علم المسيح

(8) الفارق بين الابن والملائكة



(8) الفارق بين الابن والملائكة

(8) الفارق بين الابن والملائكة

 

وعندما
يقارن الوحي الإلهي بين الابن والملائكة يقول: ”
اَللهُ، بَعْدَ مَا
كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا
فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ
الَّذِي
جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.
الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ
الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً
لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،صَائِراً أَعْظَمَ
مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ. لأَنَّهُ
لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: ” أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ
وَلَدْتُكَ “؟ وَأَيْضاً: ” أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ
لِيَ ابْناً “؟ وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ
يَقُولُ: ” وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ الله ِ”. وَعَنِ
الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: ” الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ
لَهِيبَ نَارٍ “. وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: ” كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ
إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ
الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ
بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ “. وَ” أَنْتَ يَا
رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ
تَبِيدُ وَلَكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ
تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى”.
ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: ” اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي
حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟” أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ
أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ
يَرِثُوا الْخَلاَصَ!
” (عب1: 1-14).

 وهنا
يقول الوحي الإلهي عن الابن:

مقالات ذات صلة

1
– أنه ابنه ”
الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ “؛ وكلمة
” في أبنه ” هنا حرفياً ”
υἱός ἐνhuios en) وتعني ” في ابن – in a son “، متميز عن
المخلوقات، متميز عن الملائكة والبشر، ابن الله الذي من ذات الله وفي ذاته، فهو
الذي خلق العالمين، فكلمة ” كل شيء ” هنا هي في اليونانية ”
παντων (بانتون – Pantwn) “، تعني كل الأشياء، وتساوي قول الرب يسوع المسيح نفسه:
” دفع إليّ كل (
πασα) سلطان في السماء وعلى الأرض ” (مت28: 18).
كل شيء (
παντα) قد دفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف الابن إلا
الآب. ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ” (مت11: 27).
مما يعني أن كل ما في الكون، كل شيء، خاضع للابن.

2
– ”
الَّذِي
بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ “
، و ” عَمِلَ ” هنا
تعني خلق، فماذا خلق؟ يقول ”
الْعَالَمِينَ “؛ ويستخدم
هنا تعبير ”
αιωνας aiwnasaioonasthe worlds “، ومفردها ” آيون aiōnaeon “، وتعني في اليونانية بصفة عامة عالم روحي، عالم مادي، دهر،
عالم، أبدي، دائم، عالم يبدأ ولا ينتهي، وقد ترجمت في العهد الجديد ” عالم،
دهر، أزل، وذلك حسب سياق الكلمة وقرينتها. إذاً فهو الخالق للكون بعوالمه المادية
والروحية كما قال عنه الكتاب
: ” فانه فيه خلق الكل ما في
السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم
سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل
(كو1: 16و17)، وأيضاً ” اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ

(أف3: 9)، وأيضاً: ” لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ
جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي
بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ ” (1كو8: 6)، أو كما يقول القديس
يوحنا بالروح: ” كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ
يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ ” (يو1: 10). إذا فهو وارث لما خلق، وارث للكون الذي
خلقه هو.

3
– ”
وَهُوَ
بَهَاءُ مَجْدِهِ
“، تبدأ بقوله ” ὃςhos – الذي ” وكلمة ” َهُوَ
هنا: ”
ὢνoonōn
وتعني: الكائن، وتعبر عن الكينونة ”
who being “، والتي جاءت في الترجمة اليونانية السبعينية لخروج (3:
14): ”
Ἐγώ
εἰμι ὁ ὤν
– أنا هو الكائن بذاتي – I am THE BEING “. فالضمير ” هو ” هنا ليس ضميراً في اليونانية بل
اسم في صيغة اسم الفاعل ” الكائن ” لتأكيد الوجود الدائم كبهاء مجد
الله. وكلمة ” بهاء ” هنا ”
απαυγασμα apaugasma
“، وتعني ” سطوع وتوهج وإشعاع “. وتعبير ”
بَهَاءُ
مَجْدِهِ

” تعني أن الابن هو شعاع أو انبعاث النور من النور، أي أنه، الابن، في عظمته
الجوهرية هو التعبير عن النور الإلهي، انعكاس نور الآب، أي
إشعاع مجده،
ضياء مجده كنور من نور.

4
– ويعني قوله: ”
وَرَسْمُ جَوْهَرِهِThe express image of his person “؛ الصورة المعبرة لذاته، شخصه الإلهي، فكلمة رسم هنا ”
χαρακτηρcharakteer ” وتعني: من نفس، الصورة المحفورة، صورة جوهره الدقيقة.
وكلمة ” جوهره –
τῆς ὑποστάσεωςhupostasis tees ” وتعني العبارة الصورة العبرة لكيان أو
جوهر الله ”
the very
image (or impress) of his substance
“. أي أن الابن هو صورة جوهر الله، الصورة المعبرة
لذاته.

5
– ”
وَحَامِلٌ
كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ
“، أي مدبر كل
شيء، كما يقول الكتاب أيضاً: ”
اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ
يَقُومُ الْكُلُّ
” (كو1: 17). وكلمة قدرته هنا تعني المسيح
كلمة الله ”
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ
عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ
اللَّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.
فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ،
“، وقوة الله ” فَبِالْمَسِيحِ
قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ
” (1كو1: 24).

6
– الجالس في يمين العظمة في الأعالي: “
جَلَسَ فِي
يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي
” (عب1: 3)، وكلمة ” جلس
” هنا هي ”
εκαθισενekathisen ” من الفعل ” καθίζωkathizoo” ويعني ” أخذ كرسيه “. و ” في يمين ”
هنا تعني المكان الأسمى ولا تعني تحديد مكان بل مكانه، لذا يكرر الكتاب تعبيرات
وَجَلَسَ
عَنْ يَمِينِ اللَّه
” جلوس الابن عن يمين أو في يمين
الآب كما يكرر الرب يسوع المسيح نفسه هذا التعبير بقوله ”
عَنْ
يَمِينِ الْقُوَّةِ
” و ” عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ ” و
رَفَّعَهُ
اللهُ بِيَمِينِهِ
” و ” قَائِماً
عَنْ يَمِينِ اللهِ
” و ” جَلَسَ فِي
يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ
” مرات كثيرة، وكلها تعني الجلوس في اسمى
مكان في السماء، في عرش الله:

V ” مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ
الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِياً عَلَى
سَحَابِ
السَّمَاءِ ” (مت26: 64).

V ” وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ
جَالِساً
عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ
، وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ ”
(مر14: 62).

V ” ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ
إِلَى السَّمَاءِ،
وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ
اللَّه

” (مر16: 18).

V ” مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ
يَمِينِ قُوَّةِ
اللهِ
(لو22: 69).

V ” وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ وَأَخَذَ
مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ
الآبِ سَكَبَ هَذَا
الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ ” (أع2: 22).

V ” لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ
نَفْسُهُ يَقُول: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي

” (أع2: 34).

V ” هَذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيساً
وَمُخَلِّصاً لِيُعْطِيَ
إِسْرَائِيلَ
التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا ” (أع5: 31).

V ” وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ
مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ
الْقُدُسِ فَرَأَى
مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ ” (أع7: 55).

V ” هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ
الإِنْسَانِ
قَائِماً عَنْ يَمِينِ
اللهِ

” (أع7: 56).

V ” مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ
بَلْ بِالْحَرِيِّ
قَامَ أَيْضاً الَّذِي
هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ

فِينَا!
” (رو8: 34).


الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ،
وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي
السَّمَاوِيَّاتِ
” (أف1: 20).

V ” فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ
فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ
الْمَسِيحُ
جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ
” (كو3: 1)

V ” وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ
كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا، قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي
السَّمَاوَاتِ
” (عب8: 1).

V ” وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا
ذَبِيحَةً وَاحِدَةً،
جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ
عَنْ يَمِينِ اللهِ ” (عب10: 12).

V ” نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ
يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ
أَجْلِ السُّرُورِ
الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً
بِالْخِزْيِ،
فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ ” (عب12: 2).

V ” الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ، إِذْ قَدْ مَضَى
إِلَى السَّمَاءِ،
وَمَلاَئِكَةٌ
وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ.” (1بط3: 22).

7
– الأ
عظم
من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منهم.
فالملائكة هم ملائكته
هو:

يرسل ابن الإنسان ملائكته ” (مت13: 41)، ” فيرسل ملائكته
ببوق عظيم الصوت ” (مت24: 31)، ” فيرسل حينئذ ملائكته
(مر13: 27)، ” أنا يسوع أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن
الكنائس. أنا اصل وذرية داود. كوكب الصبح المنير ” (رؤ22: 16).

7
– ثم يقول بعد ذلك ”
لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم
ولدتك. وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا
“، وهذا الفارق
بين الابن والملائكة يصور مدى وحقيقة هذه البنوة التي لم يوصف بها الملائكة، علماً
بأنه سبق أن وصف الملائكة، كما بينا بأبناء الله، ولأن بنوتهم بنوة مجازية لذا لا
يقال لهم قط ما قيل للابن الحقيقي والوحيد ابن الله.

8
– ولأنه الابن الحقيقي لذا تسجد له جميع ملائكة الله ”
وأيضا متى
ادخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله “
، كما تسجد
له جميع المخلوقات:
” لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل
اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف
كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب
” (في2: 9-11).

9
– وفي المقارنة بين هذا الابن والملائكة يعطيه لقب الله “.
وأما عن
الابن كرسيك يا الله “
. وهنا يقول عن الملائكة أنهم مخلوقون من
ريح ونار ” الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار “!! أما الابن فيقول
عنه ” كرسيك يا الله “!! أي أن المقارنة هنا هي مقارنة بين المخلوق
والخالق الذي له لقب الله:
” الذي هو صورة الله غير
المنظور بكر كل خليقة (حرفياً فوق كل خليقة). فانه فيه خلق الكل ما
في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم
سلاطين. الكل به وله قد خلق ” (كو1: 15-17).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى