنة أرسل رسالة الى المجمع ورسالة أخرى الى بولس السيموساطى
لكل من يناقشه وقبل أن يبدأ المجمع فى بدعة بولس السيموساطى استراح البطريرك
العظيم ديونيسيوس فى الرب وذلك فى 17 برمهات سنه 265م وكانت مدة اقامته على الكرسى
سبعة عشر سنه. وللقديس رسائل كثيرة تعليمية فى قضايا الايمان معظمها الان فى مكتبه
(حالان) بمدينة الشرقية.

 

قوانينه

+
وللقديس أربعة قوانين منسوبة اليه وهى.

+
القانون الاول.

يتوقف
موعد كسر الصيامالفصحى على حضرة الساعة التى قام بها المخلص بالتدفيق وهذا ما لا
يستطاع تعيينه مما ورد فى الاناجيل الأربعة ولذلك فالذين لم يصوموا الجمعة والسبت
من الاسبوع فلا يلامون اذا بكروا فى كسر الصيام حالا بعد منتصف الليل.

وهذا
القانون يعنى ان فطر الصوم الكبير لابد وأن يكون فى يوم الأحد اى بعد الساعة
الثانية عشر حتى نكون فى يوم القيامة نفسه فمن الخطأ أن يفطر احد فى عشية هذا
اليوم ظنا منه أن الصوم بهذا يكون قد انتهى ولكن القانون هنا يؤكد ضرورة الفطر
ليلة القيامة أى فى فجر الأحد وان لم يكن فلا يقل أن يكون فى يوم الأحد أى بعد
الساعة الثانية عشر ليلا من يوم السبت الفرح.

 

+
القانون الثانى.

+
لا يجوز للنساء فى حيضهن أن يتقدمن الى المائدة المقدسة ويتناولن جسد المسيح
المقدس ودمه الكريم بل لا يجوز أن يدخلن الى الكنيسة أما واجب تقديم الصلوات فيقمن
به فى مكان آخر.

+
والقانون يتخذ من المرأة نازفة الدم مثالا لهذا القانون بأنها لم تمس الرب بل مست
ثوبه (مت 9: 20، 21) فهكذا للمرأة أن تصلى ولكن ليس فى بيت الرب أمر أن تتقدم
للتناول من الاسرار المقدسة فى هذه المرة.

 

+
القانون الثالث.

+
ان الذين يستطيعون أن يحتملوا وقد بلغوا السن الذى لا يمكنهم من أى يتحكموا
بأنفسهم فقد سمعوا ما قاله القديس بولس (لا يمنع أحد الزوجين الآخر عن ذاته الا
على موافقة الى حين لكى يتفرغا للصلاة ثم يعودان الى ماكانا عليه لئلا يجربهما
الشيطان لعدم عفتها (1 كو 7: 5) ان قوانين الكنيسة توضح ان الزواج مقدس والمضجع
غير نجس (عب 13: 4) اما الامتناع عن المعاشرات الزوجية فلا يأتى مطلقا بمعنى أن
فيه خطية ولا يكون بقهر من طرف تجاهالاخر بل يكون (بإتفاق) وهذا هو الشرط الاول
وان يكون بغرض التفرغ للصوم والصلاة وهذا هو الشرط الثانى.

 

القانون
الرابع.

+
ان الذين يمنون ليلا وهم نيام دون اراداتهم فليكن ضميرهم القاضى فى السماح أو عدم
السماح لأنفسهم بالشركة على مثال ما قال بولس الرسول فى شأن الطعام (وأما من يعتبر
فرقا فان أكل فانه يحكم عليه) (رو 14: 23) والقانون هنا نظر الى عنصر الارادة فاذا
كان هذا الاستمناء بغير ارادة فمعرفة الانسان لاعماق نفسه هى الحكم فى الامر فأن
كان حكمه أن الشيطان يحاربهحتى لا يتقدم للاسرار فليتقدم وبمشورة ابيه الروحى وأما
ان كان يعلم ان داخله غير مطهو ولا مستعد للاسرار فليمتنع ويطلب ارشاد ابيه الروحى
هذه القوانين الاربعة أرسلها القديس ديونيسيوس فى رسالة الى القديس باسيليوس يظهر
له فيها رأية فى الامور المعروضة ويطلب منه أن كان يوافقه على ذلك ام لا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى