علم المسيح

من أقوال الأنبياء



من أقوال الأنبياء

من
أقوال الأنبياء

إذا
كانت أقوال انبياء العهد القديم قد تحدثت بصراحة ووضوح عن ألوهية السيد المسيح0
وقد تناولت ضمناً قدرته الإلهية في مختلف المجالات مثل الخلق والتجسد والخلاص
والفداء والقيامة. والسيطرة علي الطبيعة واقامة الموتي وشفاء المرضي وغير ذلك، إلا
أنها كثيراً ماتكلمت عن قدرته علي كل شئ. ونكتفي في هذا المجال بذكر بعض الآيات
كأمثلة لذلك0

*
(من هو ملك المجد. الرب القدير الجبار.. رب الجنود هو ملك المجد) (مز
42: 8- 10)… ومن
قدرته أنه (يملك من البحر إلي البحر، ومن النهر إلي أقاصي الأرض. أمامه تجثو كل
البرية، وأعداؤه يلحسون التراب. ويسجد له كل الملوك. كل الأمم تتعبد له. ويكون
أسمه إلي الدهر، وتمتلئ الأرض كلها من مجده) (مز
72)…. هو
(الذي صعد إلي العلاء (وسبي سبياً) (مز
68: 18)….(الشعوب
تحته يسقطون، وكرسيه إلي دهر الدهور (مز
45، عب1)…
(الرياسة علي كتفه، ويدعي اسمه عجيباً مشيراً، إلها قديراً) (أش7: 6)… (هوذا
السيد الرب بقوة يأتي، وذراعه تحكم له.. من كال بكفه المياه، وقاس السموات
بالشبر.. ووزن الجبال بالقبان، والآكام بالميزان.. هوذا الآمم كنقطة من دلو
أمامه.. كل الأمم كلا شئ أمامه.. الجالس علي كرة الأرض.. يعطي المعي قدرة، ولعديم
القوة يكثر شدة) (أش
40)…

*
وقد قال سفر أشعياء (هل قصرت يدي عن الفداء…هوذا بزجرتي أنشق البحر. أجعل
الأنهار قفراً…ألبس السموات ظلاماً، وأجعل المسح غطاءها…بذلت ظهري للضاربين،
وخدي للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق) (أش
50: 2- 6)…
وقال عنه دانيال النبي إنه (أعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً، لتتعبد له كل الشعوب
والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي مالن يزول، وملكوته مالن ينقرض) (دا7:
13)… وقال
عنه حبقوق النبي (الله جاء من تيمان، والقدوس من جبل فاران. جلاله غطي السموات،
والأرض امتلات من تسبيحه. وكان لمعان كالنور، له من يده شعاع، وهناك استتار قدرته…)
(حب3: 3- 6).

*
وعن قدرته المعجزية قال أشعياء (قولوا لخائفي الرب: تشددوا، هوذا إلهكم يأتي
ويخلصكم. حينئذ تنفتح عيون العمي وآذان الصم، ويقفز الأعرج كالأيل، ويترنم لسان
الأخرس) (أش
35).

 

من
أقوال الرسل

حفل
العهد الجديد بالكثير من الآيات وأقوال الرسل القديسين، الدالة علي قدرة السيد
المسيح علي كل شئ، نذكر من بينها ماقاله يوحنا الرسول صراحة في سفر الرؤيا: (هوذا
الرب يأتي علي السحاب، وسنتظره كل عين..نعم امين، أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية،
يقول الرب الكائن والذي كان، الذي يأتي، القادر علي كل شئ) (4: 8).

(وسمعت
صوت ملائكة كثيرين حول العرش، قائلين بصوت عظيم: مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ
القدرة والغني والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة…) (رؤ 5). وفي الانجيل
(كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان) (يو1: 3).

*
والقديس بولس الرسول يقول عنه (الذي به أيضاً عمل العالمين، الذي وهو بهاء مجده،
ورسم جوهر، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته00) (عب 1: 1- 4)… (سيغير جسد تواضعنا،
ليكون علي صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شئ) (في 3:
20، 21). كما
يتحدث أيضاً عن (مجد قوته) (2تس 1: 8).

*
والقديس بطرس الرسول يقول (قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوي) (1
بط 201). ويقول عنه يهوذا الرسول (الاله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة
والقدرة والسلطان، الآن والي كل الدهور آمين) (يه
24).

 

شهادة
السيد المسيح عن نفسه

(دفع
الي كل سلطان في السماء وعلي الأرض) (متي
28: 18)… (من
الآن تبصرون ابن الانسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً علي سحاب السماء) (متي
26: 64).

*
وتحدث السيد المسيح عن قدرته علي اقامة الموتي وأنه يحيي من يشاء) (يو 5:
21)، وأن كل
الدينونة قد أعطيت للابن) (يو 5: 22)، وأن له السلطان علي الأرض أن يغفر الخطايا،
(مر 2:
10). كذلك
قدرته في أعمال الشفاء وعمل المعجزات (العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون،
والصم يسمعون، والموتي يقومون00) (مت 11: 4- 6).

*
ولذلك تعتبر اعماله المعجزية سبباً قوياً دافعاً للأيمان: (لو لم أكن قد عملت
بينهم أعمالاً لم يعملها أحد غيري، لم تكن لهم خطية00وأما الآن فليس لهم عذر في
خطيتهم) (يو
15: 22، 24).(صدقوني
أني في الآب،والآب فيّ وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها) (يو
14: 11).

 

أعمال
السيد المسيح تثبت قدرته علي كل شيء

أما
أعمال الرب يسوع المسيح ومعجزاته الإلهية التي قال عنها البشير يوحنا في انجيله
إنها (إن كتبت واحدة واحده، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة) (يو
20: 30، 21: 25)، فهي خير
مؤيد لأقوال الأنبياء والرسل وهي تعتبر أقوي برهان علي قدرة السيد المسيح علي كل
شئ.

 

هل
السيد المسيح هو الخالق؟

المحاور:
اعتقد انك لن تتجاسر وتقول ان السيد المسيح هو الخالق. إلست معي في ذلك؟

التعليق:
بل اطالبك بأن تسحب كلمتك هذه فهو فعلاً الخالق لكل شئ في الوجود

المحاور:
هل تدرك معني كلمه الخلق؟

التعليق:
الخلق هو إيجاد شئ لم يكن موجوداً، وتكوين لغير كائن، وإبداع من العدم. وهو من
أبرز الأعمال الإلهية التي يتميز بها الله وينفرد بها، بلا شريك ولامزاحم. لذلك
يكني عنه (بالخالق)، دون ظهور اسمه صراحة.

و
الله وحده هو الخالق لجميع الكائنات بلا استثناء، ويعتبر نسبة الخلق لإنسان، نوعاً
من الكفر والإلحاد والإشرك بالله، وهذا أمر ترفضه المسيحية ويحاربه كل من التوارة
والإنجيل.

ومن
الناحية العلمية، المعروف أن العلماء لا يخلقون، ولكنهم يكتشفون أشياء جديدة كانت
موجودة ومجهولة، أو يبتكرون نظرية أو يخترعون جهازاً أو تركيباً معيناً بصورة
جديدة، ولكن من مواد موجودة يشكلونها ويطورنها حسب أفكارهم. وإنما لا يستطيعون خلق
مادة من العدم.

وهذا
أمر مسلم به عملياً أيضاً، أن الإنسان لايستطيع أن يخلق شعرة واحدة بيضاء أو سوداء
من لاشئ. وقد عبر السيد المسيح عن ذلك بقوله: (ولاتحلف براسك لأنك لاتقدر أن تصنع
شعرة واحدة بيضاء أو سوداء) (متي 5:
36).

المحاور:
معني هذا ان الخلق هو الفيصل بين الاله الحقيقي والالهه الباطله.

التعليق:
نعم وقد وبخ الله قديماً اليهود الذين تأثروا بالأفكار والعادات والعبادات الوثنية
فقال: (أرفعوا إلي العلاء عيونكم وأنظروا من خلق هذه00أما عرفت أم لم تسمع، إله
الدهر الرب خالق أطراف الأرض00الخ) (أشعياء
40: 2130).

بينما
قال عن صانعي تماثيل وأصنام الآلهة الوثنية (قطع لنفسه أرزا، وأخذ سنديانا وبلوطا…يصنع
إلهاً فيسجد له. قد صنعه صنما وخر له…يخر ويسجد ويصلي إليه ويقول نجني لأنك أنت
إلهي! لا يعرفون ولا يفهمون لأنه قد طمست عيونهم عن الأبصار وقلوبهم من التعقل)
(أش 44: 9-
20).

وفي
هذا المعني يقول داود النبي (لماذا يقول الأمم أين هو الههم ان الهنا في السماء
كلما شاء صنع) (مز 115: 2- 8) وقانون الايمان المسيحي يقرر ان السيد المسيح غير
مخلوق لانه هو الخالق0

 أن
قانون الايمان الأثوذكسي- النيقوي- والذي تؤمن به المسيحية بجميع طوائفها ومذاهبها
ومللها، يقرر بأن السيد المسيح غير مخلوق وأنه هو خالق الجميع. فهو يبدأ هكذا
(بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء والأرض مايري ومالايري.
نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من
نور، اله حق من إله حق. مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر الذي به كل شئ الخ00

المحاور:
ومن اين استقي هذا القانون النيقاوي بنوده؟

التعليق:
من الكتاب المقدس بعهديه كما سأوضح لك هناك نبوات العهد القديم تنسب الخلق لأقنوم
الابن) السيد المسيح): وفي أمثال سليمان يقول عن السيد المسيح – ممثلاً في
(الحكمة)00كما في إنجيل يوحنا ممثلاً في (الكلمة)- (منذ الأزل مسحت منذ البدء).
لما ثبت السموات، كنت هناك أنا، لما رسم دائرة علي وجه الغمر، لما أثبت السحب من
فوق، لما تشددت ينابيع الغمر، لما وضع للبحر حده فلا تتعدي المياه تجمعه، لما رسم
أسس الأرض، كنت عنده صانعاً) (أم 8:
2331).

كما
أن العهد الجديد يشهد للسيد المسيح انه الخالق ومن أمثله ذلك قولاً وفعلاً الآتي:
استهل انجيل يوحنا كلامه عن السيد المسيح بالقول: (في البدء كان الكلمة00كل شئ به
كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان) (يو 1: 1، 3).

وتقول
الرسالة إلي أفسس (لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق
الله فاعدها لكي نسلك فيها) (أف 2:
10).

(الذي
لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا، الذي هو صورة الله غير المنظورة، بكر كل
خليقة. فانه فيه خلق الكل، ما في السموات وما علي الأرض ما يري، مالا يري سواء كان
عروشا أم سيادات أم رياسات إم سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شئ وفيه
يقوم الكل) (كو 1:
1417).

(الله
بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً00كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي
جعله وارثا لكل شئ الذي به أيضاً عمل العالمين، الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره
وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ماصنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين
العظمة في الأعالي) (عبرانين 1)…(شاء فولدنا بكلمة الحق لكي تكون باكورة من
خلائقه) (يع 1:
18).

والسيد
المسيح في خلاصه يخلق الانسان الخاطئ الذي يؤمن به، خليقة جديدة، فيبرره ويطهره
ويحرره ويقدسه، ويغير حياته وأفكاره وأقواله وأعماله وعاداته وآماله وأهدافه.
وبذلك يجعله مستحقاً للوصف بأنه (انسان الله) (2تي 3:
17) أو
(المخلوق بحسب الله) (أف 4:
23) وفي هذا المعني يقول: (إن كان أحد في
المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً) (2 كو
5:
17).

(لكل
واحد منها ستة أجنحة حولها ومن داخل مملوءة عيوناً، ولاتزال نهاراً وليلاً قائلة
قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر علي كل شئ الذي كان والكائن والذي يأتي…أنت
مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي
بإرادتك كائنة وخلقت) (رؤيا 4: 8- 13).

وفي
معجزة إشباع الجموع الذين كان عددهم نحو خمسة آلاف رجل عدا النساء والأطفال من خمس
خبزات وسمكتين(1) ظهرت قدرة الرب يسوع الخلاقة، إذ تضمنت بركته عمليات متكررة من
خلق ألوف الأرغفة والأسماك (مت
14: 1421، مت 15: 3238، لو 9: 11-
18، يو 6: 1- 15).

 

صاحب
السلطان علي الارقام

في
هذه المعجزة نقف أمام الأرقام فنجد أكثر من خمسة الآف نسمة،ونجد خمسة أرغفه
وسمكتين أي مايشبع غلاماً واحداً وأذا فكرنا ماهي الكمية التي تشبع العدد الذي
أمامنا فأننا نحتاج الي عملية حسابية دقيقة بالارقام ولكن لأن الله له سلطان علي
الارقام، فهو خالق الاعداد والارقام، يستطيع ان يجعل 5 + 2 = مايحتاجه خمسة الاف و
نساء وأطفال ذلك لأنه الله، فالمسيح عندما يكثر (5 + 2) الي أكثر مما يحتاجه خمسة
آلاف وأكثر أنما يثبت لنا أن له سلطاناً علي الارقام، وبذلك يعلن أنه الله

 معجزة
شفاء المولود اعمي. هذه المعجزه تتحدي العلم والعلماء وكافه العصريين المتبجحين
لأنها معجزة خلق واضحه وليس في مقدور البشر أن يأتوا بمثلها. فعندما سأل التلاميذ
السيد المسيح عن سبب مولد هذا الأعمي هكذا قال لهم (لتظهر اعمال الله). ان هذه
الكلمات تؤكد لنا لاهوته إذا الواقع أنه قد أظهر (أعمال الله) في ذلك الأعمي
بإعادة البصر اليه، حيث خلق له من الطين عينين جديدتين.

وتابع
القديس يوحنا الرسول سرد تفاصيل المعجزة بالكلمات: (قال هذا وتفل علي الأرض وصنع
من التفل طيناً وطلي بالطين عيني الأعمي). ولو أن هناك انساناً بصيراً طليت عينيه
بالطين لكان معرضاً أن يصاب بالعمي، ولكن السيد المسيح طلي بالطين عيني الأعمي،
ومن ذلك الطين عمل للأعمي عينين جديدتين، أليس هو الذي خلق آدم من تراب ونفخ في
أنفه نسمة حياة فصار نفساً حية؟

(كل
شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان) (يو 1: 3) ولقد أمر السيد المسيح ذلك الأعمي
قائلاً: (أذهب اغتسل في بركة سلوام) ليرينا قيمة الطاعة كدليل علي صدق الإيمان
(فمضي واغتسل وأتي بصيراً) (يو 9: 7)

ولما
حاول الفريسيون أن يسلبوا من هذا الرجل إيمانه بمن أعاد له نور بصره قالوا له:
(أعط مجداً لله. نحن نعلم أن هذا الانسان خاطئ. فأجاب ذاك وقال: أخاطئ هو. لست
أعلم. إنما أعلم شيئاً واحداً إني كنت أعمي والآن أبصر00 فأخرجوه خارجاً). ولما
أخرجوه خارجاً00لم يتركه يسوع وحده.

(فسمع
يسوع أنهم أخرجوه خارجاً فوجده وقال له أتؤمن بإبن الله؟ أجاب ذاك وقال من هو
ياسيد لأومن به؟ فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو) (يو 9:
3537) وهكذا
أعلن الرب حقيقة شخصه لذلك الرجل، الذي أعاد له بقدرة لاهوته نور عينيه.

المحاور:
جاء في الانجيل ان الاعمي الذي شفاه السيد المسيح لم يري الأشياء بوضوح دفعة
واحدة، بل تحسن بصره تدريجياً، وهذا يعني ان السيد المسيح قد أخفق في عمل هذه
المعجزة وهذا يتنافي مع كونه الله. فالله يقول للشيء كن فيكون؟

التعليق:
جاء في أنجيل معلمنا القديس مرقس الرسول (فأخذ بيد الأعمي وأخرجه الي خارج القرية
وتفل في عينيه، ووضع يديه عليه وسأله هل أبصر شيئاً فتطلع وقال أبصر الناس كأشجار
يمشون ثم وضع يديه ايضاً علي عينه وجعله يتطلع فعاد صحيحاً وأبصر كل شيء جلياً)
(مر 8: 23 25) ومن العجيب ان يكون التصور بهذا الأسلوب، فلو علمنا ان سبب ماحدث
يرجع الي ضعف ايمان الرجل المريض وليس قوة السيد المسيح الشافية لأندهشنا وزال
الشك والريب من القلوب، لأن الشفاء لا يسبق الايمان، بل يسير معه ويكمل مع كماله0

معجزة
تحويل الماء إلي خمر: في عرس قانا الجليل نجد السيد المسيح يحول الماء إلي خمر
ومعروف من الناحية العلمية أن تركيب الماء من أيدروجين وأكسجين. بينما تركيب
الكحول علمياً من كربون وأيدروجين وأكسجين. تركيباً يخالف تركيب الماء تماماً وهذا
دليل علي الخلق أيضاً… أن السيد المسيح خلق مادة جديدة فهو الخالق وحيث أن الخلق
صفة مطلقة لله وحده. اذن السيد المسيح هو الله.

 

صاحب
السلطان علي الزمن

في
هذه المعجزة يعلن السيد المسيح سلطانه علي الزمن، فنحن نعلم من القوانين الزراعية
أن الماء (ماء الأمطار والأنهار) لكي يصبح خمراً في يوم من الايام لابد ان يمر من
خلال زراعة شتلات العنب في مراحل نموها المختلفة حتي يصير عنباً ثم يعطي عصيراً
يخمر ليصبح خمراً وهذه العملية تحتاج الي شهور وربما سنوات الأمر الذي فعله السيد
المسيح في لحظة من الزمان في عرس قانا الجليل فهو صاحب السلطان الذي يستطيع ان
يختصر الزمن من سنوات الي لحظات0 فهو لا يحد سلطانه بزمن او بقوانين، ومن هو الذي
له سلطان علي الزمن غير الله؟ إذا فالمسيح هو الله0

 

هل
السيد المسيح يخلق بسلطانه أم بأذن الله؟

المحاور:
مما سبق أقول لك لامانع عندي من الاتفاق معك بأن السيد المسيح هو الخالق. ولكنه
يخلق كل ما يخلقه لا من ذاته بل بأذن الله.

التعليق:
ان الخلق وكل ماعمله السيد المسيح ويعمله وسيعمله من أعمال الهيه انما هو بسلطانه
الذاتي. وحين نقول: (أعمال السيد المسيح الإلهية)، فإننا نعني أعمال الله التي
عملها السيد المسيح والتي يستحيل علي البشر عملها، لأنها من خصوصيات الله، ولايجوز
نسبتها لغير الله، أو التنازل عنها من الله لمخلوق كائن من كان. ويقتضي المنطق
السليم لدي الإنسان المستقيم، ضرورة التسليم بأن صاحب هذه الأعمال هو الله وحده
بلا شريك.

فاذا
ثبت ان السيد المسيح قام بهذه الأعمال الالهيه، لتحتم الاعتراف في الحال وبلا ادني
شك أو تردد، بان السيد المسيح هو الله.

وقبل
أن نستعرض أعمال السيد المسيح الإلهية، نحب أن نوجه النظر إلي حقيقة تمهيدية هامة،
وهي:

ان
جميع الأعمال الالهية التي فعلها السيد المسيح، قد قام بها بسلطانه الذاتي،
وبارادته الشخصية. ولا عجب في ذلك فإن قوه السيد المسيح وإرادته هما بذاتهما قوة
الآب وإرادته، لأنه (هو والآب واحد) (يو
10: 30). فمن
المعروف أن جميع الأنبياء، الذين صنعوا عجائب ومعجزات خارقة للطبيعة، قد استعانوا
بقوة الله وبإسمه وباذنه أو بسماح منه. وكذلك الأنبياء الذين تنبأوا بحدوث أمور
مستقبله، كانوا يذكرون أنهم يتكلمون باسم الرب، أو أن الله قد أعلن لهم ذلك.
وكانوا دائماً يستهلون أقوالهم بعبارة (هكذا قال الرب).

أما
السيد المسيح فلم يكن كذلك، فهو لم يستعن بقوة خارجية عنه، ولم يعمل شيئاً باسم أو
اذن من أحد. ولم يقل أبداً (هكذا قال الرب، ولكنه قال (الحق أقول لكم)، وقال
أيضاً: (وأما أنا فاقول لكم).

المحاور:
هل تقصد ان السيد المسيح لم يقل قبل عمل معجزاته (بأذن الله)

التعليق:
نعم…السيد المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يقل أبداً (بإذن الله):

لقد
علمنا الكتاب المقدس أن نقول عبارات (إن شاء الرب وعشنا) أو (إن شاء الله) أو
(بإذن الله) (يع 4:
15). وقال الرسول بولس لأهل أفسس (ينبغي أن أعمل
العيد القادم في أورشليم، ولكن سأرجع إليكم أيضاً إن شاء الله) (أع
18: 21).

وبذلك
يتعين علي الانسان القصير العمر، الذي لا يعرف المستقبل، ان يقدم مشيئه الله قبل
الشروع في اي عمل، وبخاصة اذا كان يتعلق بالمستقبل الذي يدخل في علم الله.

أما
السيد المسيح فهو الشخص الوحيد الذي لم يقل مطلقاً في حياته عبارة (بإذن الله) أو
(إن شاء الله) وما إليها، وذلك لأنه هو الله نفسه،الذي يفعل بسلطانه وعلمه الكامل
وإرادته مايشاء.

إن
الأعمال الإلهية والمعجزات التي صنعها السيد المسيح تعد بالألوف، وماكتب منها أقل
بكثير مما لم يكتب (يو
20: 30، 21: 25) وفي جميع
هذه الأعمال المعجزية لم يقل هو ولا أحد من الرسل عنه إنه صنعها بإذن الله. ولكنه
كان يفعلها بسلطانه الذاتي. ومن قبيل ذلك نسوق الأمثلة العشرة الآتية:

1-
أمر السيد المسيح الشاب الميت ابن أرملة نايين في نعشه قائلاً: (ايها الشاب لك
أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم) (لوقا 7:
14).

2-
وقال له المجد لإبنة الرئيس يايرس الميتة وهي في فراشها: (ياصبية قومي. فرجعت
روحها وقامت في الحال) (لو 8:
54).

3-
وقبل أن يقيم السيد المسيح لعازر الذي مات، ودفن أربعة أيام في القبر، قال مقدماً
لمرثا أخته (سيقوم أخوك00أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا)
(يوحنا 11: 31، 52).

4-
أنتهر السيد المسيح البحر المضطرب والريح العاصفة بقوله للبحر: (اسكت ابكم، فسكنت
الريح وصار هدوء عظيم) (مرقس 4:
39).

5-
سجد له الأبرص قائلاً: (ياسيد إن أرددت تقدر أن تطهرني، فمد يسوع يده ولمسه
قائلاً: (اريد فاطهر. وللوقت طهر من برصه) (متي 8: 2، 3).

6-
أمر السيد المسيح صاحب اليد اليابسة بأن يمدها، فصارت صحيحة كالأخري (متي
12: 13). كما أمر
المفلوج الذي له 83 سنة مشلولاً قائلاً: (قم أحمل سريرك وامش. فحالاً برأ وحمل
سريره ومشي، (يوحنا 5: 8).

7-
انتهر السيد المسيح الشيطان في مجنون كورة الجدريين وأمره بالخروج من المريض، فخرج
بعد أن توسل للسيد المسيح بأن لايعذبه ويرسله للهاوية، وأن يأذن له بالدخول في
الخنازير (لو 8:
2736).

8-
خلق السيد المسيح للمولود اعمي عينين جديدتين، كما خلق من الخمس أرغفة والسمكتين
الألوف من الأرغفة والأسماك دون أن يقول (باذن الله) (يو 8، متي
14، 15).

9-
غفر السيد المسيح خطايا البشر، بل وأعطي سلطان الغفران لتلاميذه (مرقس 2:
10، يوحنا 20: 23).

10– تنبأ
السيد المسيح عن خراب أورشليم والهيكل وكورزين وكفر ناحوم، وعن علامات نهاية
العالم، وعن أنكار بطرس، وخيانة يهوذا وغير ذلك. ولم يقل (هكذا قال الرب) مثل سائر
الأنبياء. وعلم تعاليم جديدة قائلاً (سمعتم أنه قيل للقدماء. وأما أنا فاقول لكم
(مت 11:
2024،، يو 13: 21، 38، مت 5: 21، 27، 31، 38، 43).

هذه
بعض الامثلة لاعمال الهية عملها السيد المسيح- كالخلق والغفران والشفاء واخراج
الشياطين واقامة الموتي والتحكم في البحر والريح ونواميس الطبيعة.

 

نعم….
ولا

فإذا
قيل لنا إنه عملها (بإذن الله وقوته)، قلنا كلا بمعني، ونعم بمعني آخر.. كلا لأنه
ليس كالبشر (الانبياء) الذين أتوا بعض المعجزات باذن الله وقوته الخارجة عنهم.
ونعم لأنه هو الله صاحب القوة والأمر. ومن هذه الامثلة السابقة، تبين ان السيد
المسيح اجري هذه الاعمال الألهية، بسلطانه الذاتي وباذنه الخاص وبقوته الالهية
الشخصية.

وهذا
واضح ليس فقط من تصريحاته بأنه هو الله وأنه هو والآب واحد، ولكن أيضاً من صيغة
الأمر المشمول بالنفاذ المعجل الفوري، دون استعمال عبارات باذن الله وأمثالها التي
يستعملها البشر، وإلا تخلت عنهم قوة الله.

ولطالما
نادي السيد المسيح (صدقوني لسبب الاعمال نفسها) (يو
14: 11) وأعلن
أن الناس ليس لهم عذر في عدم إيمانهم، بعد أن عمل بينهم أعمالاً- إلهية- لم يعملها
أحد غيره (يو
15: 24) وانه مهما
عمل الآب، فهذا يعمله الأبن كذلك. وكما ان الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن
أيضاً يحيي من يشاء00والآب لايدين أحداً ولكن الدينونة للابن فالسيد المسيح هو
الذي يدين00لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب (يو 5:
1923) وقال
(الذي رآني فقد رأي الآب) (يو
14: 9)، (أنا والآب واحد) (يو 10: 30).

المحاور:
هل تقصد بذلك ان الله يتنازل عن اعماله الالهيه لمخلوق؟

التعليق:
من الحقائق الهامه والتمهيديه ان الله لايمكن بحال من الاحوال ان يتنازل عن مجده
وصفاته وأعماله لآخر. فلا يعقل مطلقاً أن يشرك الله معه مخلوقاً- انساناً أو
ملاكاً- ليخلق مثله أو يدين البشر في يوم القيامه أو يتولي الوحي أو يتحكم في
الكون أو يعتني بالخليقه ويرعاها أو يشفي أو يخلص. ويحي ويقيم ويريح ويعزي ويستجيب
الصلاة والدعاء، ويكون له حق ادخال الفردوس، ومنح الحياة الأبدية لمن يشاء.

إذ
لو تنازل الله عن أعمال الإلهية لإنسان، فإنه يكون بذلك قد تخلي عن الوهيته وعن
أكبر وأعظم مميزات هذه الالوهية. وفي نفس الوقت يكون قد ساهم في تأليه ذلك الإنسان
أو النبي. وهذا محال لأنه يتنافي مع طبيعة الله، ويتعارض مع أقواله وتعاليمه، بل
ومع العقل والمنطق السليم.

المحاور:
هل تقصد أن هناك فروق بين معجزات الأنبياء وأعمال السيد المسيح علي حسب قولك؟

التعليق:
يغيب عن البال الفرق بين العجائب التي نسبت- تجاوزاً- لبعض الأنبياء مثل موسي أو
إيليا أو اليشع، وبين الأعمال الإلهية التي عملها السيد المسيح. فالعجائب التي
صنعها الأنبياء من أجل دعوة الناس للإيمان بالله وتصديق رسالة النبي، كان صانعها
هو الله، وتمت بتوسلات الأنبياء كصلوات موسي من أجل الضربات العشر، وصلوات ايليا
من اجل نزول نار من السماء، أو منع المطر أو اقامه ابن الأرملة…الخ ولكن لاموسي
ولاإيليا ولاغيرهما من الأنبياء استطاع أن ينسب هذه العجائب لنفسه، أو يدعي أنها
بقوته الذاتية.

كما
انه لم يحدث ان احداً من هؤلاء الأنبياء أو غيرهم، نسب لنفسه الالوهية والربوبية
والوحدانية مع الآب السماوي مثل السيد المسيح ولم يحدث أن أحد الأنبياء أدعي
القدرة علي الخلق أو الخلاص والفداء والغفران واستجابة الصلاة، أو العناية بالبشر.
ورعايتهم وسداد أعوازهم، أو حق ادخالهم السماء أو أقامة موتي البشرية في اليوم
الأخير، أو منح الحياة الأبدية لمن يؤمنون به، أو حق الدينونة. كما هو الحال
بالنسبة للسيد المسيح، الذي أجري هذه الأعمال الإلهية، ونسبها لنفسه، بقدرتة
وسلطانه وإرادته الذاتية وأمره. بل ان موسي النبي العظيم قد عوقب بالحرمان من
(دخول ارض الموعد لانه لم يمجد الله أمام الشعب، وصنع احدي المعجزات بطريقة تختلف
عما كلفه به الله، إذ ضرب الصخره في المرة الثانية ليخرج ماء للشعب، بينما قال له
الله (كلم الصخرة) فقط فافسد موسي الرمز للسيد المسيح المرموز إليه بالصخرة التي
ضربت مرة واحدة، بمعني أن السيد المسيح صلب مرة واحدة لخلاص العالم.

اذا
سلمنا بان السيد المسيح فعل هذه الاعمال الالهية، لتحتم التسليم بالضرورة بان
السيد المسيح هو الله، ولا نكون بذلك قد الهنا إنساناً- كما يتوهم البعض- بل نكون
قد آمنا بتجسد الله، كما أعلن هو نفسه لنا في كتابه. وليس في ذلك كفر ولا اشراك
ولا استحالة، بل هي أعظم بشري مفرحة ومجيدة، إذ لولاها لما عرفنا الله المعرفة
الحقيقية ولما خلص إنسان.

 

هل
هو مختل العقل؟

المحاور:
سمعت من يقول أن السيد المسيح في ادعائه اللاهوتية انما هو مختل العقل0 أما فيما
غير ذلك فهو عاقل0

التعليق:
سامحك الله وأسمح لي أن أسالك هل هذا قول منطقي؟ فإنه ان كان مختلاً في شيء فلابد
أن يكون مخطئاً في الكل، وأن أخطأ في نقطة فلماذا لايخطيء في الأخري؟! وهنا ينتقي
القول (من منكم يبكتني علي خطية) (يو 8:
64)0 وهل يعقل
ان مدير شركة يعطي عملاً من أعماله لرجل تنتابه لحظات جنون؟ وهل يعقل ان تعلق
حياتنا الأبدية علي شخص ساقط في ضلال أو خداع أو جنون؟!

وبما
أنه غير منطقي ان يكون المسيح مختل العقل أو مجنوناً في ادعائه اللاهوتية، حيث أنه
عاقل في بقية الأمور، فنحن نجزم بغير شك أن يسوع المسيح بالحقيقة لن يكون إلا
الله0

هل
السيد المسيح شخص عبقري ذو شخصية مغناطيسيةجعلته يصنع المعجزات

المحاور:
هناك من يرون ان السيد المسيح كان شخصاً عبقرياً وكان يتميز بشخصية مغناطيسيه وأنه
بالقوة المغناطيسيه التي امتلكها أثر في المرضي بالشلل النفسي فأعاد اليهم الثقه
بأنفسهم وهكذا اعطاهم القدره علي العوده لممارسه حياتهم الطبيعيه من جديد.

التعليق:
ان المعجزات المدونه في الكتاب المقدس وكانت فوق العبقريه كانت فوق القوي
المغناطيسية. كانت فوق القدرة العقلية. كانت فوق الإيحاء وكل أساليب علم النفس في
العلاج.كانت معجزات إلهية في كل ماأحاط بهاوفي كل تفاصيلها.

فقد
أظهر السيد المسيح فيها قدرته علي شفاء المرضي حتي دون أن يري المريض: ذات يوم جاء
يسوع إلي قانا الجليل (وكان خادم للملك ابنه مريض في كفر ناحوم، هذا إذ سمع أن
يسوع قد جاء من اليهودية إلي الجليل انطلق اليه وسأله أن ينزل ويشفي ابنه لأنه كان
مشرفاً علي الموت. فقال له يسوع لاتؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب) (يو 4:
4648)

ويتوسل
الرجل إلي السيد المسيح قائلاً: (ياسيد انزل قبل أن يموت ابني) وعندئذ ينطق السيد
المسيح بعبارة قصيرة تعلن عن لاهوته وقدرته فيقول لخادم الملك (اذهب ابنك حي).

(فآمن
الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع وذهب).ويبدو أن إيمانه كان عظيما لدرجة أنه لم
يسرع إلي بيته في ذلك اليوم، إذ تيقن أن ابنه قد دبت فيه الصحة من جديد، وأنه
لاداعي للاسراع لرؤيته، ولذا قضي يوماً في قانا الجليل لعله قضاه في زيارة
أصدقائه. وفيما هو نازل أستقبله عبيده وأخبره قائلين أن ابنك حي). (فاستخبرهم عن
الساعة التي فيها أخذ يتعافي فقالوا له أمس في الساعة السابعة تركته الحمي).

(ففهم
الأب أنه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع إن ابنك حي فآمن هو وبيته كله) (يو
4:
5053)

لقد
شفي السيد المسيح ابن خادم الملك بكلمة من فمه، دون ان يصلي السيد المسيح أو يطلب
قوه خارجه عنه. لانه هو الحياه… فيه كانت الحياه (يو 1: 4) وهو واهب الحياه وهذه
هي صفه الله وحده لقد قال السيد المسيح كلمته، ودون أن يري المريض فلم يكن هناك أي
مجال لممارسة قواه المغناطيسية كما تدعي ويدعي العصريون، بل كانت المعجزة دليلاً
ناطقاً علي قدرته الإلهية، ولذا آمن خادم الملك وبيته كله.

 

صاحب
السلطان علي المسافات

لقد
جاء خادم الملك من كفر ناحوم الي قانا الجليل ليقابل السيد المسيح حيث كان السيد
المسيح قد صنع معجزة تحويل الماء الي خمر، والمسافة بين المكانين ليست قليلة فهي
سفر سبت، وقام السيد المسيح بشفاء أبن خادم الملك بكلمة انطلقت عبر المسافات ولم تحد
المسافات والابعاد والبلاد قوة الكلمة التي نتج عنها شفاء المريض، وهذه صفة من
صفات الله صاحب السلطان علي المسافات0 إليس هذا يعني ان السيد المسيح هو الله0

اذا
تأملت معي بصدق في معجزه مثل اشباع الجموع (خمسه الاف نفس ماعدا النساء والأطفال)
من خمسه خبزات وسمكتين وجمع التلاميذ الأتنا عشر الكسر فاذا بهذه الخمسه خبزات
تملأ اثني عشره قفه مملوءه بعد أن شبع الجميع. لو أفرتضنا جدلاً ان كل خبزه تملأ
قفه لحصلنا علي خمسه قفف مملؤه. واذا أفترضنا ان كل سمكه تملأ قفه لحصلنا علي
قفتين أخريين. فمن اين امتلأت القفف الخمس الباقية؟

 ان
هذه المعجزه تدل دلاله لاهوتيه علي أن السيد المسيح له المجد خلق ماده جديده لم
تكن موجوده فاشبع الجموع وامتلات هذه القفف انه الخالق الذي يستطيع ان يخلق. ومن
هنا تري أن هذه المعجزة الهامة يستحيل أن تتم بالقوة المغناطيسية فهل شبعت الجموع
بالقوة المغناطيسية وهل نتج عنها هذا الكم من القفف المملؤة؟ لا داعي للمغالطة!!

المحاور:
ولكن كيف سار وراء السيد المسيح هذا العدد الكبير؟ المذكور في المعجزه؟

التعليق:
يقول الوحي الالهي (بعد هذا مضي يسوع الي بحر الجليل وهو بحر طبريه وتبعه جمع كثير
لأنهم ابصروا آياته التي كان يصنعها في المرضي) (يو 6: 1، 2) لقد خرجت الجماهير
وراء السيد المسيح. وحيثما يذهب أو يوجد فهو يجذب الجماهير اليه. ان في السيد
المسيح جاذبيه عجيبه لايستطيع انسان ان يتجاهلها…. الملحدون يعرفون جاذبيته.
المؤمنون يختبرون هذه الجاذبيه. انه لا مفر لك من مواجهه السيد المسيح.

 

معجزة
أم عبقرية؟؟!!

المحاور:
نعود الي معجزه اشباع الجموع مره أخري لأنني احاول ان اعيش معها هل لك ان تحدثني
عنها مره أخري لأنها تظهر عبقريه السيد المسيح.

التعليق:
دعك من الاستخفاف فنحن نتحدث عن لاهوت السيد المسيح ولا نتحدث عن عبقرية إنسان وكل
ماأقوله لك الأن ان رجل القرن العشرين يستطيع ان يطوف بالكرة الأرضية00ويقتل الناس
الذين يعيشون علي بعد أميال منه ويزن الكواكب ويحدد أماكنها، ويخرج البترول من
باطن الأرض، ويطبع ملايين النسخ من الصحف اليومية، ويجعل الدجاجة تبيض
365 بيضة في
السنة، ويجعل الكلاب تدخن (البيبة)، وكلب البحر يلعب بكرة الماء. وهذا الرجل
العجيب إذا رأي خمسة أرغفة وسمكتين، وخمسة جياع وطفلين فقيرين، فإنه يعقد مؤتمراً
أو يشكل لجنة كبري وبعض اللجان الصغيرة، ويدعو إلي عملية انتخابات حرة00ثم يصرخ
بأعلي صوته أن هناك أزمة شديدة تواجهه، وهو يضع تعليمات لاحصر لها ثم يبتعد تاركاً
الأشخاص الخمسة والطفلين جياعاً كما كانوا قبل تأليف المؤتمر واللجان).

هذا
هو رجل القرن العشرين بكل قدراته، وعلمه واكتشافاته واختراعاته وعبقريته التي
نتحدث عنها انه أعجز من أن يقابل أزمة الجوع في عالم اليوم ويصرخ بأعلي صوته من
مشكلة (الانفجار السكاني).

أما
الرب يسوع فقد قال لتلاميذه (اجعلوا الناس يتكئون وكان في المكان عشب كثير فاتكا
الرجال وعددهم نحو خمسة آلاف. وأخذ يسوع الأرغفة وشكر ووزع علي التلاميذ والتلاميذ
أعطوا المتكئين. وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا. فلما شبعوا قال لتلاميذه اجمعوا
الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شئ فجمعوا وملأوا اثنتي عشرة قفة من الكسر من خمسة
أرغفة الشعير التي فضلت عن الآكلين) (يو 6:
1013)

لقد
كانت القفف المملؤة من الكسر الفاضلة، دليلاً ملموساً علي شبع الجماهير، وعلي قدرة
السيد المسيح الإلهية لاشباعها.

ونفس
هذا الشئ نجده في معجزه اشباع اربعه الاف من الرجال عدا النساء والأطفال وذلك من
سبع خبزات وقليل من السمك (متي
15: 3238) ثم رفعوا
مافضل عنهم سبعه سلال مملؤه.

فلتقل
لنا 00أي دخل للعبقرية في هذه المعجزة؟ وأي دخل للقوة المغناطيسية؟ وأي دخل للقدرة
الايحائية؟ ولتكف عن نزهاتك، وتعترف أن السيد المسيح هو الله القادر علي كل شئ.

 

معجزات…
ومعجزات… ومعجزات

وقد
أظهر السيد المسيح قدرته علي شفاء الأمراض المستعصية: فهناك (في أورشليم عند باب
الضأن بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة أروقة في هذه كان مضطجعاً جمهور
كثير من مرضي وعمي وعرج وعسم يتوقعون تحريك الماء. لأن ملاكاً كان ينزل أحياناً في
البركة ويحرك الماء. فمن نزل أولاً بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه).

(وكان
هناك إنسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة) (يو 5: 5) هذا عمر طويل قضاه الرجل في
مرض استعصي علي الطب أن يجد له علاج.

(هذا
رآه يسوع مضطجعاً وعلم أنه له زماناً كثيراً فقال له: (أتريد أن تبرأ) وقد يبدو
السؤال غريباً، لكن الغرابة تزول لو علمت أن هناك مرضي لايريدون أن يبرأوا، لأنهم
يجدون متعة في مرضهم00متعة عطف الناس عليهم00متعة عناية الناس بهم00أو متعة لفت
الأنظار اليهم)0لكن هذا الرجل كان يرغب في الشفاء غير أنه لم يجد من يلقيه في
البركة متي تحرك الماء ولذا قال للسيد المسيح (ياسيد ليس لي إنسان يلقيني في
البركة متي تحرك الماء. بل بينما أنا آت ينزل قدامي آخر).وهنا قال له الرب القادر
علي كل شئ (قم أحمل سريرك وامش). (فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشي).

كان
في قدرة السيد المسيح أن يشفي رجلاً مصاباً بالشلل بعد ثمان وثلاثين سنة قضاها في
العجز والمرض. فهل هذه المعجزات كانت بالقوة المغناطيسية0

ذات
يوم قال السيد المسيح لتلاميذه (لنتجز إلي العبر. فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في
السفينة فحدث نوء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب إلي السفينة حتي صارت تمتلئ وكان هو
في المؤخر علي وسادة نائماً) (مر 4:
3538)0

لماذا
لم يوقظ التلاميذ السيد المسيح قبل أن تمتلئ السفينة بالماء؟ لعلهم ظنوا أنهم
يستطيعون بمجهودهم أن يقوموا بعمل يجعل السفينة في أمان، ويتركوه نائماً في هدوء!
ولكن عبثاً تحاول أن تحل مشاكلك بدون السيد المسيح. إنك حينئذ تزيدها تعقيداً.

وتحت
ضغط الريح العاصفة، والأمواج التي تضرب إلي السفينة اضطر التلاميذ أن يلجأوا إلي
السيد المسيح (فأيقظوه وقالوا له يامعلم أما يهمك أننا نهلك؟)

(فقام
وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم فسكنت الريح وصار هدوء عظيم).

وفي
عتاب لطيف قال السيد المسيح لتلاميذه (مابالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟
فخافوا خوفاً عظيماً وقال بعضهم لبعض من هو هذا؟ فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه).

يحتفظ
لنا التاريخ بقصة عن المملكة فيكتوريا التي اشتهرت بتقواها ومحبتها لكلمة الله،
وقد كانت تلقب باسم (ملكة انجلترا وامبرطورة ماوراء البحار) إنها كانت ذات يوم
واقفة علي شاطئ البحر وإذ بموجة شديدة تبلل ثيابها بالماء، وهنا نظرت الامبراطورة
الي البحر الهائج وقالت: اسكت ابكم…ولكن البحر زاد هياجاً وجاءت موجة شديدة أخري
وبللتها بكيفية أشد. وهنا ابتسمت الملكة وقالت: (يسمونني امبراطورة ماوراء البحار
وهاأنذا آمر البحر فلا يطيعني…شخص واحد فقط هو ملك الملوك ورب الارباب هو الرب
يسوع السيد المسيح الذي أمر البحر فأطاعه). فهل ايضاً اطاع البحر السيد المسيح
نتيجة المغناطيسية والعبقرية؟ افيقوا ياسادة0

إن
ذاك الذي أسكت البحر، هو نفسه الرب الذي سأل أيوب قديماً قائلاً(من حجز البحر
بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم إذ جعلت السحاب لباسه والضباب قماطه. وجزمت عليه
حدي وأقمت له مغاليق ومصاريع. وقلت إلي هنا تأتي ولا تتعدي وهنا تتخم كبرياء لججك)
(أي
38: 8)

أما
عن معجزات الشفاء فهي ايضا ذات أهميه كبيره فكون السيد المسيح له المجد يشفي رجلاً
ذا يد يابسه ويقول بالأمر مد يدك فتعود صحيحه… من يستطيع أن يفعل ذلك؟ أو من من
الأنبياء أو الرسل استطاع أن يفعل ذلك؟ بل انني أقول أن الرسل الأثنا عشر عندما
كانوا يصنعون معجزه شفاء كان الواحد منهم يقول باسم يسوع السيد المسيح الناصري قم
وأمشي. فالمعجزه تتم بأسم رب المجد يسوع السيد المسيح ولكن السيد المسيح بكلمه
الأمر كان يصنع المعجزه.

معجزة
أخري مثل شفاء المولود أعمي نجد أن السيد المسيح يخلق عينين في موضع العينين وهنا
يستخدم التراب ويصنع منه تفلا ويطلي به عيني المولود أعمي ويقول له. امض واغتسل في
بركة سلوام فيرجع بصيراً بعد أن كان فاقد البصر وأتي وسجد للسيد السيد المسيح سجود
العبادة وعندما قالوا هذا الإنسان خاطئ قال لهم أخاطئ هو لست أعلم. أعلم شيئاً
واحداً أنني كنت أعمي والآن أبصر.

في
معجزة شفاء المفلوج (مر 2: 6- 11). نجد أن السيد المسيح يقول للمفلوج: (يابني
مغفورة لك خطاياك) بينما اليهود يقولون: (من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده)
فما معني أن السيد المسيح يغفر الخطايا إلا أنه هو الله الغافر فالذي يستطيع أن
يغفر هو الله وحده وبما أن السيد المسيح أمكنه أن يغفر الخطايا هذا دليل علي أن
السيد المسيح هو الله.

+
قيامه ميت بعد ان انتن

لقد
أقام السيد المسيح ميتاً بعد اربعه ايام من موته فأنتن. ان هذه المعجزه تتحدي
بصوره قاطعه كل من ينكر لاهوت السيد المسيح وكل من ينادي بأن السيد المسيح هو
إنسان عبقري ذو مغناطيسية جعلته يصنع المعجزات فنحن نعلم ان الانسان مع مابلغه من
تقدم ونحن ندخل القرن الحادي والعشرين الا انه مازال عاجزاً أن يقيم ميت بعد أربعه
ساعات من وفاته فكم بالحري بعد أربعه أيام وبعد أن دبت العفونه وعناصر الفناء في
جسده لقد أحب السيد المسيح لعازر واسرته ولكنه سمح في محبته ان تجناز هذه الأسره
تجربه مريره هي مرض لعازر وموته.

المحاور:
اليس هذا يتعارض مع محبه الله؟

التعليق:
لا بالعكس فالحقيقه والواقع يؤكدان أن محبه الله لنا لا تعني اننا قد ابتعدنا عن
الام الحياه. وإلا صارت علاقتنا بالله علي اساس المصالح الماديه. والأمان في
الحياه الدنيا، ومع ذلك فهناك حقيقة يجب أن لا تغرب عن بالنا وهي أن الآلام التي
تمر بحياة من يحبهم الرب، تهدف إلي خيرهم وتنقية نفوسهم.لقد مرض لعازر00ويبدو أن مرضه
كان قاسياً وخطيراً00فأرسلت الأختان إلي السيد المسيح رسالة برقية قائلتين (ياسيد
هوذا الذي تحبه مريض). (فلما سمع أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه
يومين).

المحاور:
ماأغرب تصرفات السيد المسيح المحب!!

التعليق:
لماذا استغربت عليه ذلك. هل بدأت تقتنع بلاهوته؟

المحاور:
لا أدري بل أنني ادرك عمق محبته لذلك فأنني مندهش لما يصدر عنه!

التعليق:
احياناً تكون في قلب تجربة محرقة، وترسل برقية للسماء لتنقذك، وبدلاً من أن تأتيك
الإجابة فوراً00 تجد نفسك وحيداً في دوامة00السماء لاتسمع وكأنها خلت من الله00
وأنت ترفع صوتك في عتاب قائلاً (حتي متي يارب أصرخ ولا تستجيب)؟

وهنا
ماأحوجنا أن نسمع كلمات النبي صفنيا: (الرب إلهك في وسطك جبار. يخلص. يبتهج بك
فرحاً. يسكت في محبته00) صف 3:
17 وكلمات صاحب المزمور القائل (انتظر الرب
ليشدد وليشجع قلبك وانتظر الرب) (مز
27: 14)

إن
الله يقصد من وراء صمته الجبار خيرك. يقصد بركة لنفسك يقصد أن يعلن لك عن شخصه
بكيفية أبهي وأكمل. فانتظر الرب.

المحاور:
فلنعود لمعجزه أقامه الميت الذي أنتن

التعليق:
يستمر يوحنا في تسجيل تفاصيل المعجزة بالكلمات (فلما سمع يسوع قال: هذا المرض ليس
للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به. وبعد ذلك قال لهم: لعازر حبيبنا قد
نام. لكني أذهب لأوقظه. فقال تلاميذه: ياسيد إن كان قد نام فهو يشفي. وكان يسوع
يقول عن موته. وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم. فقال لهم يسوع حينئذ علانية:
لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا. ولكن لنذهب إليه) يو 11: 4و
11-
15. لعازر
مات00وأنا أفرح لأجلكم!!

المحاور:
كيف يفرح السيد المسيح لموت حبيب كلعازر؟

التعليق:
هذا الموت سيعطي للتلاميذ فرصة يتحققون فيها صدق كلماته القائلة (لاتتعجبوا من
هذا. فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا
الصالحات إلي قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلي قيامة الدينونة) (يو5:
28)

وجاء
السيد المسيح وتلاميذه إلي بيت عنيا. (فلما أتي يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام
في القبر)(فلما سمعت مرثا أن يسوع آت لاقته00فقالت مرثا ليسوع ياسيد لو كنت ههنا
لم يمت أخي) ونحن نلمح عتاباً رقيقاً في كلمات مرثا، وكأنها تقول: أنت صديق
أسرتنا00بيتنا مكان راحتك. تتركنا وحدنا في محنتنا وأحزاننا؟ ويجيب السيد المسيح
مرثا قائلاً (سيقوم أخوك).

(قالت
مرثا: أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير) وينطق السيد المسيح بأسمي
إعلاناته عن نفسه قائلاً. (أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل
من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلي الأبد) (يو 11:
2526)

قال
السيد المسيح لمرثا: (أتؤمنين بهذا)؟ قالت مرثا: (نعم ياسيد. أنا قد آمنت أنك
المسيح ابن الله الآتي إلي العالم) (يو 11:
27) (ولما
قالت هذا مضت ودعت مريم أختها سراً قائلة: المعلم قد حضر وهو يدعوك. أما تلك فلما
سمعت قامت سريعاً وجاءت إليه. ثم إن اليهود الذين كانوا معها في البيت يعزونها لما
رأوا مريم قامت عاجلاً وخرجت تبعوها قائلين إنها تذهب إلي القبر لتبكي هناك. فمريم
لما أتت إلي حيث كان يسوع ورأته خرت عند رجليه قائله له (ياسيد لو كنت ههنا لم يمت
أخي) ونصل الي نهايه المعجزه حيث يقول السيد المسيح (ان آمنت ترين مجد الله)00وطلب
منهم ان يرفعوا الحجر (فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعاً) وشم الناس الرائحه
النتنه رائحه الموت وصرخ يسوع بصوت عظيم (لعازر هلم خارجاً) (فخرج الميت ويداه
ورجلاه مربوطات بأقمطه ووجهه ملفوف بمنديل) لقد انتزع السيد المسيح لعازر من انياب
الموت ولايستطيع أحد أن يحي العظام وهي رميم الا الذي خلقها أول مره. ماذا تقول عن
هذه المعجزة ايها الحبيب هل لازلت تدعي انها تمت بالعبقرية والقوة المغناطيسية وهل
المغناطيسية تحي الميت بعد ان ينتن

المحاور:
اسمح لي بالتطفل والسؤال عن السبب الذي جعل السيد المسيح يقول اسم المتوفي عندما
أمره بالخروج من القبر فقال لعازر هلم خارجاً. ولم يقل هلم خارجاً فقط. هل كان
يريد أن يشد انتباه الحاضرين للمعجزه من اجل مصلحته الشخصيه وزياده المجد لشخصه؟

التعليق:
سأرد علي قولك وان كان كلامك هنا دون المستوي انني اعتقد أن السيد المسيح دعي
لعازر بأسمه لكي يحدد من هو الشخص الذي سيقوم من الأموات فلو لم يدع الرب يسوع
لعازر بأسمه لقام جميع من في القبور من قوة صوت الرب القادر علي كل شئ. اما قولك
ان ذلك لمصلحه شخصيه للسيد المسيح فمردود عليه بأن السيد المسيح لم يعمل معجزه
واحده في حياته لمصلحه شخصيه. أو لأنقاذ نفسه من الام قد يتعرض لها. فقد رفض ان
يسمع لابليس ويصنع من الحجاره. خبزاً ليشبع جوع جسده {مت 4: 1- 4}، وأبي أن ينزل
عن الصليب ليخلص نفسه من عذابه {متي
27: 3943]، فمعجزاته
كلها كانت لتطهير ابرص، أو شفاء مريض، أو إغاثة ملهوف أو إعادة البصر إلي أعمي، أو
إقامه ميت من قبره. كانت كلها لخير غيره. كانت لإظهار حب الله وقدته التي تستطيع
أن تنقذ كل من يلجأ اليه.

ويختتم
يوحنا انجيله بالكلمات (وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا
الكتاب. وأماهذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو السيد المسيح ابن الله ولكي تكون لكم
إذا آمنتم حياة باسمه) (يو
20: 3031) الست معي
ان لي كل الحق ان أومن أن السيد المسيح هو الله علي أساس قدرته لعمل المعجزات.

المحاور:
إسمح لي أن أقول لك أن المسيحيين يعطون المعجزات القليلة التي قام بها السيد
المسيح أهمية لا أري مبرراً لها

التعليق:
أود أن أقول كمقدمة في تعليقي علي هذه الكلمات أن معجزات السيد المسيح لا تعد ولا
تحصي ويكفي قول القديس يوحنا الرسول في خاتمة إنجيله (آيات أخري كثيرة صنعها يسوع
قدام تلاميذه ولم تكتب في هذا الكتب) (يو 20: 30)، (وأشياء أخري كثيرة صنعها يسوع،
إن كتبت واحدة فواحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة) (يو
12: 52)0

وكمثال
ذلك يقول القديس لوقا الانجيلي (وعند غروب الشمس، كان كل الذين عندهم مرضي بأنواع
كثيرة يقدمونهم اليه، فكان يضع يديه علي كل واحد فيشفيهم) (لو 4: 40) هنا معجزات
بالجملة لا تحصي0

وورد
عن ذلك في إنجيل مرقس (ولما صار المساء إذ غربت الشمس، قدموا إليه جميع السقماء
والمجانين0 وكانت المدينة كلها مجتمعة علي الباب0 فشفي كثيرين كانوا مرضي بأمراض
مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة) (مر 1:
3243)0

وقال
القديس متي الإنجيلي (كان يسوع يطوف كل الجليل، يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة
الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف) (متي 4:
32)، ويكمل
(فاحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة، والمجانين والمصروعين
والمفلوجين، فشفاهم (متي 4:
42)0

هل
نستطيع هنا أن نحصي ماينطوي تحت عبارات، كل مرض، وجميع السقماء… الخ؟

إذن
نحن هنا نقتصر علي إثبات لاهوت المسيح من المعجزات القليلة التي دونت في الأناجيل0

المحاور:
اسمح لي أن أقول لك أنها مجرد معجزات شفاء مرضي لا أكثر ولا أقل

التعليق:
هذا غير صحيح فمعجزات السيد المسيح عديدة مثل الخلق وأقامة الموتي والمشي علي
الماء وأعلان سلطانه علي مملكة النبات والحيوان والجماد والأمواج والبحر والصعود
الي السماء والنزول منها والدخول من الأبواب المغلقة والميلاد من عذراء واخراج
الشياطين… كما أن معجزات الشفاء التي اتاها السيد المسيح له المجد كانت من كل
نوع0

فقد
شفي من الحمي إبن خادم الملك في قانا الجليل فآمن هو وبيته كله) (يو 1: 46 – 54)،
(وحماة بطرس في كفرناحوم (مر 29: 31)، وشفي من البرص (رجلا بالقرب من كورزين
وأرسله للكهنة شهادة لهم) (مر1: 40 45)، وعشرة رجال بالقرب من أورشليم ورجع واحد
منهم وهو سامري يمجد الله بصوت عظيم (لو 17: 11 – 19) وشفي من الفالج (رجلاً يحمله
أربعة، فبهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط) (مر 2: 2 12)، وصاحب
اليد اليابسة (مر 3: 1 – 6)، وخادم قائد المائة (لو 7: 1 10) وكلهم في كفر ناحوم0

وأبرا
من العمي: (أعميين في كفر ناحوم (مت 9: 27 – 31)، وأعمي من بيت صيدا (مر 8: 22 –
26)، والمولود أعمي في أورشليم (يو 9: 1 – 41)، والشحاذ الأعمي عند دخول يسوع
أريحا، فتبعه وهو يمجد الله، وجميع الشعب أذ رأوا سبحوا الله (لو 18: 35 – 43)،
وبارتيماوس الأعمي عند خروج يسوع من أريحا (مر 10 46 52) 0

وشفي
من الصمم: الرجل الأصم الأخرس في المدن العشر (وبهت الناس الي الغاية قائلين أنه
عمل كل شيء حسناً جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون) (مر 7: 31 – 37)0

وشفي
من العاهات: (أذن ملخس بعد قطعها في جثسيماني (لو 22: 50 – 51)، وشفي من
الاستسقاء، رجلاً بالقرب من كفر ناحوم (لو 14: 1 – 6) وشفي من الأمراض المزمنة
المستعصية (امرأة بتنزف دم لمدة أثني عشر سنة في كفر ناحوم (مر 5: 25 – 35)،
والمنحنية ثمانية عشر سنة في الجليل (لو 13: 11 – 17)، ومريض بيت حسدا مدة ثمانية
وثلاثين سنة (يو 5: 1 – 9)، وشفي من الأرواح النجسة (رجلاً به روح نجس في كفر
ناحوم) (مر 1 23 27)، مجنوناً أصم أخرس (لو 11: 13 – 26)، (رجلاً به لجيئون في
كورة الجدريين) (مر 5: 1 20)، (أبنة الكنعانية) (مر 7: 24 – 30)، (أبناً مصروعاً)
(مر 9: 14 29)0

ولسد
الحاجة أجري المعجزات الآتية: (تحويل الماء إلي خمر في عرس قانا الجليل) (يو 2: 10
11)، (صيد السمك الكثير من بحر الجليل) (لو 5: 1 – 11)، (أشباع الخمسة آلاف من خمس
خبزات في برية بيت صيدا) (مر 6: 33 45)، (أشباع الأربعة آلاف في المدن العشر) (مر
8: 1 9)، (الاستار بفم السمكة لدفع الجزية) (مت 17: 24 27)، وصيد السمك الكثير بعد
القيامة) (يو 21: 6 – 14)0

وللصيانة
من الأخطار: (أنقذ التلاميذ من الغرق، بانتهار الريح أيضاً واسكات البحر، فخافوا
خوفاً عظيماً وقال بعضهم لبعض من هو هذا؟ فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه) (مر 4:
37 41)، (وأنقذ بطرس من الغرق، بالأخذ بيده وجعله يمشي معه علي الماء، والذين في
السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت أبن الله) (مت 14: 30 – 33)، (وأنقذ
التلاميذ من الريح المضادة، بدخوله السفينة) (مر 6: 48 51)0

ومن
الأموات أقام: (أبن أرملة نايين) (لو 7: 11 17)، (وأبنة يايرس) (مر 5: 22 – 43)
(ولعازر) (يو 11: 1 – 52)، بل ان الرسل قاموا بعمل المعجزات بأسم السيد المسيح بعد
صعوده الي السماء واليك بعض منها: –

(شفاء
الأعرج علي يد بطرس) (أع 3: 6 – 7)، (نجاة الرسل من السجن بواسطة الملاك) (أع 5:
19)، شفاء أينياس علي يد بطرس) (أع 9: 34)، (أقامة غزالة من الموت علي يد بطرس)
(أع 9: 40)، (تخليص بطرس من السجن بواسطة الملاك) (أع 12: 6 10)، (ضرب عليم الساحر
بالعمي كطلب بولس) (أع 13: 11)، (شفاء عاجز الرجلين علي يد بولس) (أع 14: 10)،
أخراج روح العرافة من الجارية) (أع 16: 18)، (نجاة بولس وسيلا من السجن بواسطة
الزلزلة) (أع 16: 25 – 26)، (أحياء بولس لافتيخوس) (أع 20: 9 11)، (سلامة بولس لما
نشبت الحية بيده) (أع 28: 5)، (شفاء أبي بوبليوس علي يد بولس) (أع 28: 8 9)، (شفاء
المرضي بتخيم ولو ظل بطرس عليهمش (أع 5: 15)، (شفاء المرضي بمناديل أو مآزر يؤتي
بها عن جسد بولس) (أع 19: 11 12)

المحاور:
أسمح لي أن أقول لك ان المعجزات شيء لا أصدقه؟

التعليق:
أولاً يجب أن تدرك أن المعجزات كانت تحدث قديماً ولاتزال وستظل تحدث دائماً،
والمعجزات ليست شيئاً ضد العقل ولا تتنافي مع النظر بل أنها تنير العقل وتفطنه
ليميز الإنسان بين الحق والباطل ويسلك في طريق الحق ويتبعه بمحض أرادته، فالمعجزات
ليست عصا تسوق الجهلاء لإطاعة الرسالة بل هي نور يهدي المبصرين المفكرين لأطاعة
الرسالة وما أقوله يتفق مع جاء في كافة الأديان وقد جاء في التوراة أن بني اسرائيل
سألوا موسي أن يأتي معجزة (خر 5: 1 9) وأن فرعون سأل موسي أن يأتي معجزة (خر 7: 9)
وقال موسي لفرعون (هكذا يقول الرب… ولكن لأجل هذا أقمتك لكي أريك قوتي، ولكي
يخبر بأسمي في كل الأرض) (خر 9: 13 16)0

فآتي
موسي بالمعجزات الباهرة، فأوقع عشر ضربات علي مصر (مز 78: 42 – 51) وشق البحر
الأحمر فعبر بنو اسرائيل في وسط البحر علي اليابسة (خر 14: 16) (فخاف الشعب الرب
وآمنوا بالرب وبعبده موسي) (خر 14: 31)، وكذلك احتكم لدي شعب اسرائيل كل من أيليا
نبي الله وأنبياء البعل، أن من تستجاب صلاته بنزول نار من السماء، يكون الهه هو
الاله الحق) (1 مل ص 18)، فقال أيليا (ليعلم اليوم انك أنت الله في اسرائيل وأني
انا عبدك) (1 مل 18: 36)، (فلما نزلت نار من السماء والتهمت الذبيحة اعترف الشعب
ان الرب هو الله) (1 مل 18: 39)، واليشع النبي برهن نبؤته بشفاء نعمان السرياني من
برصه فقال (ليأت إليّ فيعلم أنه يوجد نبي في اسرائيل) (2 مل 5: 8)0

وجاء
في الانجيل: (أن اليهود سألوا السيد المسيح قائلين آية آية تصنع لنري ونؤمن بك)
(يو 6: 30)، ويوحنا المعمدان وهو في السجن أرسل أثنين من تلاميذه وقال للسيد
المسيح، أنت هو الآتي أم ننتظر آخر، فأجاب يسوع وقال لهما أذهبا وأخبرا يوحنا بما
تسمعان وتنظران، العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون،
والموتي يقومون، والمساكين يبشرون، وطوبي لمن لايعثر في) (مت 11: 2 6)0

فكانت
معجزات يسوع تشهد له أنه هو المسيح ابن الله (يو 20: 30 – 31) كقول بطرس الرسول
(يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده
في وسطكم كما أنتم تعلمون)0 (أع 2: 22)، وقيل عن الرسل الحواريين (أما هم فخرجوا
وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت كلامهم بالآيات التابعة) (مر 16: 20)0

المحاور:
سأوافقك علي ما تقول ولكن إلست معي في ان طريقة عمل المعجزات كلها متشابهة مما
يقلل من أهميتها؟!

التعليق:
أسمح لي أن أقول له انك انت الذي تحاول التقليل من أهميتها بلا معني ومع ذلك
سأجيبك علي سؤالك وأقول لا، لم تكن طريقة عمل المعجزات واحدة

فبعض
معجزات السيد المسيح كانت تتم بمجرد الأمر أو الانتهار للمرض مثلما حدث في شفاء
حماة بطرس من الحمي الشديدة (أنتهر الحمي فتركتها وفي الحال قامت وخدمتهم) (لو 4:
39) هنا المرض ينتهي بمجرد أمره أو إنتهاره0

وفي
شفاء المفلوج، قال له (قم أحمل سريرك وأذهب الي بيتك) (مر 2: 9) وبمجرد الأمر، عاد
إلي الرجل صحته كاملة، حتي أنه قام، وحمل سريره أيضاً0

وفي
شفاء صاحب اليد اليابسة، قال للرجل (مد يدك، ففعل هكذا، فعادت يده صحيحة) (لو 6:
10) بمجرد الأمر تمت معجزة يعجز الطب كله أمامها0

وفي
اخراج الأرواح النجسة، كان يستخدم أيضاً الأمر والإنتهار فيخرجون ولذلك قيل عنه
إنه (بسلطان يأمر حتي الأرواح النجسة فتطيعه) (مر 1: 27)، وكذلك في إسكات الأمواج
وتهدئة البحر، أستخدم الأمر أيضاً (أنتهر الريح وقال للبحر: (أسكت أبكم، فسكتت
الريح وصار هدوء عظيم) (مر 4: 39)، والأمر بالنسبة إلي الطبيعة والأمراض والعاهات،
لايمكن أن يصدر من إنسان فهذا سلطان إلهي… كثيراً ماكان يجعل المشاهدين يعترفون
بلاهوته، كما سبق وذكرناها0

حتي
في إقامة الموتي، نجد عنصر الأمر أيضاً…. ففي إقامة إبنة يايرس، قال لها (طليثا
قومي) أي يا صبية لك أقول قومي، وللوقت قمت الصبية ومشت) (مر 5: 41 42)، فأبطل
الموت بأمره، وأعاد الحياة بأمره، وكذلك في إقامة إبن أرملة نايين (قال أيها الشاب
لك أقول قم0 فجلس الميت وأبتدأ يتكلم) (لو 7: 14 – 15) وفي اقامة لعازر، قال له
بصوت عظيم (لعازر هلم خارجاً)0 فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة…) (يو 11:
43 44)0

وأحياناً
كانت المعجزة تتم بمجرد اللمس أو وضع يده، كما قيل (فكان يضع يديه علي كل أحد
فيشفيهم) (لو 4: 40) وملخس عبد رئيس الكهنة لما قطعت أذنه (لمس أذنه وأبرأها) (لو
22: 51)، وفي شفاء الأعميين لمس أعينهما، فللوقت أبصرت أعينهما وتبعاه) (مت 20:
34)، ولما وضع يديه علي أعمي بيت صيدا أبصر) (مر 8: 25)، ونازفة الدم التي أنفقت
كل أموالها علي الأطباء بلا فائدة، مجرد أن لمست هدب ثوبه (جف ينبوع دمها وبرئت)
(مر 5: 29)0

وكانت
معجزات تتم بمجرد إرادته، بدون أمر منه، كما حدث في تطهير الأبرص الذي صرخ قائلاً
له: (إن أردت تقدر أن تطهرني) فتحنن ومد يده ولمسه وقال له (أريد فأطهر) (مر 1:
41)، وللوقت طهر برصه (مت 8: 2 3)0 وفي معجزة تحويل الماء إلي خمر في عرس قانا
الجليل خلقت مادة جديدة بمجرد ارادنه حتي بدون أمر وبدون لمس. بمجرد أنه أراد في
داخله (يو 2: 7 -9)0

إلست
معي أن أدعاءك غير صحيح؟ بل أنني أقول لك0 هل في مقدر أي كائن في الوجود غير الله
أن يصنع مثل هذه المعجزات…؟ بالطبع لا، أما السيد المسيح له المجد الي الابد فله
ان يصنع ما يشاء لأنه الله0

المحاور:
كثيراً ماتقول في حديثك عن السيد المسيح. أن له المجد وبذلك تحاول الوصول الي
نتيجة نهائية لمناقشتنا قبل ان تنتهي لأن لقب له المجد، له المجد الي الأبد هو من
الالقاب الخاصة بالله وحده0

التعليق:
أرجو أن تتأكد من شيء هام، إلا وهو أنه بصرف النظر عن حواري معك أو عدم حواري
فأنني في كل وقت في اعماقي الداخلية لا استطيع أو أجرؤ أن أذكر أسم السيد له المجد
دون أن أشير الي هذا اللقب وأن كنت احياناً في كتاباتي وعظاتي أذكره دون تكرار
فذلك لثقتي ان محدثي أو المستمع يدرك هذا المعني… أن عبارة (له المجد) (له المجد
الي الابد) هي عبارة خاصة بالله وحده كما تقول لذلك فهي خاصة بالسيد المسيح، وهي
تدخل في تسبحة السارافيم له (أش 6: 3)0

وهذا
المجد الإلهي، لا يعطيه اللّه لكائن آخر، وهكذا قال في سفر أشعياء النبي (أنا
الرب، هذا أسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر) (أش 42: 8)، فإن ثبت أن السيد المسيح كان له
المجد، فهذا لابد أن يكون دليلاً علي لاهوته ولا يمكن ان يكون له مجد الآب، إلا لو
كان هو الله، فالله لا ينافسه غيره في مجده0

والكتاب
المقدس يعطينا فكره ان السيد المسيح له هذا المجد، اللائق به كإله، فهو يجلس في
مجده، كديان لجميع الشعوب، والأمم، إذ يقول (ومتي جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع
الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس علي كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب) (مت
25: 31 32) والمعروف أن الدينونة هي عمل الله، كما ورد في (تك 18: 25)0

ويقول
معلمنا بطرس الرسول (ولكن أنمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له
المجد الآن وإلي يوم الدهر) (2 بط 3: 18) وعبارة (ربنا) مع عبارة (له المجد) دليل
واضح علي اللاهوت0

ويقول
ايضاً (لكي يتمجد الآب في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلي إبد
الآبدين آمين) (1 بط 4: 11)، وما أجمل أن نقارن هذه الآية وسابقتها بقول القديس
يهوذا الرسول (الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن
وإلي كل الدهور آمين) (يه 25)0 أي ان المجد الذي للآب هو نفسه الذي للأبن0

بل
يذكر الكتاب ان السيد المسيح له نفس مجد الآب، فيقول السيد المسيح (إن ابن الإنسان
سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله) (مت 16: 27) ويقول
ايضاً (لأن من استحي بي وبكلامي، فبهذا يستحي ابن الإنسان متي جاء بمجده ومجد الآب
والملائكة والقديسين) (لو 9: 26)0

ومساواة
الابن للآب في المجد واردة في سفر الرؤيا من حيث انه (في وسط العرش) (رؤ 7: 17)،
وأيضاً في تلك التسبحة التي سمعها الرائي من كل خليقة مما في السماء وعلي الأرض
وتحت الأرض… ويقول سمعتها قائلة (للجالس علي العرش وللخروف البركة والمجد
والسلطان إلي أبد الآبدين) (رؤ 5: 13) نفس المجد والسلطان الذي للآب هو للأبن الذي
شبه بخروف كأنه مذبوح (رؤ 5: 6) وهذا المجد المساوي هو إلي إبد الآبدين، ولا شك أن
هذا دليل علي لاهوته0

ويتحدث
السيد المسيح عن هذا المجد فيقول (جلست مع أبي في عرشه) (رؤ 3: 21)0 وهذا المجد
كان له عند الآب قبل كون العالم (يو 17: 4 5)0

 

القيامة
والشعور بالرجاء

المحاور:
ارجو الا تغضب مني حينما أقول لك ان روايات القيامه الموجوده في الكتاب المقدس
لاتحرك داخلي أي شعور بالرجاء

التعليق:
عندما يقول السيد المسيح لابنة يايرس ياطليثا قومي فتقوم في الحال، ويقول للشاب
ابن أرملة نايين لك أقول قم فيقوم ويقول للعازر هلم خارجاً فيقوم وتتم هذه
المعجزات المذهلة وتقول انها لاتحرك فيك اي شعور بالرجاء

كيف
لا تبعث علي الرجاء بينما السيد المسيح باقامة كل هؤلاء بدد الأحزان من قلوب أهل
الموتي؟ كم كانت سعادة يايرس وأرملة نايين ومريم ومرثا عندما قام هؤلاء الموتي
فكيف لا تبعث معجزات القيامة علي الرجاء؟

لقد
قيل عن معجزة قيامة السيد المسيح بنفسه من الأموات أنها بعثت علي الرجاء علي الكل
لدرجة أن الكتاب المقدس يقول علي لسانالقديس بولس الرسول: (أنا فريسي ابن فريسي
علي رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم) (أع 32: 6). (إن لم تكن قيامة أموات فلا يكون
السيد المسيح قد قام) (1كو 51: 31). ونقول: (أين شوكتك ياموت وأين غلبتك ياهاوية)
(1كو 51: 25- 55). ونقول في لحن القيامة: (السيد المسيح قام من بين الأموات بالموت
داس الموت والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية…إلخ).

نلاحظ
من أقوال الكتاب المقدس وصلوات الكنيسة أن قيامة السيد المسيح من بين الأموات أنها
بعثت علينا بالرجاء كما أن معجزات إقامة السيد المسيح للموتي بعثت علي الكثيرين
الرجاء.أما كونك تدعي عكس ذلك فهذا مردود لتعنتك في المناقشة فقط وليس لعدم شعورك
فمهما كان الانسان بلا مشاعر انسانية فأنه لايستطيع الجمود امام قيامة الاموات

المحاور:
اسمح لي ان اقول ان ربوبيه السيد المسيح والوهيته قد خلقها بولس في البيئه
الهلنستيه وتابعه تلميذه لوقا فصبغ قصصه بها كما يظهر من زيادته ست معجزات علي
مرقس ليرفع شخصيه السيد المسيح الي رتبه الالوهيه وهي الصيد المعجزي في البحر
(لوقا 5: 1- 11)، احياء ابن ارمله نايين (لوقا 7: 11- 71)، شفاء المرأه المنحنيه بكلمه
(لوقا 31: 21- 91). شفاء اذن خادم الحبر الأعظم في بستان الزيتون (لوقا 22: 15)

التعليق:
لقد فاتك ايها الحبيب ان القديس بولس الرسول وسائر رسل السيد المسيح هم يهود. أهل
التوحيد الخاص. وما كان لهم ان يإمنون بالوهيه ناصري مصلوب لو لم يتيقنوا من ذلك
ومن سيرته ودعوته انه ابن الله. اما عن قولك ان لوقا زاد ست معجزات عن مرقس فهذا
مردود عليه. فالقديس لوقا اغفل بعض المعجزات العظيمه التي ذكرها القديس مرقس
والقديس متي مثل السير علي الماء (مرقس 6:
48)، شفاء
ابنه الكنعانيه (مرقس 7:
30)، شفاء الأخرس (مرقس 7: 33) وشفاء أعمي
بيت صدا (مرقس 8: 22-
26).

ان
حياه السيد المسيح حافله بالمعجزات والكلمات الخالده وقد انتقي كل انجيلي منها
بأرشاد الروح القدس مايتناسب مع البلاد التي سيكرز لها.

المحاور:
بهذه المناسبه اسمح لي ان أقول ان لوقا في سبيل تآليه يسوع يهمل مظاهر بشريته
ليرفع من شخصيته الالهيه فلا ينقل مظاهر الغضب كما فعل مرقس (مرا:
43، 3: 5) ولا
مظاهر الاشمئزاز (مر
10: 14) ولامظاهر الحنان
البشريه (مرقس 9:
36، 10: 16، 9: 47 لئلا تبرز
بشريه يسوع علي حساب الالوهيه.

التعليق:
لقد فاتك ياأخي ان انجيل لوقا هو الانجيل المعبر عن انسانيه السيد المسيح حيث يذكر
القديس لوقا مالا يذكره باقي الانجيلين عن ولاده السيد المسيح وعن تنشئته في
الناصرة كسائر الناس ويؤكد علي ناسوت السيد المسيح في سيرته بل انه الوحيد الذي
ذكر ان ملاكاً كان يشجع السيد المسيح في بستان الزيتون (22:
43). ولوقا
أيضاً يؤكد ان يسوع المسيح هو (ابن العذراء) كما هو (ابن الله) فلا تحجب بشريته
الوهيته ولا تحجب الوهيته بشريته.

 

اسم
يسوع المسيح يصنع المعجزات

المحاور:
مهما صنع السيد المسيح من معجزات فقد مات وتوقفت معجزاته فكيف يكون الهاً؟

التعليق:
كل نبي عاش علي هذه الارض. انتهت معجزاته بموته. أما السيد المسيح فقد ظل اسمه
ولايزال يعمل بقوه في الأرواح والأجساد بعد صعوده الي السماء. ففي يوم الخمسين أي
بعد صعود السيد المسيح إلي السماء بعشرة أيام، عمل السيد المسيح بروحه وبكلمته في
قلوب نحو ثلاثة آلاف نفس فأمنوا واعتمدوا، وانضموا إلي الكنيسة التي أسسها السيد
المسيح في اورشليم، فبعد أن وعظهم القديس بطرس الرسول بكلمة الرب. نقرأ (فلما
سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟
فقال لهم القديس بطرس الرسول توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي اسم المسيح لغفران
الخطايا. فتقبلوا عطية الروح القدس..فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك
اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس) (أْع 2:
37– 41)

فمن
الذي أعطي القوة لبطرس الذي أنكر السيد المسيح ثلاث مرات لتؤثر كلماته في القلوب
هذا التأثير الفعال؟

ومن
الذي نخس قلوب هؤلاء سوي الروح القدس الذي أرسله السيد المسيح بعد صعوده إلي
السماء! ان إيمان هذا العدد الضخم دفعه واحده هو خير دليل علي فاعليه عمل السيد
المسيح بعد صعوده الي السماء.

 

السيد
المسيح يجذب شاول المتعصب

+
وقد جذب السيد المسيح بعد صعوده إلي السماء شاول الطرسوسي: يشهد شاول الطرسوسي-
الذي صار بعد ايمانه القديس العظيم بولس الرسول- عن نفسه قائلاً: (أنا الذي كنت
قبلاً مجدفاً ومضطهداً ومفترياً) (1تي1:
13) وقد اضطهد
شاول كنيسة أورشليم، والسيد المسيحيون الذين عاشوا في تلك الجهات.

بينما
يقترب شاول إلي دمشق، وقد أعمي التعصب عينيه، تستمر القصة قائلة: (وفي ذهابه حدث
أنه أقترب فبغتة أبرق حوله نور من السماء. فسقط علي الأرض وسمع صوتاً قائلاً له:
شاول. شاول. لماذا تضطهدني؟ فقال: من أنت ياسيد؟ فقال الرب أنا يسوع الذي أنت
تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يارب ماذا تريد أن أفعل؟
فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل.

فنهض
شاول عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لايبصر أحداً فاقتادوه بيده وأدخلوه إلي
دمشق. وكان ثلاثة أيام لايبصر فلم يأكل ولم يشرب) (أع 9: 3-9).وتفاصيل القصة تؤكد
أن السيد المسيح حي في السماء.

فقد
ظهر بنوره الوضاح لشاول وناداه باسمه. وأراه أنه صعب عليه أن يحاربه. ويقيناً من
يحارب السيد المسيح يجرح نفسه. إنه تماماً كمن يرفس مناخس الخيل، يمتلئ جسمه
بالجراح ولا تتأثر المناخس وأمام نور السيد المسيح، وتحت تأثير صوته قال شاول
الطرسوسي (يارب ماذا تريد أن أفعل؟).

 

تعال
معي نسأل شاول

المحاور:
اليس عجيباً أن يقول شاول للمسيح(يارب) فشاول رجل يهودي، فريسي، يعرف كتابه المقدس
جيداً ويذكر كلمات سفر الخروج (أنا الرب إلهك. لايكن لك آلهة أخري أمامي) (خر
20: 2-3)؟

التعليق:
حقاً… تعال معي نسأل شاول الطرسوسي وتقول له ما الذي حدث لك ياشاول حتي تنادي
السيد المسيح قائلاً (يارب)؟ فيرد علينا شاول بالكلمات (لكن ما كان لي ربحاً فهذا
قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل أني أحسب كل شئ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة
المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح.
وأوجد فيه وليس لي بري الذي من الناموس بل بإيمان المسيح البر الذي من الله
بالإيمان. لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته) (في3: 7-
10).

لقد
تيقنت أن تلاميذ السيد المسيح لم يسرقوا جسده، لقد قام وقبره خال من جسده، ولذا
أشرق علي بنوره من السماء، لقد آمنت أنه (أبن الله الحي) فما أحياه الآن في الجسد
فإنما أحياه في الإيمان…إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي) (غلا2:
20).

 

اسم
يسوع السيد المسيح يشفي المولود أعرج

+
ولقد شفي إسم السيد المسيح رجلاً أعرج من بطن أمه: أجل بعد أن صعد السيد المسيح
إلي السماء ظل اسمه قوياً فعالاً يشفي الأمراض، ويجري المعجزات، لأنه الله الموجود
في كل مكان، القادر علي كل شئ…وهذه كلمات سفر أعمال الرسل عن شفاء ذلك الإنسان
(وصعد بطرس ويوحنا معاً إلي الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة. وكان رجل أعرج من بطن
أمه يحمل. كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ليسأل صدقة من
الذين يدخلون الهيكل. فهذا لما رأي بطرس ويوحنا مزمعين أن يدخلا الهيكل سأل ليأخذ
صدقة. فتفرس فيه بطرس مع يوحنا وقال أنظر إلينا. فلاحظهما منتظراً أن يأخذ منهما
شيئاً. فقال بطرس ليس لي فضة ولاذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك بأسم يسوع المسيح
الناصري قم وامش. وأمسكه بيده اليمني وأقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه. فوثب
ووقف وصار يمشي ودخل معهما إلي الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح اللَّه) (أع3: 1-8).

ولما
اجتمع الجمهور الذي رأي هذه المعجزة حول بطرس ويوحنا، أعلن لهم بطرس أن شفاء الرجل
قد تم باسم يسوع المسيح فقال: (أيها الرجال الإسرائيليون مابالكم تتعجبون من هذا
ولماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي. إن إله ابراهيم
واسحق ويعقوب إله آبائنا مجّد فتاه يسوع الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه
بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه. ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل
قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك. وبالإيمان
باسمه شدد اسمه هذا الذي تنظرونه وتعرفونه والإيمان الذي بواسطه أعطاه هذه الصحة
أمام جميعكم) (أع3:
1316).

فالسيد
المسيح هو الله الحي الموجود بقوته في كل مكان. ولذا فإن اسمه المبارك العجيب فيه
القدرة لإعطاء الصحة والحياة.

 

هل
هي نماذج محدود
ة؟

المحاور:
هذه نماذج. محدوده. فهل لديك امثله أخري لعمل السيد المسيح في البشر بعد صعوده الي
السماء. لأن عمل الله غير محدود. فاذا كان السيد المسيح هو الله تكون اعماله غير
محدوده.

التعليق:
أعمال السيد المسيح الالهيه غير محدوده وقد أعلن القديس يوحنا الحبيب ذلك قائلاً:
وحتي لايمر بنا الوقت تستطيع العوده للكتاب المقدس فتجد العديد من المعجزات وسأذكر
منها علي سبيل المثال فقط بعض ماجاء بسفر اعمال الرسل.

عمل
السيد المسيح بروحه في مدينه السامره وفي قلب الوزير الحبشي (أعمال8) ومع اينياس
(اعمال9:
3235). وكيف
أقام الخادمه التلميذه طابثيا (اعمال9:
3642) وكيف عمل
في قلب كرنيليوس ومن حضروا في بيته (أعمال01) وكيف زعزع اساسات سجن فيليبي وغير
قلب حافظ السجن (اعمال
416: 1934). وايضاً
كيف انقذ القديس بولس في قلب العاصفه (اعمال
27: 41-44).

ومازال
إلي اليوم يغير قلوب الذين يقبلونه مخلصاً في أنحاء الأرض، وينير بروحه قلوب وعقول
المؤمنين به، ويرشدهم الي أنفع الاكتشافات والاخترعات العلمية لخير البشرية، فقد
أرشد (أديسون) لاكتشاف الكهرباء، وأرشد (فلمنج) لاكتشاف البنسلين الذي أنقذ حياة
الملايين. وأرشد العلماء السيد المسيحيين لأبتكار كل ماهو لخير الانسان. فهل بعد
كل هذا لاتزال تناقش هل السيد المسيح هو الله أم لا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى