علم المسيح

الفصل الرابع



الفصل الرابع

الفصل الرابع

يسوع ويهوه

 

أولاً: إسم يسوع

عندما بشر الملاك
جبرائيل العذراء مريم بالحبل بالسيد المسيح وولادته قال لها
:

وها أنت ستحبلين وتلدين أبناً وتسمينه
يسوع”(1).

وقال ليوسف النجار خطيب
العذراء عن الحبل “الذى حبل به” فى العذراء
:

فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من
خطاياهم”(2).

إذا فأسم
“يسوع” هو الاسم الوحيد الذى تسمى به السيد المسيح(3) بعد التجسد، أنه
اسمه الوحيد الذى تسمى به من الملاك كما تسمى به أيضاً بعد ثمانية أيام من ولادته،
أى يوم ختانه: “ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبى سمى يسوع كما تسمى من
الملاك قبل أن حبل به فى البطن”(4).

1- الاسم لغوياً

والاسم
“يسوع” فى أصله العبرى هو “يشوع” الذى هو أيضاً تصغير
“يهوشع”. فقد كان الاسم يكتب وينطق “يهوشع – يهو شع” حتى سنة
500 ق.م(5) وبعد السبى البابلى أصبح يكتب وينطق فى شكله المختصر “يشوع

Joshua”.
والاسم
كما هو فى أصله العبرى مكون من مقطعين، من كلمتين مندمجتين، هما “يهوه”
الكائن الدائم الوجود الواجب الوجود وعلة كل وجود و “شع” وهو فعل عبرى
بمعنى “يخلص”، وهو هنا فى الاسم “يهوشع” يعنى
“المخلص”. وهكذا يكون معنى الاسم “يهوه المخلص” أو “يهوه
يخلص” أى الله المخلص. وقد فسره بعض العلماء اليهود مثل فيلو
Phelo
الفيلسوف
اليهودى بأنه “الرب خلاص
Soteria Kyrios”(6). وقال
يوسابيوس القيصرى أبو التاريخ الكنسى “أسم يسوع يعنى خلاص الله”(7).

والاسم فى شكله الكامل
“يهوشع” هو اسم جمله، الفاعل يأتى أولاً وهو “يهوه” والفعل “شع”
هو شكل مساعد ومعناه الكامل كما قلنا “يهوه يخلص” أو “يهوه
المخلص”(8). قال يشوع بن سيراخ عن يشوع بن نون “كان كأسمه عظيماً فى
خلاص مختاريه”(9).

2- نقل الاسم الى اللغات المختلفة

عندما ترجم العلماء
اليهود العهد القديم إلى اللغة اليونانية نقلوا الاسم “يهوشع” وتصغيره
“يشوع” إلى
Isou (ايسو) وفى حالة الفاعل Isous
(
ايسوس)
وكذلك فعلت الترجمة القبطية التى حذت حذو العهد الجديد الذى استخدم
Isous
لكل
من الاسم وتصغيره، وحذت الترجمات العالمية حذو الترجمة السبعينية والعهد الجديد،
فنقل الاسم فى الانجليزية
Jesus وفى الفرنسية
Jesus(10)
أما
الترجمة العربية فقد استخدمت الشكل الأخير “يشوع” وأن كانت قد حافظت على
الشكل الكامل “يهوشع” ونقلته كما هو عدة مرات(11)، وميزت بين المسيح
“يسوع” فى شكله الآرامى أما يشوع بن نون فحافظت عليه كما هو
“يشوع” وكذلك فعلت الترجمة الانجليزية التى ميزت بين يسوع

Jesus.
ولكن
فى اليونانية لا فرق بين يسوع ويشوع ويهوشع فجميعهم واحد “ايسوس
Isous”(12).

3- مغزى الاسم يسوع

وقد تسمى كثيرون من
اليهود باسم “يشوع” خاصة بعد يشوع بن نون(13) حتى أوائل القرن الثانى
الميلادى، وقد سمى بهذا الاسم يسوع المسيح “قبل أن حبل به فى البطن”
وذلك بإعلان الهى “لأنه يخلص شعبه من خطاياهم”. أنه “يهوه
المخلص”، فقد كان حقيقة هو يهوه الكائن “قبل أن يكون ابراهيم أنا
كائن”(14) وهو أيضاً “المخلص” ليس باحد غيره الخلاص.لان ليس اسم
اخر تحت السماء قد اعطى بين الناس بة ينبغى ان نخلص(15)” اذا فالاسم
“يسوع” هو أسم الذات الالهية بعد التجسد، كما سبق أن أعلن اسم
“يهوه” كاسما للذات الالهية فى القديم. فالاسم “يهوه” يعبر عن
كينونة الله وجوهره وعمله فى الخلق والاسم “يسوع” يعبر عن التجسد الالهى
وعمل الله فى الفداء والخلاص فى العهد الجديد، “يهوه” هو يسوع ويسوع هو
“يهوه” المخلص
.

قال الوحى الالهى فى
سفر أشعياء عن مجىء يوحنا المعمدان قبل المسيح
:

 C “صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق يهوه…
ويتجلى مجد يهوه ويعيانه كل بشر
“.

وبعد أن جاء المعمدان
قيل عنه
:

 C صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب Kyrios(16)”.

والرب هنا هو المسيح
الذى قال عنه الوحى الالهى “والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده
مجداً(17)”. كان يوحنا المعمدان صوت صارخ فى البرية لاعداد طريق الرب،
“يهوه”، يهوه المخلص، يسوع المسيح، فيتجلى مجده، مجد يهوه، مجد يسوع
المسيح ويراه كل بشر كقول الوحى “ورأينا مجده مجداً
“.

4- أسم يسوع يحل محل أسم يهوه:

كان أسم
“يهوه” فى القديم هو محور العبادة ومحور العلاقة بين الله والإنسان فقد
أرتبط به كل ما يتعلق بالعلاقة بين المخلوق والخالق من عبادة وصلاة وسجود ودعوة…
الخ. أما فى العهد الجديد فأن أسم يسوع والمساوى لأسم يهوه فقد أصبح هو محور
العلاقة بين الله والناس، ومحور العبادة وأرتبط به كل ما أرتبط فى القديم بأسم
يهوه. وصار أسم يسوع أسماً “فوق كل أسم لكى تجثوا بأسم يسوع كل ركبة ممن فى
السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض(18)”.فهو “فوق كل رياسة وسلطان وقوة
وسيادة وكل أسم(19
)”.

فأسم يسوع يفوق كل أسم
الإله المتجسد، أنه يهوه المخلص. أنه الإسم الوحيد المساوى والمرادف لاسم
“يهوه” ويسوع نفسه كما قال الوحى الالهى “لم يحسب مساواته لله
اختلاساً(20
)”.

يسوع وحده هو المساوى
ليهوه لنه “يهوه المخلص”، أنه الهنا العظيم ومخلصنا يسوع
المسيح(21)”، أنه “افله الحق والحياة الأبدية(22)”، أنه
“الألف والياء البداية والنهاية، الأول والآخر(23)”، أنه “الكائن
على الكل الاله المبارك إلى الأبد(24
)”.

ثانياً: يسوع هو محور
الإيمان وموضوعه

(أ) الإيمان بالله وأسم يهوه:

الله ذاته هو محور
وأساس وموضوع الإيمان والدعوة، فهو خالق الوجود من العدم ومعطى الحياة لسائر
المخلوقات، ومن ثم ينبغى دائماً للخليقة أن تكون متجهة إليه ومؤمنة به وبوحدانيته
وبقدرته الكلية المطلقة
.

وكان الإيمان بالله
“يهوه” هو محور وموضوع رسالة النبياء والرسل والخدام ورجال الله فى كل
العصور
:

هكذا قال يهوه خالق السموات هو الله. مصور الرض
وصانعها هو قررها. لم يخلقها باطلاً. للسكن صورها. أنا الرب وليس آخر… أليس أنا
الرب ولا إله آخر سواى (غيرى). إله بار ومخلص ليس سواى. التفتوا إلى وأخلصوا يا
جميع أقاصى الأرض لأنى أنا الله وليس آخر. بذاتى أقسمت خرج من فمى الصدق كلمة لا
ترجع. أنه لى تجثو كل ركبة يحلف كل لسان(25
)”.

وكان “أسم
يهوه” هو علامة وراية هذا الإيمان وموضوعه. وقد بدأت الدعوة أول ما بدأت بأسم
“يهوه” لنه، كما قلنا، الأسم الدال على كينونته وجوهره وعمله فى الكون
كواجب الوجود وعلة كل وجود
:

C دعا أنوش بن آدم “بأسم يهوه(26)”.

C ودعا ابراهيم واسحق ويعقوب “بأسم يهوه(27)”.

C ونادى الله أمام موسى “بأسم يهوه، فنزل
يهوه فى السحاب. فوقف عنده هناك ونادى بأسم يهوه(28
)”.

C كما أختار الله سبط لاوى يقف أمامه و “يخدم
بأسم يهوه(29
)”.

C ودعى أسم يهوه على شعبه “فيرى جميع شعوب الأرض
أن أسم يهوه قد سمى عليك ويخافون منك(30
)”.

C وكان “كل من يدعو بأسم يهوه ينجو(31)”.

(ب) الإيمان بالله وأسم يسوع:

أسم “يسوع”
فى العهد الجديد حل محل “أسم يهوه” فى القديم والدعوة “بأسم
يهوه” والإيمان به تحولت إلى الدعوة “بأسم يسوع” والإيمان به، فقد
نسب “لأسم يسوع، كل ما نسب ليهوه فى القديم، كما أقتبس العهد الجديد نفس
الآيات الخاصة “بيهوه” وطبقها حرفياً على “يسوع”، مؤكداً أن
يسوع هو يهوه وأن ما نسب ليهوه ينسب ليسوع
.

1- أسم يسوع السامى:

وصف الكتاب “أسم
يسوع” بالأسم السامى الذى يفوق كل أسم والذى هو فوق كل أسم وبرغم التجسد
وأتخاذه صورة العبد إلا أنه “جلس فى يمين العظمة فى الأعالى صائراً أعظم من
الملائكة بمقدار ما ورث أسماً أفضل منهم… ولتجسد له كل ملائكة الله(32)”
لأن الفرق بين الملائكة وبين يسوع هو الفرق بين المخلوق والخالق “وعن
الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ليب نار. وأما عن الابن (يسوع) يقول
كرسيك يا الله إلى دهر الدهور(33)” انه أعظم من الملائكة، فهو خالق الملائكة
ورب العرش، الله الجالس على العرش، لذلك فأسمه أفضل من أى أسم. أنه الغنى الذى
أتخذ فقرنا “أفتقر وهو غنى(34)” ولكن السم الذى أتخذه بعد التجسد هو
السم الذى يفوق كل أسم لأنه أسم الإله المتجسد
.

وكما كان “أسم
يهوه” هو الأسم الذى له العظمة والمجد كان أيضاً “أسم يسوع” وسيظل
الأسم الذى له المجد والعظمة كما يقول الوحى الإلهى
:

C لكى يتمجد “أسم ربنا يسوع المسيح”
فيكم وأنتم فيه بنعمة الهنا والرب يسوع المسيح(35
)”.

C “وكان أسم الرب يسوع يتعظم(36)”.

وما أروع هذا النشيد
الذى تغنت به الكنيسة فى عصرها الأول بالوحى الالهى
:

C الذى اذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله
اختلاساً لكنه أخلى نفسه أخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس واذ وجد فى الهيئة
كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله وأعطاه أسماً فوق كل
أسم لكى تجثوا بأسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض
ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب لمجد الله الآب(37
)”.

أنه الأسم الذى يفوق كل
أسم، المسجود له من جميع الخلائق، رأس كل شىء والخاضع تحت قدميه كل شىء
.

2- يسوع هو محور الإيمان:

 C قال السيد المسيح: “أنا هو القيامة والحياة
من آمن بى ولو مات فسيحيا(38
)”.

 C “أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد
يأتى إلى الآب إلا بى(39
)”.

 C والذى يؤمن بالابن له حياة أبدية والذى لا يؤمن
لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله(40
)”.

ويقول الوحى الالهى فى
الرسالة إلى رومية
:

C “إن أعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله
أقامه من الأموات خلصت لن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص. لأن الكتاب
يقول كل من يؤمن به لا يخزى… لأن رباً واحداً للجميع غنياً لجميع الذين يدعون
به. لأن كل من يدعو بأسم الرب يخلص”(42).

والآيات الدالة على
الإيمان به فى الكتاب المقدس كثيرة أنظر مثلاً
:

C “فآمن به تلاميذه”(43).

C “آمن كثيرون بأسمه”(44).

C “فآمن به فى تلك المدينة (السامرة)
كثيرون”(45).

C “آمن به كثيرون من الجمع(46).

C فآمن كثيرون بالرب(47).

C “من يؤمن به لا يخزى(48)”.

C “من يؤمن به ينال بأسمه غفران الخطايا(49)”.

وكان شعار الكنيسة فى
بشارتها بالأنجيل فى المسكونة كلها
:

C “أمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك(50)”.

C “من آمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن(51)”.

C “وليس بآحد غيره الخلاص. لأن ليس آخر تحت السماء
قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص(52
)”.

وذلك لأن يسوع المسيح
هو
:

C “رب الكل(53)”.

C “لأن رباً واحداً للجميع(54)”.

C “ملك الملوك ورب الأرباب(55)”.

C “رب واحد يسوع المسيح الذى به جميع الأشياء ونحن به(56)”.

C “هذا هو الاله الحق والحياة الأبدية(57)”.

كان ومازال وسيظل
الإيمان به هو محور الكتاب المقدس ومحور رسالة الأنبياء والرسل والخدام والمبشرين
.

3- الدعوة بأسمه:

وكما كان الإيمان بأسم
يهوه هو محور الكتاب هكذا كان “أسم يسوع” أيضاً وسيظل هو أساس الدعوة
المسيحية. قال الوحى الالهى فى سفر يؤئيل النبى
:

 C “أن كل من يدعو بأسم يهوه ينجو(58)”.

وأقتبس كل من القديس
بولس والقديس بطرس هذه الآية وطبقاها حرفياً على يسوع
:

 C “كل من يدعوا بأسم الرب (Kyrios)
يخلص(59)”.

والرب هنا حسب سياق
الموضوع والكلام هو الرب يسوع. وقد قال حنانيا لبولس بعد أن أمن بالرب يسوع المسيح
:

 C “لماذا تتوانى؟ قم أعتمد وأغسل خطاياك
داعياً بأسم الرب(60
)”.

والرب طبعاً هو الرب
سوع المسيح الذى قال عن بولس لحنانيا
:

 C “لأن هذا لى أناء مختار ليحمل أسمى أمام
أمم وملوك وبنى إسرائيل لأنى سأريه كم ينبغى أن يتألم لأجل أسمى(61
)”.

والقديس بولس يخاطب أهل
كورنثوس بالوخى قائلاً
:

 C “إلى كنيسة الله التى فى كورنثوس المقدسين
فى السيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعن بأسم ربنا يسوع المسيح فى كل مكان(62
)”.

وهكذا تحولت الدعوة من
“أسم يهوه” فى القديم إلى “أسم يسوع” فى العهد الجديد ودعى
تلاميذه ورسله والمؤمنين به مسيحيين(63) على لقبه “المسيح” لنه
“يسوع الذى يلقب بالمسيح
“.

ويسوع المسيح هو يهوه
متجسداً، كلمة الله المتجسد
.

4- يسوع هو محور وأساس وموضوع الكرازة:

كان الهدف الأول
للبشارة والكرازة فى العهد الجديد هو الإيمان بالرب يسوع المسيح ونشر أسمه فى كل
المسكونة. قال السيد نفسه لتلامسذه مفسراً ما كتبه عنه الأنبياء
:

 C “هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغى أن المسيح
يتألم ويقوم من الأموات فى اليوم الثالث
.

وأن يكرز بأسمه بالتوبة
ومغفرة الخطايا لجميع الأمم(64
)”.

 C ويقول الوحى الالهى “له يشهد جميع الأنبياء
أن كل من يؤمن به ينال بأسمه غفران الخطايا(65
)”.

والإيمان بألوهيته كان
هو هدف كتابة العهد الجديد
:

 C “أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو
المسيح ابن الله ولكى تكون لكم اذا آمنتم حياة بأسمه(66
)”.

 C “أكتب هذا إليكم أنتم المؤمنين بأسم ابن
الله لكى تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكى تؤمنوا بأسم ابن الله(67
)”.

 C ومن أجل أسمه خرج الرسل ليبشروا ويكرزوا فى
المسكونة كلها مزودين بوصاياه
:

 C “من أجل أسمه خرجوا وهم لا يأخذون شيئاً
من الأمم(68
)”.

 C “أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بأسم
الآب والأبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل
الأيام إلى أنقضاء الدهر(69
)”.

 C “يسوع المسيح ربنا الذى لأجل أسمه قبلنا
نعمة ورسالة لأطاعة الايمان فى جميع الأمم(70
)”.

 C كان أسم يسوع هو محور وموضوع وأساس الكرازة كما
أنه مرسل الرسل والأنبياء والمبشرين، وكان تعليم تعاليمه ووصاياه وتلمذة الأمم على
ذلك هو شريعة الرسالة
.

5- وهو مرسل الرسل والأنبياء والملائكة:

وهو أيضاً الذى يرسل
الملائكة والأنبياء والرسل والمبشرين للأعلان عنه والبشارة والكرازة بأسمه
وبتعاليمه ووصاياه فى كل المسكونة
:

 C أنا يسوع أرسلت ملاكى لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس(71)”.

 C وقال لتلاميذه “أذهبوا إلى العالم أجمع
وأكرزوا بالانجيل للخليقة كلها(72
)”.

 C “وتكونون لى شهوداً فى أورشليم وفى كل
اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض(73
)”.

وقال عنه الوحى الالهى:

C “الذى نزل هو الذى صعد فوق جميع السموات لكى يملأ
الكل. وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلا والبعض مبشرين والبعض رعاه والبعض معلمين(74
)”.

C “سر المسيح” الذى فى أجيال أخر لم يعرف به
بنو البشر كما قد أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح(75
)”.

5- وهو المعطى فما وكلاما وحكمة:

فى القديم قال الله
لموسى
:

 C “أذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به(76)”.

والسيد المسيح يقول
لتلاميذه
:

 C “لأنى أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع
معانديكم أن يناقضوها أو يقاوموها(77
)”.

وفى القديم قيل:

 C “أسمعوا كلمة يهوه يا بيت يعقوب(78)”.

وفى العهد الجديد يقول
الوحى الالهى
:

 C “لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل
حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعض بمزامير وتسابيح وأغانى روحية بنعمة مترنمين فى
قلوبكم للرب. وكل ما عملتم بقول أو بفعل الكل بأسم الرب يسوع المسيح(79
)”.

والسيد المسيح كثيراً
ما يكرر ويقول
:

 C “فكل من يسمع أقوال هذه ويعمل بها أشبهه
برجل عاقل بنى بيته على الصخر(80
)”.

 C “وكل من هو من الحق يسمع صوتى(81)”.

وكان يختم كثيراً من
أقواله بتعبير “من له أذنان للسمع فليسمع(82
)”.

وهذا يبين أن يسوع هو
يهوه، فيسوع هو الذى يرسل الملائكة والانبياء والرسل والمبشرين وهو الذى يعطيهم
كلاما وحكمة عند أفتتاح الفم
.

6- الكل خدامه:

قيل فى القديم:

 C “وأما أنتم فتدعون كهنة يهوه تسمون خدام الهنا(83)”.

 C “وأبناء الغريب يقترنون بيهوه ليخدموه
وليحبوا أسم يهوه ليكونوا له عبيداً(84
)”.

وفى العهد الجديد يقول
الوحى الالهى
:

 C “لأنكم تخدمون الرب المسيح(85)”.

فخدام يهوه هم خدام
المسيح وخدمة يهوه هى خدمة الرب يسوع المسيح. ونحن جميعاً نخدم رباً واحداً والهاً
واحداً
.

8- أحتمال الآلام لأجل أسمه:

قال بطرس للسيد المسيح:
ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك
“.

 C “فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد
ترك بيتاً أو أخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلى
ولأجل الانجيل إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان بيوتاً وأخوة وأخوات وأمهات
وأولاداً وحقولاً مع اضطهادات وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية(86
)”.

السيد المسيح يمدح من يترك
كل شىء فى العالم لأجل أسمه ويعده بالحياة الأبدية كما بين أنهم سيضطهدون وينالون
الضيق والآلام لأجل أسمه
:

 C “وتكونون مبغضين من الجميع لأجل أسمى(87)”.

 C “حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم
وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل أسمى(88
)”.

 C يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى
مجامع وسجون وتساقون أمام ملوك وولاة وتكونون مبغضين من الجميع من أجل أسمى(89
)”.

ولما جلد التلاميذ فى
مجمع اليهود “أوصوهم أن لا يتكلموا بأسم يسوع(90)” ولكنهم ذهبوا فرحين
من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل أسمه(91
)”.

كما قيل عن بولس وسيلا:
“رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل أسم ربنا يسوع المسيح(92
)”.

وقال القديس بولس
بالوحى الالهى
:

 C أنى مستعد ليس أن أربط فقط بل أن أموت أيضاً فى
أورشليم لأجل أسم الرب يسوع(93
)”.

 C “من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق
أم أضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف. كما هو مكتوب أننا من أجلك نمات كل
النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا فى هذه جميعها يعظم أنتصارنا بالذى أحبنا.
فأنى متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا
مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التى فى
المسيح يسوع ربنا”(94).

كما يمتدح السيد المسيح
كل من ملاك كنيسة أفسس وملاك كنيسة برغامس، فيقول للأول: “احتملت ولك صبر
وتعبت من أجل أسمى”(95) ويقول للثانى: “وأنت متمسك بأسمى ولم تنكر
إيمانى”(96).

أحتمل الأنبياء والرسل
والمبشرون والخدام الآلام لاجل “أسم يسوع” وقبلوا ذلك بفرح، ولو لم يكن
المسيح، يسوع، هو يهوه، الله، الاله المتجسد، الله الظاهر فى الجسد، لما احتملوا
الآلام لاجل أسمه وطافوا العالم كله يدعون للإيمان بأسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا
والحياة بأسمه، من يؤمن به ينال حياة أبدية ومن لا يؤمن به يمكث عليه غضب الله
“الذى يؤمن بالأبن له حياة والذى لا يؤمن بالأبن لن يرى حياة بل يمكث عليه
غضب الله”(97).

9- على اسم يسوع رجاء الأمم

وكما قيل عن يهوه أن
اسمه رجاء الأمم قيل عن يسوع أيضاً أن على اسمه رجاء الأمم: “فعلم يسوع
وانصرف من هناك. وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً. وأوصاهم أن لا يظهروه. لكى يتم
ما قيل بأشعياء النبى القائل: هوذا فتاى الذى اخترته. حبيبى الذى سرت به نفسى. أضع
روحى عليه فيخبر الأمم بالحق… وعلى اسمه يكون رجاء الأمم”(98).

10- بالإيمان بأسمه تغفر الخطايا

 C يقول الكتاب “له يشهد جميع الأنبياء أن كل
من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا”(99).

 C “أكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غفرت
لكم خطاياكم لأجل اسمه”(100).

 C ولما وعظ بطرس الرسول أول عظة له بعد حلول الروح
القدس سأل الكثيرون من الذين نخسوا فى قلوبهم الرسل “ماذا نصنع” فقال
لهم القديس بطرس
:

توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح
لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس”(101).

11- وبأسم يسوع تجرى قوات وعجائب وتخرج الشياطين

عندما أرسل السيد
المسيح تلاميذه للبشارة به قال لهم معطياً سلطانه لهم
:

 C “اشفوا مرضى. طهروا برصاً. أقيموا موتى.
أخرجوا شياطين”(102).

وكذلك لما عين سبعين
رسولاً وأرسلهم أمامه خاطبهم قائلاً
:

 C “وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم.. أشفوا
المرضى الذين فيها”(103).

 C “فرجع السبعو بفرح وقالوا له يا رب حتى
الشياطين تخضع لنا بأسمك”(104).

وقبل صعوده مباشرة قال
لتلاميذه ورسله
:

C “وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين
بأسمى ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيات وأن شربوا سماً مميتاً لا يضرهم ويضعون
أيديهم على المرضى فيبرأون”(105).

حتى الذين ليسوا من
أتباعه كانوا يخرجون الشياطين بأسمه، قال له يوحنا
:

C “يا معلم رأينا واحداً يخرج شياطين بأسمك فمنعناه
لأنه ليس يتبعنا. فقال يسوع لا تمنعوه لأنه ليس أحد يصنع قوة بأسمى ويستطيع سريعاً
أن يقول شراً”(106).

وهكذا خرج الرسل مزودين
بالسلطان الذى أعطاه لهم يسوع المسيح يصنعون قوات وعجائب ومعجزات بأسمه فشفى بطرس
ويوحنا أعرج من بطن أمه قائلين
:

 C “بأسم يسوع المسيح الناصرى قم
وأمشى”(107).

ولما سألهما رؤساء
الكهنة “بأية قوة وبأى اسم صنعتما أنتما هذا؟”(108) قال لهم بطرس
:

 C “أنه بأسم يسوع المسيح الناصرى… وقف هذا
أمامكم صحيحاً”(109).

وهكذا أيضاً أخرج
القديس بولس الروح النجس من العرافة قائلاً
:

 C “أنا آمرك بأسم يسوع المسيح أن تخرد منها
فخرج فى تلك الساعة”(110).

12- الصلاة والطلبة بأسم يسوع

الصلاة والطلبة لا تقدم
إلا إلى الله وحده، والرب يسوع المسيح يطلب أن نصلى إليه قائلاً
:

C “لأنه حيثما أجتمع اثنان أو ثلاثة بأسمى فهناك
أكون فى وسطهم”(111).

C “ومهما سألتم بأسمى فذلك أفعله ليتمجد الآب
بالابن. أن سألتم شيئاً بأسمى فأنى أفعله”(112).

C “وفى ذلك اليوم تطلبون بأسمى”(113).

13- عدم التجديف على اسمه

حذر العهد القديم من
التجديف على “اسم يهوه” ويحذر العهد الجديد من التجديف على أسم يسوع
:

C قال القديس يعقوب الرسول بالوحى عن الأشرار:
“أما هم يجدفون على الاسم الحسن الذى دعى به عليكم
“.

C وقال القديس بولس بالوحى: “وليتجنب الأثم
كل من يسمى اسم المسيح
“.

وهذا كله يدل على أن كل
ما يقدم وينسب إلى يهوه يقدم وينسب إلى يسوع، لأن يهوه هو يسوع، ويسوع هو يهوه
.

 

 

(1) لو 31: 1.

(2) متى23: 1.

(3) أما المسيح وابن الله وابن الانسان… الخ فهى ألقاب تعبر عن
وظائفه المختلفة بعد التجسد، كما تعبر عن صفاته الالهية والناسوتية.

(4) لو 21: 2.

(5) ويشع بن نون فهو “يهوشع” فى أسفار الخروج والعدد
والتثنية والقضاه وفى 1 مل 34: 16، 1 أخ 27: 7 وفى يشوع بن سيراخ 1: 46، كما يدعى
يشوع بن يو صادق – الذى عاد مع زروبابل من السبى – دائماً “يهوشع” فى
سفرى حجى وزكريا، ولكن يدعى “يشوع” فى عزرا ونحميا. وأنظر أيضاً
Kittle Theo. Dic. NT Vol. 3: 284

(6) Ibid Vol. 5:
72

(7) All D. N. P.
174

(8) Kittel Vol. 3:
281

(9) كان اسم يشوع بن نون فى الاصل “هوشع” فتحول بواسطة
موسى إلى “يهوشع” عدد 16: 13 “يهوشع بن نون” 1 أخ 27: 7 فقد
خلص الله شعبه من أعدائهم على يد يشوع بن نون وقد كان فى ذلك رمزاً للمسيح الذى
خلص العالم كله من الخطية.

(10) وهما لا يختلفان كثيراً عن ايسوس.

(11) أنظر 1 صم 14: 6 و 18، حجى 1: 1و 12 و 14و 2: 2 و 4 زك 1: 3و
3و6و8ز9.

(12) Kittel Theo. Dic.
Vol. 5: 285

(13) فى ما قبل السبى أنظر لو 29: 3 وفى العهد الجديد أنظر متى 16:
27 وكذلك دعى بار يشوع أع 6: 13 ودعى الساحر والنبى الكتاب اليهودى “باريشوع”
Bar Isous وكذلك “يسوع الملقب يسطس” مساعد بولس كو 11: 4 Kittel 5: 285

(14) يو 58: 8.

(15) أع 12: 4.

(16) أش 3: 40-5.

(17) مر 3: 1 ولو 4: 3.

(18) يو 14: 1.

(19) فى 10: 2و11.

(20) أف 21: 1.

(21) تى 13: 2.

(22) 1 يو 20: 5.

(23) رؤ 8: 1.

(24) رو 5: 9.

(25) أش 18: 45-23.

(26) تك 26: 4.

(27) تك 8: 12و 4: 13و 25: 26.

(28) خر 5: 34.

(29) تث 5: 18.

(30) تث 10: 28.

(31) يؤئيل 32: 2.

(32) عب 4: 1و6.

(33) عب 7: 1و8.

(34) 2 كو 9: 8.

(35) 2 تس 12: 1.

(36) أع 10: 19.

(37) فى 6: 2-11.

(38) يو 25: 11.

(39) يو 16: 14.

(40) يو 36: 3.

(42) رو 9: 10 – 13.

(43) يو 11: 2.

(44) يو 23: 2.

(45) يو 39: 4

(46) يو 31: 7

(47) أع 42: 9

(48) رو 33: 9

(49) أع 43: 10

(50) أع 31: 16

(51) عد 6: 16

(52) أع 12: 4

(53) أع 36: 10

(54) رؤ 12: 10

(55) رؤ 16: 19

(56) 1 كو 6: 8

(57) 1 يو 20: 5

(58) يؤئيل 32: 2

(59) أع 17: 2-21 ورؤ 13: 10

(60) أع 16: 22

(61) أع 15: 9و16

(62) 1 كو 2: 1

(63) أع 26: 11

(64) لو 27: 24

(65) أع 43: 10

(66) يو 31: 20

(67) 1 يو 13: 5

(68) 3 يو 7

(69) متى 16: 28-18

(70) رؤ 20: 15

(71) رؤ 16: 22

(72) متى 16: 28

(73) أع 8: 1

(74) أف 10: 4و11

(75) أف 5: 3و6

(76) حز 12: 4

(77) لو 1: 21

(78) أر 4: 2

(79) كو 16: 3و17

(80) 5 متى 24: 7

(81) يو 37: 18

(82) متى 15: 11 أنظر مر 9: 4 ولو 35: 14

(83) أش 6: 61

(84) أش 6: 56

(85) كو 24: 3

(86) مر 28: 10-30

(87) متى 22: 10

(88) متى 9: 24

(89) لو 12: 21

(90) أع 28: 5

(91) أع 41: 5

(92) أع 46: 15

(93) أع 12: 21

(94) رو 35: 8،39.

(95) رؤ 9: 2.

(96) رؤ 13: 2.

(97) يو 36: 3.

(98) متى 17: 12-21

(99) أع 43: 10.

(100) 1 يو 12: 2.

(101) أع 37: 2و38.

(102) متى 8: 10.

(103) لو 8: 10و9.

(104) لو 17: 10.

(105) مر 17: 16و18.

(106) مر 38: 9و39.

(107) أع 6: 3.

(108) أع 7: 4.

(109) أع 10: 4.

(110) أع 8: 16.

(111) متى 20: 18.

(112) يو 12: 14و13.

(113) يو 26: 16.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى