اللاهوت الدستوري

36- فكرت أن أغير ديني



36- فكرت أن أغير ديني

36- فكرت أن أغير ديني

+ تزوجت صغيرة من رجل
يكبرني بنحو عشرين عاماً تحت ضغط أهل لا يرحمون، كل ما كان يهمهم مركزه وثروته
التي تليق باسم العائلة، حاولت أن أعترض وأقاوم، وبذلت قصاري جهدي ولكنني فشلت..
نعم فشلت وساقوني كلهم كما تساق الذبيحة إلي جلادها.

ودخلت
بيت رجل لا أحبه، بل أكاد أقول لا أعرفه.. دخلت وأنا أرتجف ويسلب الخوف قلبي
وأستسلمت، ولكن لمن؟ لرجل قبيح.. بخيل.. شاذ الطباع.. لا يحتمل.. كان يعود إلي
بيته في الثانية بعد منتصف الليل مخموراً يترنح تفوح من فمه رائحة الخمر، يتكلم
بفم معوج، تخرج من فمه قذائف من الشتائم والألفاظ الكريهة.. وهكذا يمضي معي الي
الفراش، وتمر اللحظات قاسية ثقيلة فهو غليظ في معاملتي لا يهمه سوي متعته ينتزعها
مني بأسلوب همجي حيواني فإذا فرغ أعطاني ظهره لينام بينما أنا أذوب في همي وحيرتي
واشمئزازي وأجدني بالرغم مني في حالة يرثي لها من الإحساس بالهوان.

شكوت
لأمي كرهي له، وإصراري علي النوم في حجرة وحيدة إلا أنها نهرتني بشدة وقالت لي حبك
وكرهك لنفسك أما جسمك فهو ملك له.. وهكذا مضت بنا الأيام.. يعربد كيفما يحلو له،
ثم يأتي إلي المنزل في ساعة متأخرة من الليل لأسلمه نفسي كخدامة لا شعور لها ولا
إحساس.

لقد
انجبت منه ثلاثة أولاد، وأنا في عذاب دائم.. يزيد من عذابي أنني لا أجد من أشكو
له، وأبوح له همي وحيرتي حتي انهارت أعصابي، ومرضت بالضغط والقلب وأخشي الآن أن
أكون مصابة بالسكر ايضاً.. إنني لا أطيق رؤية زوجي ولا احب سماع صوته، إن مجرد
رؤيته تثير في نفسي عصبية غريبة، ويدق قلبي بعنف كما لو كنت أري شيطاناً.

لم
اجد امامي أخيراً إلا العناد لإنقاذ نفسي فابتعدت بجسمي عنه، وانقطع بذلك حبل
المعاشرة الجنسية، وأصبحت أتحاشي الكلام معه والجلوس في مكان هو فيه.. لقد عاندت
حتي يطلقني عن طريق المحكمة إلا أنه لم يفعلها، بل قال لي في وقاحة: أنه لن يطلقني
حتي يجعلني لا أصلح له أو لغيره.. هكذا بمنتهي التبجح والصلف.. وأنا لا أريد
الزواج من غيره فقد كرهت كل الرجال. وأعلم أن الكنيسة لا تعطيني تصريح زواج، لقد
فكرت أن أغير ديني حتي أصبح محرمة عليه، ولكنني أخاف الله.. ماذا افعل؟

+ كما نري لقد كانت ظروف
هذه الزوجة المسكينة ان تتزوج من رجل فيه كل العبر.. وكان سوء إختيار أهل هذه
الزوجة التعسة ان فقدت من البداية حق الاختيار ولم يترك لها الوقت الكافي حتي
تتعرف علي الرجل الذي ستعاشره بل زفت اليه في موكب من ثرائه ومركزه وضغط الأب
والأم إلا أنها ورغم معرفتها لكل مصائبه ومفاسده، احتملت واستمرت معه حتي انجبت
ثلاثة اطفال؛ ربما ظنت انه قد ينصلح حاله؟! ولم يحاول الرجل ان يهتم بزوجته
ويحترمها فقدكان له طابعه المشين.. اذن فنحن امام زوج دفع زوجته الي اليأس من
حياتها معه ولم يجعلها تفكر فقط في الطلاق بل فكرت في تغيير دينها.. إننا يجب ألا
نضع اللوم علي الظروف مهما كانت فقد كان في هذا الرجل من الصفات ما يجعل اي امرأة
تفكر كثيراً قبل أن ترتبط معه في حياة مشتركة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى