اللاهوت الدستوري

القانون التاسع عشر



القانون التاسع عشر

القانون
التاسع عشر

نص القانون التاسع عشر

اننا نحدد ان اتباع بولس السميساطي اللاجئين الى الكنيسة الجامعة
يجب ان تعاد معموديتهم على كل حال. واذا كان احدهم قد احصي سابقاً مع الاكليريكيين
ووجد بعد الفحص انه بلا عيب فليسمه احد اساقفة الكنيسة الجامعة بعد اعادة معموديته،
ومن وجد منهم غير مستحق فيجب ان يسقط. ولتراع هذه القاعدة في شأن الشماسات وكل من
احصي في السلك الاكليريكي عامة. ونعني بالشماسات اللواتي توشحن بالثوب وهن يحصين
مع العوام لانهن لم ينلن سيامة.


قوانين قديمة مشابهة:

مقالات ذات صلة

(الرسل
47، الاول 2، الثاني 7، الرابع 15، السادس 40 و95، السابع 15، اللاذقية 7 و8،
قرطاجة 1 و5 و64 و135، باسيليوس 44)

 

خلاصة قديمة للقانون

يجب ان تعاد معمودية اتباع بولس السميساطي ومن كان منهم اكليريكياً
وهو بلا عيب فليسم والا فليسقط. أما الشماسات اللواتي شردن فيما انهن لم ينلن
سيامة فيعاملن كالعوام.


شروحات للقانون

1- هيفيله

يشير
هذا القانون الى الذين تبعوا تعليم بولس السميساطي، الذي كان يعلم ضد التثليث وقد
صار نحو سنة 260. وقد طبق عليه مجمع نيقية بسبب بدعته الحكم الذي اصدره مجمع
ارلاتيس في قانونه الثامن: ” ان من يرتد من البدعة الى الكنيسة يطلب منه ان
يتلو دستور الايمان فاذا تبين انه عمّد باسم الآب والابن والروح القدس فلتوضع عليه
اليد فقط لينال نعمة الروح القدس فلتوضع عليه اليد فقط لينال نعمة الروح القدس.
ولكنه اذا لم يذكر الثالوث الاقدس في جوابه فليعمّد “.

 

و
كان البولسيون كما يقول القديس اثناسيوس، يذكرون اسم الآب والابن والروح القدس في
اتمام سر المعمودية ولكنهم لم يكونوا يستعملون هذه الكلمات بمعناها الحقيقي ولذلك
اعتبر المجمع والقديس اثناسيوس ان عمادتهم باطلة.

 

2-
البيذاليون

نشأ
بولس هذا في مدينة ساموساطة بين النهرين قرب الفرات فدعي السميساطي ولكنه لم يكن
اسقفاً على تلك المدينة كما توهم بلسامون وغيره من المفسرين. وكانت امه من الشيعة
المانية وتدعى كالينيكه وصار اسقفاً على انطاكية بعد موت ديمتريانوس في سنة 260
(افسابيوس 7: 27). وقد انكر مثل صاباليوس اقنوم الابن واقنوم الروح القدس حاسباً
الله شخصاً واحداً مع كلمته كالانسان الذي يعد مع عقله شخصاً واحداً. وكان كما
يقول ابيفانيوس يعتقد اعتقاد اليهود وينكر مجدّفاً سر تدبير التجسد الخلاصي كما
يقول ثيودوريطس. وكان مع صاباليوس ومركلوس يعتقدون ان المسيح لم يكن سوى كائن بشري
وهم ينكرون لاهوته. وفي سنة 272 اسقطه مجمع مكاني عقد في انطاكية (اما هيفيله كما
رأينا اعلاه فيقول ان المجمع الذي اسقطه عقد في سنة 269). اما شيعة المانيين فقد
تغير اسمها وصار اتباعها حسب قول كدرينوس وبلاستارس وبلسامون ينسبون الى بولس هذا
فيدعون بوليسين او سميساطيين.

 

الشماسات في العصورالاولى

برسيفال

يظن
البعض ان الشماسات في الكنيسة في عصورها الاولى نشأن منذ عهد الرسل. وان القديس
بولس يشير اليهن في ؤسالته الى رومية (16: 1) اذ يذكر فيبي كأنها شماسة في كنيسة
كنكرية. وقد زعموا ان الارامل المشار اليهن في (1 تيمو 5: 9) قد يكن من الشماسات
وهذا لا يبعد عن الاحتمال لان السن المعين لقبول النساء في الخدمة كان ستين سنة
على ما قال ترتليانوس ولكن مجمع خلقيدونية خفضه بعد قرنين الى الاربعين. ويظهر ان
الارامل اللواتي يذكرهن القديس بولس الرسول كنَّ من اللواتي نذرن العفة اذ قيل
عنهن بصراحة: اذا تزوجن ” وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ
الإِيمَانَ الأَوَّلَ ” (1 تيمو 5: 12).

 

و
مما يميز الشماسات عن فئة اخرى من النساء المحتاجات انهن كنَّ ينذرن العفة
الدائمة. فالدستور الرسولي يقول ان الشمامسة يجب ان تكون عذراء طاهرة او ارملة.
وقال كاتب المقالة عن الشماسات في قاموس المسيحية القديمة: ” انه من الامور
الواضحة ان سيامة الشماسة كانت تضمن نذر العزوبة “. وقانون مجمع خلقيدونية
(15) هو صدى لما جاء في اقوال القديس بولس الرسول: ” لا يجوز ان تنال امرأة
وضع اليد لتصير شماسة وهي دون الاربعين من عمرها وقبل اجراء فحص دقيق. واذا احتقرت
نعمة الله بعد وضع عليها وخدمتها مدة كشماسة فسلمت نفسها للزواج فلتكن محرومة مع
الرجل الذي تزوجها “. وقد مضت الشريعة المدنية الى ابعد من ذلك فان شرائع
يوستنيانوس تعاقب المخالفين والمخالفات بمصادرة الاموال والاعدام. وفي صلاة الخدمة
القديمة، في وضع اليد على الشماسة، طلبة يسأل فيها العون لها لتتمكن من المحافظة
على الامساك والعفة.

 

و
كان من اهم اعمال الشماسات مساعدة الاناث المرشحات للمعمودية. ففي الازمنة الاولى
كان سر العماد يتم بالتغطيس (الا في حالة مرض شديد). ولذلك كان هناك واجبات كثيرة
يمكن ان تقوم الشماسات بها. فكن احياناً يعلمن الموعوظات التعليم المسيحي وقد
انحصر عملهن بين النساء لانه في الكنيسة الاولى لم يكن لائقاً او جائزاً ان تقوم
امرأة بتعليم رجل او تمريضه. وواجبات الشماسات ذكرت في عدة كتابات قديمة نذكر منها
هنا القانون الثاني عشر من مجمع قرطاجة الرابع الذي التأم في سنة 398.

 

” ان الارامل والنساء
المكرسات اللواتي انتخبن للمساعدة في معمودية النساء يجب ان يعتنى بتدريبهن في هذه
الوظيفة ليقمن بتعليم الساذجات بدقة وحذق الاجوبة على الاسئلة التي تطرح عليهن في
وقت المعمودية وكيف يجب ان يستسرن سيرة صالحة بعد المعمودية “. وقد كتب في
هذا الموضوع باجلى بيان القديس ابيفانيوس الذي يتكلم عن الشماسات كطغمة اكليريكية
فيؤكد انهن لم يكنّ الا نساء متقدمات في السن فلا صفة كهنوتية لهن على الاطلاق ولك
يكن يُسمح لهن في تأدية واجباتهن بان يشتركن في اي خدمة كهنوتية بل كن يقمن على
بسيط الحال ببعض واجبات العناية بالنساء “. فالظاهر من هذا كله انه يخطىء كل
الخطأ من يتوهم ان وضع اليد في سيامة الشماسات هو من نوع وضع اليد في سيامة الشماس
او القس او الاسقف. فما خدمة الصلاة على رؤوسهن الا علامة خارجية لحلول نعمة روحية
خاصة عليهن.

 

و
لم يطل العهد على وجود الشماسات في الكنيسة. فمجمع اللاذقية في القرن الرابع (343 –
381) منع تعيين بعض الفئات من الشماسات. والمجمع الاول في اورانج (414) منع في
قانونه ال 26 تعيين الشماسات على الاطلاق. والمجمع الثاني في اورانج (في قانونيه
ال 17 و18) يأمر بقطع الشماسة اذا تزوجت ان لم تنقطع عن مساكنة الرجل الذي اتخذته.
وامر ايضاً بوجوب الامتناع عن سيامة اي امرأة في المستقبل بسبب الضعف البشري.

 

و
يعتقد توماسينوس
32، الذي نحيل القراء الى مطالعة ما كتبه في الموضوع، ان هذا
السلك قد الغي ولم يبق له اثر في القرن العاشر او القرن الثاني عشر. اما في
القسطنطينية فقد بقي مدة اطول ولكنه انحصر في الاديرة.



32 Thomassin, Ancienne et Nouvelle Discipline de l’Eglise,
I Partie, Liv. iii.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى